بيروت ـ خلدون قواص
رأى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار راشد الحماد ان بيت الزكاة الكويتي كان ومازال مؤمنا بأن الارتقاء بالعمل المؤسسي في أجهزة الزكاة هو نتاج فكر جماعي وحصيلة عمل متواصل.
كلام الوزير الحماد جاء خلال مشاركته في افتتاح المؤتمر العالمي الثامن للزكاة أعماله تحت عنوان «انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على إيرادات ومصروفات الزكاة» الذي نظمه بيت الزكاة الكويتي وصندوق الزكاة في لبنان بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير البيئة محمد رحال وحضور وزير الأوقاف الباكستاني محمد نور القادري ومفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني والنواب قاسم عبدالعزيز وخالد ضاهر وخالد زهرمان وسفيرنا في لبنان عبدالعال القناعي ومدير عام بيت الزكاة الكويتي عبدالقادر العجيل وحشد من الشخصيات. استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الكويتي، وألقى المستشار الحماد كلمة جاء فيها: أيها الحفل الكريم، إن مؤتمركم اليوم ينعقد في ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، وأزمة عالمية بالغة التأثير، لاتزال تبعاتها ماثلة في العديد من المؤسسات وفي كثير من الدول، لقد مر عام 2009 عصيبا على من عاصره من المشتغلين في المال والاقتصاد من مؤسسات ودول، وفي الوقت الذي ترك هذا العام الدنيا في حالة من الترقب والذهول، فإنه ترك لنا أيضا الكثير من النتائج والمعطيات التي تستلزم منا دراستها وتحليلها والاستفادة منها في مجال العمل الزكوي باعتبار ان مؤسسات الزكاة من مكونات القطاع الاقتصادي والمالي على المستوى الإقليمي والدولي.
الأزمة المالية مستمرة
وأضاف: يأتي اجتماعكم هذا في الوقت الذي ظن فيه البعض ان غيمة الأزمة الاقتصادية العالمية قد انقشعت، وان صفحتها طويت، وهذا في الواقع اعتقاد في غير محله، فالأزمات على انواعها سنة كونية، والملمات على أشكالها طبيعة حياتية، فهي جزء لا يتجزأ من تعايشنا على هذا الكوكب سواء أكنا افرادا او مؤسسات، لذا وجب على أصحاب الفكر والرأي وأهل الاختصاص ان يستعدوا لمواجهة تلك الأزمات بالبحث والدراسة والنظر والتحليل ولأخذ ما يلزم من الحيطة والاستعداد ورسم الرؤى المستقبلية لكيفية مواجهتها، وهذا ما يهدف إليه اجتماعكم المبارك.
وقال: لقد كان بيت الزكاة الكويتي ومازال مؤمنا بأن الارتقاء بالعمل المؤسسي في أجهزة الزكاة وهو نتاج فكر جماعي وحصيلة عمل متواصل، فلهذا حرص على عقد مثل هذه المؤتمرات واللقاءات لما فيها من تحقيق المصلحة العامة، وتعميم للفائدة المرجوة، وجني للنتائج الإيجابية التي تعود في مصلحتها على المجتمع بالنمو والازدهار.
وتابع يقول: إن المؤتمر العالمي الثامن للزكاة وما سينتج عنه من قرارات وتوصيات، ما هو إلا حلقة مكملة لما سبقه من مؤتمرات سبعة، ناقش فيها من سبقونا سبل وآليات تطوير العمل الإداري والتنظيمي في مؤسسات الزكاة من خلال بحث ودراسة ما يواجه عمل تلك المؤسسات من صعوبات وما تصبو اليه من تطلعات.
إنني على ثقة تامة بأن مؤتمركم سيناقش على مدى يومين متتاليين موضوعا غاية في الأهمية له أبعاده وتبعاته، فتسليط الضوء على مفهوم وأسباب نشوء الأزمة وتأثيراتها، والاطلاع على التجارب التي خاضتها بعض الجهات المشاركة في المؤتمر في مواجهة الأزمة، سيمكننا إن شاء الله من تحديد ما يجب علينا القيام به في قادم الأيام والأحداث، كما انني على ثقة بأن تكون التوصيات والقرارات التي سيخرج بها المجتمعون على قدر كبير من الأهمية في معالجة آثار تلك الأزمة وتبعاتها.
قباني يحيي الكويت
وألقى مفتي لبنان د.محمد رشيد قباني كلمة باسمه وباسم مؤسسة صندوق الزكاة في لبنان ومجلس أمنائها، وباسم دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، حيا فيها الكويت الشقيقة، أميرا وحكومة وشعبا، والتي حرصت وتحرص على ان يكون بيت الزكاة في الكويت هو شجرة الخير الكويتية، التي يزرع أغصانها بما يقدمه من خير ومساعدات في بلداننا العربية والإسلامية، لتنمو شجرة الخير في أمتنا وتزدهر، وتكون شجرة الخير الكويتية كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها.
الوزير رحال يرحب باسم رئيس الحكومة
وقال الوزير محمد رحال: إنني باسم دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري أرحب بضيوف لبنان الى هذا المؤتمر الهام الذي ينظمه صندوق الزكاة في لبنان بالتعاون مع بيت الزكاة في الكويت والذي نقدر له عاليا دوره البناء في نشر ثقافة أداء هذا الركن الحيوي لما له من أبعاد إيمانية واجتماعية وإنسانية سامية، وبالتعاون كذلك مع البنك الإسلامي للتنمية الذي يقدم مساهمات بناءة لتمويل المشاريع التي تعود بالخير على مستحقي الزكاة، خاصة الأرامل والأيتام والمحتاجين.
ثم ألقى كلمة ممثل البنك الإسلامي للتنمية د.العياشي فداد جاء فيها: ان البنك الاسلامي للتنمية، قد ضمنت رؤيته حتى عام 1440 هـ ـ 2020 م مجالا استراتيجيا خاصا بمكافحة الفقر، واشارت الرؤية الى ان البنك سعى ولايزال الى ابتكار آليات معاصرة للإفادة من مؤسسات الزكاة والوقف والصدقات في تخفيف حدة الفقر في المجتمعات الإسلامية، ونقدر الرؤية بأن هناك إمكانات وقدرات مهمة لهاتين المؤسستين لم يتم استكشافها بعد. وتحدث رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة في لبنان عدنان الدبس فقال: ان الازمة المالية فرصة لمؤسسة الزكاة لإعادة تقييم سياساتها وإدارة مخاطرها وتعزيز التخطيط لاستراتيجيات طويلة الأجل، والبحث عن مصادر مستدامة للتمويل مع ترشيد للمصروفات وتعزيز الموارد البشرية الكفؤة.
كلمة الوفود المشاركة ألقاها مدير عام صندوق الزكاة في الأردن على مفلح القطارنة، شكر فيها لبنان رئيسا وحكومة وشعبا وصندوق الزكاة الكويتي ودار الفتوى في لبنان والبنك الإسلامي للتنمية على احتضانها المؤتمر.