على وقع المظاهرات التي اندلعت في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية امس، ولليوم الثاني على التوالي احتجاجا على القرصنة الإسرائيلية على قافلة الحرية التي كانت متجهة لكسر الحصار على غزة، وفيما حاصر آلاف المواطنين الاتراك منزل السفير الإسرائيلي في انقرة مطالبين بطرده، شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجوما عنيفا على الاعتداء الإسرائيلي واستمرار الحصار، بينما أمر الرئيس المصري محمد حسني مبارك بفتح معبر رفح امام المساعدات الإنسانية.
وفي إطار تداعيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية ومقتل عدد من الاتراك على العلاقات الإسرائيلية مع تركيا، حذر أردوغان اسرائيل قائلا «لا يجوز لأحد ان يمتحن صبر تركيا» مشيرا الى أنها ليست دولة ضعيفة او عديمة الجذور، وفقدان صداقة تركيا هو في حد ذاته خسارة كبيرة» متوعدا «اذا اردتم تركيا عدوة فانها ستكون عنيفة وقاسية».
وأكد أن بلاده ستواصل العمل للحصول على حقها بكل الطرق والوسائل القانونية والديبلوماسية التي يكفلها القانون الدولي.
وطالب أردوغان المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بالإدانة والشجب ومتابعة عمله على تنفيذ ما جاء في بيان مجلس الأمن الدولي بالتحقيق الدولي في الهجوم وانتهاك إسرائيل للقوانين الدولية وقوانين الملاحة البحرية ومهاجمة سفينة مدنية في المياه الدولية.
ومضى مستنكرا الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف السفن التي تحمل المدنيين والمساعدات الإنسانية من غذاء وأدوية ومواد بناء لسكان غزة المحاصرين.
وأضاف أردوغان أن منظمي أسطول الحرية أعلنوا للعالم كله قبل تحرك الاسطول باتجاه غزة عن نيتهم في نقل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني ولأبناء غزة المحاصرين وكان على ظهر هذه السفن 600 من المتطوعين ونواب البرلمان و60 صحافيا يمثلون 32 دولة بهدف نقل المساعدات الإنسانية الى غزة.
وعدد رئيس الحكومة، الخطوات التي اتخذتها تركيا منذ وقوع الاعتداء الإسرائيلي ومنها استدعاء سفيرها في إسرائيل وإلغاء ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل والدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وكذلك استدعاء فريق الشباب التركي لكرة القدم الذي كان موجودا في إسرائيل. الحصار الإسرائيلي على غزة كان حاضرا في خطاب اردوغان اذ دعا إسرائيل لرفعه على الفور وأن تمتنع عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني متهما إسرائيل بأنها دولة تقوم بزرع الحقد والكراهية في المنطقة. ووصف مهاجمة السفن وقتل الأبرياء والتعامل مع المدنيين كالتعامل مع الإرهابيين بالعمل الدنيء وغير المقبول قائلا إن الجميع يدرك أن الحرب والسلم لهما قوانينهما، وحتى في زمن الحرب تحرم مهاجمة الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ورجال الدين ومن يرفعون الأعلام البيضاء التي كانت ترفعها سفن قافلة المساعدات الإنسانية لغزة.
وتابع أردوغان: ان من يخالفون ذلك لا يقومون فقط بانتهاك القوانين وإنما يضعون الإنسانية تحت أقدامهم، ويكونون بذلك قد خرجوا عن نطاق الإنسانية، مشيرا الى أنه حتى القراصنة لهم قوانينهم الأخلاقية، بينما إسرائيل هاجمت سفنا تحمل مواطنين من 32 دولة وكأنها تتحدى العالم.
وأضاف أردوغان أن السلام العالمي أصيب بجرح عميق للغاية ويتعين معاقبة إسرائيل على هذا الموقف اللامسؤول واللاإنساني متسائلا: «كيف تستطيع أن تظهر إسرائيل وجهها للعالم بعد ذلك؟». بموازاة ذلك، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط امس أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أمام المعونات الإنسانية.
وقالت إن القرار صدر «في إطار تحرك مصر لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». من جهته، أكد مسؤول في هيئة المعابر والحدود التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس أمس فتح المعبر قطاع غزة ومصر لأجل غير مسمى.
وقال بشير أبو النجا، نائب رئيس هيئة المعابر والحدود في الحكومة المقالة، إن السلطات المصرية أبلغتهم قرارها بفتح معبر رفح الحدودي في كلا الاتجاهين ابتداء من أمس ولأجل غير مسمى. وذكر أنه بإمكان المسافرين التوجه الى معبر رفح لإتمام إجراءاتهم والسفر للخارج.
تغطية كاملة للحدث