استنكر الباحث الإسلامي الشيخ راضي حبيب دعوة الكنيسة الأميركية لجعل يوم 11 سبتمبر ذكرى عالمية لحرق القرآن، واصفا إياها بأنها إرهاب مماثل لإرهاب 11 سبتمبر.
وقال في تصريح صحافي: ان ما دعت إليه الكنيسة الأميركية برعاية مالكها تيري جونز هو بحد ذاته إرهاب ودعوة لتأجيج إرهاب نائم وهي في حقيقة الأمر جاءت لتساند إيقاظ إرهاب 11 سبتمبر على حد السواء مما يستدعي إدراج مالكها على قائمة الإرهاب العالمي.
وأكد حبيب ان السياسة الغربية العرجاء العوجاء لها دور انفعالي واستفزازي، وعامل رئيسي في نشوء الإرهاب في العالم، وأن نفس التطرف الإرهابي الذي اعتدى على الغربيين، هو الذي يعتدي الآن على المسلمين قتلا وتفجيرا كما هو مشاهد في العراق وأفغانستان وفي بعض دول الخليج.
وأضاف ان الأصل في القرآن الكريم الدعوة للتسامح ونشر السلام في أرجاء المعمورة البشرية، وتوحيد البشرية من حيث اللون والقومية ومكافحة العنصرية، ولم يكن هجوميا او انتقاميا او دمويا بل انتهج الاسلوب الدعوي الايجابي كما جاء في قوله تعالى (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) طه 43.
وزاد حبيب اما بالنسبة للجانب القتالي فقد انتهج القرآن منهج القتال الدفاعي وليس الهجوم الابتدائي كما في قوله تعالى: (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم) البقرة 192، ودعا القرآن إلى إعطاء المؤلفة قلوبهم من غير المسلمين من الصدقات والزكاة كما في نص قوله (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم) التوبة 60، فهذا فيه دلالة نصية كافية على إنسانية القرآن العالية.
وأكد حبيب ان ما افتعلته طائفة من المتطرفين الإرهابيين في واقعة 11 سبتمبر لا يمثل القرآن وهو خارج عن أساليبه مطلقا، وقد جاء في الحديث المأثور «كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه»، وعموما ليس من الضرورة ان يكون المسلم في كل أحواله متبعا للقرآن بكل حذافيره بل قد يخالف ويعاكس ويناقض بعمله ما جاء به القرآن الكريم، وهذا لا يحسب على القرآن حتى يؤخذ كحجة لحرق القرآن نعوذ بالله. وأوضح أن المقرر في أصول الاستدلال الفقهي أن القرآن حجة على المسلم وليس عكس ذلك، بمعنى ألا يؤخذ عمل المسلم كحجة يؤاخذ بها القرآن. واختتم الشيخ راضي حبيب بقوله: إن القرآن يستنكر بمضامينه الإنسانية فكرة الهجوم على المباني المدنية والأشخاص المدنيين العزل، وقد نهى نهيا صريحا عن قتل النفس البريئة مطلقا، وان الدعوة الى حرق القرآن هي في حد ذاتها هدم لحصن الإنسانية الحصين وخرق لمبادئ الإنسانية ودستور الحرية، ليحل محله بعد ذلك نظرية تعميم الشر.