أبدت الناشطة السياسية والمستشار الإداري مدير عام مركز الغانم للاستشارات الإدارية شيخة الغانم، استياءها الشديد من المعاملة غير الطيبة التي يلقاها المرضى على مستوى العالم سواء من قبل بعض الأطباء أو بعض الممرضات اضافة الى عدم الاكتراث واللامبالاة بالمريض خاصة بعد اجراء العملية الجراحية او فيما يتعلق بمرضى العناية المركزة، لافتة الى ان بعضهم يتعامل مع المرضى وكأنهم فئران تجارب وليسوا بشرا يعالجون داخل مستشفيات آدمية.
وطالبت الغانم جمعيات حقوق الإنسان بالاهتمام بهذا الأمر الخطير مؤكدة ان المرضى هم أضعف شريحة في المجتمع لذا فإن حمايتهم والاهتمام بهم يعد أولويات مهمة، مضيفة ان المرضى يحتاجون الى عناية خاصة قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية، لافتة الى ان المريض ومرافقيه من الأهل والأصدقاء تكون معنوياتهم منخفضة وحالتهم النفسية مضطربة لذا فإن التعامل معهم ينبغي ان يكون مختلفا عن الأشخاص الآخرين خارج المستشفيات ولابد من ان يقدر ذلك كل من الأطباء والممرضات وغيرهم من ادارة المستشفى.
ولفتت الغانم الى قضية خطيرة تحدث داخل كواليس المستشفيات الا وهي العلاقة التنافسية بين الأطباء والممرضات، مرجعة ذلك لقلة عدد الممرضات على مستوى العالم اذ هناك نقص في اعدادهن في اغلب الدول، مشيرة الى ان العدد القليل من هؤلاء الممرضات هو المتعاون مع الأطباء، لافتة الى نقطة اخرى خطيرة وهي ان هناك بعض الممرضات تقدمن استشارات طبية للمرضى وليتها كانت صحيحة لكنها للآسف تكون مغايرة تماما لاستشارات الأطباء اضافة الى عدم تقيدهن وتنفيذهن لتعليمات الأطباء الخاصة بالعلاج.
وأوضحت انهن يعالجن المرضى دائما بطريقتهن دون علم الأطباء حتى في أوروبا وأميركا نجد هذه المشكلة ايضا مع انهم يملكون اطباء اكفاء ولديهم سمعة ممتازة، معربة ان المشكلة تكمن في ان بعض الممرضات بعد العمليات لا يعتنين بالمرضى مما يؤدي الى مضاعفات تؤدي الى امراض اخرى لم يكن المريض مصابا بها قبل دخوله المستشفى مما يعد أمرا غاية في الخطورة لابد من التنبه له من قبل الجمعيات الحقوقية والمجتمع بأكمله، مؤكدة اننا في الكويت لدينا نفس هذه المشكلة ايضا التي يعاني منها المجتمع الكويتي بأسره، وقالت: هذا الأمر يعد مشكلة عالمية وليست خاصة ببلد بعينه.
وأكدت الغانم اننا بالفعل لا نستطيع في اغلب الأحيان تحديد عدد الأطباء المتميزين الذين لديهم سمعة ممتازة في عملهم المهني والإنساني، مرجعة السبب الى سرية الشكاوى التي يتقدم بها المرضى وأهلهم اضافة الى صعوبة تقديم الشكوى من الأصل، مشددة على وجوب تفعيل جمعيات مهنية عالمية لمراقبة أداء الأطباء ومدى مواكبتهم لتطور العلاج وتقديم البحوث المستمرة ومدى قدرتهم على الاستمرار كأطباء أو لا، موضحة ايضا ان نفس الكلام ينطبق على الهيئة التمريضية، لافتة الى ان هذه الخطوة تعد مهمة وضرورية حتى يعلم الأطباء والممرضات انهم دائما تحت المجهر.
وفي النهاية دعت الغانم جمعيات حقوق الانسان الى ان تهتم بهذا الملف الخطير اذ ان هناك الكثير من المرضى يموتون بسبب اخطاء طبية متكررة، مطالبة بوجوب اجراء التحاليل المختبرية بعد الوفاة لتحديد سببها وعدم الاكتفاء بالتشخيص الظاهري، مرتئية ضرورة ايجاد جهات دولية مشتركة لمراقبة اسباب الوفيات خاصة الناتجة عن اخطاء بشرية، متمنية ان ينعم الجميع بصحة طيبة تمكنهم من العمل والإبداع المستمرين.