في الذكرى الثالثة والستين لاستقلال الهند، اتقدم بتهنئتي الحارة واطيب امنياتي الى جميع اعضاء الجالية الهندية في الكويت، واتوجه بالشكر الجزيل لاصدقائنا الكويتيين الاعزاء لامنياتهم الطيبة.
في هذا اليوم التاريخي، نعرب عن تقديرنا واجلالنا لاولئك الذين قاتلوا بشجاعة واقدام واخلاص من اجل حرية الهند، كما اننا نتذكر بامتنان بالغ الحماة الشجعان لحدودنا وكذلك ابناء بلادنا الذين قاموا وعبر السنين بالتضحية بأرواحهم من اجل سلامة وامن امتنا، اننا نعيد تكريس انفسنا من اجل بناء الهند بلدا حديثا نابضا بالحيوية ومن اجل خدمة شعبنا والقضية الكبرى الا وهي الانسانية.
ففي فترة ما يزيد على ستة عقود بقليل منذ استقلالها، ضمنت الهند مكانة متميزة ومحترمة في المجتمع الدولي، والهند وبفضل كونها اكبر ديموقراطية واكثرها تنوعا في العالم والمدعومة باعلام حر وقضاء مستقل ونزيه، وهي ملتزمة بالتسامح والوئام والمساواة والعدالة، وسيادة القانون، ومما يبعث على الارتياح العميق رؤية بلد يبلغ عدد سكانه ما يزيد عن مليار نسمة، ويتميز بتعدد لغاته ودياناته واعراقه وتنوعه الثقافي، يمضي قدما بعزم وثقة كبلد واحد.
وتبرز الهند كواحدة بين دول قليلة تشهد نموا ملموسا، حيث يتم جني الارباح، لديها واحدة من السياسات الاكثر تحررا وشفافية حول الاستثمار الاجنبي المباشر بين الاقتصادات الناشئة، وهناك العديد من الدراسات الحديثة التي تعتبر الهند واحدة من الجهات الاكثر جاذبية للاستثمار الاجنبي المباشر في العالم، وحسب تصنيف منظمة الاونكتاد في تقريرها حول الاستثمار العالمي لعام 2010 تأتي الهند من بين اكثر الدول الواعدة للاستثمار محليا خلال الاعوام 2010 ـ 2012، وكذلك كثالث اعلى اقتصاد للاستثمار الاجنبي المباشر في الاعوام 2010 ـ 2012، وكذلك ترحب الهند بمحافظ الاستثمار في الاسهم في الشركات الهندية من قبل مستثمرين مؤسساتيين مؤهلين، واجراءات الدخول الميسرة خلقت مناخا مواتيا للمستثمرين الاجانب للاستثمار في الهند من خلال تخفيف اجراءات الدخول، وقد حان الوقت للاستكشاف بجدية الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والقطاعات الاخرى في الهند.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، ستواصل الهند متابعة مصالحها الوطنية المتنورة، والمحافظة على الحكم الذاتي الاستراتيجي والاستقلال في حرية صنع القرار، الامر الذي كان السمة المميزة لها، وتتلخص اهم اولوياتنا ضمان جو من السلام والامن حيث يمكن للتحول الاقتصادي السريع للهند ان يمضي قدما، وستعمل الهند مع دول اخرى لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الارهاب الدولي والازمة الاقتصادية العالمية والتغير المناخي وامن الطاقة والامن الغذائي واصلاح المؤسسات المتعددة الاطراف لتعكس الحقائق المعاصرة، لقد كانت الهند دائما في الطليعة في الكفاح ضد الارهاب وادانت على الدوام بصورة قاطعة جميع اشكال ومظاهر هذا الشر.
وللهند اواصر علاقات صداقة طويلة الامد مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يعتبر اكبر شركاء الهند التجاريين، والمصدر الرئيسي لاحتياجات الهند من الطاقة، وموطنا لاكثر من خمسة ملايين ونصف المليون من المواطنين الهنود.
ان علاقات الصداقة الوثيقة بين الهند والكويت يرجع تاريخها الى قرون عديدة مضت، وروابطنا المتعددة الاوجه تم توطيدها عن طريق الاختلاط الدائم لشعبينا وحضارتينا، انها تتعدى الروابط التاريخية والثقافية لتشمل المصالح السياسية والتجارية والاقتصادية المهمة، ان الكويت تعد شريكا مهما في سعي الهند لتأمين الطاقة حيث تقوم بتزويد الهند بنسبة 10 الى 11% من متطلبات الاستيراد السنوية للهند من النفط الخام، وتتجاوز التجارة بين الهند والكويت 10.5 مليارات دولار سنويا، حتى في مجالات التجارة غير النفطية كانت الهند على الدوام بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للكويت.
ان تبادل الزيارات رفيعة المستوى تمثل فرصة للتأكيد مجددا على الصداقات وتستكشف مجالات تعاون جديدة، ان الزيارة التي قام بها الى الهند في العام 2006 صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد اعطت زخما جديدا لعلاقاتنا الثنائية، والزيارة الرسمية الى الكويت في ابريل 2009 التي قام بها محمد انصاري نائب رئيس جمهورية الهند اكدت من جديد مدى عمق اواصر الصداقة التقليدية الوثيقة بين بلدينا، وفي اكتوبر 2009 قام كل من وزير الدولة الهندي للسياحة ووزير الصحة لولاية كيرالا بزيارة الكويت من اجل احتفال لترويج السياحة الهندية وبتركيز خاص على السياحة الصحية، وقد اعقب ذلك عقد «مهرجان الهند في الكويت» في نوفمبر 2009، والذي قام خلاله 130 فنانا مشاركا من الهند بتقديم لمحة من تراث الهند الثقافي الغني والمتنوع. وقد عقدت في الكويت اجتماعات لمجموعات العمل بين الحكومات حول الهيدروكربون والعمل والتوظيف وتطوير الايدي العاملة في ديسمبر 2009 وفي يناير 2010 على التوالي، والزيارة الى الكويت يومي 3 و4 فبراير 2010 التي قام بها وفد رفيع المستوى يرأسه س.م.كريشنا وزير الشؤون الخارجية لحكومة الهند عملت على تعزيز علاقاتنا بشكل اكبر، لقد كانت الزيارة الاولى للوزير الى الخليج منذ ان تسلم مهام منصبه كوزير للشؤون الخارجية، واكدت من جديد على ان علاقاتنا مثالية وتتسم بالحميمية والاحترام والتفاهم المتبادلين.
ان وجود 600000 مواطن هندي في الكويت هو مكون حيوي لعلاقات الصداقة فيما بيننا، انهم يشكلون اكبر جالية مغتربة مقيمة هنا في الكويت، وهم صورة مصغرة للتنوع الغني للهند، وهم ومن خلال العمل الجاد والانضباط والموهبة واحترام القانون يكسبون الرزق في الكويت لانفسهم ولافراد عائلاتهم، بينما يساهمون كذلك في تنمية وازدهار هذا البلد المضياف، اننا في غاية الامتنان للرعاية التي يتم تقديمها الى الجالية الهندية من قبل صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد.
لقد قامت السفارة بالاستعانة بمراكز خارجية لتقديم خدمات جوازات السفر والتأشيرات في العام الماضي، وقد ثبتت جدوى المواعيد الجديدة الملائمة ومواقع هذه المراكز، ومنذ اكتوبر 2009 قمنا كذلك بالاحتفاظ باجراء البيت المفتوح القنصلي والذي يقوم من خلاله مسؤولون قنصليون رفيعو المستوى بالتواجد طيلة ايام العمل من دون اي موعد مسبق من اجل مناقشة اي مور قنصلية، اننا نقوم وباستمرار بتعزيز ودعم الرعاية المتوافرة للهند في الكويت، ان «مركز رعاية العمال الهنود» والذي تم تأسيسه من قبل السفارة في سبتمبر 2009 يشتمل على آلية تسوية المشكلات العمالية وخط هاتفي مباشر لتلقي شكاوى العمالة المنزلية الهندية والذي يعمل طيلة ساعات اليوم خلال ايام الاسبوع جميعها (24 ساعة × 7 ايام)، ومسكن مجاني وتسهيلات اخرى للعمالة المنزلية الذين يواجهون مشكلات، وعمل منظم لنظام تصديق عقود العمل وعيادة قانونية لتقديم استشارات قانونية مجانية، ومكتب للمساعدة لارشاد جميع المواطنين الهنود حول الهجرة والتوظيف والشؤون القانونية وغيرها من الامور، وستواصل السفارة رفع مستوى خدماتها وتكييف نفسها مع الاحتياجات المتغيرة من اجل تقديم مستويات كفاءة عالية.
وفي هذه المناسبة السعيدة لاستقلال الهند، وبينما نلزم انفسنا من جديد بخدمة وطننا الام الحبيب، اود ان اعبر عن تهاني القلبية واطيب امنياتي بالصحة الجيدة والازدهار لكل مواطن هندي في الكويت، وبهذه المناسبة السعيدة التي لا تنسى اود ان اعرب عن اطيب امنياتي بالصحة الجيدة والازدهار لصاحب السمو الامير ولسمو ولي العهد ولسمو رئيس مجلس الوزراء وكذلك لشعب الكويت الصديق، عاشت الصداقة الهندية ـ الكويتية الى الابد.