- ستصبح المدرسة بيئة جاذبة إذا وفرنا تدريساً جيداً لكل الطلاب من خلال معلم واع بالفروق الفردية بين طلابه ويراعي قدراتهم الخاصة
- الدمج التعليمي يعتمد على التشخيص ومدى شدة حالة صعوبة التعلم وهو ليس حلاً ناجعاً للحالات شديدة الصعوبة وهناك حالات تحتاج لتأهيل قبل دمجها
- زيلسترا: التدريس بطريقة الحواس المتعددة يحسن ويعزز تعلم الطفل عن طريق معالجة القصور المترتب على الاعتماد على بعض الحواس دون الأخرى
- يجب أن يحظى تدريب معلم المرحلة الابتدائية بأهمية قصوى نظراً لخطورة هذه المرحلة في التشخيص المبكر لصعوبات التعلم
- الدمج التعليمي يحتاج لإعداد خاص لكل من المعلم والمدرسة وإذا لم تتوافر الإمكانات اللازمة يكون الأفضل هو اللجوء للتدخل الخارجي
- منهج جيد دون معلم مدرب ومطلع على أحدث الاتجاهات التربوية وقادر على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة سيكون بلا فائدة
أسامة دياب
في إطار حرص مركز تقويم وتعليم الطفل على استضافة خبراء عالميين في مجال صعوبات التعلم، للاطلاع على أحدث المستجدات في هذا المجال ولتدريب الكوادر المحلية القادرة على التشخيص وعلى العلاج، وضمن برنامج زيارة الخبراء المدعوم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي استضاف المركز الخبيرتين الكنديتين مارلين وردروب وكوري زيلسترا.
وأكدت المدير التنفيذي لمركز بروسبكت للتعلم بأسلوب الحواس المتعددة (أورتن ـ غيلينغهام) مارلين وردروب أنها استطاعت أن تطور برنامج التدريس بالحواس المتعددة ليناسب الطلاب ذوي صعوبات التعلم، مشيرة إلى أن البرنامج في بدايته كان مصمما لجميع الطلاب والدارسين خصوصا الموهوبين منهم. وشددت وردروب على أن الطلاب الذين يواجهون صعوبات التعلم طلاب أذكياء بصفة عامة ولكنهم يحتاجون فقط تكييفا في طريقة التدريس أي أنهم يدرسون بطريقة مختلفة ولا يحتاجون إلى أن نقلل لهم المحتوى العلمي للمنهج، في حين أوضحت زيلسترا أن الطلاب ذوي صعوبات التعلم مختلفون وليسوا معاقين، واستخدام مصطلح مختلف يرجع لمدي فهمنا لصعوبات التعلم ولذلك تجد أن مصطلح معاق مستخدم في بعض الأماكن التي لا تتوافر فيها الثقافة الكافية لطبيعة صعوبات التعلم.
بدورها لفتت المدربة المعتمدة بطريقة أورتن غيلينغهام ومستشارة مشروع «أنا أقرأ وأكتب» في الكويت المعني بتطوير برنامج تدريس اللغة العربية بطريقة الحواس المتعددة كوري زيلسترا الى أن طريقة التدريس باستخدام الحواس المتعددة تحسن وتعزز تعلم الطالب للمادة المستهدف تعلمها، عن طريق معالجة القصور المترتب على الاعتماد على بعض الحواس دون الأخرى، موضحة أن الطريقة تعتمد على التعليم باستخدام الحواس الأربع السمع، اللمس، البصر، والحاسة الحس حركية بطريقة متزامنة مما ييسر طريقة إيصال المعلومة للمتعلم واسترجاعها. «الأنباء» التقت الخبيرتين الكنديتين مارلين وكوري للاطلاع على أحدث المستجدات على طريقة التدريس بالحواس المتعددة بصفة خاصة ومجال صعوبات التعلم بصفة عامة.
فإلى التفاصيل:
ما طبيعة زيارتكم للكويت؟
مارلين: زيارتي للكويت تأتي ضمن برنامج زيارة الخبراء المدعوم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وذلك لإعطاء دورة تدريبية في تدريس الرياضيات باستخدام أسلوب الحواس المتعددة (أورتون غيلينهام) في الفترة من 3-12 أكتوبر لمعلمي البرنامج التربوي الصباحي التابع لمركز تقويم وتعليم الطفل وبالطبع أنا أشكرهم على ذلك.
كوري: أعمل مساعدة لمارلين وردروب ولكنني بدأت مع المركز كمستشارة ومساهمة في مشروع «أنا أقرأ وأكتب» في الكويت (تطوير برنامج للتدريس بطريقة أورتون غيلينغهام ـ الحواس المتعددة باللغة العربية) منذ عام 2009 وحتى الآن.
طريقة الحواس المتعددة
من واقع خبرتك في هذا المجال كيف تلخصين لنا، بأسلوب مبسط، طريقة التدريس باستخدام طريقة الحواس المتعددة؟
كوري: بداية، طريقة التدريس باستخدام الحواس المتعددة تحسن وتعزز تعلم الطفل للمادة المستهدف تعلمها، عن طريق معالجة القصور المترتب على الاعتماد على بعض الحواس دون الأخرى. وتعتمد هذه الطريقة على التعليم باستخدام الحواس الأربع السمع، اللمس، البصر، والحاسة الحس حركية بطريقة متزامنة مما ييسر طريقة إيصال المعلومة للمتعلم واسترجاعها، جدير بالذكر أن البرنامج طور في بدايته لتدريس اللغة عن طريق تدريس منظم وتراكمي واستطاعت المدير التنفيذي لمركز بروسبكت للتعلم بأسلوب تعدد الحواس مارلين وردروب تطوير هذه الطريقة واستخدمتها في تدريس الرياضيات، وأود أن أشير الى أن الطلاب الذين يعانون من صعوبات لغوية لديهم إشكالية في تخزين المعلومات الصوتية وكلما درسوا بالطريقة الكلاسيكية كان استيعابهم أصعب ولكن إذا تم تدريسهم من خلال أكثر من مسار أو أكثر من حاسة زاد تفاعلهم واستيعابهم وزادت قدرتهم على استرجاع المعلومة. علينا أن نعي أن التدريس بهذه الطريقة يحتاج لمراجعة دورية لما سبق دراسته ويكون الدرس مهيكلا بطريقة معينة وهذه الطريقة بدأت تجريبية ولكن أبحاث عديدة أثبتت فاعليتها وبالتالي بدأنا نستخدمها في تدريس الرياضيات لأن مواضع الخلل في صعوبات التعلم تقريبا واحدة مشاكل في الذاكرة، الوعي البصري الحركي، التنظيم ومشاكل في الانتباه، وبصفة عامة يتضح لنا أن مشاكل الحساب واللغة متداخلة لدرجة تجعل الطالب الذي يعاني من واحدة منها ليس بمنآي عن الأخرى.
هل هذا البرنامج موجه بصورة خاصة للطلاب الذين يواجهون صعوبات أم من الممكن استخدامه لجميع الطلاب بصفة عامة؟
مارلين: في البداية كان البرنامج مصمما لكافة الطلاب والدارسين وعندما توليت البرنامج كان مستخدما للطلاب الموهوبين من قبل خبراء آخرين ولكنني طورته بطريقه تفيد الطلاب ذوي صعوبات التعلم.
هل تمثل صعوبات التعلم نوعا من الإعاقة تستلزم عزلهم في مدارس خاصة أم من الممكن دمجهم مع الطلاب العاديين في المدارس النظامية؟
مارلين: الطلاب الذين يواجهون صعوبات التعلم طلاب أذكياء بصفة عامة ولكنهم يحتاجون فقط تكييف لطريقة التدريس أي انهم يدرسون بطريقة مختلفة ولا يحتاجون إلى أن نقلل لهم المحتوي العلمي للمنهج. لدينا درجات مختلفة من صعوبات التعلم والتي تتدرج من البسيطة، للمتوسطة وصولا إلى الشديدة، وفي رأيي أن طلاب النوع الثالث والذين يواجهون صعوبات شديدة يحتاجون صفوفا أقل كثافة وطرق تدريس تناسب كل حالة وتنمي قدراتها وفق خطة علاجية واضحة المعالم، وبصفة عامة يتم تدريسهم إما في مدارس خاصة تعنى بحالتهم أو في صفوف خاصة داخل نفس المدرسة خصوصا أنهم يعانون من صعوبات أخرى مصاحبة مثل قلة الانتباه وفرط النشاط ولكنهم بصفة عامة هم طلاب عاديون بل ومنهم الموهوبون.
من واقع خبرتك كيف نعد المعلم إعدادا جيدا ليتعرف على الطالب الذي يعاني من صعوبات التعلم خصوصا أن مرحلة التشخيص المبكر تمثل نقطة فارقة في العلاج؟
كوري: التدخل المبكر ضروري كخطوة مهمة على طريق العلاج وعلينا أن نعترف بأن التشخيص المبكر عملية دقيقة وحساسة لأنها تحدد صعوبات التعلم التي يعاني منها كل طالب كحالة مستقلة بذاتها كما يترتب عليها اختيار البرامج العلاجية ومن وجهة نظري فإن أهمية التشخيص المبكر تكمن في جانب نفسي خطير هو أن الطالب لا يعاني من التبعات المترتبة على الفشل الدراسي المتكرر على عكس التدخل في المراحل المتأخرة يكون العلاج صعبا نظرا لاهتزاز ثقة الطالب بنفسه. أرى أن إعداد المعلم يعتبر نقطة محورية في اكتشاف حالات صعوبات التعلم والتدخل العلاجي الملائم ولذلك أعتقد أن الإعداد الأمثل للمعلم يجب أن يكون عن طريق برامج دورية خاصة للتدريب لإطلاع المعلم على أحدث المستجدات على الساحة ونتائج الأبحاث ذات الصلة.
من خلال تعرفك على مجموعة من المعلمين والمعلمات في المركز، ما انطباعك عنهم؟
مارلين: في الواقع المعلمون والمعلمات في المركز، بالمقارنة مع تجربتها في أميركا والفلبين، مجتهدين، متعطشين للمعلومة وأعانوني كثيرا على أن تخرج الدورة بالشكل اللائق. جئت للكويت ولدي فكرة عن المعلمين والمعلمات زودتني بها مساعدتي كوري زيلسترا وحقيقة أنا مندهشة من قدرتهم على التفاعل وتقبل الاتجاهات الحديثة وحرصهم على التطبيق داخل فصولهم الدراسية.
كيف نجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب وليست طاردة لهم؟
مارلين: الطلاب بصفة عامة يأتون للمدرسة بدافعية ورغبة كبيرة في التعلم ولكن المشكلة تكمن حينما يواجه هؤلاء الطلاب بنوعية سيئة من التدريس يترتب عليه إخفاقات تكون نتيجتها تجارب سيئة للطالب عن المدرسة مما يؤثر على دافعيته ورغبته في التعلم. الحل يكمن في حتمية أن نوفر تدريسا جيدا لكل الطلاب من خلال معلم واع بالفروق الفردية بين طلابه ويراعي قدراتهم الخاصة.
رتبي من حيث الأهمية: معلم المرحلة الابتدائية، معلم المرحلة المتوسطة ومعلم المرحلة الثانوية وأيهم يحتاج إعدادا أكبر؟
كوري: هذا السؤال فخ، كلهم على نفس درجة الأهمية ولكن نظرا لأهمية التدخل المبكر في صعوبات التعلم وأثره على فاعلية العلاج وبالتالي يجب أن يحظى تدريب معلم المرحلة الابتدائية بأهمية قصوى نظرا لخطورة هذه المرحلة في التشخيص.
مارلين: عادة ما نفضل التدخل الوقائي أكثر من العلاجي، فكلما تحسنت نوعية التدريس كان التدخل العلاجي أقل.
الدمج التعليمي
الكويت قطعت خطوات في مجال الدمج التعليمي، كيف نجعل الطالب الذي يعاني من صعوبات التعلم إضافة مميزة للصف الدراسي وليس عالة عليه؟
مارلين: يجب أن يخضع الطالب لتشخيص كامل لمعرفة نقاط الضعف والقوة لديه وبناء على ذلك يحتاج الطالب لمساعدة متخصصة من داخل المدرسة تتمثل في وضع خطة فردية للوصول للأهداف تمكنه من متابعة دراسته داخل الصف الدراسي أو في فصل منفصل.
من الواضح أنك تؤيدين الدمج التعليمي خصوصا أنك ذكرت كلمة فصل الطلاب ذوي صعوبات التعلم في أكثر من موضع؟
مارلين: أبدا ولكنني قلت ان الدمج التعليمي يعتمد على التشخيص ومدى شدة حالة صعوبة التعلم التي يواجهها فبعض صعوبات التعلم تحتاج لتدخل خارجي. وعلينا أن نعي ان الدمج التعليمي ليس الحل الناجع لكل حالات صعوبات التعلم ولكن أغلبية الطلاب من ذوي صعوبات التعلم من الممكن دمجهم في الفصل الدراسي، ولكن هناك حالات تحتاج الى تدخل خارجي وحالات أخرى تحتاج لتأهيل قبل دمجهم داخل الصف الدراسي.
كوري: الدمج يحتاج لإعداد خاص لكل من المعلم والمدرسة وإذا لم تتوافر الإمكانيات اللازمة يكون الأفضل هو اللجوء للتدخل الخارجي.
كوري: يعجبني إصرارك على استخدام لفظة الطلاب المختلفين على ذوي صعوبات التعلم، فما تفسيرك لذلك؟
الطلاب ذوي صعوبات التعلم مختلفون وليسوا معاقين، واستخدام مصطلح مختلف يرجع لمدى فهمنا لصعوبات التعلم ولذلك تجد أن مصطلح معاق مستخدم في بعض الأماكن التي لا تتوافر فيها الثقافة الكافية لطبيعة صعوبات التعلم.
كيف نهيئ المجتمع لفهم ومساندة صعوبات التعلم؟
مارلين: التوعية مفتاح أساسي لفهم المجتمع طبيعة صعوبات التعلم وبالتالي العمل على مساندتها من خلال مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والمؤسسات العالمية مثل الجمعية العالمية لصعوبة القراءة والجمعية العالمية لصعوبات التعلم وعلى مستوى الكويت مركز تقويم وتعليم الطفل والذين تقع عليهم مسؤولية توعية أولياء الأمور وإيصال المعلومة بطريقة سليمة عن طبيعة صعوبات التعلم وطرائق العلاج، كما لا ننسى دور وسائل الإعلام المختلفة. وعلى المستوى الشخصي لي تجربة في هذا المجال حيث ان لدي ابنا كان يعاني من صعوبة القراءة ولكن بالتعامل الواعي والتدخل السريع والمباشر استطعت تجاوز هذه المرحلة.
كوري: من خلال خبرتي، المعلومة داخل الكويت متوافرة من خلال مركز تقويم وتعليم الطفل من خلال الخط الساخن الذي يجيب عن كل الأسئلة ويوجه أولياء الأمور إلى الجهات المتخصصة داخل الكويت وخارجها، بالإضافة إلى الجمعية الكويتية للديسلكسيا.
علاقة تكاملية
كيف ترتبين من حيث الأهمية المعلم، المنهج أم الطالب؟
كوري: أعتقد أن العلاقة بين الثلاثة علاقة تكاملية من خلال أرضية مشتركة تجمعهم مع إقرارنا بأن الطالب هو محور العملية التعليمية ولكن مع تضافر جهود المعلم والمنهج والإدارة المدرسية، فالمنهج الجيد دون معلم مدرب ومطلع على أحدث الاتجاهات التربوية وقادر على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة سيكون بلا فائدة.
كوري: تعملين مع مركز تقويم وتعليم الطفل في برنامج اللغة العربية فما هو انطباعك عن البرنامج والفترة التي قضيتها في الكويت؟
البرنامج تحت مسمى «أنا أقرأ وأكتب» لتدريس اللغة العربية، ومبني على الخبرة في تدريس اللغة الإنجليزية بطريقة الحواس المتعددة من حيث المبادئ الأساسية ومبني على دراسات في اللغة العربية من خلال الكلمات الشائعة والأخـــطاء المتداولة ورتبنا المنهج الكويتي والخليجي من الروضة حتى الصف التاسع وتقسيم المهارات بطريقة منطقية بمساعدة خبراء عرب وأميركان وكنديين وبالمساعدة مع معلمي المركز، وكان نتاج ذلك كتابا نظريا ووسائل تعليمية. تجربتي في المركز رائعة ويعتبر كالجوهرة في الكويت نظرا لتقديمه خدمات مميزة وفريدة من نوعها.
في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن الإسلامو فوبيا والربط الظالم بين الإسلام والإرهاب، أنتن الآن في دولة إسلامية فهل تشعرن بأنكن تحت ضغط أو بأي نوع من أنواع التمييز؟
مارلين: للحقيقة لم أشعر بأي نوع من أنواع التمييز على أساس الدين في الكويت وشعبها ودود ومضياف ولم أشعر بأي ضغط هنا. لقد عايشت هؤلاء الناس عن قرب وتجولت في شوارعهم واطلعت على جوهرهم الحقيقي شعب مسالم ويرحب بالتعايش السلمي مع الآخر ويقبله.
واقرأ ايضاً:
وفد من المعاقين زار معرض السيارات القديمة والتاريخية
افتتاح مكتب «الهلال الأحمر» في إسلام آباد
«فلكس ريزورتس» للمنتجعات والعقارات راعٍ رئيسي لمسابقة تخفيف الوزن في «توازن - وقاية وعلاج»