يغادر اليوم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد متوجها الى ليبيا الشقيقة لحضور قمة سرت الاستثنائية، وسيقوم سموه بعد انتهاء القمة بزيارة رسمية إلى كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا خلال الفترة من 11 إلى 15 اكتوبر الجاري، وتأتي زيارة صاحب السمو الى دول المغرب العربي لأول مرة منذ تولي سموه سدة الإمارة، لذا فإنها تحظى بأهمية كبيرة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية الأخوية بين الكويت وهذه الدول، وستكون فرصة كبيرة للتشاور والتنسيق بين صاحب السمو وقادة هذه الدول لما فيه مصلحة العمل العربي المشترك والأمة العربية.
وفي هذا الإطار تحدث سفيرا تونس والمغرب لدى الكويت وأحد المسؤولين الجزائريين، مؤكدين أن زيارة سموه ستكون نافذة جديدة لتدعيم العمل المشترك وتكثيف الزيارات الثنائية في مختلف القطاعات.
السفير التونسي لدي الكويت مصطفى باهية أكد ان الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى الجمهورية التونسية تأتي يوم 11 و12 الجاري تلبية لدعوة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي.
واضاف باهية في تصريح له ان هذه الزيارة هي الأولى التي يؤديها سموه الى تونس منذ توليه مقاليد الحكم تكرس المستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين. كما تنزل في سياق الحركية الايجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين تونس والكويت بفضل حرص قائدي البلدين رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد على الارتقاء بهذه العلاقات الى أعلى المستويات تجسيدا لتطلعات الشعبين الشقيقين في ارساء تعاون مثمر وبناء وإقامة شراكة فاعلة متضامنة.
واوضح ان هذه العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت عدة محطات مهمة توجت بالزيارة الأولى التي قام بها رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي إلى الكويت الشقيقة ومشاركة سيادته في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية يومي 19 و20 يناير من العام الماضي وذلك تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والتي شكلت منطلقا جديدا لارساء تعاون متميز ومتين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين الشقيقين، مشيرا الى ان تونس كانت سباقة، بإذن من قيادتها العليا، للمساهمة في مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المتعلقة بإنشاء صندوق دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة في الوطن العربي.
وأضاف ان زيارة صاحب السمو الأمير إلى تونس تأتي في الوقت الذي يعرف فيه البلدان الشقيقان انجازات مهمة ومكاسب متعددة في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة السياسية والتنموية والاقتصادية، ففي تونس كما في الكويت كانت الاصلاحات والانجازات محورها وهدفها الاول والأخير الإنسان. وفي هذا الاطار يتنزل المخطط التونسي الخماسي للتنمية للسنوات 2011 ـ 2014 والخطة التنموية الكويتية 2010 ـ 2014 واللذان يعكسان ارادة القيادتين في البلدين ونظرتهما الاستشرافية الثاقبة من أجل رفع التحديات المتعددة التي يشهدها العالم اليوم بما يؤكد تماثل تجارب البلدين وتطابق خياراتهما وتوجهاتهما المستقبلية، لافتا الى انه على مستوى السياسة الخارجية، فإن وجهات نظر البلدين متطابقة بفضل التشاور والتنسيق المستمرين بين القيادة في كليهما تجاه مختلف القضايا والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واضاف ان لقاءات القمة بمناسبة هذه الزيارة بين رئيس الجمهورية وصاحب السمو الأمير وما سيصدر عنها من توجهات سامية، وما سينبثق عنها من قرارات ومن اتفاقيات مهمة ستشكل قاعدة مهمة ولبنة اضافية لانطلاقة متجددة يتعين توظيفها واستغلالها لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
من جهته، قال السفير المغربي لدى الكويت محمد بلعيش ان زيارة صاحب السمو الأمير يوم 13 الجاري لبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة والمتجذرة بين البلدين الشقيقين عبر التاريخ، والتي تستمد متانتها وتميزها من وشائج الاخوة، والروابط الحميمة التي جمعت على الدوام بين قيادتي البلدين وخاصة بين الملك محمد السادس وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مما زادها رسوخا وقوة تعكسها بجلاء الزيارات المتعددة لسموه الى بلده الثاني المغرب.
فمنذ توليه مقاليد الإمارة، قام صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد بأول زيارة رسمية له الى المملكة المغربية 2006 توجت بالإعلان عن انشاء خلية مشتركة للتفكير أنيطت بها مهمة إعداد تصور متكامل لشراكة استراتيجية تسمح بتعزيز علاقات التعاون ودعم التنمية المشتركة بما يخدم المصالح العليا للبلدين الشقيقين، وقد أعقبت هذه الزيارة الميمونة زيارات أخرى خاصة عديدة لسموه الى بلده الثاني المغرب تشي بالرباط المتين والود المتبادل بين الشقيقتين المغرب والكويت.
ان هذا التواصل المستمر بين القيادتين الرشيدتين في البلدين يعكس حرصهما على استمرارية التشاور السياسي وتنسيق المواقف على أعلى مستوى مما أثمر تطابقا في الرؤى وانسجاما في المواقف حيال مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وأضاف بلعيش ان القمة الاقتصادية العربية التي انعقدت بالكويت في 19 و20 يناير 2009 قدمت احد الأجوبة العملية لتجاوز اسباب الوهن والعجز الذي استفحل في الجسم العربي وخاصة في مجال التنمية البشرية، وذلك من خلال مبادرة كويتية كريمة بإنشاء صندوق عربي مشترك لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص مما سيسهم، لا محالة، في تعزيز التكامل العربي ويعد بالخير الوفير على أبناء هذا الوطن العربي من المحيط الى الخليج.
كما لا يسعنا الا ان نتذكر الجهود الخيرة والمساعي الطيبة لسموه في رأب الصدع العربي، فقد كانت لسموه أياد بيضاء في اطلاق المصالحة العربية في أكثر من مناسبة، ولاتزال نتائج قمة الكويت الاقتصادية الأولى والمشاورات التي احتضنتها أرض الكويت الطيبة بأهلها تشهد على مبادرات سموه ومساعيه النبيلة في التقريب بين القادة العرب وجمعهم على كلمة سواء في ظرف سياسي صعب، وذلك بفضل ما يتمتع به سموه من سعة الصدر وحصافة الرأي ورجاحة العقل وما ذلك على سموه بعزيز وهو الذي خبر السياسة وامتهن العمل الديبلوماسي على امتداد عقود فاستحق بذلك ان يكون عميد الديبلوماسيين العرب.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني الجزائري (البرلمان) د.رقيق بن ثابت ان زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى الجزائر ستكون نافذة جديدة لتكثيف تبادل الزيارات الثنائية في مختلف القطاعات لاسيما البرلمانية. وأضاف بن ثابت في لقاء مع «كونا» ان التجربة البرلمانية والتشريعية في الكويت متميزة وثرية وفريدة من نوعها، داعيا الى الاستفادة من تجربة البرلمان الكويتي.
وشدد على أهمية دعم سبل التنسيق والتعاون البرلماني بين المجلسين وتبادل زيارات وفود المجلس الشعبي الوطني الجزائري ومجلس الأمة من أجل تبادل الخبرات والتجارب في مجال وسائل الرقابة التشريعية التي من شأنها أن تخطو خطوة نحو الأمام في خدمة الشعبين عن طريق ممثليهم في هذه المجالس.
واقرأ ايضاً:
مديرو الجمارك شكروا صاحب السمو
الجارالله وجونز بحثا العلاقات الثنائية
الكندري لوفد «هيومن رايتس»: نضع اللمسات الأخيرة لقانون تجريم الاتجار بالبشر
المهري: الولاء للوطن فوق كل شيء
الصالح: المشاريع الخيرية الكويتية في تايلند تخدم الجاليات المسلمة المتواجدة هناك