أكد معظم الخبراء الدوليين في موضوع الطاقة على ضرورة تكثيف الاهتمام باستخدام الطاقة المتجددة والبديلة للمساعدة في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة للاحتباس الحراري وعدم الاعتماد على الوقود الاحفوري.
وكانت الكويت التي تعتبر من أبرز منتجي ومصدري النفط سباقة في هذا المجال منذ السبعينيات من القرن الماضي ويتوقع لها ان تتبوأ مركزا مرموقا كاحدى الدول المصدرة للكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول العام 2050 .
واكد ذلك مدير تقنيات البناء والطاقة في معهد الكويت للابحاث العلمية د.عادل حسين في حديث لـ «كونا» قال فيه ان الدراسات الألمانية المتخصصة اشارت الى أن معدل توافر الطاقة الشمسية الساقطة على المتر المربع المسطح خلال عام واحد في الكويت تعادل 1 - 2 برميل من النفط.
واشار د.حسين الى ان استغلال 10% من المساحة المسطحة لدولة الكويت لغرض توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية يؤدي الى انتاج ما يعادل 500 ألف برميل نفط مكافئ يوميا.
وقال انه من هذا المنطلق تقوم المراكز العلمية الألمانية باجراء دراسات نمطية على مجال واسع لتكون ركيزة لخطة عامة لربط مسار انتاج الطاقة في أوروبا وغرب آسيا مع شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا.
واضاف ان الدراسة الوافية التي قام بها المركز الألماني «دي ال ار» وهو «قسم تحليل النظم والتقييم الهندسي» بتكليف من الوزارة الاتحادية الألمانية لشؤون البيئة وحماية الطبيعة تشير الى تواجد مصادر وفيرة للطاقة المتجددة في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا يمكنها أن تلبي الاحتياج المتزايد للطاقة بدول المنطقة.
كما انها تعتبرها ثروة عالية القيمة تتمثل في مصدر طاقة شمسية لا حدود لها بحيث تسمح وفرتها بتصدير هذه الطاقة المتجددة الى وسط أوروبا بشكل عملي وتطبيقي حديث عبر سلسلة من شبكات الربط الكهربائي الدولي.
ورغم اهمية هذه الطاقة المتجددة الا ان دور العالم العربي في هذا المجال ما زال متواضعا باستثناء بعض الدول العربية مثل الكويت التي اهتمت في الآونة الأخيرة عن طريق معهد الكويت للابحاث العلمية بالاستثمار بهذا القطاع الحيوي والذي كان مصدر اهتمام في المعهد منذ السبعينيات من القرن الماضي.
ونظرا لأهمية الموضوع فان ادارة المعهد تعمل جديا على وضع الخطط والدراسات للتمهيد لانشاء مركز لأبحاث الطاقة البديلة والمتجددة في الكويت.
ويهدف هذا المركز في حال انشائه والذي يعد الاول من نوعه في المنطقة الى نقل الطاقة المتجددة والبديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء لسد احتياجات الكويت المستقبلية من الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر النفطية والحفاظ على الثروة الوطنية من النفاد.
الصفحة في ملف ( pdf )