ليلى الشافعي ـ اسامة ابو السعود
ما اجمل ان تستمتع بتلاوة القرآن من فم طفل لم يبلغ العاشرة من عمره ولكن الاجمل والاروع ان تستمتع بخطبة كاملة لخطيب مفوه لم يتجاوز السابعة من العمر يتقن معانيها والفاظها ويتحرى الدقة في لغوياتها ويجيد حديثها وقرآنها واشعارها.
انه الطفل مازن مصطفى السيد او الخطيب الصغير وهو واحد من كوكبة من الخطباء الصغار الذين اعتنت بهم وزارة الاوقاف وبخاصة المراقبة الثقافية بادارة مساجد العاصمة.
وكان مساء امس الاول يوم تكريم 53 طالبا في دورة الخطيب الصغير الثانية حيث اطلق كل منهم العنان للسانه فأجاد وخطف عقول وقلوب الحضور الحاشد بمقر قطاع المساجد حيث انبرى الجميع في التصفيق لكل خطيب منهم لمدة دقائق تعبيرا عن انبهار الحضور بهذا المستوى الراقي من الخطابة والذي فاق ائمة وخطباء يوم الجمعة على كثير من منابر الكويت والعالم الاسلامي.
وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح اشاد بهذا المستوى الرائع للخطباء الصغار في عامهم الثاني وقال في كلمة ألقاها في الحفل الذي نظمته ادارة مساجد العاصمة لتكريم الفائزين في مسابقة دورة الخطيب الصغير الثانية في هذه الليلة التي اضاءت هذه الكوكبة سماءها يسعدني ويشرفني ان نحتفل بتكريم نخبة متميزة ممن اجتازوا دورة الخطيب الصغير الثانية. وتابع الفلاح: ان كان لابد للكلمات ان تظهر صداها في رحاب هذه الليلة، فإنها لتعلن كل الشكر والتقدير للمراقبة الثقافية في ادارة مساجد محافظة العاصمة على هذا التميز في الاداء والابداع في الانجاز.
واوضح ان دورة الخطيب الصغير هي ثمرة من ثمرات العمل الدؤوب ولبنة تضاف الى لبنات بناء العمل الاسلامي المشرق الذي تدعمه وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية.
واضاف قائلا: تأتي اهمية خطبة الجمعة كونها تساهم في بناء المجتمع المسلم حضاريا وثقافيا واجتماعيا وهي وسيلة من وسائل الاصلاح وتحتل موقعا مهما ومتميزا في تبليغ الدين ونشر الدعوة.
واكد ان اقامة دورة الخطيب الصغير تساهم في بناء خطيب ناجح، لأن الامة تحتاج الى الخطيب الداعية ذي الثقافة الواسعة يحمل هموم عصره ويعرف اوضاع مجتمعه ويجعل هدفه اصلاح امته، فالخطيب الناجح هو من يهدئ الثائر ويبعث الفاتر ويخفض حدة الاحقاد ويشيع روح المودة ويبث الاخلاص والتعاون، ومن هنا كانت الخطابة فنا وعلما، موهبة واكتسابا، سليقة ومهارة.
وتابع د.الفلاح ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تساهــم في بناء جيل واع يكون له زمـــام المبـــادرة في قضايا امته لذلــك كانـــت دورة الخطيب الصغير، وان اعظم ميادين القيادة ان يشرفك الله عز وجل بميراث الانبياء والمرسلين وذلك لأن خطيب المسجد اشد تأثيرا في نفوس الجماهير من اي جهاز من اجهزة التوجيه والاعلام في المجتمع، فالخطيب بلسانه ورقة جنانه يصلح الضمائر ويوقظ العواطف النبيلة في نفوس الامة.
وفي ختام كلمته، تقدم د.الفلاح بالشكر الى المراقبة الثقافية في ادارة مساجد محافظة العاصمة، مثمنا دورهم الريادي في ابراز وجه قطاع المساجد المشرق.
الخراز: تأهيل النشء ليكونوا خطباء الأمة ويتفاعلوا مع قضاياها
صرح المشرف العام والقائم على تدريب الخطباء الصغار للسنة الثانية على التوالي وموجه التربية الاسلامية والداعية خالد الخراز لـ «الأنباء» بأن الهدف من دورة الخطيب الصغير هو تأهيل النشء ليكونوا خطباء الأمة ويتفاعلون مع قضاياها ويبرزوا الدور المشرق من خلال الكلمة المؤثرة والارشاد الصادق.
وافاد بأن الدورة ضمت 65 مشاركا وتم تصنيف 53 حسب مستويات كل طالب، مشيرا الى ان المسابقة لاقت استحسان اولياء الامور وقد طالبوا بزيادة مدة الدورات وتكرارها لما لمسوه من اثر كبير على ابنائهم من الناحية الخلقية والايمانية وتربيتهم على القيادة واظهار مواهبهم من الحديث ومواجهة الجمهور، كما اني لمست من ابنائي التنافس الشريف وحب تقديم الخير لاقرانهم ومجتمعهم.
وعن شروط التحاق الطالب، قال الخراز ان تكون الخطبة تشتمل على قوة الالقاء والارتجال وسلامة النطق والجذب والتأثير والحث على الشجاعة واستيفاء الموضوع لعناصر الخطبة مع المظهر العام للخطيب.
وزاد بأنه نظرا لنجاح المسابقة فقد دعا وكيل وزارة الاوقاف د.عادل الفلاح الى تعميم المسابقة على المحافظات الست بعد ان كانت مقتصرة على محافظة العاصمة فقط، وشكر الخراز وزارة الاوقاف على دعمها المادي والمعنوي للمسابقة.