- الجسم المتكامل وطول الظهر والرقبة وحجم الرأس وبروز العين من المعايير الجمالية المهمة
- الغيث: نناشد الزراعة تخصيص موقع للبيع الرسمي وتحسين خدمات الكهرباء والماء في كبد
محمد راتب
افتتحت مساء أمس الأول انشطة مسابقة الخليج الثالثة لنوادر الماعز الشامي، وذلك برعاية نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الاسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد ، واستقطبت مربي الماعز الشامي من المملكة العربية السعودية ومن الكويت، حيث أقام هؤلاء مزادا لبيع بعض ما يملكونه من ماعز، والتي تتمتع بالمواصفات الجمالية، إضافة إلى الهدف الرئيسي من المسابقة وهو التشجيع على زيادة الإنتاج وتبادل السلالات بين المربين.
وفي تصريح خاص لـ«الأنباء» ذكر رئيس اللجنة الإعلامية لمسابقة الخليج الثالثة لنوادر الماعز الشامي ناجي محمد العيسى، أن هذه المسابقة تشهد حضورا قويا من الإخوة المربين في كل من المملكة العربية السعودية والكويت، وذلك بهدف التشجيع على التربية وتطوير الإنتاج والسلالات، لافتا إلى أن هذه المسابقة هي الثالثة بعد مسابقتين قبلهما، أطلقتا برعاية مباركة من الشيخ أحمد الفهد، والذي كان له دور فاعل في التشجيع على الإنتاج، حيث زادت المشاركة خلال هذه السنة بنسبة الضعف ليصل عدد المنتجين إلى 12 منتجا، مقارنة بالسنة الماضية، والتي بلغ عدد المنتجين المشاركين في المسابقة الثانية 5 منتجين، وقال: إننا نترقب في السنة القادمة أن يكون لدينا 20 منتجا، وهذا هو المهم بالنسبة لنا، وأن يكون الإنتاج وافرا ويغطي السوق ما يجعل «الحلال» على مستوى أفضل.
من جانبه، ذكر مربي الماعز، عبدالله سليمان العساكر أن الجمهورية العربية السورية هي مسقط رأس الماعز الشامي، ومن خلال التجار السوريين وهواة تربية تم إدخال هذا النوع المميز إلى الكويت في بداية الستينيات، ونظرا لوجود المواصفات المميزة في هذه الماعز تولدت الرغبة الجامحة من قبل الكويتيين لاقتنائها وتربيتها كهواية، لافتا إلى أنه يعتبر من أقدم المربين للماعز الشامي حيث بدأ بذلك سنة 1973، ولكن هناك من بدأ قبل ذلك مثل عائلة الفارس والرجيبة والجيران، وزيد الخالد.
وقال: إن هذه الهواية لم تكن منظمة، إلى أن دخل معنا في مجال تربية الماعز الشامي، بعض الإخوة، مثل صلاح الغيث وداود النامي وعبدالعزيز النصر الله، وحامد السمكة، وغيرهم، فبدأنا بتطوير الهواية بعد التحرير بعدما اكتشفنا تعمق الإخوة في المملكة السعودية بهذه الهواية وبصورة عجيبة، فقمنا باستجلاب أفضل الحلال، وطورنا في السلالات حتى ظهرت أشكال جميلة جدا، وبالتالي، فإننا بدأنا من حيث انتهى إليه السعوديون.
وذكر أنه وخلال هذه المرحلة، واجه المربون معوقات كثيرة، فالسلطات السورية أصبحت تمنع خروج الماعز الشامي من سورية بناء على قرارات من وزارة الزراعة هناك، ثم انتقلنا إلى الأردن، وبعدها إلى العراق الذي كانت لديه سلالات طيبة، وبعد التحرير أغلقت أمامنا المنافذ الشمالية، ولم يبق لدينا إلا المملكة العربية السعودية لاقتناء الماعز الشامي منها، حيث وجدنا لدى المربين في المملكة المواصفات المطلوبة، حيث كانوا قد اقتنوا أحسن الماعز من سورية، وقاموا بتطوير السلالات وتوليدها حتى أصبحت لديهم سلالات جميلة جدا.
وأضاف: بالفعل قمنا بعمليات تزاوج للماعز مع ما لدى الإخوة في المملكة سواء في الرياض أو القصيم أو المنطقة الشرقية، وصرنا نطور السلالات، وصار هناك تبادل في المبيعات، وكمثال على ذلك، فإن الفحل قد يولد في الرياض، ثم يأتي إلى الكويت لينتج وبعدها يموت في قطر، وهذا كان مجالا طيبا لزيادة الألفة والمحبة والتواصل بين الخليجيين. وبعد ذلك صارت تقام المزادات حيث كنا نذهب إلى السعودية وكان الإخوة هناك يأتون عند إقامة مزاد لدينا في الكويت.
وفي رده على سؤال عن أهم المواصفات التي تستهوي هواة الماعز الشامي، ذكر العساكر أن الماعز الشامي تتمتع بمواصفات خاصة وسمات مميزة لا يعرفها إلا الهواة، فلا شك أن الجسم المتكامل وطول الظهر والرقبة وحجم الرأس وبروز العين تعتبر من المعايير الجمالية المهمة، وبالنسبة لنا، فإن الرأس هو الذي يحدد مستوى سعر الماعز الشامي وغلائها، وكلما كان الرأس «أفنس» ومستويا كان أغلى وأكثر رغبة، ويأتي بعد ذلك التكامل، ومن ذلك الضرع وكثافة الحليب.
وقال إن هناك متطوعين في هذه المسابقة ولهم جزيل الشكر، لافتا إلى أن هناك أفكار جديدة على صعيد تطوير المسابقة، وذلك من أجل أن يأخذ الإنتاج أكبر حيز ممكن، متوجها في ختام حديثه بالشكر للشيخ أحمد الفهد لرعايته للمسابقتين الأولى والثانية، وكذلك الثالثة التي تجرى حاليا، لافتا إلى أن المسابقة إنما هي ثمرة التربية، وهي الحافز المهم للتشجيع على زيادة الإنتاج وتطوير السلالات.
الجمال والأمن الغذائي
من جانبه، ذكر المربي صلاح الغيث من الكويت، أنه أصبح هاويا لتربية الماعز الشامي منذ ما قبل السبعينيات، وقال: لقد أقمنا مسابقات بين دول الخليج، وأعتز بأن لدي الكثير من الأصدقاء من هواة الماعز الشامي في الأردن وسورية والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وهناك ترابط وتواصل دائم بين الإخوة في كل هذه الدول.
ولفت إلى إن هذه الهواية طيبة، فهي هواية النبي صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن المربين يهدفون إلى الجمال وكذلك إلى الإنتاج والاكتفاء الذاتي، لأن الأمن الغذائي أصبح ضرورة ملحة، فالماعز الشامي لا يأتي كله على المواصفات الجمالية المميزة، وهذا يستدعي أن نبيع منها للذبح والأكل، حيث ننزل للأسواق الماعز والتيوس لتذبح شأنها شأن الخرفان، بل إن الناس بدأت ترغب في الماعز، وتذبحها للأضاحي، وقال: لقد استوردت 600 رأس من الماعز الشامي وبعتها يوم الوقفة، ومن ثم غطينا 30% من حاجة السوق.
وبين الغيث أن هذه المسابقة فرصة لتبادل الفحول والسلالات النظيفة، لافتا إلى أن هيئة الزراعة لم تقصر في السماح للمربين بالتصدير، وقال: إننا نلتزم بشروط الهيئة، وهناك تعاون مع المملكة من حيث الالتزام بمواصفات هيئة الزراعة لديهم، ولا مانع لديهم إذا كانت مطابقة، لأنهم يخافون من الأمراض، وهذا الأمر موجود في كل الدول، والآن بدأ الإخوة في فلسطين بطلب الماعز الشامي منا.
وناشد الغيث الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية تخصيص موقع خاص لمثل هذه المناسبات، حيث تمت مخاطبة مدير عام الهيئة جاسم البدر وقال: نسأل الله ألا يقصر الإخوة في الزراعة معنا، لأننا نريد أن يخصص لنا سوق ومعرض للبيع الرسمي، فنحن موظفون ولا يناسبنا النزول لسوق الغنم في الصباح، وقد تختلط الماعز ببقية الخرفان وتصاب ببعض الأمراض، فمن المعروف أن الماعز رقيقة ويجب الحفاظ عليها.
كما ناشد الجهات المسؤولة إيصال المياه المعالجة إلى كبد، وقال: بدلا من أن تكون المياه الحلوة في الصليبية وتأتينا بالسيارات فإننا نطلب أن تقام محطة تحلية قريبة منا، فسيارة الماء نشتريها في الصيف بمبلغ 20 دينارا، وسعر كيلو الكهرباء عندنا 10 فلوس فلماذا لا يعاملوننا كالمزارعين الآخرين ويأخذون فلسين؟، فنحن نريد المساواة.