أكد أمين عام المشروع الوطني لترشيد استهلاك الطاقة (ترشيد) م.احمد الدوسري ان رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمشروع كان لها دور معنوي كبير في تحقيق الاهداف المرجوة من هذا المشروع، وفي الاستجابة والتفاعل اللذين حظي بهما من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء، مثمنا في هذا الجانب الزيارة التي قام بها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لمقر المشروع والتي أبرزت اهتمام القيادة الحكيمة في البلاد لمثل هذا المشروع الحيوي وثقتها بالكفاءات الشبابية القائمة على ادارته.
وقال الدوسري من جانب آخر ان مشروع ترشيد الوطني أعطى نموذجا لنجاح الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال التعاون المثمر بين جمعية المهندسين الكويتية التي هي الجهة الحاضنة لمشروع ترشيد الوطني ووزارة الكهرباء والماء المشرفة عليه وتعاملهما المشترك مع قضية من قضايا الوطن بهذا الحجم، مؤكدا في الوقت نفسه ان الكويت من أكثر دول العالم استهلاكا للماء على الرغم من انها من أفقر الدول بالمصادر المائية المتجددة في الشرق الاوسط، بالاضافة الى ان الشرق الأوسط من افقر مناطق العالم بهذه المصادر، ما يعني ان كل قطرة تصرف تكلف الدولة مبالغ طائلة.
وأضاف ان معدل استهلاك الفرد للماء في الكويت يبلغ 511 ليترا يوميا للفرد الواحد، كما ان الكويت هي الاولى كذلك على مستوى الخليج والوطن العربي في استهلاك الكهرباء والتي تأتي ايضا من مصادر غير متجددة، موضحا ان وقود محطات التشغيل فقط يكلف الدولة مليارا و300 مليون دينار.
وعن أزمة صيف 2007 ذكر الدوسري ان أعلى حمل مسجل للكهرباء في العام الماضي كان 8900 ميغاواط بزيادة طبيعية عن العام الذي سبقه تبلغ 8% نظرا للتوسع العمراني وايصال الخدمات للمناطق الجديدة، الامر الذي جعل أعلى حمل متوقع للعام 2007 يتراوح بين 9600 و9800 ميغاواط، بينما كانت القدرة الانتاجية في بداية هذا الصيف تساوي 9100 ميغاواط فقط، ما يعني ان العجز المتوقع يتراوح بين 500 و700 ميغاواط، وهو ما يضع الدولة امام حتمية القطع المبرمج حيث كانت التوقعات تتحدث عن أكثر من 45 يوما يمكن ان تستغرقها فترة القطع ولعدة ساعات في اليوم الواحد.
ومضى الدوسري قائلا: ان وزارة الكهرباء والماء قامت بإجراءات عدة للتعامل مع هذا الوضع، فبادرت الى تشكيل لجنة لمتابعة خفض الاحمال في وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة وبذلت هذه اللجنة جهودا استثنائية في عملها وانبثقت عنها مجموعة من فرق العمل الفنية لتنفيذ برنامج صيانة مهني وعالي الكفاءة ساهم في تقليل اعطال المحطات، مشيرا الى ان الوزارة قامت كذلك وبالتعاون معع القطاع الصناعي بتخفيف الاحمال أوقات الذروة، بالاضافة الى تعاملها مع القضايا الفنية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في خفض الاستهلاك، وكانت نتائج جهود الوزارة واضحة في هذا الجانب، حيث تم تسجيل ارتفاع الاستهلاك لشهر مايو بنسبة 4% بدلا من النسبة المتوقعة التي تبلغ 8%.
الصفحة في ملف ( pdf )