- يجب الوثوق بالتصريحات الرسمية من طهران خصوصاً أن إيران عضو مؤسس في الأمم المتحدة وتمتلك الطاقة الذرية
- جونز: الولايات المتحدة وروسيا لديهما قواسم مشتركة أكثر من نقاط الخلاف والمهم بقاء التعاون بين البلدين
رندى مرعي
أعلن السفير الروسي ألكساندر كينشاك أن زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح إلى موسكو ستكون في 16 و17 الجاري، مشددا على أهمية هذه الزيارة في تطوير العلاقات بين البلدين آملا أن تتم مناقشة كل ما يتعلق بالشأن الكويتي، كما أعلن أن هناك عقودا مبرمة تتعلق العلاقات العسكرية بين البلدين وهي قيد التنفيذ، مؤكدا أن الجانب الروسي سيقوم بتنفيذ التزاماته بدقة وفق الجدول الزمني المتفق عليه وصولا إلى عقود جديدة.
كلام كينشاك جاء خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الروسية بمناسبة الذكرى 65 على انتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية والذي شارك فيه رئيس مكتب أوروبا في وزارة الخارجية الشيخ علي العبدالله وحشد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى الكويت.
واضاف كينشاك أن روسيا تحتفل بيوم مجيد انتصرت فيه على ألمانيا الفاشية وحلفائها الذين احتلوا معظم الدول وبلدان أوروبا وآسيا وجنوب أفريقيا، غير أنه هو يوم حزن أيضا على الشهداء الذين قضوا في الحرب الوطنية العظمى.
وعن الاحتفال الذي أقيم في موسكو قال كينشاك ان الوحدات التي شاركت في الحفل كانت من دول مختلفة وصل عددها إلى 19 دولة وأكبر الوحدات كانت من الولايات المتحدة الأميركية ووحدة المشاة من بريطانيا ومن فرنسا وحدة جوية وهي الوحدة التي شاركت ايام الحرب مع الجيش السوفييتي في القتال ضد المانيا، وفرقة موسيقية من اسكوتلاندا وأوكرانيا.
قواسم مشتركة
بدورها أعربت السفيرة الأميركية ديبورا جونز عن سعادتها لمشاركة القوات الأميركية في احتفال النصر في روسيا، مشددة على أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لديهما قواسم مشتركة أكثر مما لديهما من نقاط خلاف ومن المهم للجميع أن يبقى التعاون بين هاتين الدولتين قائما وأن يستمر البلدان في العمل والتعاون في مجالات ضبط الاسلحة وعملية السلام في الشرق الاوسط والامور والقضايا الرئيسية الأخرى.
وفي تصريح صحافي أكد السفير الروسي على حسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية مؤكدا أنه لابد من وجود خلافات في العلاقات بين الدول الكبيرة إذ ان كل دولة لها مصالحها التي قد لا تتفق مع مصلحة الدول الأخرى ومهم أن نستطيع تجاوز هذه الخلافات وهذا اليوم هو يوم ذكرى انتصارنا المشترك في الحرب العالمية الثانية مع حلفائنا وهنا يجب أن نتذكر الشريك ونعود لهذه الشراكة.
النووي الإيراني
وفيما يتعلق بمشاركة الرئيس الصيني في الاحتفالات في موسكو وامكانية اجراء مباحثات مع القيادة الروسية حول الملف النووي الايراني قال كينشاك انه بالنسبة لزيارة الزعيم الصيني فلها معنى رمزي قبل كل شيء لان الصين كانت حليفة روسيا في الحرب فبعد الانتصار على المانيا الفاشية انتقلنا الى اليابان التي اغتالت كثيرين من الصين ودول كثيرة غيرها وكنا نحارب جنبا الى جنب مع الجيش الأحمر الصيني.
وكعضو في الائتلاف ضد الفاشية واليابان شارك الزعيم الصيني في احتفالات المراسم، قائلا انه ليس لديه فكرة عن جوهر المفاوضات التي جرت بين القادة الروس والزعيم الصيني ولا يريد بحث امور لا علم له بها.
وأكد أنه يتم بشكل عام من حيث المبدأ تنسيق الجهود مع الصين كونهما كانا ولايزالان شركاء وحلفاء وأن كل موضوع يحتاج للتنسيق ويتم العمل عليه والشيء نفسه فيما يتعلق بالملف الايراني قائلا «لا أعتقد أن هناك خلافات جوهرية كبيرة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ولكن كل دولة لها مصلحة ويجب الاخذ بعين الاعتبار ان العقوبات تؤثر ليس فقط على الدولة المحاصرة بل أيضا على الدول التي ترتبط بها بعلاقات اقتصادية وتجارية وهذا الامر يجب اخذه بعين الاعتبار، كما ان لكل دولة رؤية ونحن نريد في حال تم التوصل الى فرضها بأن لا تعرقل حياة المواطن الايراني وان تكون عقوبات ذكية وهي لاتزال قيد التفاوض والدراسة» وردا على سؤال حول سلامة الموقف الإيراني في العمل السلمي قال كينشاك «أنا لست خبيرا في إيران ولكني شخصيا أثق بهذه التصريحات لأنه يجب علينا الوثوق بتصريحات قادة الدول الأجنبية (إيران)».
والأوروبيون تصريحاتهم تطلب من طهران المزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيضاح بعض النقاط في البرنامج النووي وهذه نفس طلباتنا ولكن يجب أن نعتمد على التصريحات الرسمية من طهران خصوصا أن إيران عضو مؤسس في الأمم المتحدة ولديهم الطاقة الذرية وفي حين خرجت بعض الدول من المنظمة بقيت إيران فيها.
فنتمنى أن تتم معالجة الصعوبات والمشاكل الموجودة بين إيران والمنظمة الدولية عن طريق المفاوضات وبسبل سياسية وديبلوماسية.
زيارة الرئيس الإسرائيلي
أما بالنسية لزيارة الرئيس الإسرائيلي لموسكو قال كينشاك ان الكثير من المواطنين الإسرائيليين اشتركوا في الحفل والكثير من المواطنين السوفييتيين من أصل يهودي هاجروا لإسرائيل، وكان المحاربون القدماء يحصلون على رواتب من روسيا فوجود الرئيس الإسرائيلي في موسكو أيضا له دلالاته الرمزية.
أما بالنسبة لدور الوساطة الذي يمكن أن تقوم به روسيا فنحن نبذل كل جهودنا وحاليا نعمل ما في وسعنا وكل ما هو مطلوب منا من أجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة في هذه المفاوضات.
من جانب آخر ذكر كينشاك باجتماع اللجنة الرباعية التي تضم روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة والتي اجتمعت في موسكو وكان لها موقف واحد ولو كانت هناك إمكانيات اكثر فإننا سنعطي أكثر.
وحول التباين في الاحتفال بانتصار الحرب بين 8 و9 مايو قال ان المشكلة تكمن في توقيت التوقيع على وثيقة الاستسلام التي وقعت الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والثلاثين بعد منتصف الليل يوم 9 حسب توقيت موسكو بينما كانت الساعة لاتزال في اواخر ليل 8 مايو في اوروبا لذلك هناك فرق في الاحتفال.
وفي سؤال عن تهميش دور روسيا في الحرب أجاب كينشاك انه لا يعتقد أن هناك ساسة يهمشون ويهملون دور روسيا لسبب معين أو غايات معينة ولكن هناك قلة معرفة ودراية بالتاريخ والمشكلة أن بعض الأولاد يتعرفون على التاريخ من خلال أفلام كرتونية وألعاب إلكترونية لذلك فإن الأجيال الجديدة لديها معرفة قليلة بالتاريخ.
بدوره أكد السفير الصيني هوانغ جيمين أن زيارة الرئيس الصيني لروسيا هي للمشاركة بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية وهي الذكرى الـ 65 وقال: نحن كنا خلال تلك الفترة نواجه الحرب ايضا مع اليابان والتي استمرت 8 سنوات قتل فيها نحو 20 مليون صيني.
ومن جانبه دعا سفير اذربيجان شاهين عبداللايف الى أخذ العبر من الماضي لان الحروب لا تخلف وراءها سوى الدمار والقتلى والكوارث على جميع الأصعدة، معتبرا انه بالرغم من الاحتفال بانتصار الحرب العالمية الثانية إلا أن المشهد الحزين يفرض نفسه نظرا لما تعاني منه الشعوب ولمخلفات الحرب.
واغتنم السفير عبداللايف الاحتفال بذكرى انتصار الحلفاء في الحرب لمشاركة الكويت في التهنئة معتبرا انه «وبالرغم من أن الكويت لم تشارك في الحرب العالمية الثانية، إلا أنها جربت الحرب وويلاته»، متمنيا للكويت الأمن والأمان والسلام.
وأوضح ان بلاده تحتفل بالمناسبة 65 لانتصار شعوب العالم على الفاشية والنازية كون اذربيجان شاركت في هذه الحرب بـ 700 مواطن كانوا في عداد الجيش السوفييتي ضد الالمان والفاشيين، مشيرا إلى أن غالبيتهم إما قتلوا او جرحوا وتعرضوا للإعاقة.
ووصف سفير اذربيجان مشاركة بلاده مع القوات السوفييتية بالمساهمة الفعالة حيث كانت تزود الجيش السوفييتي بـ 80% من احتياجاته البترولية ما جعل دورنا فعال وحاسم في انتصار السوفييت على الألمان، مشددا على ان الحديث عن الدور الاذري من الحقائق الموجودة في التاريخ وليس مبالغا فيه بل مثبت بالوقائع.
وختاما تمنى السفير الأذري أن يعيش العالم في سلام وأمن واستقرار وأمان وأن يشهد تعايشا اكثر بين الشعوب والقوميات المختلفة.