انقشعت شمس صباح امس بعودة ميمونة للمواطنين الكويتيين المتضامنين مع غزة، فغلبت حرارة الاستقبال سخونة الجو التي لطفتها رؤية العائدين الى ارض الوطن ولقائهم بأهلهم عندما حطت الطائرة الاميرية وعلى متنها ابطال وبطلات ابناء الكويت الذين بيضوا وجهها كما جاء على لسان عدد من المتضامنات لـ «الأنباء».
الناشطة هيا الشطي وصفت رحلتها الى غزة بـ «المثيرة»، معربة في الوقت ذاته عن سعادتها الغامرة والمشاركة في قافلة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرة الى ان مشاركتها تنطلق من شعور انساني واسلامي وواجب لدعم اهل غزة المحاصرين ونقل رسالتهم الى العالم اجمع.
وذكرت الشطي ان ما زاد من صمود المشاركين وصبرهم رؤية اخوان لهم سقطوا شهداء لدى هجوم قوات الاحتلال الاسرائيلي للسفن المتوجهة الى غزة.
واضافت ان الهجوم على السفن كان بشكل مفاجئ ومن غير سابق انذار، حيث تمت محاصرتها في المياه الدولية وعلى بعد نحو 130 ميلا عن المياه الاقليمية.
وعبرت الشطي عن شكرها لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والحكومة الكويتية وكل من تضامن مع المتطوعين الذين شرفوا الكويت وكل الاحرار في العالم، مؤكدة نيتها تكرار للتجربة رغم ما تعرض له المتضامنون من ظروف صعبة.
واشارت في حديثها الى انها لدى التحقيق معها وسؤالها اذا كانت تحب اسرائيل، اجابت: قلت اني اعرف دولة اسمها فلسطين، وهي محتلة.
الإعلامية الزميلة من وكالة الانباء الكويتية منى ششتر تصف ساعة هجوم القوات «الكومندوس» الاسرائيلية على اسطول الحرية بأنه بدأ في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا بزوارق حربية ومساعدة بارجة حربية، حيث تمت مخاطبة كابتن الاسطول بالابتعاد عن المياه الإقليمية الاسرائيلية والعودة، إلا ان الكابتن خالف الطلب الاسرائيلي ولم يتراجع، مضيفة ان هذا العمل جوبه بالقطع والتشويش على الارسال لتتم بعد ذلك محاضرة الاسطول وانزال قوات «الكومندوس» الإسرائيلية عند صلاة الفجر وتجريد المتضامنين من الهواتف النقالة وكل اغراضهم الشخصية.
واضافت ان المتضامنين الاتراك دافعوا وواجهوا القوات الاسرائيلية بشكل كبير نجم عنه سقوط شهداء.
وذكرت انه تم نقل الجميع عبر باصات الى سجن يبعد نحو ساعتين لبدء التحقيق، مشيرة الى ان اي حركة لأي متضامن او متضامنة كانت تحت مراقبة وحساب افراد الجيش الاسرائيلي مضيفة ان ظروف الاعتقال كانت سيئة جدا.
واكدت ان المتضامنين الكويتيين رجالا ونساء «بيضوا وجه الكويت» معبرة عن شكر الجميع لما قامت به القيادة السياسية متجسدة في شخص صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الذي تابع بكل اهتمام ظروف المتضامنين وتحريك كل الجهود لاطلاق سراحهم.
اما المواطنة نجوى العمر فقد عبرت عن فرحتها الكبرى بالمشاركة وان تكون من ضمن المشاركين في اسطول الحرية.
واكتفت العمر بوصف معاملة القوات الإسرائيلية بأنها كانت عنيفة وقاسية وأكدوا بذلك وحشيتهم في التعامل بأسلوبهم الذي لا يمت الى الشعور الإنساني بصلة.
وأضافت ان ما قام به الناشطون والمتضامنون وما تعرضوا له أثبت ان الإسرائيليين أضعف خلق الله على وجه الأرض، موضحة ان موقف المتضامنين فضح انتهاكات العدو الإسرائيلي وعربدته التي تجاهلت كل الأعراف والمواثيق الدولية.
بدورها قالت الناشطة سندس عبدالجادر هاجمنا القوات الإسرائيلية بالرصاص فلم نجد إلا أدوات المطبخ للدفاع عن أنفسنا.
وأضافت عبدالجادر ان المعاملة في البداية كانت عادية ليتم نقل المتضامنين بعد ذلك الى مكان لمدة خمس ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأعلنت انها سترفع دعوى ضد الحكومة الإسرائيلية عبر أي منظمة تابعة للأمم المتحدة مطالبة بإرجاع كل أغراضها وحاجياتها الشخصية التي اخذها الإسرائيليون فترة الاعتقال.
بدورها شكرت سنان الأحمد سمو الأمير على موقفه والحكومة الكويتية والفضل لله عز وجل وسعي الحكومة الرشيدة، موضحة ان ما حدث ما كان يجب حدوثه حيث كنا نتوقع منع وصولنا ولكن تم الاعتداء علينا وفي مياه دولية مع صلاة الفجر، وأوضحت ان الشباب قاوموا الاعتداء الصهيوني على القافلة الإنسانية والشباب التركي فتحوا صدورهم لحماية اخوانهم الكويتيين.