- المستشار ياسر جلال: من حق كل مصري غيور على وطنه أن يعتز بقضائه وقضاته ويفخر بالتقاليد التي أرسوا قواعدها والقيم التي صانوها
أسامة أبوالسعود
في لمسة وفاء وتقديرا للدور الكبير والعطاء المميز لشيخ قضاة مصر في الكويت، أقام العديد من القضاة وأعضاء السلك القضائي في البلاد حفلا تكريميا بقصر العدل للمستشار جلال رابح بمناسبة طلبه التقاعد بعد رحلة طويلة مع القضاء الكويتي اعطى خلالها شيخ قضاة مصر خلاصة علمه وخبرته العلمية والحياتية للاجيال المتعاقبة التي حلت للعمل في الكويت.
فيض من كلمات الحب والتقدير انهالت على شيخ قضاة مصر في الكويت علها توفي الرجل جزءا مما يستحق من اخوانه اعضاء السلك القضائي الذين عبروا عن خالص تقديرهم واعتزازهم بفترة العمل التي قضوها بمعية سيادته في الكويت واستفادوا من خبراته، وكان حقا عليهم تكريمه في يوم وفائه.
المستشار ياسر جلال اكد خلال كلمته ان القضاة في كل مكان هم الحصن والملاذ والرجاء الاسمى في حياة الأمن والأمان والكفاية والاطمئنان مستشهدا بما قاله الرئيس محمد حسني مبارك عندما تحدث الى جموع القضاة في مؤتمر العدالة، مؤكدا «ان رسالة العدالة رسالة شاقة مضنية بقدر ما هي سامية ولا يقوى على حملها الا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتمسكوا بالنزاهة والطهارة الى درجة ترفعهم الى مراتب القديسين الابرار».
وتابع المستشار ياسر جلال قائلا: ان من حق كل مصري غيور على وطنه ان يعتز بقضائه وقضاته ويفخر بالتقاليد التي أرسوا قواعدها والقيم التي صانوها حتى بلغوا في هذا الشأن الرفيع خبرة ودراية ورصيدا من الثقة تجاوز حدود البلاد ليمتد الى الدول العربية الشقيقة والمنظمات المعنية بقضايا القانون، وتلك حقيقة تضاعف من اعتزازنا بالقضاء المصري.
وأضاف المستشار جلال «وها أنذا شاهد عيان على هذه الحقيقة وأنا أرى بعيني في كل يوم تقدير اولي الامر في الكويت لما يسطره قضاة مصر في سفر العدالة في هذا البلد الأمين من قدرة واقتدار يبعث في النفس الاعتزاز كما يبعث فيها الفخار».
وأردف قائلا: وبقدر الجوانب التي أسعدتني في عملي بالكويت، فإن أبرز ما أسعدني هو تلك المكانة الرفيعة وتلك الثقة الغالية التي توليها الكويت شعبا وحكومة وقيادة لقضاة مصر على نحو رائع فريد يثلج الصدور ويشرح القلوب ويزرع الامل في النفس لمستقبل أزهى وأسمى تنعم به مصر. وختم المستشار ياسر جلال كلماته بالقول: «وليس أدل على ذلك كله من هذا اللقاء الذي يضمنا لنودع فيه شيخ القضاة المصريين في الكويت وكان بحق سفير القضاء المصري الذي أدى رسالته خير أداء وأحسن فيها البذل والعطاء، وقد آثرت ان استعمل لقاء «وداع» وليس «تكريم» لأن المستشار رابح مكرم في ذاته وشخصه، والتكريم لأنفسنا نحن ووفاء منا لأخ كريم أكمل عطاءه متمنين لسيادته كل التوفيق في حياته الباقية الممتدة بإذن الله».
من جانبه، قال المستشار ايمن شاش: بقدر ما تتناهى المعاني في السمو والرفعة بقدر ما يتناهي التعبير عنها بالبساطة، يسعدنا ان نتقدم له بكل التحية والتقدير آملين ان يتقبل ذلك بذات الروح الجميلة التي تقف وراء تقديمه له.
من جهته، قال المستشار أيمن صبري: في هذا اللقاء الطيب الذي يلتقي فيه رجال القضاء الذين أشرقت وجوههم بنور العدل، فنذروا له اشرق ما في نفوسهم ووهبوه أجمل ما في قلوبهم حتى امتزجوا به وامتزج به فأصبح لهم قلبا ومثابا وصاروا له عنوانا وكتابا. مشيرا الى ان هذا اللقاء جاء لوداع أحد رجالات القضاء المصري الشامخ والذي شرف بتمثيل مصر في هذه البقعة الطيبة من أرض العروبة وشرفهما شيخ القضاة المصريين والذي أدى رسالته خير أداء وأحسن فيها البذل والعطاء، فجزاه الله خيرا على ما قدم خلال تلك السنوات الممتدة في مصر والكويت.
من جانبه، أشاد المستشار أبوالفضل هريدي بجهود المستشار جلال رابح بالقول: في حياة الأمم والشعوب رجال يصنعون التاريخ ويؤثرون فيه ويحفرون سيرهم في أنصع صفحاته بأحرف من نور، وهؤلاء ليسوا فقط من الانبياء والرسل، بل منهم قضاة صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلم يحن الواحد منهم قامته لحاكم طمعا في منصب أو خوفا من بطش، وانا عهدناك يا سيادة المستشار من أجلهم وفي مقدمتهم بفضل الله.
واقرأ ايضاً:
الحماد: الوسطية بأنواعها العقدية والسلوكية والقضائية من أبرز خصائص الأمة الإسلامية
مستشرقون ألمان في ضيافة «الأوقاف»
المظفر: لا إصلاح دون حل مشاكل المحامين