القاهرة ــ ليلى نور
اول امرأة تتبوأ هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، ولا شك ان المنبت العلمي ترك بصمته على حالة الاختيار لمنهاج الحياة القانوني الذي اختارته، وبكامل ارادتها راحت تسبح في رحاب القانون ودهاليزه وكان قدوتها التي اثمرت رغبتها في دراسة القانون نقيب المحامين الاسبق الراحل مصطفى البرادعي، فقد كان النموذج والقدوة المهنية المبكرة، حيث تخرجت من كلية الحقوق بامتياز، وعملت في سلك المحاماة مهتدية بخطوات وخبرات د.عصمت سيف الدولة الذي كان مفتاح الوعي القومي الذي رسخ لديها القناعة عن مفاهيم وحدوية وعروبية في وقت كان من الصعب على اي امرأة ان تخترق سياج الواقع برأي يعارض وينتقد ويقود في آن واحد، فترسخت لديها اهمية وجود المرأة المتسلحة بالعلم والفكر المثقف واطر احترام الذات، الامر الذي جعلها محل ثقة واحترام المحيطين المستنيرين حولها الرجال قبل النساء.
ومن الاجيال المتتالية ومن الفرقاء السياسيين ومن كل الاطياف السياسية وولدت لديها نقطة تحول كامرأة تسعى لأن تكون موجودة في مجتمعها هذه التجربة اهلتها لتكون اول محامية مصرية تدخل نقابة المحامين بالانتخاب لدورتين على التوالي عام 1989 و1993، انها المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والتي تفتح خزينة اسرارها لـ «الأنباء»، حيث اكدت ان المرأة العربية تحتاج الى تشريعات تمنحها قوتها القانونية كاملة حتى لا تتسع الفجوة بين الواقع والتطور الاجتماعي، وتعتبر نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات العربية نقطة سوداء معتمة وترفض حالة تراجع الحريات، داعية الى مراجعة حقيقية للرسالة الاعلامية والفكرية لمجتمعاتنا العربية.
ان تأسيس اي مجتمع مدني هو مسؤولية الفئات الحاكمة قبل المحكومة، مستدركة بالقول: ان هناك حالة استنهاض للمرأة في المنطقة العربية، وليس عيبا ان يتدخل القرار السياسي لانصاف المرأة، وعن صعود تيار الاخوان المسلمين تقول الجبالي ان صعودهم يرجع لضعف الحياة الحزبية السياسية في مصر وتجاهل المتغير السياسي، فالوجدان الشعبي ينحاز دائما للراية الدينية، وبرغم الحظر القانوني فالاخوان ملء الساحة، حيث ان وجودهم تجاوز الشعار الى التحدي، لذلك ادعو الى جعل الاصول الدستورية مرجعية لكل التيارات، واقول: الوطني بحاجة لبرنامج انقاذ وطني يتفق عليه الجميع. وتؤيد الجبالي عقوبة الاعدام معتبرة اياها حائط دفاع عن المجتمع وليست للتنكيل بالانسان.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )