الكويت هي واحة الأمان لشعبها، ولله الحمد، وهي ملجأنا بعد الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء، لأننا نعلم أن لا قيمة لمن لا يملك وطنا، فمن دونه يضيع ويتيه.
وكم وطننا غال على قلوبنا لأننا ترعرعنا وتربينا في خيراته وأعطانا الأمن والأمان والحرية، وكلنا سواسية في هذا الوطن والكل يجب ان يأخذ حقه لا أكثر ولا أقل، ولكن للأسف أصبح النظام الإداري في الكويت عاجزا عن تحقيق هذه العدالة، لأن حاجات الناس لا تمشي الا بالواسطة، ومن دون الواسطة يجب عليك ان تنتظر وحقك يضيع فمن لديه نائب او متنفذ تمر معاملاته بسهولة ويسر بينما من يحترم القانون والنظام تتأخر معاملاته وقد لا تنجز.
فالكل يجب أن يحترم النظام وإلا أصبحنا في فوضى كما نحن الآن فيأتي مواطن ويلتزم بالموعد وقد ينتظر ساعة أو ساعتين وربما ثلاث ساعات ويأتي مواطن آخر ويتخطى هؤلاء الذين يحترمون النظام، لأنه مسلح بالواسطة التي نسفت كل هذه القيم، والواسطة الآن تفشت في جميع القطاعات كالصحة والتعليم والأمن والكثير من القطاعات الأخرى.
ومن الملاحظ ان اسباب الأزمات والمشاكل التي نمر بها متأصلة الجذور بسبب ما يسمى بالواسطة، واضرب مثالا من واقعنا وهو الحوادث المرورية فمن الملاحظ انها زادت بشكل واسع ولكن بسبب ماذا؟ فمن أسبابها ان من يقود السيارة يعلم أن وراءه نائب او متنفذ يستطيع بتدخله ان يحميه من تطبيق القانون عليه اذا ارتكب اي مخالفة حتى ولو أدت هذه المخالفة الى وفاة أحد الأشخاص او اصابته او اتلاف الأموال العامة.
فمن الواجب ان تتوقف الواسطة، لأن فيها سلبا لحقوق الآخرين وتعوّد الفرد على عدم احترام القانون وبالتالي ضياع هيبة القانون، ولا تحقق المساواة والعدالة بين الناس، فمــــــن حقنا ان نحلم بوطن من دون واسطــــة ونحن على يقين بأن هذا الحلم سيتحول الى حقيقة متى احترم الناس القانون والنظام، ومتى تحقق النظام نهض المجتمع وارتقى.