بشرى الزين
فيما تستمر قضية احتجاز الرهينات الكوريات المختطفات لدى حركة طالبان منذ 19 يوليو الماضي، طالبت هذه الاخيرة بدورها باطلاق سراح نساء افغانيات سجينات في قاعدتي قندهار وباغرام شمال كابول، رفض الرئيس حامد كرزاي في لقائه الرئيس جورج بوش بداية الاسبوع الجاري التنازل للطرف الآخر.
وقال السفير عبدالرحيم كريمي ان موقف الحكومة هذا من شأنه أن يعيد حركة طالبان الى المضي في أعمالها الارهابية وعدم تشجيعها على القيام بأعمال مماثلة مستقبلا.
وأضاف كريمي في لقاء مع «الأنباء» ان اختطاف النساء يعد عارا في افغانستان وضد التقاليد الافغانية والاسلامية، مشيرا الى ان هذا العمل من شأنه أن يولد كراهية الشعب لحركة طالبان وسيضر بسمعتها.
وفي تعليقه عما تقوم به القوات الدولية من قتل عشوائي للمدنيين الافغان لدى ملاحقتها عناصر طالبان، أوضح كريمي ان الحركة تستخدم طرقا للقيام بعملياتها العسكرية بين القرى وداخل المدن ما يتسبب في قتل الابرياء، لافتا الى ان الرئيس حامد كرزاي عبر عن موقف الحكومة والشعب الافغاني وعدم الرضا عن هذه العمليات التي تودي بأرواح المدنيين، مطالبا بعدم تركيز عمليات القوات الدولية على المناطق ذات الكثافة السكانية.
وحول رفض الحكومة الافغانية التفاوض مع حركة طالبان أو اشراكها في الحكم قال كريمي ان لا مفاوضات مع حركة لا تعترف بالحكومة وبالنظام الاساسي والدستور الافغاني.
وفيما اذا كانت الخسائر في صفوف المدنيين ستزيد من التعاطف مع الحركة ونقص الدعم الشعبي للحكومة، ذكر ان الشعب دائما يقف مع الجهة التي تعمل لصالحه، مشيرا الى ان الافغانيين انتخبوا الرئيس حامد كرزاي بالاغلبية والحكومة تسعى الى بناء واعمار البلاد، فيما تقوم «طالبان» بتخريب وتدمير لأفغانستان التي عانت من حروب على مدى 30 عاما لم تبق ولم تذر.
وحول ما اذا كانت المشكلة الافغانية ترتبط بحل الازمة بين الاطراف الداخلية، اوضح كريمي انه مشكلة افغانستان ليست داخلية فقط، بل تمتد الى الغزو السوڤييتي سابقا وانهيار الجيش الافغاني وتدخل الدول المجاورة وضعف الاقتصاد وتدمير البنيات التحتية.
وفي تعليقه عما صرح به الرئيس الاميركي جورج بوش بملاحقة عناصر القاعدة داخل افغانستان، وعما اذا كان الوجود العسكري الدولي لم يف بالتــزاماته على مدى أربع ســنوات، أفاد بأن المشكلات تزداد منذ عام وكــذلك الهجمات الارهابية، لذلك فإن قوات «الناتو» تشعر بأن حركة طالبان تعمل على التخريب واحباط كل الجهود الرامية لاستــتباب الأمن، مضــيفا ان جذور المشكـلة تمـتد الى خارج افغانستان وليست نقطة داخلها.
وفيما اذا كان الدور العربي والاسلامي مغيبا في افغانستان، ذكر ان دور الدول العربية والاسلامية تاريخي ويُشهد له، وقال: «اننا لسنا مقتنعين بحجم المساعدات»، آملا ان تكون على المستوى الذي كانت عليه ايام الجهاد.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )