تعددت قراءات الصحف العالمية السياسية للهجوم الإسرائيلي الإرهابي على قافلة الحرية، ولكنها أجمعت على التصرف الهمجي لإسرائيل وانها منيت بخسارة كبرى على أكثر من صعيد:
«نيويورك تايمز».. الهجوم يعقّد العلاقات مع أميركا: اعتبرت «نيويورك تايمز» الأميركية أن الهجوم الإسرائيلي المميت على سفن أسطول الحرية التي حاولت كسر الحصار المفروض على قطاع غزة يعقد من جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما للمضي قدما في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وتحسين العلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت انه في حين اتسم الرد العلني للادارة الأميركية بضبط النفس، أعرب مسؤولون أميركيون عن القلق في محادثات خاصة ليس فقط ازاء هذه الغارة على سفن المساعدات وتأثيرها في تعميق عزلة اسرائيل في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضا ازاء توقيت الأزمة والتي جاءت مباشرة بعد بدء محادثات غير مباشرة طال انتظارها بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة أميركية.
«الغارديان» تظهر وجه إسرائيل الحقيقي: نشرت صحيفة «الغارديان» مقالا بعنوان «إسرائيل تظهر وجهها الحقيقي» تساءلت كاتبة المقال أهداف سويف في بدايته «هل يمكن أخذ كل هذا بعين الاعتبار في إشارة للهجوم الإسرائيلي على أسطول زوارق الإغاثة في المياه الدولية واقتحام فرقة كوماندوز لسفينة تحمل امدادات للسكان المدنيين المحاصرين في غزة ومقتل أكثر من 10 من نشطاء السلام»، ثم تجيب بالطبع يجب أخذ كل هذا بعين الاعتبار.
وقالت الكاتبة إن الضحايا انضموا إلى قائمة نشطاء السلام الذين ضحوا بحياتهم لمساعدة الفلسطينيين مثل راشيل كوري وتوم هيرندال وجيمس ميلر وبريان أفيري ولكن هؤلاء لم يذهبوا راغبين في الموت أو قبلوا أن يموتوا، فكل واحد منهم اعتقد أنه سيكون بأمان مادام هناك حدودا نسميها الحدود الشرعية وحدود الحضارة لن تستطيع إسرائيل تخيطها، ولكنهم كانوا مخطئين ولإثبات أنهم على خطأ كشفت إسرائيل مرة أخرى عن وجهها الحقيقي للعالم.
«الديلي تلغراف» وسوء التوقيت: ذكرت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في مقال تحت عنوان «الهجوم على سفن غزة: توقيت سيئ لإسرائيل» أن إسرائيل تحت قيادة رئيس وزرائها «المزعج» بنيامين نتنياهو اكتسبت مهارة جديدة وهي اختيار التوقيت السيئ.
وقالت الصحيفة إن المبررات الإسرائيلية لن تنجح هذه المرة في التصدي للاتهامات الموجهة لها بأنها دائما ما تلجأ إلى رد فعل مبالغ فيه وهي الاتهامات التي تكررت على مدى السنوات الماضية.
«الاندبندنت».. وقادة الغرب الجبناء: : نشرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية امس مقالا لروبرت فيسك تحت عنوان «قادة الغرب أجبن من أن يساعدوا على إنقاذ الأرواح»، قال فيه إن الحقيقة في الوقت الحالي هي أن أشخاصا عاديين أو ناشطين أو سمهم كما تريد هم من يتخذون القرارات لتغيير الأوضاع.
وتساءل الكاتب هل بعد حرب غزة وحرب لبنان وحتى الهجوم الأخير على أسطول المساعدات إلى غزة من الممكن أن يقبل العالم مزيدا من السيادة الإسرائيلية؟
وأجاب الكاتب «لا تفكر كثيرا فيكفي أن ترى البيان الصادر عن البيت الأبيض لتعرف الإجابة»، فإدارة أوباما قالت انها «ستعمل على فهم الملابسات المحيطة بالحادث المأساوي» ولم تصدر كلمة إدانة واحدة بحق إسرائيل، عشر جثث جديدة أضيفت إلى حصيلة القتلى في الشرق الأوسط. وأوضح الكاتب أن الأمر كان في غاية الروعة حينها فالسياسيون والقادة اتخذوا القرارات لإنقاذ أرواح الضحايا أما الآن فاختلف الوضع فأشخاص عاديون أوروبيون وأميركيون بل وحتى بعض من الناجين من الهولوكوست هم من قرروا الذهاب إلى غزة لأن القادة السياسيين في بلادهم فشلوا في ذلك.