- عثمان رضي الله عنه لم يحذف شيئاً من المصحف الشريف واتهامه باطل وافتراء
- بالتعريب نستطيع استقبال العولمة وعلماؤنا بدأوا تعريب العلوم قبل 50 سنة ولو استمروا لتمكنوا من أن يقدموا لنا لغة تستوعب العلوم والحضارة
- الشعر العربي فن أصيل نعتز به وليس علماً ففيه كثير من الشطحات الخيالية والأوهام
- أهل الكويت يمثلون الأصل العربي في دينهم وأخلاقهم ومحبتهم للعلماء
ليلى الشافعي
في لقاء ممتع امتد لاكثر من ساعتين استمعنا فيه لفارس من فرسان اللغة العربية وشيخ النحويين واللغويين المعاصرين واستاذ اللغة العربية في جامعة حلب وجامعة محمد بن سعود د.فخر الدين قباوة، الذي جاء زائرا للمرة الأولى الى الكويت بدعوة من المراقبة الثقافية بإدارة مساجد محافظة الأحمدي والتي رأت أن تطعم نشاطها الدعوي بنشاط هادف متميز.
وكان لـ «الأنباء» حوار خاص مع د.فخر الدين قباوة، تحدث فيه عن امور عدة متأسفا على ضياع اللغة العربية وضعف وهوان العرب مؤكدا ان عثمان رضي الله عنه لم يحذف شيئا من القرآن الكريم وان ما اسند اليه كلام ليس له اسناد، بل ارسل مع كل نسخة من مصاحفه قارئا يعلم الناس اللفظ الصحيح لظاهر الرسومات المصحفية. وطالب بأن نعورب انفسنا للرجوع الى اللغة العربية الصحيحة، وبين ضرورة امتلاك المسلمين السلاح للدفاع عن النفس ولارهاب العدو. وتناول فنون الشعر العربي والفرق بينه وبين النثر مؤكدا ان هناك من يقاتلوننا في ميدان التعليم والبحث العلمي وعروبة اللسان. وبين ان كلمات فاكس وموبايل وانترنت ليست ودودا وليست ولودا لانها ألفاظ اعجمية لا نودها، وتطرق الى الاحاديث الضعيفة والموضوعة وشدد على اهمية الاصلاح واستبعاد اللغات الاجنبية من مناهج التربية حتى المرحلة الثانوية. وشكر الكويت على استضافتا للعلم والعلماء مشيدا بانتشار مراكز تحفيظ القرآن في الكويت، والى نص الحوار:
بداية مرحبا بكم في بلدكم الثاني الكويت، فهل هذه هي الزيارة الاولى وما انطباعكم عن هذا البلد؟
نعم هذه زيارتي الاولى للكويت ونحن نسمع منذ عشرات السنوات ان اهل الكويت يمثلون الاصل العربي في دينهم وفي اخلاقهم ومحبتهم للضيف وللعلماء، وبهذه الروح جئنا لكي نلقى تلك الاخلاق الكريمة والشخصيات المباركة.
المصاحف العثمانية
ما صلة علم النحو والنحويين بخدمة القرآن الكريم؟
كنا نقرأ منذ قليل مقدمة عن تاريخ الاعراب، وقد تبين لنا في هذه المقدمة ان الإعراب في القرآن الكريم بدأ في حياة النبوة، وكان للصحابة ايضا نشاط في هذا، لاسيما الإمام علي رضي الله عنه ثم أبو الاسود الدؤلي، حيث كان بينهما حديث في الاعراب نقله أبو الاسود الى القرآن الكريم في الربع الاول من القرن الهجري الاول، حيث بدأ في مجالسه بإعراب القرآن الكريم أمضى فيها معه أحد تلامذته وهو الحر بن عبدالرحمن قيل إنه أمضى أربعين سنة في إعراب القرآن الكريم، يقول السيوطي في كتابه «بغية الوعاة» عن الحر بن عبدالرحمن إنه أمضى أربعين سنة مع أبي الاسود في إعراب القرآن الكريم كيف أمضى؟ لا ندري، ومع الاعراب كانت هناك مسائل لغوية وتفسيرية ثم استنباط الاحكام ومعرفة القراءات ولهجات العرب وما يتعلق بهذا من الامور الفقهية فالاعراب المراد به التفسير، القراءات، الاحكام، ولكن الاصل هو الإعراب لأن أبا الاسود كان قارئا ونحويا ويصدر في كلامه عن العلم الذي يحمله.
اتهام باطل
ما قيل من اتهامات أخيرة صدرت عن قس مصري ان عثمان بن عفان رضي الله عنه أضاف الى القرآن الكريم، ما ردكم؟
هذا كلام ليس له إسناد وفهم على غير أصله لم يحذف شيء وإنما هناك صور للرسم يظهر أنها غير واضحة يصححها العرب، وهذا القول عن السيدة عائشة رضي الله عنها ورأى عثمان ان في هذه الرسوم العثمانية المصحفية بعض الاشكال غير واضحة بشكل ظاهر والقراء العرب كانوا يوضحون ذلك، ولهذا أرسل عثمان رضي الله عنه مع كل نسخة من مصاحفه قارئا يعلم الناس اللفظ الصحيح لظاهر المرسومات المصحفية وشعوره ان هذا الرسم ليس فيه نقط ولا علامات الاعراب قد يقرأ على غير ظاهره، فأرسل مع المصحف قارئا يوضح للناس قراءة هذه الرسوم وأخذ عنه الطلاب ذلك فأصبح الامر واضحا محددا، وهذا يوضح المسألة التي أشار اليها بعض المعاصرين مشكلات وهي يسيرة جدا ولا إشكال فيها.
اللغات الأجنبية
من خلال خبراتكم الطويلة والمتميزة في علوم العربية، ما الطريقة المثلى للنهوض بهذا الفن؟
أرى ان الطريقة المثلى ان نرجع الى القرآن الكريم ونعلم الاطفال قراءة القرآن أو حفظ القرآن، فكثرة ممارسة القراءة للقرآن الكريم والتبصر بسور الآيات تطبع في نفوس الصغار، اللغة العربية الصحيحة الفصيحة بألفاظها وصياغتها وتراكيبها ومعانيها ثم ينتقل الطالب الى دراسة الاحرف الهجائية ثم ينتقل الى التركيب في الكلمة والجمع، هذا هو أسلوب المسلمين منذ ألف وأربعمائة سنة، قراءة القرآن، ثم البدء بالاحرف وبالمفردات ثم بالجمل، وكانت تنشر كتب، في عهدي، هكذا كتاب «ألف باء». أما الآن ففي المدارس العربية يبدأون بالجملة والتركيب من دون أن يحفظوا شيئا من القرآن الكريم في الدول العربية وفي مصر، وعندنا الطفل لا يعرف اللغة العربية ثم تدخل عليه الانجليزية والفرنسية فتخربان عليه اللفظ والصيغة والكلام، وهذا مقصود به تخريب العربية، فإذا أردنا الاصلاح الحقيقي لابد من أن نستبعد اللغات الاجنبية حتى مرحلة الثانوية ثم يجب ان تكون اختيارية بمعنى أن يختار الطالب ماذا يريد أن يدرس في المستقبل فربما عمله المستقبلي يتطلب اللغة الفرنسية أو الانجليزية أو الالمانية يختار في المدرسة في الصف العاشر ما يريد وكذلك في الجامعة، أما في الدراسات العليا فليس هناك دراسات لغوية اجنبية، بل المشرف على الطالب يوجهه الى اللغة الاجنبية التي يحتاج اليها في بحثه، فيجب عليه اتقانها ومتابعة ذلك، وأذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب من الصحابة تعلم لغة غير العربية كان واحد أو اثنين من الصحابة يكفي ولو طلب من الجميع تعلم اللغات الاعجمية لضاع الاسلام والعربية وقد تعلم الصحابة اللغة الاعجمية في شهر.
سنة مؤكدة
وهل ترى ان تعلم اللغة العربية واجب على كل مسلم؟
اللغة العربية هي سنة مؤكدة على العرب واجب ان يتقنها المسلم منذ الصغر بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كلامه كله بالعربية في حياته كلها عند الطعام والمجالس والحروب والحوار والخطابة والتوجيه كل كلامه بالعربية، فهي سنة مؤكدة بمعنى هذا ان الوجوب لجميع العرب المسلمين فعليهم ان يتقنوا هذه اللغة، وان يستخدموها دون غيرها في حياتهم العامة.
اللهجة العامية
وهل هناك فرق بين اللهجة العامية والعربية؟
نفرق بين أمرين، اللهجة العربية مقبولة على انها صحيحة أو فصيحة، أما اللهجة العامية المستعجمة بتأثر فارسي أو تركي أو فرنسي أو انجليزي فهذه ليست لغة عربية انما هي خليط من العربية والأعجمية، كالطعام الفاسد، متى نأكل الطعام الفاسد ومتى يجوز لنا ان نأكله؟ عند الضرورة والحاجة، ونحن والحمد لله لسنا في حاجة الى لغة فالمفروض ان نعورب أنفسنا للرجوع الى اللغة الصحيحة فيكون ذلك على طبقات، اللغة الفصحى تجب على الأدباء في الشعر والنثر واللغة الفصيحة تجب على العلماء في أبحاثهم وفي كلامهم عن العلوم، واللغة الصحيحة تكون لجميع العاملين في ميادين التعليم والارشاد والتوجيه والإعلام ثم لجماهير العربية المسلمين ان يتكلموا باللغة الوسطى وهي قريبة من الصحيحة مع إهمال البعض صور الإعراب في أواخر المفردات.
مخاطبة الجمهور
كيف رأيتم تفاعل جمهور المسجد مع هذا النهج الجديد في الوعظ؟
منذ 10 سنوات كنت في مجالس اطلب من طلابي وهم خطباء أو وعاظ أو مفسرون أو فقهاء ان يكون كلامهم باللغة الصحيحة المضبوطة بالإعراب واستغربوا هذا وقالوا هذا عسير لأن الناس لا يمكن ان يقبلوا ذلك ولن يفهموه فقلت لهم جربوا وبعد أشهر جاءوني فرحين جدا لأن السامعين المسلمين العرب أصبحوا يسعدون بسماع اللغة العربية الصحيحة بدلا من العامية، ومحبة للغة النبي صلى الله عليه وسلم اصبحوا يتذكرون خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وخطاب الصحابة لبعضهم البعض فهذا يسعدهم ان يعيشوا في جو علمي إسلامي ولغوي إسلامي.
العوربة والعولمة
ما الحكمة من اختيار المواضيع التي حضرتم لإلقائها كمادة للمحاضرات مثل تأملات في كتب التفسير، بالعوربة نستقبل العولمة، واعراب وبيان أصعب الآيات وغيرها؟
كل المسلمين يتابعون كتب التفسير وهم معجبون بها فكان اختياري للتأملات بأن أذكر القيم المختارة التي جاءت في هذه الكتب والفوائد العظيمة التي قدموها الينا لنفهم القرآن الكريم ولولا عمل القدماء والمتأخرين في التفسير لما فهمنا القرآن إلا فهما يسيرا، اذن هم خدمونا لافهامنا كلام اللغة والأحكام والقراءات وما أشبه ذلك. لكن في بعض كتاباتهم أمور تحتاج الى توضيح فذكرت منها أشياء كتحديد معاني الآية وهي واسعة جدا وبعض الخرافات الاسرائيلية والأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التي تسيء الى النبوة من عهد آدم الى محمد عليهما السلام حيث زعموا ان آدم وحواء أشركا بعد ان رزقهما الله بولد غير صالح فأسمياه عبدالحارث حتى يعيش أما عبدالله فلا يعيش فزعم المفسرون ان آدم وحواء أشركا بالله في التسمية واتبعا توجيه ابليس اللعين. وكذلك جاءت حكايات تسيء الى الأنبياء لذا يجب ان ننزعها من أذهان المسلمين مع خرافات كثيرة تضخم شأن بني اسرائيل وتشعرنا بأنهم كانوا في خير وعمل جيد وكل هذا كذب وأباطيل.
تعريب العلوم
هل نجحت تجربة تعريب العلوم؟ وما الإيجابيات والسلبيات في ذلك؟
حتى الآن قامت سورية منذ 60 عاما بالتعريب ونجحت فعلا خلال 20 سنة منذ دخل الاتحاديون وحاربونا ثم جاء الفرنسيون والانجليز وأرادوا ان يفصلونا عن العثمانيين ففرضوا تعريب العلوم فقام مجمع اللغة العربية في دمشق بتعريب العلوم كلها خلال 20 سنة وأصدر معاجم كثيرة تتعلق بهذا لكن بعد ذلك تراجعت تلك الحركة ورجعنا الآن في سورية الى العجمة من اللغات الأجنبية كما كنا قبل التعريب وفي مصر والسودان والسعودية والمغرب والخليج أيضا فالمشكلة ان المسؤولين عن التعريب تراجعوا وأهملوا فانخفض مستوى التعريب ونحن في حاجة الى استعادة تلك السنة التي بدأها السوريون قبل 60 سنة واذا سرنا على تلك الخطى لاستطعنا ان ننجح بعون الله لأنهم عربوا المصطلحات كلها واستخدموها.
الأجهزة الحديثة
سمعنا ان لك رأيا في تعريب بعــض الأجهــزة الجديدة مثل الفاكس والكمبيوتر فما رأيك في ذلك؟
هذا يدخل في التعريب لأن التعريب يقتضي جعل أسماء الأشياء والآلات والأدوات عربية فكلمة كمبيوتر أجنبية لا يمكن ان نصوغ منها مصدرا وأفعالا ومشتقات، وكذلك كلمة «فاكس» مثلا أو موبايل أو الأتمتة أو الإنترنت كلها كلمات أجنبية ليست ودودا وليست ولودا بمعنى ان لا نجعلها ألفاظا أعجمية ولا نودها، ولا تساعدنا على صياغة الأفعال ونحن نحب لغة القرآن لغة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم فهذه لغات لا نحبها ولا تحبنا هي أيضا وهي ليست ولودا لأنها لا تساعدنا على صياغة أفعال ومشتقات وأسماء وصفات من لفظها فنقول مثلا بدلا من «الموبايل» «المحمول» والفعل حمل يحمل فهو حامل ومفعول ولا نقول نقالا لأن صاحبه ينقله فهو منقول، أما الانترنت نقول عنه التواصل ولا نكون شابكة مع الآخرين لأنني أتواصل خلال هذه الشبكة بالآخرين وهم يتواصلون بي لأن الشابكة ليس لها فعل ولا مشتقات تساعد على هذا المعنى، أما الشبكة فلا تقوم بذلك. فالتواصل يأتي من الفعل تواصل يتواصل وهو متواصل ومتواصل به، فالحركة اللغوية جاهزة في جميع المعاني المقصودة، أما كلمات أمثال الشبكة والكمبيوتر والحاسوب والفاكس والناسوخ فليست ولودا اذ لا تقدم المشتقات والأفعال اللازمة وهي اذن عقيم.
80 مؤلفا
ما أهم انتاجكم العلمي؟
أكثر من 80 مؤلفا خلال 50 سنة وآخر هذه المؤلفات: تفسير ميسر لجميع المسلمين العرب وغيرهم أيضا «التفسير الوافي المفيد لفهم القرآن المجيد» طبع في 600 صفحة مع الصفحات المصحفية كل صفحة بجانبها تفسير المفردات جميعا والمعنى العام للآيات ففيه ربط بين الآيات التي تشترك في معنى واحد وليست مقطعة ولا موزعة كما يفعل جميع المفسرين في العصر الحاضر.
الشعر
ما دور الشعر العربي والموشحات وما أهميته؟
الشعر العربي هو فن بلا شك أصيل ونعتز به ويفيدنا في الارتقاء بالذوق الفني واالانفتاح الراقي لأبواب الخيال والتعبير العالي الرائق لكن يجب ان يفهم على انه فن لا علم، ففيه كثير من الشطحات الخيالية والأوهام النفسية ولا يجوز ان يعتبر مصدرا للعلم والمعرفة، بعض الدارسين المعاصرين زعموا ان الأدب هو الذي يقدم الى الناس الحضارة والرقي والتحرر والاستقلال ليحجبوا القرآن الكريم عن هذا الميدان، فالمحرك الحقيقي هو كلام الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم،أما الشعر فللتغني والسرور بالجمال فهو ليس معلومات تاريخية أو حضارية، فالشعر يجب ان يكون له وجود في بلادنا وقد كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الراشدين والعباسيين ولكن لم يجعل أساسا للفكر الإسلامي أو الحضاري بل كان يتغنى به فقط أما الذي يحرك فعلا فهو الوحي الكريم والأحاديث الشريفة وأقوال الصحابة الكرام. فالشعر العربي ظهر فيه بعض الأوزان الجديدة فإذا كانت على قياس الأوزان العروضية العربية فهي مفيدة جدا، أما إذا أطلقت على خلاف ذلك وزعم انها قصائد فهذا بهتان والصواب انه نثر مجعر منسوب الى الشعر لكن لا صلة له بالشعر.
طريق النجاة
نرى أعداء الدين يحاربون المسلمين بكل الوسائل من الافساد والحروب فما طريق النجاة؟
ان نعود الى القرآن الكريم وأصول الدين الاسلامي وننفذ هذا فعلا في حياتنا بما يناسب العصر الحاضر بفقه اسلامي واع يستوعب الواقع ويضع الحلول العصرية الاسلامية ثم ان يكون في أمتنا علماء في جميع الموضوعات المعاصرة فيهم كفاية لحاجات الامة وفقد شيء من هذا يجعلنا آثمين جميعا أمام الله يوم القيامة كل حسب قدرته واستطاعته، فالمسؤولون عن العلم جريمتهم كبرى اذا لم يحققوا هذا، والاغنياء القادرون على التمويل ايضا عليهم مسؤولية والامهات والآباء والاساتذة عليهم مسؤولية وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
امتلاك السلاح
لماذا وصل العرب الى الذلة والهوان بعد ان كانوا سادة العالم؟
الحديث صريح في هذا، قال صلى الله عليه وسلم «جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري»، معنى الحديث ان الدولة الاسلامية، وما فيها من عزة وعلم وغنى وجهاد واعمال انما كان لها كل ذلك بقوة السلاح الذي عندها لا باستعمال السلاح، انه ارهاب للعدو وتخويف ان يكون منهم عدوان فاستقامت للدولة سيادتها، ومن لم يكن عنده سلاح يصنعه بنفسه ويحميه من العدوان فلابد ان يعيش في ذلة وهوان، وكأن قول النبي صلى الله عليه وسلم «في ظل رمحي» يعني ان وجود السلاح يمنع العدو من العدوان ويشيع في المسلمين العزة دون استعماله، فسلاح المسلمين للدفاع عن النفس والحفاظ على الكرامة لا لقتال الآخرين أو فرض الاسلام أو سرقة الاموال والاوطان والاعراض.
النصر على اليهود
وقد حفظ في غزة مثلا عشرات الآلاف القرآن الكريم وهذا العام فقط حفظ 16.000 مسلم القرآن لانهم يعتقدون ان النصر على اليهود لا يكون الا بتطبيق القرآن الكريم فالضائقة الشديدة لا تنفرج الا بالقرآن والحقيقة اننا نحن العرب في ضوائق متعددة ونحتاج ان نرجع الى القرآن الكريم فهو المنقذ الوحيد.
أساليب خبيثة
ما تعليقكم على ظهور البعض في الفضائيات كل يسب الآخر الذي لا يوافقه في الرأي؟
هذه اساليب شرسة في السب لم يعرفها المسلمون من قبل فنجد من يسب الصحابة رضوان الله عليهم، فإحترام الآخرين واجب مع خلافهم في الرأي «خلاف امتي رحمة» واما من جعل هذا الخلاف سبيلا للشتائم والخصام والتكفير والقتال فهو مجرم يجب ان يعاقب حتى لا ينتشر هذا الاسلوب الخبيث، وشعارنا في هذه الآية الكريمة «ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» فالخلاف موجود ولكن الحوار يكون بالحسنى.
اما ما نراه فهذه فتن يثيرها بعض المغرضين المخربين للوحدة الاسلامية بتشجيع من الاستعمار والاعداء الخارجين، ايضا هناك اعداء داخليون في صفوفنا يتحركون بأمر الاعداء الخارجيين فلابد من احترام الآخرين مع الخلاف فكل من يقول انا مسلم ويعمل صالحا تم مذهبه له، ويجب وان يحترم كل انسان مذهبه ومذهب الآخرين ولا يجوز خصامه في ذلك والمحاورة تكون بالتي هي احسن بالمحبة والتقرب، اما الحوار الآن فأكثره قائم على الخصوم واثارة الفتن.
وماذا عن الحوار مع أصحاب الاديان الاخرى؟
غاية هذا الحوار ان اليهود يريدون ان يتنازل المسلمون عن بعض احكام الاسلام ليقتربوا اليهم وهم لا يتزحزحون ولا يتنازلون وأسمى هذا «الحب من طرف واحد» بمعنى اننا نحن نحب عيسى وموسى والتوراة والانجيل ونقدس ذلك وهم ينكرون القرآن والاسلام وهم يستغلون ذلك الحب لتحطيم القيم الاسلامية ويريدون تقديم التنازلات ليصبح الاسلامي نصرانيا او يهوديا وعند ذلك يحبوننا (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
التيسير
كلمة أخيرة؟
كل ما اتمناه من اخوتي المسؤولين عن اللغة العربية والتعليم ان يخلصوا في تقديم لغة القرآن ميسرة ومبسطة في احاديثهم وعلومهم وتربية ابنائنا على اللغة العربية لتكون ملكة في اذهان العرب واسلوبا وحيدا يستعملونه في الحياة ويحققون محبتهم للقرآن الكريم.
واشكر العاملين بادارة مساجد الاحمدي بوزارة الاوقاف الذين اتاحوا لي سبيل التكلم ومخاطبة اخواننا بما في نفسي ولأنقل التجربة المصلحة لاوضاع اللغة العربية والعلوم الاسلامية بأسلوب مناسب لهذا العصر، كما اشكر جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء الذي اوضحت فيه ما اريد من التوجيه والبيان.
د.فخر الدين في سطور
- الاسم: الاستاذ الدكتور فخر الدين قباوة.
- تاريخ الميلاد: حلب سنة 1933.
- المؤهلات العلمية: 1 - نال الشهادة الثانوية وأهلية التعليم الابتدائي مع مزاولته للمهن الحرة.
- 2 - حاز الاجازة في العلوم العربية من جامعة دمشق وأهلية التعليم الثانوي.
- 3 - حاز الدبلوم الخاصة في الادارة والتفتيش التربوي بين عامي 1955 و1960.
- 4 - أعد رسالة الماجستير في التفتيش التربوي وتم منحه الماجستير من جامعة القاهرة.
- 5 - حصل على الدكتوراه في الادب القديم عام 1966.
الخبرات العلمية: درس الادب القديم والنحو العربي ومنهج البحث في جامعة حلب واللاذقية وبكين وفاس والعين والقصيم، وأشرف على رسائل لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب والنحو، وشارك في لجان التحكيم لهما، وفي لجان علمية وثقافية، وندوات ومؤتمرات عربية واسلامية، وتقويم انتاج بعض الزملاء وبحوث علمية للمجلات المحكمة، وانتخب عضوا في بعض المجامع العربية.
مؤلفاته وإنتاجه العلمي: أصدر عشرات الكتب في الادب والاعراب والصرف والعروض وعشرات من المقالات العلمية في الدوريات العربية وهو منذ عشر سنوات يعد تحقيق تفسير الجلالين باعتماد نسخ خطية والمصادر التي رجع اليها الجلالان في تصنيف تفسيرهما، ليكون بين أيدي الناس مضبوطا وميسرا وتفصيل للاعراب، والصرف، ومعاني الادوات، وتعقب لما وقع للمؤلفين من سهو في النقل والتفسير وعلوم العربية، وتدقيق للعبارات والاخبار، واختيار لضعيف الاقوال والتوجيهات. معظم كتب المؤلف منشورة في دار الفكر بدمشق، دار لبنان ناشرون ودار الملتقى في حلب.
واقرأ ايضاً:
موريس صادق يهدد بإحراق 100 نسخة من المصحف يوم 15 أكتوبر إذا لم ترتد منال إلى المسيحية بعد إسلامها
ثقة الكوس في مباهلة الحبيب استحقت ثناء العلماء
تباين الآراء حول شرعية إغلاق المحلات وقت الصلاة في السعودية
الانتهاء من مشروع جسر الجمرات بتكلفة 4 مليارات ريال
منع النقاب في جلسات المحاكم الفرنسية