محمد هلال الخالدي
اكد الباحث والمحلل السياسي البحريني د.عادل عبدالله أن الغرب ينظر الى منطقة الخليج من خلال عاملي احتقان فيها يكفي احدهما لان يجعل من دول الخليج تتطور وتصل الى مرحلة التنظيم، وهما الدين والنفط.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «محركات السياسة الايرانية في منطقة الخليج العربي» والتي اقيمت مساء امس الاول في ديوانية حزب الامة بالتعاون مع مركز ابعاد للدراسات والتدريب.
إيران مقابل الخليج
واكمل د.عادل عبدالله بأن ايران اليوم دولة كبيرة وقوية وناجحة بكل المقاييس، لديها كل مقومات الدولة القوية لدرجة ان الاميركان يخشون المفاوض الايراني، ولديها ثروات طبيعية كثيرة وعدد سكانها يصل لثمانين مليون نسمة، واقتصادها قوي حيث يصل دخلها القومي لمورد واحد معلن الى 110 مليارات دولار سنويا، وهذا غير دخلين غير معلنين هما ميزانية الحرس الثوري الضخمة وموارد الخمس التي تصل قيمتها من الكويت فقط الى 600 مليون دولار سنويا، فهناك عدة اثقال لايران وليس ثقلا واحدا يجب ان يحسب حسابها، ولو قمنا بمقارنة عامل واحد من عوامل القوة بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران وهو جانب التسليح العسكري فسنصاب بالدهشة، فمن خلال المعلومات المتوافرة رغم قلتها نجد ان الانفاق على التسليح العسكري في ايران يصل الى 200 مليون مقابل 30 مليار دولار لدول مجلس التعاون باستثناء الامارات وعمان، ومن حيث القوة البرية لدى ايران 570 الف جندي يستخدمون 1700 دبابة منها 500 دبابة صناعة ايرانية، مقابل 800 الف جندي خليجي يستخدمون 1119 دبابة، ومن حيث القوة الجوية لدى ايران 55 الف طيار عسكري يستخدمون 300 طائرة حربية مقابل 40 الف طيار عسكري خليجي يستخدمون 540 طائرة حربية، ومن حيث القوة البحرية تتفوق ايران في القطع العسكرية حيث لديها 2000 عسكري من القوات البحرية يستخدمون 10 غواصات منها 7 صناعة ايرانية اضافة الى عدد من الفرقاطات الحربية، مقابل 20 الف مقاتل بحرية خليجي لا يملكون سوى سفن حربية، وهنا نلاحظ الفرق الكبير في التسليح وكل ذلك في ظل الوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج ورغم وجود القواعد العسكرية الاجنبية.
الكويت والخطر الإيراني
وأردف د.عادل القول بأن الوجود الشيعي في العراق والمنطقة قديم ولم تعرف المنطقة حربا طائفية كما يحدث الآن في العراق الا بعد دخول الايرانيين فيها، واكمل بأن اول دولة ستكتوي بنار ما يحدث في العراق هي الكويت حيث انها كما تسمى في الادبيات السياسية «الدولة المخدة» التي تستند اليها دول الجوار (السعودية، العراق، ايران) فالكويت هدف إستراتيجي لأي دولة بسبب موقعها وثرواتها النفطية، ولذلك فمصلحة الكويت تكمن مع السعودية وتركيا بشكل خاص فهما البعد الاستراتيجي لها ولبقية دول الخليج، خاصة في ظل فراغ هذه الدول من اي مشروع سياسي حقيقي، واكد ان شعوب دول الخليج في هذا الامر اكثر وعيا وتقدما من حكوماتهم، فهم يدركون ذلك ويعرفون ان مصالحهم مع السعودية وتركيا وليست مع ايران والمشكلة ان التعايش السلمي مع ايران لن يتحقق الا بالقبول بالتبعية لايران والانضواء تحت مشروعها في الخلافة الصفوية.
الوحدة الخليجية
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحزب الامة سيف الهاجري ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي كان لهم خطاب يختلف عن الخطاب الحالي، فعندما قرروا تأسيس مجلس التعاون الخليجي المشترك كان هدفهم البعيد هو الوحدة الخليجية، وهذا ما نجده واضحا في ديباحة تأسيس مجلس التعاون، بل ان الوحدة الخليجية هي خطوة اولى نحو هدف اكبر هو الوحدة العربية والاسلامية، بينما نجد اليوم الامر اختلف كثيرا.