رندى مرعي
تصوير:
هاني الشمري ـ محمد ماهر ـ سعود سالم ـ كرم ذياب ـ قاسم باشا
لم تعد الاشارات واللوحات المرورية في بعض الشوارع وعلى بعض الارصفة تؤدي عملها بالشكل المطلوب وذلك بفعل الاشجار التي تزرع على الارصفة وجوانب الطرقات وتكبر مع مرور الزمن دون ان تلقى الاهتمام المطلوب والعناية اللازمة حتى تتخطى رقعتها لتحتضن كل ما يحيط بها بما فيها من لوحات واشارات مرورية. وهنا تكمن الخطورة، فالاشارات وضعت لتدل السائق على الطرقات، سواء كانت اسماء شوارع او وجهات سير او غيرها من الاشارات وعدم رؤيتها قد يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها حيث يضل السائق طريقه ويؤدي ذلك الى حوادث سير.
«الأنباء» تطرقت الى هذه المشكلة التي يواجهها معظم الناس خلال طريقهم الى عملهم او الى منازلهم. ففي البداية، قال مصدر في وزارة الاشغال ان الوزارة تقوم بدورها في هذا الاطار بشكل كامل، مؤكدا ان مسؤولية الوزارة لا تشمل مسألة التشجير والزراعة بل تقتصر على الحرص على وجود الاشارات واللوحات المرورية في مكانها الصحيح وعلى صيانة هذه اللوحات في حال تحركت من مكانها او اصبح ما كتب عليها غير واضح، اما مسألة اخفاء الاشجار لهذه اللوحات فهي مسؤولية الهيئة العامة للزراعة، مشيرا الى ان «الاشغال» تقدمت بكتابين للهيئة لمعالجة هذه المشكلة، لكن لم تحل حتى الآن.
من جانب آخر، اكد احد المهندسين المتقاعدين ان مشكلة الاشجار التجميلية ليست فقط فيما تغطيه من لوحات واشارات مرورية، انما ايضا في عدم الاهتمام بها بالشكل المطلوب، فهناك اشجار لم تعد تمت للتجميل بصلة لما آلت اليه حالتها بسبب الاهمال، كما ان هناك عددا كبيرا من النخيل لا يتم تلقيحه على الرغم من وجود الثمار فيه.
كما دعا الى الاهتمام بشكل اكبر بالاشجار من قبل ادارة الزراعة التجميلية وان تكون هناك متابعة اكثر دقة بشكل اسبوعي او بشكل شهري، مشيرا الى ان الاهمال يخلف الكثير من المشاكل. وفي رد على ما نسب للهيئة العامة للزراعة قال رئيس مركز الطوارئ شاكر عوض ان المشكلة تكمن في الشركات التي لم تؤد عملها على اكمل وجه وقد تم الاعلان من قبل الهيئة عن فض هذه العقود والتوقيع مع شركات جديدة لحل كافة المشاكل، لكن هذا الامر يخضع للدورة المستندية التي تأخذ وقتا طويلا من اجل الحصول على الموافقة الرقابية.
وتابع عوض ان هناك فريق طوارئ يعمل على متابعة كل الملاحظات التي ترد الهيئة وفي شتى المجالات ولا يمكن ان يكون قد وصل للهيئة اي بلاغ او كتاب في هذا الشأن.
وأكد ان عجلة العمل في الهيئة تدور دونما تقاعس او تراجع من اي قطاع، وأعلن عوض انه يتم العمل الآن مع وزارة المواصلات على تشغيل خطوط ساخنة على مدار اليوم لتلقي جميع الشكاوى والاقتراحات وللعمل على حلها من قبل ادارة التنفيذ والصيانة وسيتم العمل بها في وقت قريب جدا.
غير ان مسؤولية اشارات المرور لا تقع على عاتق الجهات الرسمية والمختصة وحسب بل يتحملها الى جانبهم المسؤولون وتكون على نفس القدر اذا ما كانت اكبر وهذه المسؤولية موزعة ومتنوعة بين الاستهتار الحاصل لدى البعض الذين يستخدمون هذه الاشارات كمكان للملصقات ويضعون عليها ملصقات اعلانات او رسومات بلا معنى، وبين الذين يزرعون اشجارا حول منازلهم ولا يهتمون بها بشكل مستمر ما يؤدي الى نمو هذه الاشجار وتدلي اغصانها على ما يحيط بهذا المنزل حتى ان كانت اشارة مرور او غيرها من الاشارات التي يستعين بها السائقون ليصلوا الى مكان ما او يستدلون بها على شيء ما.
وهذا ما يقوله محمد سلمان الذي يلقي اللوم على الاشجار في الكثير من حالات تضليل الطريق والتأخر على موعد ما كثيرا ما عانى منها متسائلا على عاتق من تقع هذه المسؤوليـــــــة؟ لاسيما ان كل جهة ترفعها عن نفسها.
من جانب آخر يتابع سلمان ان هناك جانبا كبيرا من هذه المسؤولية ملقى على الناس والامر لا يقف عند الاخلال بهذه الاشارات بطريقة ما بل هي مسؤولية السكوت عن هذه المشكلة وتجاهلها وكأن شيئا لم يكن وعدم الاعتراض عليها لدى المعنيين.
من جانبه يقول فارس العنزي ان الناس قلما يفكرون بمسألة نمو الاشجار حول منازلهم وما قد يسببه اهمالها من مشاكل، لذلك من الممكن ان نرى هذا الامر عند بعض المنازل ولانه ليس هنــــــاك لا رقيب ولا حسيب عليها نجد انهـــــــا تدخل فــــــي خانــــة الاهمال.
بدوره قال فادي منصور ان جزءا من مسؤولية تضليل السائقين يرجع الى تشويه اشارات المرور ممن لا يعرفون حجم هذه المسؤولية، وذلك لان مسألة العناية بهذا الامر لا تصب فقط في خانة السلامة المرورية ولكن تعكس وجها حضاريا وتدل على مدى الوعي لدى الناس وتبين احساسهم بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه الآخرين.
واشار منصور الى ان المشكلة ليست مشكلة اشارات وحسب بل هي اكبر من ذلك وهي مشكلة سير بشكل عام والمشكلة الاكبر تكمن في غياب خارطـــة المسؤولية المروريـــــــة وذلك لانه اذا ما اخذنا احــــــدى هذه الظواهر لا نعرف من ايــــــن نبدأ بالبحث عن المسؤوليــــــة سواء على وزارة الاشغـــــال او الهيئة العامة للزراعـــــة او المجلس البلدي او ادارة المــــــرور وهنا تكمن المشكلـــــة.
وتابع ان هذه المسألة حتمــــــا ستتطور وتصبح ازمة مــــــرور وذلك لان المشاكل اكبر من مسألة اشــــــارات فهناك الحفر في الطرقات ومشكلــــــة الانــــــارة في بعض المناطق لذلك الامر يتطلب ايجــــــاد لجنة متابعة طرقات لتراقب كل هذه الامور وتكون على علم ومعرفة لمن يجب ان تتوجه لحلها.