كشفت اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم في بيان صحافي عن عزمها الاستمرار في تطبيق الاضراب الذي دعت اليه الاسبوع الماضي تحت شعار «لا تعليم بدون صحة» وذلك بالتوقف عن الدراسة في ضاحية علي صباح السالم (ام الهيمان) يومي الاحد والاثنين المقبلين، وان هذا العمل الاحتجاجي بالاضراب عن الدراسة بعد التجاهل المرير لقضية تحديد مصير حياة 45 الف نسمة يقطنون هذه الضاحية المنكوبة (ام الهيمان) بسبب التلوث القاتل الذي يفتك بحياة اهالي واطفال ام الهيمان، بل ويفكك اسر كانت تحلم بالعيش الهانئ وان تتنفس هواء نظيفا وان يعيش اطفالهم في امان بدلا من الموت البطيء بأيدي أناس لا هم لهم الا الكسب المادي ولو على حساب دماء اهالي ام الهيمان، واشارت اللجنة في بيانها ان هذه الخطوة تأتي احتجاجا على ما اسمته بالتخاذل الحكومي والتواطؤ النيابي وذلك بعد الاحباط الكبير الذي لمسه اهالي ام الهيمان من تعامل الجانب الحكومي مع هذه الكارثة الصحية والانسانية التي سيذهب ضحيتها 45 الف نسمة.
وتابعت: منذ تسع سنوات واهالي ضاحية علي صباح السالم (ام الهيمان) يتجرعون اطنانا من السموم التي تلقي بها المصانع في صدور اهالينا واطفالنا، تسع سنوات والخطر يزداد يوما بعد يوم، والمصانع التي تحيط بالضاحية يزيد عددها بلا ضوابط فيزيد ما تلقيه من مئات من الملوثات والسموم العالقة في سماء الضاحية (ام الهيمان)، فيتنفسه اطفالنا، واحصائيات حالات الربو والحساسية والامراض الجلدية بل والسرطان تظهر ان الامر اصبح خارج السيطرة، وقد اصبحت المنطقة لا آدمية، فكيف نأمن فيها على اطفالنا؟ ومن اجل كل هذا كان تحرك اللجنة لدق ناقوس الخطر حتى يصحو النائم، وينتبه الغافل، وليعلم من لا يعلم وليسمع من في اذنه صمم، اننا نعيش هنا في كابوس، المصانع من خلفنا، وابراج الضغط العالي من امامنا، فأصبحنا بين فكي رحى، فسكوتنا يعني هلاك صحة اطفالنا وتشوه اجنة قادمة، لذا طرقنا كل الابواب وتحملنا مصاعب ومشاق لكن بلا مجيب، حكومة لا تسمعنا ولا ترانا، ونواب خذلونا بعد الوعود والعهود (ايام الانتخابات) وان الخلل الرئيسي في الهيئة العامة للصناعة والتي لا يهمها الضاحية ولا سكانها وهي الهيئة ذات النفوذ الاقوى على اصحاب المصانع وبامكانهم سحب تراخيص المصانع المخالفة لو ارادوا انقاذ حياة 45 الف نسمة، لذا كان قرارنا بعمل احتجاجي يضع قضيتنا داخل اطارها الصحيح من الاهتمام فكانت دعوتنا الى الاضراب.
وجاء في البيان ان تحركات السلطة التنفيذية كانت ومازالت عبارة عن اجراءات ورقية تبدأ بتشكيل اللجان وتنتهي بالتوصيات وعلى صفحات الجرائد دون ان تحسن من وضع الضرر الذي يقع علينا نتيجة استنشاقنا لهواء مليء بالملوثات الكيميائية الخطرة.
وأوضحت اللجنة ان هذه المعاناة ستكون اللاعب الرئيسي لامور لم نكن نفضلها لكننا وجدنا اليوم انفسنا مرغمين على ما نكره لقناعتنا بأنها بصيص الامل الذي سيكون معه الحل في ظل التخاذل الحكومي والتواطؤ من قبل اعضاء مجلس الامة وتحديدا نواب الدائرة الـ 5 الذين لم يوفوا بما وقعت عليه ايمانهم بالعهد والميثاق الذي وقعوا عليه في مايو 2009، وكذلك النواب الذين وعدونا باستجواب رئيس مجلس الوزراء خلال 60 يوما من تاريخ 21 اكتوبر 2009، فنرجو منهم ان تكون لديهم الشجاعة بأن يعيدوا ملف استجواب مجلس الوزراء الى اهالي ضاحية علي صباح السالم بعد ان اصبح يقينا لدينا عدم مصداقيتهم لحل قضية التلوث البيئي وعدم قدرتهم على استجواب رئيس مجلس الوزراء، لذلك ندعو جميع اهالي منطقة ضاحية علي صباح السالم للمشاركة في رفع شعار «لا تعليم بدون صحة» وذلك بتطبيق هذا الشعار الى التوقف عن الدراسة ليومين متتاليين 2 و3 مايو المقبل احتجاجا على التخاذل الحكومي والتواطؤ النيابي لحل قضية التلوث البيئي بشكل جذري.