-
آمل التوصل إلى نظام جديد يحتذى ويُحدث انقلاباً في الأنظمة التعليمية لتحسين مخرجات التعليم ضماناً لحاضرنا ومستقبلنا
-
طموحاتي دفع عجلة التطوير ورفع كفاءة النظام التربوي والمشاركة الفعالة في تطوير وتنمية المجتمع
-
حتى وإن حدث تعديل وزاري فقاعدة متخذي القرار تتسع ولدينا القدرة ولله الحمد على الإقناع بأهمية توصياتنا وأؤكد أنها ستكون محايدة وواقعية ومستقلة وتلبي الاحتياجات المستقبلية
-
تبـون الحقيقة عن دعم وتعـاون قيادات «التربية» معي.. الكل تخوف وتساءل بصمت ما سبب وجود رضا الخياط بيننا؟ وحسب صلاحياتي سأقدم توصيات
-
تعاونت مع «التربية» طوال 11 عاماً كنت خلالها عضو مجلس أمناء المركز العربي التربوي في قطر وقمت بدراسة علمية من 4 سنوات حول التدريب
أجرت الحوار: مريم بندق
في مكتب صغير متواضع اقيم على عجالة بأحد ممرات وزارة التربية، ذكرني بأكشاك كتبة المحاكم في مصر بمساحتها الضيقة واكوام الاوراق والكتب تحيط بها من كل جانب والتي لا تستطيع السير فيها الا منفردا وبحذر وبزاوية كتفك لئلا تصطدم بالمكتب الذي بدا مستعملا او الطاولة المصغرة المستديرة والكراسي المعدودة لاستقبال الضيوف. في هذا المكتب اليتيم والذي خلا من «لافتة» تشير الى صاحبه او حتى مستأجره والذي لم يلحق به مكتب آخر لانتظار الضيوف الذين يظلون ينتظرون وقوفا على باب المكتب حتى يحين موعد اللقاء اذا حضروا مبكرين. التقيت مدير عام مركز تطوير التعليم الذي سيتحول قريبا الى اول مركز للقياس والتقويم في البلاد د.رضا الخياط لاجراء حوار صحافي حول بعض المطروح على الساحة. اولى المفاجآت اثناء حواري مع مدير عام مركز تطوير التعليم د.رضا الخياط ان مؤهلاته العلمية وخبرته العملية لها علاقة وطيدة بوزارة التربية على عكس ما تردد على ألسنة البعض من انه ليس له علاقة بالتعليم لا من قريب او بعيد، ويسرد د.الخياط سيرته المهنية والعلمية في الحوار ويثبت علاقته بالتربية والتعليم، بل انه عمل وتعاون مع وزارة التربية سنوات طويلة، خصوصا في مجال تدريب المعلمين على امتداد 11 عاما. د.الخياط في اجابته عن هذه النقطة يسرد وثائق عديدة مهمة، ويمد يديه طالبا المساعدة من الجميع، فهو لا يدعي انه إله المعرفة. ود.الخياط يمتنع عن اعطاء رأيه عن واقع التعليم في البلاد، ويقول في ذلك: أستطيع ان اقول رأيي ولكن الآن سيكون رأيي انطباعيا، وانا أمتنع عن ان اقول ذلك، وأفضل ان يكون رأيي مبنيا على دراسة علمية، ويزيد قائلا: المسؤول الذي سيكون على رأس هرم مركز القياس والتقويم ـ باعتبار المركز الوطني لتطوير التعليم سيتحول الى مركز القياس والتقويم ـ يجب الا يبدأ باعطاء انطباعاته. ويستدرك: وبصفتي شاركت في العمل بوزارة التربية على امتداد 11 عاما، فإن النظام التعليمي الحالي له جوانب قوة وايضا جوانب ضعف، لكنه ليس سيئا ولا جيدا بالمطلق. وأحس بالاحباط عندما يربط د.رضا الخياط تبيان ذلك بالانتهاء من الدراسة التي سيقوم بها بالتعاون مع خبراء من سنغافورة والذي معناه ان تحسين جوانب الضعف في التعليم مرتبط بالانتهاء من هذه الدراسة غير الملزمة والتي تتضمن «توصيات فقط» وليس قرارات بحسب قول د.الخياط، اي ان «مسلسل الدراسات مازال مستمرا»، ويبقى الوضع على ما هو عليه. ولا اخفي عليه هذا الشعور وأسأله لماذا دائما البدء من الصفر؟ الا يكفي اكوام الدراسات واعداد السنوات واجمالي الاموال والجهود التي هدرت في انجاز الدراسات الموجودة لدينا والتي أراها في كل ركن بمكتبك الضيق؟ يجيبني شاكرا هذا السؤال، ومجيبا ـ فيما يشبه القنبلة المسيلة للدموع التي تكشف حقائق غابت عن الكثيرين ومازالت تغيب عنهم ـ استطيع القول ان الدراسات الموجودة حاليا دراسات يغلب عليها الطابع المسحي الوصفي لدراسة الظواهر ولا تستخدم المنهج السببي، مشيرا الى ان الدراسات المسحية من ابسط المناهج البحثية التي تفتقد ما هو ضروري ان يأتي بعدها من دراسات تدرس العلاقات السببية لتقدم الحلول المناسبة! وأقول له ايضا وبصراحة لا تحتاج الكويت الى تعليم معلب من اي دولة أخرى بما فيها سنغافورة فما يصلح لهم ليس بالتأكيد يصلح لبيئتنا المحلية، ويجيب على الفور «أتحدى اي انسان يقول ان هدفنا الحصول على تعليم معلب بل أنا شخصيا لا أبي ذلك» ويكشف في اجابته عن السعي لاستحداث نموذج رابع غير موجود الآن، «سنخلق من داخل الكويت بالاستعانة بخبرات سنغافورة نظاما تعليميا جديدا يتماشى مع ظروفنا . ويضيف: فلسفتنا ان نخلق نظاما من داخل الكويت يأخذ في الاعتبار تجارب الآخرين وتجاربنا ورؤيتنا لمستقبل يخدم الكويت ويحتذى في دول أخرى، مستدركا ان ذلك سيتم بخلق نظام جديد للتقويم والقياس وليس نظاما جديدا للتعليم بالمعنى الحرفي لأن ذلك ليس من الاختصاص المباشر للمركز، معربا عن تمنياته وطموحه بأن يؤدي خلق النظام الجديد للقياس والتقويم الى احداث انقلاب في الأنظمة التعليمية الحالية. ومستطردا بأن خلق نظام جديد للقياس والتقويم يشبه «البوصلة» التي تهدي المسؤولين الى الاجابة عن سؤال هل النظام التعليمي الحالي يحقق أهدافنا أم لا؟ والانسان في الصحراء لا يستطيع الذهاب الى هدفه دون «بوصلة». ويؤكد د.الخياط ان الكويت عانت الكثير من القرارات المبنية على «الانطباعات»، معربا عن كل الأمل في ان يتمكن مركز القياس والتقويم من تغيير طريقة التعاطي مع القضايا، ويعمل على ان نفكر قبل التحدث عن انطباعات تحتمل الخطأ. د.الخياط الذي بدا متفائلا جدا اكد ان ضمانة تنفيذ توصيات دراسات مركز القياس والتقويم ستنبع من الاستمرارية في التقييم اثناء تنفيذ التوصيات والا سيتم اعطاء الضوء الأحمر لمتخذ القرار بما يحدث.
الحوار الأول لمدير عام مركز تطوير التعليم د.رضا الخياط الذي خص به «الأنباء» تناول وتشعب واشتمل على قضايا عديدة في محاولة للوصول الى معلومات بمناسبة قرب الاعتماد الرسمي لتحويل مركز تطوير التعليم الى اول مركز للقياس والتقويم في الكويت فإلى التفاصيل:
دكتور نريد إلقاء الضوء على مؤهلاتك العلمية؟
بكالوريوس من جامعة الكويت تخصص ادارة اعمال، ماجستير ودكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا في ادارة الأعمال والتركيز على تخصص التطوير والسلوك التنظيمي وكذلك تدريب وتطوير الموارد البشرية والتدريب الذي هو وسيلة من وسائل التعليم.
ما علاقة التدريب بالتعلم؟
التعلم، هناك 3 أدوات أو أساليب هي: التعليم، التدريب، التطوير، أي التعلم ومن الواضح حسب خبرتي ان هذا التصنيف غير واضح لدى الكثيرين ويستخدمون كلمة التعليم وكأنه تعلم، والتعلم learning والتعليم education.
ود.رضا الخياط متخصص في «التعليم والتدريب» وأي مسؤول يحتاج لكي يبدع ويطور في التعليم ان يكون متخصصا ودارسا في التعلم والتدريب ومجال التخصص هو التعلم باستخدام التدريب والتعلم باستخدام التعليم والتعلم باستخدام التطوير.
ويعني التعلم ان الانسان يتعلم من والديه، يتعلم لكي يعبر الشارع، يتعلم من أصدقائه، يتعلم من قراءة الجرائد، يتعلم كيف، يعبر الشارع وكيف يعيش والتعلم هو التعلم. ولكن التعليم، هو اسلوب من الأساليب التي طورتها المجتمعات البشرية الحديثة بالطريقة التي تراها لتعليم الناس. والنظام التعليمي الذي نراه الآن هو جديد على المجتمعات البشرية، وأقصد هنا التعليم المنظم الذي يضم مراحل تعليمية في التعليم العام والتعليم الجامعي، ودرجة الدكتوراه هذا نظام تعليمي كأداة من أدوات التعلم والخطأ ان يربط الانسان بين التعلم والتعليم.
ما المطلوب لكي يعرف أي مسؤول ان يعلم ويدرب؟
لكي يعرف اي انسان ان يعلم ويدرب لابد ان يعرف نظريات التعلم المختلفة، فهناك نظرية يياجه كردلورل، فرويد كاريوم وكلها تحاول أن تسلط الضوء على عملية التعلم وتفسر كيف يتعلم الانسان ولذلك لا يجب ان نخلط بين التعلم والتعليم والتدريب والتطوير، وتركيزي على عملية التدريب والتعلم والتطوير كأداة من أدوات التعلم وكأداة من أدوات التغيير.
ما خبرة د.رضا الخياط؟
خبرتي في القطاع المصرفي والمالي بحدود الـ 20 عاما في معهد الدراسات المصرفية وتدرجت فيه من رئيس وحدة التدريب حتى مدير المعهد.. وللعلم فإن معهد الدراسات المصرفية يعتبر جامعة مصغرة للبنوك والقطاع المالي بالكويت ويقدم خدمات التعليم، التدريب، التطوير الذاتي ونمنح شهادات الدبلوم، وحاليا المعهد بصدد الدخول في مجال منح درجة الماجستير وشهادات التدريب بكل انواعها سواء أثناء العمل أو برامج تدريبية، وكذلك لدينا التطوير الذاتي أي التعلم عبر الانترنت.
العلاقة مع وزارة التربية وطيدة
ما علاقة تخصصك وخبرتك بوزارة التربية؟
سؤال «حلو»، وأرجو ألا يفسر بأنني ادافع عن نفسي ازاء ما ردده البعض من تساؤلات حول علاقتي ـ رضا الخياط ـ بوزارة التربية.
أنا اسألك لتقديمك للقارئ وليس للدفاع عنك فأنت لست متهما لادافع عنك؟
إذن العلاقة بين رضا الخياط ووزارة التربية وطيدة وموجودة.. وأول ملامحها انني اركز على التعلم ووزارة التربية بكل هيئاتها وكوادرها تعمل على كيفية ايجاد النظام الذي يؤدي إلى أفضل مخرجات وبالتالي يؤدي الى طالب متعلم أو ايجاد طالب درجة التعلم لديه أعلى والخبرة التي حصلت عليها من القطاع المصرفي في مجالي التعلم والتدريب اعمل على نقلها «أي هذه الخبرة» الى «التعليم العام». وأيضا وبجانب ذلك فإن العلاقة تكمن في الخبرة في عملية الادارة والتي لها مرتبة كبيرة وبالتالي فعلاقة هذه الخبرة مع وزارة التربية تكمن في انني انقل خبرتي الادارية للمجال الجديد الذي هو وزارة التربية ولذلك إذا نظرنا إلى الخلفية العلمية فهناك علاقة وإذا نظرنا إلى ناحية الخبرة فهناك علاقة ايضا.
دكتور، نعلم أنك باحث قدمت الكثير من الدراسات التي نشرت؟ هل يمكن توضيح ذلك؟
هذا صحيح وبالفعل أنا اعتبر باحثا قدمت العديد من الدراسات التي نشرت وعندي كذلك شهادات في عملية ادوات قياس لقدرات ومهارات الأفراد، وهي شهادات مهنية.
ذكرت نقطة غاية في الأهمية وهي ان وزارة التربية تبحث عن أفضل الطرق وافضل النظم التعليمية لتخريج اشخاص على مستوى عال.. والسؤال هو: ما رأيك في النظم التعليمية المطبقة لدينا؟
استطيع ان اقول رأيي.. ولكن الآن سيكون انطباعيا.. وأنا امتنع عن أن أقول رأيا انطباعيا.. أفضل أن يكون رأيي مبنيا على دراسة علمية.
المركز الوطني لتطوير التعليم.. سيتحول الى مركز القياس والتقويم.. هذا معناه ان الشخص الذي على هرم هذا المركز يجب ألا يبدأ بإعطاء انطباعاته.. والهدف من هذا المركز هو اعطاء معلومات علمية وليست انطباعية.. ولذلك عندما تسألين اليوم عن رأيي في المنظومة التربوية التعليمية.. أكون صريحا معك.. عندي رأي انطباعي ولذلك لا أريد إعلانه وايضا لانني إذا قلت رأيي فسأشجع قيمة مناقضة للدور الذي اضطلع به.
جوانب قوة.. وجوانب ضعف
بصفتك مواطنا كويتيا على احتكاك مباشر بالخريجين وعلى اطلاع مباشر من خلال لقاءاتك على أوضاع هؤلاء الخريجين واقرانهم في الخارج.. كيف ترى الوضع؟
اكون ايضا صريحا معك.. أنا اعتقد أن النظام الحالي به جوانب قوة وجوانب ضعف... ودوري الآن هو وضع اليد على كل منهما لاعظم من القوة واقضي على الضعف.
وأنا لا اعتقد أن النظام التعليمي الموجود سيئ بالمطلق.. ولا اعتقد ايضا انه جيد والذي اعتقده اننا بحاجة إلى تطوير ادوات علمية للوقوف على الجانبين (الضعف والقوة) ونبدأ على أساسها وضع سياسات تربوية تعليمية تعظم القوة وتقضي على الضعف بعد الانتهاء من الدراسة التي بدأت أولى خطواتها الآن.
دكتور، أرجو الا تتضايق من هذا السؤال، كل مسؤول نسأله عن رأيه في التعليم يقول سأعمل دراسة.. لماذا دائما البدء من الصفر الا توجد دراسات الآن؟
شكرا على هذا السؤال، كلامك سليم، أنا واحد من الناس لديه خبرة في الدراسات.. استطيع القول ان الدراسات الموجودة حاليا دراسات يغلب عليها «الطابع المسحي» «الوصفي» لدراسة «الظواهر». ولا تستخدم هذه الدراسات المنهج السببي في الوقوف على اسباب هذه الظواهر، بمعنى انا الحين «ادش» على مدرسة او قضية تربوية معينة كقضية التسرب من التعليم.. والدراسات الموجودة كلها ترصد اعدادا فقط ولكن ليست لدينا دراسة علمية تفسر الاسباب وعلاقة هذه الاسباب ببعضها وعلاقتها بالنتائج، فلم اجد دراسة علمية تعطيني الاسباب التي ادت الى ظاهرة التسرب.
هل اطلعت على كل الدراسات؟
لا أستطيع القول انني اطلعت على كل الدراسات، ولكن اطلعت على أغلب الدراسات، والغالب الكبير من هذه الدراسات والتي يغلب عليها استخدام منهجية مسحية ترصد فقط ما هو موجود ولا تستخدم منهجية علمية توضح العلاقة السببية لما هو موجود.
وأؤكد انني اطلعت على أغلب الدراسات والتي هي مسحية والدراسات المسحية من أبسط المناهج البحثية التي يستخدمها الباحث كأساس للقيام ببحث أكثر تفصيلا للوقوف على الأسباب، وبالتالي عندما تسألونني يا دكتور رضا هل ستعمل دراسات مرة أخرى، أقول لكم: نعم، واعتذر لأن الدراسات الموجودة أغلبها استطلاعية تفتقر الى ما هو ضروري ان يأتي بعدها، وهو الدراسات التي تدرس العلاقات السببية لما هو موجود.
د.رضا يمكن أن أقول ان القرارات التي تأخذها وزارة التربية ومنها زيادة الدوام المدرسي 25 دقيقة لا تستند إلى دراسة عميقة تبين مدى الحاجة لإطالة الدوام؟
الدراسات التي يحتاجها مثل هذا القرار في العادة تكون دراسات بسيطة تحاول ان تصل الى اتخاذ قرار في موضوع، اما ان تكون الوزارة محتاجة له بصفة الاستعجال أو لا يتحمل دراسة مطولة.
اعتمدت الوزارة في إطالة الدوام 25 دقيقة على دراسة المؤشرات التربوية بالتعاون مع البنك الدولي التي تقول ان اليوم الدراسي في الكويت من أقصر الأيام مقارنة بدول العالم ودول المنطقة؟
حقيقة ما رأيت هذه الدراسة وما اطلعت عليها، ولكن أقول ان هناك منهجيات للبحث، ومنهجية لكل غرض معين، ولكن شنو هذه الدراسة وعلى أي أساس استندوا اليها؟ انا لم اطلع عليها ولا استطيع التعميم أو القول ان كل القرارات التي تمت في وزارة التربية جاءت بناء على دراسة ليست صحيحة أو ضعيفة.
هل يوجد اتفاق ضمني بينك وبين المسؤولين في وزارة التربية على تأجيل اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية لحين تحويل مركز تطوير التعليم الى مركز للقياس والتقويم ثم اضطلاع المركز بالقيام بالدراسات المطلوبة حول بعض القرارات المطلوب اتخاذها؟
نحن اليوم لا يوجد أي اتفاق حول ذلك فليس منطقيا ان نتفق على ذلك، وحاليا هناك قضايا تربوية تحتاج الى اتخاذ قرارات «وما راح ينطرون الى ان ينشأ المجلس ويعطي دراسات».
أنتم الآن في أي مرحلة من مراحل تحويل مركز تطوير التعليم الى مركز للقياس والتقويم؟
اليوم نحن في مرحلة بناء المركز، نحتاج الى مدة أطول لكي نبدأ تكوين هذه المؤسسة التي بإذن الله ستفتخر بها الكويت، مؤسسة تكون قادرة على دعم القرارات من مثل هذا النوع بدراسات تحليلية أكثر صلابة وأكبر قوة بحيث تعطينا نتائج أكثر دقة.
الكويت في أمس الحاجة إلى القياس والتقويم
بالفعل الكويت في أمس الحاجة إلى مركز القياس والتقويم، ما احتياجاتكم للاسراع في إنجاز هذا الصرح؟ وماذا أنجزت حتى الآن منذ صدور مرسوم تعيينك منذ 6 أشهر؟
من الناحية العملية ـ وليس من الناحية الرسمية ـ انشأنا مركز القياس والتقويم ولدينا مشاريع بدأنا العمل فيها. في البداية طلب مني ان أكون مسؤولا عن هذا المركز وطلب مني إنشاؤه، ووضعنا منهجية علمية لإنشاء المركز والمنهجية عبارة عن محورين: الأول: محور تحويل المركز الوطني لتطوير التعليم من الناحيتين القانونية والتنظيمية الى المركز الوطني للقياس والتقويم وترأست الفريق ـ الذي كان موجودا قبل تكليفي ـ وهو فريق من الخبراء، وبدأنا عملية تحويل المركز من الناحية النظرية، والمحور الثاني اننا رفضنا انتظار هذه الخطوات وبدأنا تنفيذ المحور الثاني الخاص بتفعيل المركز الوطني لتطوير التعليم، والذي يضم وحدة القياس والتقويم إلى جانب وحدتين أخريين تم تجميدهما وبالفعل بدأنا تفعيل وحدة القياس والتقويم التي هي نواة مركز القياس والتقويم.
ماذا تفعلون الآن؟
نحن الآن في مستويات متقدمة لتنفيذ متطلبات تفعيل الوحدة حيث طبقنا مفهوم «الإدارة السلسة في تخطي الحواجز» ونتخيل أنفسنا في سباق جري لتخطي الحواجز وكلما رأينا حاجزا تخطيناه.
وبالفعل تم إعداد الميزانية المرحلية لهذه الفترة حتى 31/3/2011 وإعداد ميزانية للسنة الجديدة 2011/2012.
ونعمل الآن على تعيين احتياجاتنا من الكوادر البشرية المتخصصة لتوطين خبرة القياس والتقويم ولله الحمد وفقنا في الحصول على مبنى وسيتم الانتقال الى مبنى البابطين من 3 طوابق بالإضافة الى الأمور اللوجستية التي اتولى الانتهاء منها.
والمشاريع؟
هذا بيت القصيد.. وأول مشروع هو عمل دراسة ـ أعلم أن الكويتيين صاروا حساسين لموضوع الدراسة ـ لتشخيص واقع التعليم في الكويت.
من الذي سينفذ دراسة تشخيص واقع التعليم في الكويت؟
مؤسسة التعليم في سنغافورة n.i.e بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير التعليم.
دكتور اسمح لي بهذا السؤال: انتم لا تعرفون تنفيذ دراسة لتشخيص واقع التعليم في الكويت؟
نرجع الى التشخيص الانطباعي.. الهدف الأساسي من استحداث مركز القياس والتقويم هو إقامة مركز بحثي يبتعد عن الانطباعات والشخصانية ولابد ان تكون هناك استقلالية كذلك فإذا اردنا ان نحكم على شيء ما فلا ينبغي ان يكون من زاوية «الخصم والحكم» في الوقت نفسه أو أحب فلانا وأكره فلانا هذا هو الهدف الأساسي من المركز. وهذا المركز المفروض ان يساعد في تطوير ليس فقط التربية ولكن طريقة اعتمادنا ككل في الكويت على المعلومات الانطباعية يجب ان تتغير وان تعتمد على معلومات علمية أو شبه علمية وهنا لا أتكلم عن الموضوعية فقط كموضوعية ولكن السياسات العامة يجب ان تحكمها دراسات علمية وليست فقط انطباعات او دراسات انطباعية.
متى سيبدأ هذا المشروع وهل تم التعاقد؟
لم يتم التعاقد حتى الآن، وبالفعل قام وفد من سنغافورة بزيارة الكويت بهدف الاستطلاع.
الوفد السنغافوري ذهل من التطوير في مدارسنا
دكتور رضا عندما قام الوفد السنغافوري بزيارة تفقدية الى مدارس الكويت سجل رئيس الوفد انه رأى في مدارسنا ما ابهره وأن الوضع لدينا أفضل من سنغافورة؟ وقالت مديرة مركز المعلومات بالإنابة هناء الشراح إن الوفد السنغافوري ذهل مما رآه من انواع التطوير في مدارسنا وان الامكانيات المتوافرة افضل من سنغافورة فما رأيك؟
في الحقيقة انا لا استطيع تفسير لماذا قال احد الاشخاص هذا الكلام ولا اعرف اذا كان قال هذا الكلام ام لا ولكن هذا الكلام يؤكد ما ذكرته في بداية المقابلة ان النظام التعليمي لدينا ليس كله ايجابيا وليس كله سيئا، وقد يكون هذا الكلام من واقع الانطباع الذي حصل عليه هذا الشخص من زيارته لمدارسنا.
إذن ما هدف الزيارة الاستطلاعية التي قام بها هذا الوفد السنغافوري؟
وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمنهجية الدراسة التي سيقومون بها بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير التعليم.
كيف ستنفذ الدراسة؟
بالحصول على معلومات تتعلق بالمؤشرات والبيانات والمخرجات والتوقعات التي نتوقعها من النظام التعليمي كمخرجات، اي المطالب والطموح المستقبلي، ثم هل الوضع الحالي سيوصل إلى توقعاتنا التي نهدف لها وكيفية تطوير هذا الوضع لتحقيق رؤية الكويت من التعليم.
متى تتوقع تنفيذ هذا التعاون؟
عمليا بدأنا واعطيناهم معلومات وبدأنا ضبط المنهجية.
الكويت لا تحتاج إلى تعليم معلب
صراحة لا تحتاج اي دولة وعلى رأسها الكويت الى تعليم معلب من اي دولة اخرى فقد يصلح لدولة ما لا يصلح لدولة اخرى والكويت لا تحتاج الى تعليم معلب لأن ظروفها تختلف كليا وجزئيا عن دولة سنغافورة؟
أتحدى اي انسان يقول ان هدفنا هو الحصول على تعليم معلب وانا شخصيا «لا ابي ذلك» وعلى فكرة انا سعيد جدا انك أثرت هذه القضية.
لماذا؟
عملية التطوير لها عدة منهجيات، المنهجية الأولى ان نطور من خلال التجارب الشخصية اي تجاربنا احنا ككويت اي تجاربنا ونبني عليها، والمنهجية الثانية ان نطلع على تجارب دول اخرى ونأخذ منها نموذجا او نظاما ونطبقه لدينا.
المنهجية الثالثة ان نأخذ النظام الامثل المطبق في احدى الدول ونكيفه حسب ظروفنا.
والأغلبية تلجأ للنموذج الثالث أي تأخذ النظام الأمثل وتكيفه حسب ظروفها ولا تطبقه بعلاته ويكونون سعداء بذلك.
وأنتم في الكويت ماذا ستأخذون؟
سنستحدث نموذجا رابعا جديدا سنخلق من داخل الكويت (بالاستعانة بالتعلم من الخبرات الخارجية) نظاما تعليميا جديدا يتماشى مع ظروف الكويت.
فلسفتنا خلق نظام جديد
على أي فلسفة تعتمدون في هذا النهج؟
فلسفتنا ان نخلق نظاما من داخل الكويت يأخذ في الاعتبار تجارب الناس وتجاربنا الخاصة ورؤيتنا للمستقبل بحيث نخلق نظاما داخل الكويت يخدم الكويت ويمكن ان يحتذى به في دول اخرى.
ما هدفكم من خلق هذا النظام؟
أنا لا أقصد خلق نظام تعليم جديد بالمعنى الحرفي ولكن أتكلم عن خلق نظام جديد للتقويم والقياس وليس نظاما جديدا للتعليم لأن هذا الموضوع ليس من الاختصاص المباشر للمركز الوطني وسنخلق نظاما للقياس والتقويم نابعا من واقعنا بالاستعانة بالخبرات.
ما هدفكم من خلق النظام الجديد للقياس والتقويم؟
تطوير مخرجات التعليم.
خلق النظام الجديد للقياس والتقويم لن يؤدي فقط الى خلق نظام تعليمي جديد ولكن سيؤدي الى إحداث انقلاب في الأنظمة التعليمية؟
أتمنى ذلك.
دكتور، ما أهمية القياس والتقويم أو بماذا تشبه جهاز القياس والتقويم؟
«القياس والتقويم» هو «البوصلة» ونظام التعليم في الكويت يهدف الى إيصال الطلبة من مستوى معين في التعليم الى مستوى آخر.
وبالنسبة لنا كجهاز سنكون بمنزلة «بوصلة» للنظام التعليمي نعطيه المؤشرات، هل النظام بالفعل يحقق أهدافه أم لا؟ والإنسان في الصحراء لا يستطيع الذهاب الى هدفه دون بوصلة.
دكتور، بداية لابد ان تكون لديكم الأهداف التي يطمح النظام التعليمي الى الوصول اليها ولذلك أسألك ما الأهداف مادمت ستكون لهم البوصلة؟
الأهداف ستكون عبارة عن رؤية الحكومة التي ستنفذ من قبل وزارة التربية وتقيم من قبل المركز ودورنا هو توضيح هل النظام الموضوع يحقق الأهداف الموضوعة أم لا، وما نوعية التغييرات المطلوبة، ودورنا ليس مباشرا في صياغة الأهداف العامة ولكنه غير مباشر بمعنى اننا نعطي معلومات مرتدة لمتخذ القرار (وزارة التربية وواضع الرؤية) نقول له ان هذه الأنظمة تحقق الرؤية أو ان هذه الأنظمة لا تحقق الرؤية.
ما طموحاتك لوزارة التربية؟
طموحاتي واضحة ورؤيتي هي خلق نظام جديد للقياس والتقويم في الكويت يساهم في دفع عملية التطوير التربوي، ورفع كفاءة النظام التربوي والتعليمي في الكويت، والمشاركة الفعالة في تطوير وتنمية المجتمع.
لا أتمنى تدريب قياديي «التربية»
كنت مسؤولا عن التدريب والتطوير في معهد الدراسات المصرفية.. ماذا فعلتم لتطوير القيادات التربوية؟
أنا لست مسؤولا عن تدريب وتطوير القيادات التربوية.
لماذا؟
هذا ليس من ضمن اختصاصاتي.
هل تتمنى ان يكون ذلك ضمن اختصاصاتك؟
لا.
هل هم محتاجون أم لا؟
جئت لوظيفتي برؤية ورغبة معينة واعتقد ان الكويت عانت الكثير من القرارات المبنية على «الانطباعية» وأتمنى ان يكون لدينا مركز القياس والتقويم الذي يغير طريقة تعاطي الناس مع القضايا ويدعهم يفكرون قبل التكلم عن انطباعات ثم انهم يؤمنون بأن هذه الانطباعات قابلة للصواب والخطأ والاستعانة بالمعلومات العلمية.
تعاون مع «التربية» لمدة 11 سنة
وخلال الـ 11 سنة الماضية تعاونت مع وزارة التربية كوني عضو مجلس أمناء المركز العربي للتدريب التربوي في قطر والذي قمت بالمساهمة في إنشائه مع الاخوة في قطر ودول الخليج.
وكان لي دور في بعض الدراسات التي أجرتها وزارة التربية في تطوير جوانب التدريب.
دكتور، هل هناك حاجة لتطوير التدريب في وزارة التربية؟
اعتقد، نعم، هناك حاجة وأقول ذلك ليس بناء على رؤية انطباعية ولكن انا شخصيا أشرفت على دراسة قبل 4 سنوات حول هذه القضية.
ماذا أظهرت هذه الدراسة؟
الدراسة العلمية التي اجريتها أظهرت ان نظام التدريب في وزارة التربية يحتاج الى تطوير خلال السنوات الأربع الماضية، هل حدث هذا التطوير؟ لا أعرف، ولكنني اسمع فقط وكوني إنسانا علميا فأنا دوري توفير معلومات علمية وليست انطباعية.
6 أشهر لإنجاز الدراسة
الدراسة المسحية لتشخيص واقع التعليم في الكويت متى يبدأ تنفيذها؟ ومتى تنفذ توصياتها؟
هذه الدراسة ستأخذ من 4 الى 6 أشهر وسنبدأ في يناير التنفيذ او فبراير بإذن الله.
التوصيات؟
لدينا الآن الحقيقية تغيير في توجهات الحكومة وتوجهات وزارة التربية وهذا التغيير مؤداه النية الجادة في احداث هذا التغيير وأرجو بعد تقديم التوصيات أن تسهم هذه النية بالتعجيل في تنفيذها.
وإذا قدرنا بإذن الله على تقديم توصيات جادة مع وجود هذه النية فستكون فرصتنا كبيرة لإحداث التغيير الايجابي.
هل هذه الدراسة هي الأولى لتشخيص واقع التعليم في الكويت؟
حسب معلوماتي تمت دراسة مشابهة في السنوات 1984 ـ 1986 وطلبتها وحتى الآن لم تصل لي وتمت بمساهمة من جامعة الكويت وبجهود داخلية.
التعديل الوزاري
المتعارف عليه ان اي تعديل وزاري يؤدي الى حفظ كل الدراسات التي تتم، إلى أي مدى أنت متفائل؟
أنا متفائل لعدة أسباب أولها: ان الدراسة ستكون محايدة وواقعية والمركز الوطني للقياس والتقويم جهة مستقلة عن وزارة التربية وان كان الدارج حاليا ان مركز تطوير التعليم هو جزء من وزارة التربية وهذا ليس صحيحا، والسبب الثاني: لتفاؤلي هو اعتقادي انني قادر على الاقناع بضرورة التغيير، فلدينا القدرات والمهارات الكافية لاقناع متخذي القرار بأهمية التغيير، والسبب الثالث: انه لأول مرة يقوم مركز مستقل بهذه الدراسة، ووزارة التربية لن يكون لها اثر في هذه الدراسة ولكن ستزودنا بالمعلومات التي بناء عليها سنعمل الدراسة، والسبب الرابع: أنا أريد تسويق فكرة التغيير بشكل مختلف بحيث ان متخذ القرار سواء في الوزارة او المستويات الادارية العليا يقتنع بأهمية التغيير لإحداث التطوير.
دكتور ممكن ولكن إذا واجهك مسؤول بالوزارة غير مقتنع بتوصيات الدراسة لن تستطيع فرضها لأن المركز صلاحيته فقط تقديم توصيات وهذا دور ضعيف؟
مركز القياس والتقويم مستقل عن وزارة التربية وإذا قابلنا مسؤول ليس لديه قناعة سنقدم المعلومات التي نتوصل اليها الى الحكومة ووزارة التربية وبالتالي تتسع قاعدة متخذي القرار حتى وان حدث تعديل وزاري.
تقييم مدارس المستقبل لا إلغاؤها
والمشروع الثاني؟
المشروع الثاني هو تقييم تجربة مدارس المستقبل وهي تجربة مطبقة من 4 سنوات، الوزارة كلفت المركز بإعداد دراسة لذلك وحاليا نحن بصدد تنفيذها.
هل هناك توجه لإلغائها؟
حسب المعلومات التي أملكها الوزارة قررت قبل اتخاذ اي قرار ان نبدأ بتقييمها تقييما موضوعيا محايدا.
حدثنا عن الكفاءات الوطنية في مجالات القياس والتقويم؟
قليلة وموجودة في أماكن معينة ومشغولة في أشياء أخرى، ولذلك علينا مسؤولية الآن في خلق هذه الكفاءات سواء بالبدء من الصفر او من خلال ما انتهى اليه الآخرون ولذلك أستعين بالخبرات الخارجية لخلق نظام يتوافق مع ظروفنا الى أن يتم خلق الكوادر المحلية، وقد بلغت لتوفير بعض الكفاءات المحلية والذين سيتم استقبالهم وتسجيلهم الآن لاختبار احتياجاتنا منهم.
المشروع الثالث؟
مشروعنا الثالث: مشروع تيمز وبيرلز وسنأخذ أنشطة الاختبارات الدولية في المركز لعمل المطلوب.
ولذلك أستطيع القول انه خلال 4 أشهر فقط أصبح لدينا مركز للقياس والتقويم بشكل عملي حيث أعمل على 3 مشاريع وبإذن الله عند صدور المرسوم المتعلق بإنشاء المركز نكون جاهزين للانطلاق.
من أين جاءك التفاؤل، ألا تعلم انه صدر مرسوم باستحداث مركز تطوير التعليم منذ عهد وزير التربية ووزير التعليم العالي الأسبق د.عادل الطبطبائي ولم يتم تفعيله؟
أنا من الأشخاص الذين في خضم الاحباط وفي خضم الجو والبيئة السلبية لابد ان أحمل داخلي شيئا من التفاؤل وأنا متفائل.
تبون الحقيقة حول مدى تعاون القيادات التربوية
هل وجدت التعاون من القياديين بوزارة التربية؟
تبون الحقيقة، في البداية لم أجد القبول، والكل كان يتساءل في صمت من هذا وما سبب وجوده بيننا؟ وللأمانة لم يستمر هذا الجو وهذا الشعور واليوم لدي تعاون ممتاز ولولا ذلك لما وصل المركز الى هذه المرحلة الممتازة فلدينا 3 مشاريع وأشكرهم على ذلك.
التعاون من شخص واحد أم من الجميع؟
من الجميع وبصراحة تامة وحتى الآن أصبح الوضع طبيعياً واندمجت معهم.
دكتور دعنا نلقي الضوء على ردودك لتفنيد الانتقادات التي وجهت الى عملية اختيارك بصفتك غير متخصص في التعليم؟
صراحة، أنا سعيد بهذا السؤال وبداية أريد ان أسجل شكرا من أعماق قلبي لكل من اعترض على تعييني وبالفعل فأنا أشكر من اعترض على تعييني وكذلك أشكر الذين رحبوا بتعييني، فالاثنان أعطياني أول درس ساعدني على النجاح في مهمتي الجديدة، قرار تعينيي درس من متخذ القرار بتمعن وهذا القرار درس من قبلي انا على المستوى الشخصي وهذا القرار توج بموافقة صاحب السمو الأمير الذي دعم ووثق من قرار متخذ القرار ووثق بي شخصيا. وأدعو من انتقدني ومن أيدني الى مساعدتي وأقول لهم دعونا نركز على هدفنا وهو خلق المركز، ورضا الخياط يطلب المساعدة ولنترك موضوع الاختيار لأنه حدث وانتهى ودعونا لنضع أيدينا في أيدي بعض ونركز جهودنا مع كثير الشكر للذين اعترضوا علي.
أشكر كل من اعترض على اختياري
كيف تشكر من اعترض على اختيارك؟
نقد هؤلاء الأشخاص لي أعطاني دعائم النجاح نفسيا وعمليا وراجعت نفسي وكل ذلك عضد من ثقتي في القرار الذي اتخذته بالموافقة على قبول المنصب وأرجو ان تعضد من ثقة متخذ القرار في الثقة بي.
وأنا لست مستاء لأننا في نظام ديموقراطي علينا ان نأخذ النقد كحافز وفرصة للتعليم لصرف النظر عن النوايا.
البعض يعتقد انك أخذت درجة وكيل كخطوة تمهيدية لتكون وكيلا لوزارة التربية.
هذا الكلام غير صحيح، وبكل صراحة وأتمنى من خلال المركز ان نخلق وميض الأمل لتحسين مخرجات التعليم.
الى متى يظل الاعتماد على العمالة الوافدة؟ والى متى يظل التعليم غير قادر على تلبية احتياجات السوق؟ والى متى تظل البطالة المقنعة؟ والى متى تظل البطالة الحقيقية وتكدس الخريجين والخريجات في تخصصات لسنا بحاجة لها.. الى متى؟ وهل السبب ان الإنسان الكويتي بطبيعته لا يتحمل العمل في بعض المجالات أم شيء آخر؟
هذا الموضوع ذو شجون، والكويت استثمرت فينا الملايين، وأسأل: كيف لا نستطيع تجاوز هذه المشكلات وإيجاد حل ومعالجة هذه الموضوعات والقضايا؟
المعضلة وعلاقتها بالابتدائي
معضلة التعليم في الكويت هي المرحلة الابتدائية التي تحتاج الى تغييرات جذرية، فما رأيكم؟
سأختلف معك اختلافا إيجابيا وليس سلبيا، وسأضيف لهذه النقطة نقطة اخرى، وهي ان المشكلات الحالية تحتاج الى التركيز على عدة نقاط وليس نقطة واحدة، ولذلك نحن بحاجة الى التركيز على عدة أولويات في آن واحد، ولذلك أتفق معك 100% فنحن بحاجة الى تحسين القاعدة، ممثلة في طفل الابتدائي، مع تحسين المتوسط والثانوي والمعلم والكليات التي تخرج لي المعلم.
دكتور، هل عليكم وضع أولويات للتحسين؟
هذا صحيح، وهناك أولياء الأمور أيضا، وزمان كان ولي الأمر لا يتدخل ولا يعلم عن ابنه شيئا، ولكن الآن الوضع اختلف، فالتعليم الآن لم يعد بالبساطة التي عرفناها سابقا، وعلينا استخدام التطوير على عدة أولويات حتى نحقق قفزة في التعليم.
هل اتفقتم على الأولويات؟
نأمل ان تقدم لنا الدراسة هذه الأولويات.
يقال ان الإنسان الكويتي يميل الى الاعتماد على الآخرين حتى لا يرهق نفسه، وانه يميل الى الرفاهية، هل ذلك صحيح ويمثل عقبة في التعليم؟
أختلف مع هذا الرأي، وخطأ كبير، فالإنسان الكويتي يعمل إذا كان هناك تحد أعطيه تحديات ويجب ان تعطيه مهمة تعتبر له تحديا والدليل أيام الغزو والاحتلال.
على ماذا تدل إحصاءات الآلاف المنتظرين الوظيفة الحكومية والمئات المنتظرين الوظيفة في القطاع الخاص؟
هذا ليس مؤشرا، وانظروا الى الطلبة الذين يتسابقون الى الدراسة في الجامعات العالمية كهارفارد.
والعمل؟
إذا وفرت له معاملة عادلة فسترتفع إنتاجيته، المهم «العدل» وفي القطاع الخاص انظروا الى البنوك بعد التحرير تصل نسبة الكويتيين إلى 90%.
تقصد ان الحوافز تؤثر؟
نعم تؤثر، وإذا قدرنا نخلق في الجهاز الحكومي وظائف يعامل فيها الكويتي بعدالة وتعطيه التحديات الكافية فأنا أجزم بأن الإنسان الكويتي سترتفع إنتاجيته، وهاتان القضيتان هما «الأساس».
ما المقصود بالعدالة؟
المكافآت والعقاب والثواب، والإنسان بشكل عام يميل الى الرفاهية المقبولة.
ما النظرة التي تكونت لديكم حتى الآن عن التربية كمنظومة متكاملة لإعداد مخرجات ذات مستوى طموح؟
بعد الانتهاء من الدراسة أستطيع الإجابة، لن أعطي انطباعات.
ما التخصصات التي تحتاجون إليها؟
أريد أشخاصا لديهم المهارات الرقمية والعددية المتخصصين في الإحصاء والرياضيات.
ما الضمانة لتنفيذ التوصيات؟
ستكون لنا صفة الاستمرارية في التقييم أثناء تنفيذ التوصيات.
وإن لم يقم المسؤول بالتنفيذ؟
أعطي الضوء الأحمر لمتخذ القرار بما يحدث.
من اللافت للنظر ان تقويم الطلبة مايزال يعتمد على الامتحانات وأثبتت بعض البحوث سلبية ذلك اضافة الى تسببها في تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية الى جانب انه من خلالها لا يتم قياس القدرات الأهم للطالب والتي منها القيم، الميول، القدرات، المهارات، الاتجاهات، فما رأيكم؟ وهل سيكون لكم دور في تعديل آلية الامتحانات؟
ليس لنا دور في آلية الامتحانات ولكن واحدة من الأشياء التي نتطلع الى القيام بها ان ننفذ ما يعرف باسم بنوك الأسئلة التي من الممكن الاستعانة بها في إعداد الامتحانات.
وبالنسبة لسلبية الامتحانات لم تثبت الدراسات سلبية ذلك وفي كل مكان في العالم يعتمدون على الامتحانات التي قد تكون شفهية او تحريرية او ملاحظاتية ولكن هي امتحانات وكبشر لا يوجد اسلوب غير الامتحانات، ربما هناك دراسات تقول ان الاختبارات من هذا النوع افضل من غيره، او الافضل لمرحلة معينة او لمواضيع معينة ولكن لا توجد دراسة تقول ان الاختبارات في قياس التعليم سلبية. وأيضا لم اطلع على دراسة تقول ان الاختبارات أدت الى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية ولكن ليس معنى ذلك انني أجزم بأنه لا توجد دراسة ولكنه واضح ان الاختبارات تقيس بالدرجة الأولى درجة الحفظ وقدرة الطالب على الحفظ ولا أعرف من خلال القراءات التي اطلعت عليها هل هذا صحيح ام غير صحيح.
هل يعقل وضع اختبارات نظرية لمادة التربية البدنية؟
اعطوني فرصة لبناء المركز وقياس مخرجات التعليم ومن خلال ذلك نقدم كيفية التطوير.
كيف نطمح الى بناء عقل طالب مبدع وقادر على التفكير وأنا الزم التواجيه العامة بتصحيح أوراق اجابات الطلبة بحسب نموذج موحد للاجابة وما عداه يشطب عليه بالخطأ؟
هذه النقاط تتعلق بقضايا تربوية بحتة.
هذه مسؤولياتك؟
نعم مسؤولياتي بطريقة غير مباشرة وإذا طلبوا منا ان نساهم ليش لأ.
هدفك من الدراسة مع سنغافورة؟
معرفة الأسباب والتوصل الى بوصلة للتطوير في التربية بأسلوب يعتمد الدراسة العلمية الحيادية بعيدا عن الانطباعات والشخصانية حتى تصبح الطرق الى الحلول مستقيمة وقصيرة بدلا من اللف والدوران حول الحلول وهذا الشيء هو مطلب الحكومة والقياديين والمفكرين وليس رضا الخياط، فالكل أجمع على اننا بحاجة الى هذه البوصلة في التربية، ولذلك أتساءل ليش تطلبون مني الآن الحديث عن الانطباعات؟
دكتور إذا كنت تبحث عن بوصلة إصلاح التعليم فهل معنى ذلك ان التربية تسير من دون بوصلة؟
لا، «أقول أكو بوصلة» لكن هذه البوصلة الآن توجد داخل الوزارة والهدف اخراجها خارج الوزارة لضمان الحيادية الموضوعية والبعد عن الشخصانية في التقييم.
هل مهمتك إخراج البوصلة من الوزارة الى خارج الوزارة فقط؟ هذه مهمة بسيطة جدا؟
أنا أبي أطلعها خارج الوزارة وفي الوقت نفسه إيجاد بوصلة حيادية وموضوعية، والبوصلة ستعمل بطريقة أفضل إذا أصبحت خارج الوزارة.
قصدك ان كل واحد معه بوصلة في الوزارة؟
لأ، لم أقل كذلك ولكن أقول ان البوصلة نبي نطلعها خارج الوزارة لضمان الحيادية.
إذن إذا في بوصلة ما سبب مشاكل التعليم من تدني المخرجات والاعتماد على العمالة الوافدة وعدم قيام التعليم بهمته الأساسية وهي تحسين المخرجات ومواءمتها مع سوق العمل؟
أعدك في حالة الانتهاء من الدراسة أجيب عن كل تلك التساؤلات وأقول ليش البوصلة موجودة وفي الوقت نفسه توجد هذه المشكلات بطريقة علمية وليس انطباعية بعد الحصول على الاحصاءات والمعلومات.
من أين ستحصل على البيانات والمعلومات؟
سآخذها من واقع حال التعليم بما فيها الوزارة وأحللها.
أخشى ان تكون غير دقيقة؟
لدينا أدوات في البحث العلمي تكشف ذلك وأدوات كثيرة للتأكد من المعلومة سواء صحيحة أو خطأ.
ما مهمة وحدة القياس والتقويم مقارنة بالمركز؟
ستتولى الوحدة مشاريع فرعية كالمشاكل في تدريس الرياضيات والمركز سيدرس مخرجات التعليم ولذلك سيتم استحداث بوصلة جديدة تساعد البوصلة الموجودة داخل الوزارة.
وأخيرا أود التأكيد على أن الأمل والتفاؤل والعمل الموضوعي الجاد هو أسلوب عمل المركز لتحقيق أهدافه.
التكليف بقضايا محددة يتطلب 3 قضايا أخرى ملحّة
على الرغم من حالة التفاؤل والتحدي والجدية والرغبة الشديدة في عمل شيء والتي ظهر عليها د.رضا الخياط اثناء المقابلة، الا ان تكليفه بعمل دراسات في 3 قضايا محددة يثير في النفوس نوعا ما من المشاعر غير المريحة.القضايا الـ 3 كما ذكرنا هي تشخيص واقع التعليم في البلاد، ومدارس المستقبل ومسابقات تيمز ربيرلز، فمع كل الاعتراف والقناعة بأهمية هذه القضايا الا ان هناك قضايا اكثر إلحاحا منها، وقد تكون قضية المرحلة الابتدائية من اكثر القضايا اهمية نظرا لأنها تمثل اساس التعليم بل ان مستوى الطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية يتحدد في هذه المرحلة، ولا يخفى على احد ان ضعف مخرجات هاتين المرحلتين يرجع الى بعض العوامل المباشرة في المرحلة الابتدائية والتي حان الوقت لدراستها، لأنه مهما عالجت ومهما وضعت من حلول للمرحلتين المتوسطة والثانوية سيبقى الوضع كما هو لأن الاساس لم يعالج.
القضية الثانية التي تمثل أهمية ايضا هي المعلمون.. هذا العنصر الأهم من عناصر المنظومة التعليمية يحتاج الى اهتمام خاص وإلى دراسة عاجلة لتدريبه وتطويره والنهوض به والتعاون مع جهات إعداد المعلم لإقرار كل ما من شأنه العمل على توفير هيئات تعليمية متطورة الى جانب توفير الهيئات بالأعداد التي تحتاجها في بعض التخصصات من الكوادر الوطنية.والقضية الثالثة وهي الأهم لمستقبل الكويت هي جذب الطلبة والطالبات الى دراسة التخصصات العلمية وهذا هو الاستثمار الحقيقي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: الى متى سيظل ضخ خريجين في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل في القطاع الحكومي وايضا في القطاع الخاص؟ الى متى ستظل التركيبة السكانية مختلة؟ وإلى متى ستظل قوائم انتظار الوظيفة الحكومية بالآلاف؟ وإلى متى ستظل البطالة المقنعة بالآلاف ايضا في الوزارات؟ وإلى متى سيقتصر دور الآلاف من الإناث في وظائف محددة كالسكرتارية والعمل الإداري؟ وانظروا الى ساعة الانصراف في وزارة التربية.
الصور الذهنية السلبية
على عكس الأفكار والصور الذهنية السلبية التي لاحت أمامي أثناء فترة الانتظار فوجئت ـ أثناء الحوار ـ بأنني أمام مسؤول تتوافر فيه المواصفات المطلوبة التي تحتاجها وزارة التربية والذي تنتظره منذ عدة سنوات. وغادرت مكتبه المتواضع بالدعاء إلى الله ان يكون د.رضا الخياط بالفعل قادرا على تنفيذ وتحويل كلامه وأحلامه وخططه إلى واقع وحقائق وعدم الوقوف عند منحنى توصيات الدراسات والبحوث!
اعتبر أنه «ليس من المنطق تأجيل القرارات الإستراتيجية»!
اعتبر د.الخياط انه ليس من المنطق تأجيل اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية في وزارة التربية حتى اضطلاع مركز القياس والتقديم بدوره في عمل الدراسات العميقة العلمية المطلوبة «ليس منطقيا ان نتفق على ذلك وحاليا هناك قضايا تربوية تحتاج الى اتخاذ قرارات ولن ينتظروا الى ان ينشأ المجلس ويعطي دراسات فنحن نحتاج الى مدة أطول لكي نبدأ هذه المؤسسة التي ستفتخر بها كل الكويت وستكون قادرة على دعم القرارات».