واشنطن ـ أحمد عبدالله
سلمت مجموعة مراجعة أوضاع معتقلي غوانتانامو التي شكلها الرئيس بارك اوباما تقريرها النهائي الى الكونغرس والبيت الأبيض الاسبوع الماضي. وجاء في نسخة مختصرة من التقرير خصصت للصحافيين ووزعت أول من امس في العاصمة الاميركية ان المجموعة ترى الافراج فورا عن 126 من المعتقلين الذين يبلغ عددهم 240 واعادتهم الى البلاد او نقلهم الى دول اخرى.
وأوصت المجموعة ايضا بتحويل 36 الى القضاء سواء كان محاكم مدنية في الولايات المتحدة او محاكم عسكرية تعقد في قاعدة غوانتانامو. كما قالت المجموعة ان هناك 48 معتقلا قد يتعين الابقاء عليهم رهن الاعتقال الى مدى زمني مفتوح ودون محاكمة. كما اوصت المجموعة بالافراج عن 30 يمنيا ونقلهم الى بلادهم اذا ما كانت مقتضيات النقل الى هناك قابلة للتحقق. وتركز تلك الشروط على تحسن المناخ الامني في اليمن وذلك للحيلولة دون احتمال عودة المعتقلين المفرج عنهم الى العمل في صفوف القاعدة. فضلا عن ذلك فإن تلك الشروط تتضمن وجود ما يؤكد عدم تعرض هؤلاء المعتقلين الى الاعتقال.
وليس من الواضح ما إذا كان المعتقلون الذين اوصت المجموعة بالابقاء عليهم رهن الاعتقال سيبقون في غوانتانامو ام سينقلون الى سجن مدني قالت الحكومة الاميركية انها تنوي شراءه في ولاية ايلينوي وذلك بعد تعرض مبدأ نقل المعتقلين الى الاراضي الاميركية لمعارضة شديدة في الكونغرس قد تسفر عن حجب الاعتمادات المالية اللازمة لشراء السجن واعداده.
وقالت المجموعة انها اعتمدت على طاقم من 60 فردا من رجال المخابرات والمتخصصين لاعداد ملف خاص منفرد لكل معتقل وان هناك ادلة تم جمعها بعد احداث 11 سبتمبر لم تصنف بعد. كما اوضح التقرير ان 10% من المعتقلين لعبوا دورا مباشرا في التآمر للهجوم على الولايات المتحدة ويمكن وصفهم كقيادات او اعضاء مهمين او متعاونين شاركوا في ذلك. فضلا عن هذا فإن هناك 20% من القياديين في القاعدة لم يشاركوا بدور مباشر في التخطيط لمهاجمة الولايات المتحدة او مهاجمتها. وهناك 8% من اعضاء طالبان او من لعبوا دورا في التخطيط لمهاجمة القوات الدولية في افغانستان.
وتطرق التقرير الى النقطة الحساسة المتعلقة بالابقاء على 48 معتقلا رهن الاعتقال دون محاكمة. وتنبع حساسية تلك النقطة من معارضة قسم مهم من القاعدة السياسية للرئيس اوباما لمثل ذلك الاجراء لاسيما اولئك الذين ينتمون الى المنظمات الحقوقية. وقال التقرير انه «لا سبيل إلى محاكمة تلك العناصر، فعند اعتقالهم كان تركيز الاجهزة الاميركية يتجه الى جمع معلومات استخبارية وليس الى جمع ادلة قانونية لمحاكمة المعتقلين، الا ان تلك المعلومات تؤكد انهم اخطر من ان يفرج عنهم، فضلا عن ذلك فإنهم اعربوا خلال وجودهم في المعتقل عن استعدادهم للعودة الى القتال في صفوف القاعدة ضد الولايات المتحدة. وهم يحظون بدرجة متطورة من التدريبات والقدرات القيادية بالاضافة الى الادوار القيادية التي لعبوها قبل اعتقالهم».