- خلفيته التعليمية ومهامه الوظيفية مهدت لتحركاته العريضة في الخارج لإرساء «الوسطية»
- اتسمت شخصيته بالتعددية والتنوع في الفكر والهدف وجسد طبيعة الرسالة السامية التي أطلقها صاحب السمو من منبر الأمم المتحدة
- الوسام لا يمثل جائزة منفردة لشخصه بقدر ما يعبر عن تحول الكويت فعلياً إلى مركز إشعاع للوسطية
قليلة هي الشخصيات التي تمارس تأثيرا كبيرا في مسار العلاقات بين الدول، وترتبط بشكل مباشر بما يجرى فيها من تطورات إلى الأمام، وتضع بصمات واضحة على مسارها. في هذا الإطار، التقطت وحدة تقارير الشخصيات في مركز اتجاهات للدراسات والبحوث «اتجاهات» صورة قلمية لرجل من هؤلاء، وهو د.عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي منحه رئيس روسيا الاتحادية ديمتري مدفيديف الخميس الماضي وسام الصداقة، وهو أعلى جوائز التكريم في الدولة الروسية، لمساهمته الشخصية في تعزيز وتوثيق العلاقات الروسية ـ الكويتية ونشر أفكار التسامح الديني والإسلام الوسطي.
لقد ظل الخطاب الديني ـ في أغلبه الأعم ـ في العالم الإسلامي جامدا، على نحو يدعو إلى القلق وينذر بالخطر، إلا أن الأمم لا تعقم والشعوب لا تتوقف عن دفع عناصر واعدة وضخ دماء جديدة. وهذه رسالة للأجيال الجديدة سواء في الكويت أو خارجها بحيث ترى نموذجا مستنيرا لا يرتدي عباءة الجمود الفكري أو التعصب الديني أو الجفاء الثقافي، وإنما يقدم الأفكار البناءة والرؤى المتجددة، لأن سماحة الإسلام يجب أن تنعكس على الخطاب الديني، الذي يقرب أكثر مما ينفر، ويجذب ولا يبعد، وهذا ما قدمه د.عادل الفلاح.
ان الوسام الذي حصل عليه الفلاح لم يكن الأول ولن يكون الأخير، حيث حصل على العديد من الأوسمة، كان أبرزها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ودبلوم الخدمة الإسلامية في يونيو 1998، وكرمه حينذاك رئيس مجلس المفتين الروسي السابق الشيخ راوين عين الدين، نظرا لجهوده المتميزة في نشر الثقافة الإسلامية في ربوع روسيا الاتحادية. كما منح د.عادل عضوية أكاديمية العلوم الإعلامية والمعلوماتية التابعة للأمم المتحدة ومقرها موسكو في يوليو 2000، وذلك لجهوده الأكاديمية لخدمة القضايا الإنسانية. كما حصل الفلاح على وسام الصداقة من الرئيس الأذربيجاني في ابريل 2010، وهو الوسام الذي لم تحصل عليه أي شخصية عربية، وذلك لجهوده في مجال نشر الدعوة الإسلامية والوسطية المنفتحة.
وقد رصد مركز «اتجاهات» عددا من المؤشرات التي أخذ بها عند تقييم دور د.الفلاح في الارتقاء بمسار العلاقات الكويتية ـ الروسية ودعم الفكر الوسطي المستنير، على النحو التالي:
المؤشر الأول
المحلية نقطة الانطلاق نحو العالمية إن أي شخصية بارزة خارج حدود بلدها قطعا قد بدأت بالتأثير المباشر في البيئة المحيطة بها والوطن الذي تنتمي إليه أولا، وهو ما يقتضي التطرق إلى السيرة الذاتية للدكتور عادل الفلاح. فبالنسبة للدرجات العلمية، فقد حصل د.عادل الفلاح على ليسانس علم نفس واجتماع، من كلية الآداب بجامعة الكويت في عام 1977، وحصل على الماجستير والدكتوراه في تخصص «الإعلام الإسلامي» من جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية في عامي 1982 و1987 على الترتيب.
أما فيما يتعلق بالخبرات الوظيفية، فهو يندرج تحت طبيعة العمل «القيادية»، فقد شغل عدة مناصب، منها وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نائب رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري منذ عام 1991 وحتى الآن، رئيس قسم التربية الإسلامية بكلية التربية الإسلامية خلال الفترة من 1988 الى 1990 ومدير إدارة الإعلام والدراسات والبحوث التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية خلال الفترة من 1985 الى 1990 عضو مجلس مؤسسة الكويت للطباعة والنشر التابعة لوزارة الإعلام خلال عامي 1992 و1993، عضو المجلس الأعلى للتعليم التابع لوزارة التربية على مدى 10 سنوات من 1991 الى 2001، عضو مجلس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت منذ عام 1993 وحتى الآن، ويشغل حاليا منصب نائب الأمين العام للمركز العالمي للوسطية.
كما يشارك في عضوية الكثير من اللجان المهمة منها: اللجنة العليا لتعزيز الوسطية، ولجنة التعاون الإسلامي التي تتمثل مهامها في مد جسور التواصل والتعاون مع العالم الإسلامي والمنظمات والجهات الإسلامية الإقليمية والدولية بالتنسيق والتكامل مع الأجهزة الرسمية والشعبية، ولجنة شؤون الوظائف الدينية التي تهتم بدراسة وإبداء الرأي في أي نظم أو مقترحات تتعلق بالعاملين في الحقل الديني في المساجد، واللجنة العليا لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، واللجنة العليا للثقافة والفكر والإعلام، ولجنة دراسة ومراجعة المشروعات الفقهية، واللجنة العليا لمؤتمر الأئمة والخطباء، واللجنة العليا للإشراف على مشروع إعداد الدعاة، واللجنة التحضيرية لبرنامج علماء المستقبل، وفريق التخطيط الاستراتيجي الهادف لإكساب القيادات الإشرافية مهارات عملية، ولجنة مراقبة تطبيق تكنولوجيا المعلومات في جميع القطاعات، وفريق عمل إعداد برامج توعوية دعوية لمواجهة التيارات الفكرية المتطرفة والأفكار المنحرفة التي تروج لها، واللجنة المركزية لإستراتيجية الشأن الثقافي والفكري والأدبي بالوزارة وفق منهج وسطي شمولي متجدد.
وفي خارج الكويت، يشترك في عضوية مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية شيتا غونغ ببنغلاديش، ومجلس أمناء مركز التراث الإسلامي البريطاني بمدينة مانشستر بالمملكة المتحدة، وممثل الكويت في صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، والمركز الثقافي الإسلامي ببريطانيا، وعضو فريق روسيا (العالم الإسلامي للرؤية الاستراتيجية).
كما شارك د.عادل الفلاح أيضا في مؤتمرات فكرية وأكاديمية كثيرة، تعدت حدود الوطن، وتعلقت بموضوعات من قبيل «التعريف بالإسلام» و«الثقافة الإسلامية» و«الشباب المسلم» و«آليات تنفيذ إستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية» و«التسامح في الحضارة الإسلامية» و«الوسطية منهج حياة» و«وسطية الإسلام وأثرها في تربية الشباب» و«الوسطية والقيم الإنسانية والشباب المسلمين في روسيا» و«مستقبل الإسلام في روسيا» و«روسيا والوطن الإسلامي» و«تفعيل الهوية الثقافية والإسلامية في تعزيز الفهم والتفاهم بين الشعوب والحضارات» و«الحوار بين الحضارات» و«نحن والآخر» و«الاحترام والتواصل في مجتمع متعدد الثقافات» و«الصورة الذهنية لدى الغرب باتجاه الإسلام والمسلمين» و«الأديان والسلام العالمي ومصادر العنف والإرهاب» و«معالجة فكر التطرف والإرهاب». وبالتالي، فإن الخلفية التعليمية التي يحوزها والمهام الوظيفية التي يمارسها د.عادل الفلاح في الداخل مهدت لتحركات عريضة في الخارج، ومنها روسيا، لإرساء الفكرة «الوسطية» باعتبارها قضية إسلامية أصيلة وليست طارئة.
المؤشر الثاني
التعددية مفتاح الشخصية البارزة إن وجود أكثر من سبب للتميز يعطي صاحبه مكانة أكبر وانطلاقة أوسع، وهو ما يعرف بالجوانب المتعددة في الشخصية الواحدة، وهو ما يطلق عليه عالم السياسة مكيافيللي الشخصية التي «ترتدي عدة قبعات». وقد اتسمت شخصية د.عادل الفلاح بالتعددية والتنوع في الفكر والهدف.
فبالنسبة للفكر، يجمع د.عادل الفلاح بين اهتمامات عديدة، فهو دارس لعلم النفس والاجتماع وفاهم ونابه لأهمية الإعلام بحكم التخصص الأكاديمي، وممارس للاجتهاد الديني بحكم العمل الوزاري، وهو ما يمكن تلمسه من خلال الإنتاج الفكري له على مدار عقدين من الزمن.
فقد أثرى د.عادل الفلاح المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات مثل «البرامج الإسلامية في الإذاعة الكويتية، وفي تلفزيون الكويت»، و«استطلاع آراء المواطنين حول العمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية» و«قياس السلوكيات والأخلاق العامة في المجتمع الكويتي»، و«استطلاع لآراء المواطنين عن خطبة الجمعة»، و«أثر وسائل الإعلام على انحراف الأحداث» و«ظاهرة انتشار الأطباق في الكويت» و«استطلاع اراء المواطنين حول الأنشطة والخدمات التي تقوم عليها لجنة مسلمي آسيا» وغيرها.
أضف إلى ذلك الدورات المتخصصة التي يشرف عليها والتي تساهم في نشر الفكر الوسطي، كالتي خصصت لأئمة وخطباء جمهوريات الاتحاد الروسي والمدرسين والإعلاميين وأساتذة الجامعات ممن يمثلون النخب الروسية.
أما بالنسبة للهدف، فهو يجسد طبيعة الرسالة العاجلة للمؤسسة الدينية الكويتية، أي يأتي في إطار الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لنشر منهج الوسطية في المجتمع باعتباره المنهج الوحيد الذي يقف سدا منيعا لمنع العنف بين الناس ومعالجة الانحرافات الفكرية لدى بعض الشباب».
فالكويت تحمل أمانة نشر مفهوم الوسطية القائمة على مرتكزات الحوار والانفتاح وتقبل مختلف الآراء، وهي المرتكزات الرشيدة التي أعلنها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد من منبر الأمم المتحدة، فضلا عن بعث رسالة تريد أن توصلها إلى العالم الإسلامي أجمع ضمن سياستها في المجتمع المحلي والدول الإسلامية والأقليات الإسلامية في العالم.
ومن هنا، فإن المهمة الأساسية التي يوجه إليها د.عادل الفلاح جل اهتمامه هي تأهيل شباب علماء المستقبل، سواء من أبناء الكويت أو العالم الإسلامي من النابهين والمتميزين في علمهم وفكرهم وسلوكهم ومهاراتهم الدعوية، والمدركين لحقائق الأمور الوسطى المعتدلة، بحيث يقودون مجتمعاتهم وأمتهم من تقدم إلى اخر.
ولتحقيق هذه المهمة، ينظم «مركز الوسطية» دورات موسعة لمدرسي وزارة التربية وطلبة الجامعات وبعض موظفي الدولة، بما يرفع النهج الوسطي لدى هذه الفئات، ليكون هذا النهج «وقائيا» وليس علاجيا.
وقد بدأت وزارة الأوقاف تتعدد في الاختبارات المؤهلة لتعيين أئمة المساجد الحاليين حيث يتم إعطاء فرصة لتصحيح أوضاع المخالف منهم لشروط الإمامة، وخاصة من يتبنى الأفكار المتشددة.
المؤشر الثالث
الرؤية الشاملة أداة الشخصية المتميزة إن الشخصية ذات الأبعاد المتنوعة في إطار رؤية بعيدة المدى هي الأكثر تميزا والأعمق أثرا، وهو ما يؤدي إلى فهم شامل لطبيعة المشكلات القائمة والأهداف المطلوبة. وواضح أن د.عادل الفلاح يملك رؤية صائبة وفلسفة عميقة، بل هي الأبرز في سماته والأرقى في خصائصه، وهو ما ساهم في دعم العلاقة مع الآخر ومنها التقاء الحوار بين الكويت وروسيا، رغم اختلاف الفكر وتباين العقيدة وتغير اللغة. فالرسالة العالمية لا تقف عند حدود ولا تمنعها حواجز، لاسيما أن المؤسسة الدينية في العالم الإسلامي مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمراجعة برامج الدعوة والبدء في عملية الإصلاح الديني، والبحث في صيغة جديدة لخطاب معاصر يواكب الأحداث، ويدحض الاتهامات ويوضح المغالطات ويفند الادعاءات، ويقدم صورة الإسلام الحقيقية، سواء كرسالة أو كعقيدة أو كفقه وشريعة، لعالم لا يفهمه.
وما قام به د.عادل الفلاح هو «تجديد» وليس «إحياء» الفكر الإسلامي المستنير لأن الإحياء قد يكون هو مجرد بعث التراث وإيقاظ الأفكار ذاتها ولا يعني بالضرورة الخروج عن دائرة الجمود والاتجاه نحو التطور، وهو ما أشار إليه في كلمته ضمن أنشطة منتدى روسيا والعالم الإسلامي الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحادية تحت عنوان «التكاتف من أجل السلام» في ديسمبر 2009، حينما أكد على أن «أهمية تواصل الحوار بين الحضارات تتطلب الخروج عن إطار الحوارات التقليدية التي تتركز على العقائد وتعاليم الدين التي لا يمكن أن يكون فيها تساهل أو مراهنة، فالمناقشات المستمرة في العقائد وأسس الدين لا تأتي بشيء يذكر، ومن ثم يجب التركيز على الحوار الحضاري لبناء مستقبل أفضل للبشرية».
والملفت للنظر ان رؤية د.عادل الفلاح ليست قاصرة على تأهيل الدعاة المسلمين في الداخل، وإنما تدريب الأئمة ومسؤولي المراكز الإسلامية في الخارج على الفكر الوسطي، وهي ليست رغبة كويتية فقط، وإنما هناك رغبة رسمية من الدول الغربية المعنية أو رغبة شعبية من المراكز الإسلامية المنتشرة هناك، نتيجة الاقتناع بركائز الحوار الأربع من بعد حضاري، وارتقاء فكري، وتحقيق أمن اجتماعي من الحوار وقبول الرأي الآخر واحترامه، وتحقيق التعايش السلمي في بعده الإنساني. كما أن رؤية د.عادل تشمل خروج مسلمي الغرب من شرنقة الخوف على الهوية إلى الاندماج الإيجابي الفاعل في المجتمع الجديد لتكوين صورة مشرقة للإسلام وتمثيل الفكر الوسطي المعتدل وتحقيق المواطنة الصالحة بحيث يكون المسلم مسلما سواء كان بريطانيا أو سويسريا أو روسيا أو فرنسيا.
خلاصة القول ان حصول د.عادل الفلاح على «الوسام الروسي» ليس وليد موقف واحد وإنما نتاج جهد وعمل كبير وتراكم مستمر من الأفكار والمواقف والتوجهات والمبادرات والتحركات والإسهامات التي ساهمت في الارتقاء بالفكر الوسطي، عبر تبني الفكرة الموضوعية والنزعة العقلانية، خصوصا فيما يتعلق بالبحث عن الأرضية المشتركة مع الآخر واكتشاف مساحة الاتفاق مع الغير لأنه خيار أفضل بكثير من تغذية نعرات الخلاف وتجسيد أسباب التباين، وذلك في إطار بوتقة إنسانية تتسم بالتعدد وتتصف بالشراكة، لأننا نعيش في كوكب واحد.
وتبعا لهذا الاتجاه، فقد جسد فكر الفلاح منظورا جديدا ومختلفا لواقع ومستقبل العلاقات الكويتية ـ الروسية ومن المعلوم أن الأصل في العلاقات بين الحضارات أنها تقوم على التواصل البناء والتبادل المشترك والتعايش المستمر.
ولهذا فإن الوسام الذي حصل عليه لا يمثل جائزة منفردة لشخصه بقدر ما هو تعبير عن تحول الكويت فعليا إلى مركز إشعاع للإسلام الوسطي على نحو ما تبلور في التوجيهات السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
واقرأ ايضاً:
الزلزلة: تحصيل ديون «السكنية» بنفس الطرق المقررة لتحصيل أموال الدولة عن طريق الخصم من رواتب الموظفين
الصرعاوي يسأل عن تدابير الدفاع المدني وكيفية تبادل المعونة مع القوات المسلحة في حالات الضرورة
الحويلة يستهجن تدني لغة الحوار في قاعة عبدالله السالم
هايف يستغرب قرار لجنة الإزالة التأخر في إنذار المخيمات في منطقة العرض العسكري
الحريتي يدعو البصيري لإصلاح شبكة الهاتف الأرضي في منطقة سلوى
القلاف: هل يوجد توجه لترخيص إحدى الشركات لتوصيل كيبل بحري؟
الدقباسي: لجنة المعاقين ستبدأ نظر قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة
الوعلان يطالب بإنارة ممشى الأندلس وتوفير سبل الراحة والأمان لمرتاديه
النملان: ما عدد القضايا المرفوعة ضد «الأشغال»؟
الميع: سنتصدى بقوة لعدم فرض ضرائب على المواطنين
الكندري يفتتح اليوم المعرض الثقافي بمناسبة صدور الدستور بمجمع الأفنيوز
«الدراسات والبحوث» تطبع كتاباً للقوانين الصادرة خلال الفصل التشريعي الحادي عشر