- ورد فضل صيام عاشوراء عند الشيعة أيضاً كما في «وسائل الشيعة» و«الاستبصار» و«تهذيب الأحكام» وأمر بصيامه محمد الباقر وأبو الحسن
- ليس من يصوم عاشوراء يريد الفرح بمقتل الحسين رضي الله عنه ـ أعوذ بالله.. ولا يفرح بمقتل الحسين إلا رجل في قلبه دخن ومرض
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام شهر المحرم وليس فقط التاسع والعاشر والحادي عشر منه
- كيف لبعض الفلكيين أن ينكروا توافق نجاة موسى وفلق البحر مع يوم عاشوراء على الرغم من أنهم لا يستطيعون تحديد زمن موسى ولا نجاته ولا حتى زمن عيسى عليهما السلام؟!
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب قبل نزول التشريعات الإسلامية موافقة أهل الكتاب من اليهود في صيام عاشوراء وبعد اكتمال الدين أمر بمخالفتهم بصيـام تاسوعــاء معـه
ضاري المطيري
جدد الداعية عثمان الخميس التأكيد على فضل صيام عاشوراء، كاشفا عن الادلة في ذلك من كتب السنة والشيعة، واوضح في «سهرة المعالي» مراحل تشريع صيام عاشوراء، مبينا انه يوم صامه موسى عليه السلام شكرا لله ان نجاه من فرعون وملئه، وامر امته من اليهود بصيامه، وأن قريشا كانت كذلك تصومه اتباعا لما توارثوه عن الأنبياء السابقين كإسماعيل عليه السلام، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل البعثة وبعدها وإلى أن مات، وأنه أمر في آخر حياته بمخالفة اليهود بصوم يوم قبله أو بعده. وأضاف الخميس أنه لا يقال ان عاشوراء يوم فرح لنجاة موسى عليه السلام، ولا يوم حزن لمقتل الحسين رضي الله عنه، لكن كلما تذكرنا نجاة موسى عليه السلام فرحنا، وكلما تذكرنا مقتل الحسين رضي الله عنه حزنا، ولا يجوز أن نحدد يوما لفرح أو سرور دون نص شرعي. «الأنباء» تنشر حلقتي «سهرة المعالي» على قناة «المعالي» والتي كانت بعنوان «عاشوراء.. احداث وحقائق» الثلاثاء والاربعاء الماضيين، تنشرها مفرغة بتصرف غير مخل، والتي كانت من تقديم الاعلامي الداعية خالد السلطان، وكانت الحلقة الاولى مع الداعية عثمان الخميس حول مشروعية صيام عاشوراء والرد على المشككين، والحلقة الثانية كانت مع الداعية حسن الحسيني، وفيما يلي نص اللقاء مع الداعية عثمان الخميس:
السلطان: بداية نفرح بقدوم العام الجديد الذي نتمنى أن يكون عام خير وبركة ونبدأ بسؤال الداعية عثمان الخميس عن تفسير قوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)؟
الخميس: ابتداء أشكركم على هذه الاستضافة وأتمنى أن ننتفع جميعا، وأما سؤالك عن الآية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم)، الأشهر الحرم هي كما بينها صلى الله عليه وسلم بقوله «السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان»، فهذه الأشهر يحرم فيها القتال ويحرم فيها الظلم كما يحرم في غيرها، لكن أهل العلم يقولون إذا اجتمع شرف الزمان مع الجريمة كبرت الجريمة، وإذا اجتمعت السيئة مع شرف الزمان أو شرف المكان أو شرف مرتكبها عظمت السيئة، كما قال تعالى عن مكة المكرمة (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم (إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات)، وقال عن أمهات المؤمنين (من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين)، وهنا يضاعف القدر ولا يضاعف العدد، أي الكيف وليس الكم، وهذه الأشهر كما ذكرنا يحرم فيها القتال، لذلك يقول تبارك وتعالى (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) أي من كبائر الذنوب، فالمعصية في هذه الاشهر الحرم ليست كالمعصية في غيرها.
السلطان: قوله تعالى (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) هل يقتصر على الذنوب كالكلام والنظر المحرم فقط، أم يدخل فيه الممارسات للعقائد الباطلة التي هي أعظم من سائر الذنوب؟
الخميس: لا شك أن الشرك ظلم عظيم، قال تعالى (إن الشرك لظلم عظيم)، فأعظم ظلم الظلم الذي يقع في الاعتقاد وهو الشرك بالله تعالى، وظاهر هذه الآية (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي لا تظلموا غيركم، وصف الآخر بالنفس حتى يعرف المؤمن انه لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما في الحديث النبوي، فالمعنى لا تظلموا إخوانكم ولا أنفسكم.
أحاديث باطلة
السلطان: هناك مرويات عديدة نريد الوقوف على صحتها وضعفها في شأن عاشوراء، خاصة ان مجال تخصصك في الحديث ولك باع في هذا المجال، كحديث «أن الوحش كانت تصوم عاشوراء»، و«يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء»، و«عاشوراء عيد نبي قبلكم»؟
الخميس: للأسف، نعم هناك أحاديث باطلة، لكن بفضل الله ان قيد لهذه الأمة من يحفظ لها هذا الدين وينتصر له ويبين كذب الكذابين ويمحص الروايات المنسوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم ويكشف الكذابين، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في شأن عاشوراء، كما جاء عن عائشة وأم سلمة ومعاوية وقتادة وابن عباس وربيع بنت معوذ في فضل عاشوراء واحكامه، وفي المقابل جاءت احاديث بواطيل لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكرت أنت بعضا منها في السؤال، لكن يبقى قضية صوم الأنبياء، نعم جاء في الحديث أن موسى صامه شكرا بعد ان نجاه الله من فرعون وملائه، لكن السؤال هو، هل كان أحد يصومه قبل موسى عليه السلام؟ جاء في بعض الاحاديث ان نوحا وابراهيم والأنبياء من قبل والأنبياء من بعد صاموه، لكن لم يثبت منها شيء فيما أعلم.
وأيضا كان صلى الله عليه وسلم يصومه قبل مبعثه، ولعل هذا مما توارثه العرب عن إسماعيل عليه السلام، وذلك لأن إسماعيل مبعوث للعرب، كما توارثوا صفة الحج والصلاة إلا أنهم حرفوا وزادوا والله اعلم، لكن مع هذا يقال ان اصل صيام عاشوراء كان موجودا.
السلطان: ما صحة ما ذكر أيضا أن يوم عاشوراء يوم تاب الله فيه على آدم وعلى مدينة يونس وهو يوم ولد فيه إبراهيم واستقرت فيه سفينة نوح عليه السلام؟
الخميس: لم يثبت في هذا شيء، وإن كانت مذكورة في كتب بعض أهل العلم.
ليس عيداً
السلطان: هل كان عاشوراء عيدا للأنبياء في السابق؟
الخميس: هو ليس عيدا على كل حال، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان يوم عاشوراء يوم عيد، انما هو يوم شكر، فقد شكر موسى ربه إذ نجاه من فرعون ونحن نصومه شكرا لله لنجاة موسى من فرعون.
تقديم النص الشرعي
السلطان: البعض يأخذون الأمر من الناحية الفلكية ومن خلال الحسابات الدقيقة ليثبت أن انشقاق البحر لا يوافق يوم عاشوراء، فما موقف المسلم تجاه هذا الكلام؟
الخميس: لاشك أن القاعدة في مثل هذا تقديم كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الفلكيون على كل حال مجتهدون، وهم يصيبون ويخطئون، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يخطئ، فكلامه وحي ولا يمكن أن يخطئ، إنما ينسب الخطأ إلى الفلكيين وليس الى النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى»، واذا نسبنا الخطأ الى الرسول فكانما نسبنا الخطأ الى الله سبحانه وتعالى، وهذا باطل بل كفر، خاصة إذا علمنا أن الشهور الهجرية مرتبطة بالهلال، وبالتالي لا يستطيع احد بحساب علمي ان يحدد قبل مئات بل آلاف السنين مثل هذه الدعوة، هم الآن أصلا لا يستطيعون ان يحددوا زمن موسى وعهده حتى يحددوا يوم نجاة موسى، فضلا عن ان يحددوا يوم عاشوراء، فهذا الكلام مستبعد جدا، بل حتى عيسى عليه السلام وهو اقرب نبي الى محمد صلى الله عليه وسلم اختلف في تحديد زمانه، فقيل قبل النبي صلى الله عليه وسلم بـ 571 سنة وهو تحديد غير دقيق، إذن فكيف بموسى؟ نحن نعلم متى عاشوراء لكن كيف لهم أن يعلموا بتحديد اليوم الذي نجا فيه موسى عليه السلام؟
السلطان: البعض يشكك في روايات فضل صيام عاشوراء وأنه ليس محلا للصيام، ويقول مثلا إن الحديث فيه أن أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة سأل اليهود عن عاشوراء ومعلوم أن دخول النبي صلى الله عليه وسلم كان في 12 ربيع الأول على الصحيح، وبين ربيع الى محرم زمن طويل، فكيف يكون ذلك؟
الخميس: يجب أن نعرف أن لصيام عاشوراء قصة قبل البعثة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل مبعثه، بل كانت قريش تصومه قبل مولده صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا مما توارثه العرب كما ذكرنا من إسماعيل عليه السلام، او قد يكون من اليهود، والله اعلم، وكما في حديث ابن عباس وعائشة في الصحيحين، انه صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء قبل البعثة وظل يصومه إلى أن بعث، وبعد أن بعث، فمن المعلوم أنه ظل في مكة يدعو الى الله 13 سنة، فكان يصومه قبل أن يفرض عليه صيام رمضان، ثم هاجر الى المدينة وفي السنة الأولى أتى في ربيع الأول بعد محرم كما ذكرت، وفي السنة الثانية يكون قد صام عاشوراء في المدينة لأول مرة، ثم فرض رمضان في السنة الثانية، وفرض رمضان جاء على مرحلتين، المرحلة الأولى وهي قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ـ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) فكان الإنسان مخير بين الصوم والإطعام، إن شاء صام وإن شاء أطعم ولم يفرض الصيام فرضا، حتى نزل قول الله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، وبالنسبة لعاشوراء قال النبي صلى الله عليه وسلم «من شاء أن يصوم ومن شاء أن يفطر».
أما بالنسبة لصيام اليهود لعاشوراء فهذا مما توارثوه عن موسى عليه السلام، بل كانوا يتخذونه عيدا، ولما دخل النبي ص المدينة وجد اليهود يصومونه، وبعد السؤال عنهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بصيامه من جديد، وهو أمر على الاستحباب كما هو رأي جمهور العلماء لأن الوجوب نسخ بالنسبة لعاشوراء، وأيضا النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول أمره قبل نزول التشريعات كاملة في المدينة يحب موافقة أهل الكتاب، لأن ما في الكتب السماوية أقرب إلى الحق. لذلك قال تعالى (الم غلبت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)، ففرح المسلمون بنصر أهل الكتاب لأن فيهم ميلا إلى أهل الكتاب، فأهل الكتاب على كل حال هم أقرب إلينا من المشركين وعبدة الأصنام وغيرهم قطعا.
الخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الموافقة فيما لم ينزل فيه تشريع فقال «صوموا هذا اليوم» و«ونحن أحق بموسى منكم»، وصار المسلمون يصومونه وفي السنة العاشرة صام عاشوراء بعد رجوعه من الحج، وقال «إن عشت إلى قابل لأصومن التاسع» وذلك لأن في آخر الأمر وبعد اكتمال الشريعة كان يحب مخالفة أهل الكتاب، فلما قال له الصحابة إن اليهود تصومه كأنهم يقولون أنت تحرص على مخالفتهم ألا تأمرن بشيء من المخالفة لهم.
وكذلك فإن أحدهم سألني وقال «كيف رأى اليهود، واليهود قد أجلوا؟»، فنقول أولا لما رآهم أول قدومه للمدينة لم يكن قد أجلاهم بعد، وأما القول بأن اليهود تصومه فليس فيه أيضا دلالة على وجودهم في المدينة حينها، ثم الأمر الثالث وحتى لو كانوا موجودين فهم موجودون كأفراد، كوجود المنافقين والنصارى، فمن قتل عمر الفاروق رضي الله عنه، قتله مجوسي، بل عمر هو من أخرج اليهود من جزيرة العرب، وكذلك كان هناك يهود من السبي والموالي كأفراد وليس ككتل سياسية مؤثرة كبني النضير وقريظة وبني قينقاع.
تحتاج نصاً شرعياً
السلطان: البعض بالغ واتجه إلى أن يوم عاشوراء يوم فرح، ورأى استحباب التوسيع على أهل بيته في هذا اليوم أو حرص على الاكتحال أو زيارة المقابر فهل ورد في السنة هذا الشأن شيء؟
الخميس: بالنسبة لعاشوراء الناس فيه طرفان ووسط، هناك من جعل عاشوراء يوم فرح وسرور وعيد، وتوسعة على الأهل والاكتحال وزيارة الموتى وغير ذلك كما ذكرت، وهذا باطل، فليس عاشوراء يوم عيد، بل هو يوم من أيام الله تبارك وتعالى كسائر الأيام.
وهنا قضية مهمة وهي أن الأعياد، بل والأفراح والأتراح بشكل عام، لسنا نحن من نحدد أيامها، وفي يوم عاشوراء الناس طرفان ووسط، طائفة تجعل منه عيدا كما ذكرنا، وطائفة تعتقد أنه يوم حزن لمقتل الحسين بن علي من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فيقيمون الصياح والنواح والضرب والبكاء، وتأتي طائفة وسط، وتقول هو ليس يوم حزن ولا يوم فرح، بل يوم من أيام الله تبارك وتعالى، شرع لنا أن نصومه شكرا لله أن نجى فيه موسى من فرعون، بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصيامه، وليس من يصومه يريد الفرح بمقتل الحسين بن علي أعوذ بالله، والله لا يفرح بمقتل الحسين إلا رجل في قلبه دخن ومرض ومن رضي بقتل الحسين فهو ضال مضل.وهنا أسأل سؤالا، متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم، باتفاق الرواة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي 12 من ربيع الأول من عام 11 هـ.. ومتى ولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ الذي عليه الأكثر في 12 من ربيع الأول أيضا من عام الفيل، إذن يوم مولده هو يوم وفاته، مع التأكيد على أن يوم وفاته متفق عليه ويوم مولده غير متفق عليه، ففيه أكثر من ستة أقوال، والناس اليوم يحتفلون بيوم مولده وكثير من الدول تقيم احتفالا بهذه المناسبة، لذلك يمكن أن يطرح تساؤل وهو هل أنتم تحتفلون بيوم وفاته؟ لذلك المسلم بعد هذا يحتار هل هو يوم حزن أم سرور؟!
وأنا الآن أسألك يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم وفاته، فهل نحزن فيه أم نفرح؟
السلطان: أنا لا أحزن ولا أفرح فيه.
الخميس: أحسنت، وهذا هو الأصل، فهذا اليوم لم يجعله الله يوم فرح ولم يجعله يوم حزن، فلو جاء إنسان وقال أنا سأبكي من مطلع الفجر إلى مغيب الشمس في 12 ربيع الأول، لأنه يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه أعظم مصيبة مرت على البشرية، ويأتينا آخر ويقول أرقص وأفرح وأصفق وأصفر، فإذا سألناه قال لأن فيه ولد الهدى ولد النبي صلى الله عليه وسلم، فنقول لهذا خطأ ولهذا خطأ، فلم يشرع لنا الحزن ولا الفرح في هذا اليوم، وإنما كلما تذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم من حيث وفاته حزنا وكلما تذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم من حيث مولده فرحنا، وكذلك لا يقال ان عاشوراء يوم فرح لنجاة موسى، ولا يوم حزن لاستشهاد الحسين، نحن الآن في الثامن من عاشوراء فهل يعقل أن أقول انتظر أنا لن أحزن حتى يأتي عاشوراء. هل يعقل هذا؟ وإذا انتهى عاشوراء وجاء 20 من محرم نضحك ونلعب، وإذا قيل لنا أن الحسين، قتل نقول ان عاشوراء انتهى، وإنما كلما تذكرنا نجاة موسى فرحنا وكلما تذكرنا مقتل الحسين حزنا بغض النظر عن اليوم.
السلطان: هل وفاة الحسين إلى النبي كانت معلومة أم لا؟
الخميس: كان معلوما لكن ليس بتحديد الوقت والله أعلم، فالذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيموت فقط.
عام الحزن
السلطان: فهل ترتب على هذا الإخبار حكم وهل حزن على ذلك النبي صلى الله وسلم؟ عليه
الخميس: دع عنك مقتل الحسين رضي الله عنه، لأن هذا أمر مستقبل بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم توفي عمه أبو طالب وتوفيت زوجته خديجة رضي الله عنها في عام واحد حتى سمي هذا العام عام الحزن، ولم يقم عليهما مأتم في كل سنة، ثم استشهد عمه حمزة ثم جعفر، ثم ابنه إبراهيم، وبناته وأولاده، فهل أقام النبي صلى الله عليه وسلم يوما لجعفر ويوما ولرقية ويوما لأم كلثوم ويوما لخديجة ويوما لأبي طالب، لم يصنع لهم مأتما، ولا حتى الحسين رضي الله عنه، لم يجعل يوما يحزن فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، أو حتى الحسن أو علي، ولم يفعله الحسين لأخيه الحسن، ولا لأبيه علي، ولا علي بن الحسين فعله لأبيه الحسين بن علي، ولا جعفر الصادق، بل هذا من البدع التي أحدثت بعدهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بمقتله ولم يترتب على ذلك حكما ولم يأمر بعمل مأتم عليه، بل العكس، فالذي ورد في عاشوراء هو الصيام حتى في كتب الشيعة، كما في تهذيب الأحكام والاستبصار ووسائل الشيعة، وجاء عن محمد الباقر وعن أبي الحسن أنهما أمرا بصيامه، وهذا هو الثابت.
أكد أن رفض الحسين رضي الله عنه لخلافة يزيد دلالة على رضاه بخلافة الخلفاء الراشدين ومعاوية رضي الله عنهم
حسن الحسيني: ليس من سنة النبي تجديد الأحزان
- شارك الحسن والحسين رضي الله عنهما في الفتوحات الإسلامية زمن خلافة عثمان وكان لهما دور مشرف في الدفاع عنه يوم الدار
- لماذا يحصر الفضل في الحسين دون الحسن رغم أن الحسن أفضل من الحسين ومعظم النصوص النبوية قرنتهما في الفضل
- أهل السنة لا يحبون يزيد بسبب ما حدث في خلافته من عظائم
- لكن لا يجعلون من سبه ديناً ولا شعاراً ولا نقصد من ذكر معاوية رضي الله عنه أنه الأحسن.. بل ورد منه الخطأ والخطأن والثلاثة وكل الصحابة أخطأوا لأنهم غير معصومين
من جهته أشار الشيخ حسن الحسيني من مملكة البحرين الى أن المحبة الحقيقة للحسن والحسين رضي الله عنهما هي في الاطلاع على سيرتهما والاقتداء بها، لافتا الى أنهما شاركا رضي الله عنهما في الفتوحات الاسلامية زمن خلافة عثمان رضي الله عنه، وكان لهما دور مشرف في الدفاع عنه يوم الدار، حتى أن الحسين حمل يومها جريحا الى بيته. وأوضح الحسيني أن اظهار الحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه بالبكاء عليه ليس فيه ملامة، وانما الممنوع هو لطم الخدود وشق الجيوب كما جاء عند السنة وعند الشيعة انكاره، رافضا أن يتخذ من يوم مقتله يوم حزن، حيث قتل قبله من هو خير منه، حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء، ولم يتخذ له صلى الله عليه وسلم مأتما. وأكد أن أهل السنة لا يحبون يزيد بسبب ما حدث في خلافته من عظائم. وبالرغم من ذلك فهم لا يجعلون من سبه دينا ولا شعارا لان المؤمن ليس بالطعان ولا اللعان، مبينا أن رفض الحسين رضي الله عنه لخلافة يزيد انما هو دلالة قاطعة على رضاه بخلافة الخلفاء الراشدين ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، وفيما يلي نص اللقاء:
السلطان: أحداث عاشوراء لم تقف فقط عن فضل صيامه، بل فيه حدث جلل وعظيم كنجاة موسى عليه السلام، وما حدث في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من مقتل سبطه وريحانته الحسين بن علي، فما هو منهج أهل السنة في موالاة أهل البيت خاصة أن البعض يرى أن عدم المشاركة في المآتم دلالة على عدم موالاتهم؟
الحسيني: مهم جدا قبل الحديث عن مقتل الحسين وما حصل له في كربلاء أن نفهم الحسين ومنزلته عندنا نحن أهل السنة، فالرواة والمحدثون عندنا رووا ونقلوا لنا تلك الفضائل، كما عند البخاري ومسلم وأصحاب السنن والمسانيد، فلا نزايد في حب آل البيت لانه جزء من عقيدة أهل السنة على وجه الخصوص، ولذلك كل كتب العقيدة عندنا تجد فيها جزءا خاصا لاظهار محبة آل البيت، والنبي صلى الله عليه وسلم بين عندما تكلم فقال لعلي «لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق»، ونحن عندما نتكلم عن حب آل البيت لا نقول هذا الكلام مجاملة أو مسايرة للبعض لانه جزء من عقيدتنا، فحبهم ايمان وبغضهم كفر ونفاق.
ثانيا وحتى نفهم جيدا ما حدث في كربلاء ويوم عاشوراء في عام 61 للهجرة يجب أن ندرس شخصية الحسين كاملة، فأنا ضد البحث القفزي، ضد من يتكلم عن الحسين فلا يذكر الا كربلاء، الحسين فقط في عاشوراء وكربلاء؟ لاننا بذلك نكون أولا ظلمنا الحسين نفسه عبر اختزال كل حياته في ساعات معدودة عاشها في كربلاء، لنجعلها القضية الوحيدة في حياته فلا نذكر سواها، يجب أن نعلم أن الحسين صحابي جليل عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وعاش الخلافة الراشدة وخلافة معاوية رضي الله عنه، لا نقرأ الحسين من يوم واحد، فالحسين عاش من أجل مبادئ ومات من أجلها، فمن يرد قراءة سيرة الحسين فعليه قراءة سيرته كلها.
السلطان: البعض يستنكر، ويقول: كيف تلوموننا على البكاء على مقتل الحسين مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى حين أخبر بذلك، فما تعليقك؟
الحسيني: نحن لا نلوم أحدا على البكاء من أجل الحسين، فالبكاء على فراق الحسين فيه جزء من اظهار مشاعرنا على مقتله رضي الله عنه، لكن القضية أن تتخذ في اطار آخر، النبي صلى الله عليه وسلم بكى على حمزة لكن كيف تعامل مع أسد معركة أحد وسيد الشهداء؟ بكى في وقته وحزن عليه، ولا نعلم أنه لطم خدا ولا شق جيبا ولا اتخذ من تاريخ مقتله موسما لتجديد الاحزان.
ولما أخبر النبي بمقتل الحسين كما في حديث أم الفضل في السنة الرابعة أو الثالثة للهجرة وهو رضيع لم يتخذ هذا اليوم موسما لتجديد الاحزان، فان الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والله آلمنا ما حصل للحسين ولا نقرأ سيرته الا ونبكي، لكننا نلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد الحسين رضي الله عنه، بل ونتبع وصية الحسين نفسه في كربلاء مع أخته زينب حين رأى قتل أصحابه وأيقن أنه مقتول، فقال لها في اليوم الثاني، وهو مروي في الطبري عند أهل السنة والوسائل عند الشيعة.. قال الحسين لزينب «اني أقسمت فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي علي وجها، ولا تدعي بالويل والثبور اذا أنا هلكت» فنهى عن هذه الامور التي تصاحب الحزن الشديد، وزينب كما هو معلوم سميت بأم المصائب لانها أدركت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأبيها علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة وأخيها الحسن، والآن ترى مقتل اخيها الحسين بل وأبنائها من جعفر، فالمصاب عظيم ولذلك أوصاه بهذه الوصايا العظيمة، لان هذه من الامور المنهي عنها، كما في الحديث النبوي «ليس منا من شق الجيوب» وهو ثابت عند السنة وعند الشيعة في نهج البلاغة عن علي. الخلاصة أننا نحزن على مقتله وفراقه لكن لا نتخذ من ذلك اليوم حزنا، ونخرج من دائرة المشروع الى المنهي.
الحسن والحسين
وهنا نقطة مهمة جدا، لماذا الفصل بين الحسن والحسين؟ لماذا الحديث فقط عن الحسين ونغفل عن سيرة الحسن، فالحسن هو خير منه وأفضل منه، ولذلك لو رأينا الى النصوص المتعلقة بفضل الحسين لوجدنا أغلبها ان لم يكن كلها تقرن الحسن مع الحسين، كما في الحديث النبوي «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، وفي الحديث الآخر «هما ريحانتي من الجنة»، وأيضا «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني»، فالنبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الحسن والحسين، فمن غير الانصاف أن نفصل بين الحسن والحسين، وكأن الحسين الافضل، ونجعل من يوم وفاته المناسبة، وننسى موقف الحسن، فموقف الحسن بلاشك موقف عظيم في الصلح مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، واجتماع المسلمين.
الرضا بخلافة الخلفاء الراشدين
وما هو موقفهما من الخلافة الراشد؟ حتى نفهم أنه لماذا الحسين لم يرض بخلافة يزيد؟ فخرج الى كربلاء، فقراءة هذا الحدث من هذه الزاوية فقط تنبئك بأن الحسن والحسين كانا راضيين بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، واذا قلنا إنه خرج من أجل الظلم فلماذا لم يخرج أبوه علي على أبي بكر وعمر وعثمان، اذن هي خلافة مرضية عنده بحسب مفهوم المخالفة.
ينبئنا خروجه كذلك بأنه لم يكن فيما سبق ظلم في خلافة معاوية رضي الله عنه، نريد أن نعرف لماذا بايع الحسن معاوية أمام الناس، وذهب إلى الشام وأمر الحسين بمبايعة معاوية وقيس الأنصاري قائد جيشه، ولماذا نسمع بعد ذلك أن معاوية رضي الله عنه وبني أمية شجرة ملعونة في القرآن؟ ولننظر إلى هذه التفاسير المتأخرة ونقارنها مع موقف الحسن والحسين من معاوية، فسنجد مفارقة كبيرة..
الحسين هو سيد شباب اهل الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يوزع هذه الألقاب عبثا، وإنما أراد منا أن نقتدي به، ولا يمكننا الاقتداء به بشكل كامل إلا إذا علمنا كل حياته، أسأل بعض الإخوة عن عمر الحسين حين استشهاده، فلا يعرف سوى أنه استشهد في عاشوراء، حتى انه قال لعله 30 سنة، وذلك لأنه غلب على ظنه أنه شاب لقوله صلى الله عليه وسلم «سيدا شباب اهل الجنة»، بينما الواقع أن الحسين مات كهلا مات وقد قارب الستين، مات بين 57 إلى 58 عاما.
بيعة الحسن لمعاوية
السلطان: حدثنا عن حقيقة بيعة الحسن لمعاوية ـ رضي الله عنهما ـ بالخلافة؟
الحسيني: الحسن حين تنازل لمعاوية اشترط شروطا، منها أن يحكم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعمل بسنة الخلافاء الراشدين، وفي رواية الخلفاء الصالحين، وهذا يؤكد أنه مدرك لخلافة أبي بكر والخلافة الراشدة بعده، وهذه الرواية موجودة عند أهل السنة، وكذلك في كتب الشيعة ذكرها المجلسي في بحار الأنوار، إذن كان هناك قبول من الحسن والحسين لدولة معاوية رضي الله عنه وهو مؤسس الدولة الأموية إن صح التعبير، إذن متى حصلت المشكلة؟ لما مات الحسن بدأت الرسائل تصل من الكوفة إلى الحسين ضد معاوية لكنه لم يتحرك، بل أنكر عليهم هذا الصنيع، لماذا؟ لأنه بايع، ولا يريد أن ينزع يدا عن طاعة، ولا يريد أن يخالف من رضيه الحسن في الخلافة، فلم ير الحسن والحسين من معاوية إلا الخير، وقد وفدا عليه أكثر من مرة كما في التاريخ، وكان يقول: أهلا ومرحبا بابني رسول الله، وكان يكرمهما، ويخصص لهما عطاء كل سنة 1000 دينار، ومرة قال سأكرمكما إكراما لم يكرمه أحد قبلي، فأعطاهما 400 ألف دينار، إذن هذه هي العلاقة التي جمعت بين معاوية والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
ونحن لا نقصد من ذكر معاوية رضي الله عنه أنه الأحسن، بل أخطأ مرة ومرتين وثلاثا وكل الصحابة أخطأ وعندنا أهل السنة والجماعة أن الصحابة غير معصومين، وهو ما يؤكده علماؤنا في كتبهم، وكذلك فمجلسنا هذا ليس لنبرئ يزيد الذي ذكرنا ما قاله ابن تيمية فيه، كما لا يجوز أن نجعل من سب يزيد دينا وشعارا، نحن لا نحب يزيد كما ذكر ابن تيمية والذهبي وابن كثير، لا نحبه لأنه لم يكن من الصالحين، وحدثت في خلافته أمور عظيمة، لكن أن يصل الأمر إلى التزام لعنه فهذه قضية أخلاقية، فها هو علي رضي الله عنه وهو في صفين يقاتلون معاوية أتاه قوم يسبون أهل الشام فنهاهم، وقال «لا تكونوا لاعنين ولا سبابين»، نريد أن نكون صرحاء مع الشيعة، ونقول من هو الأقرب إلى هدي علي بن أبي طالب: هل هو الذي يلعن ويشتم أم يمتنع عن اللعن والشتم؟ ففي نهج البلاغة يقول علي رضي الله عنه «إني أكره أن تكونوا لعانين سبابين»، وأنا كحفيد لعلي بن أبي طالب ألتزم بهذا النص وهذا نهج النبوة.
السلطان: ماذا عن الكتب والرسائل التي وصلت له بعد وفاة أخيه الحسن بن علي رضي الله عنه؟
الحسيني: لم يلتفت الى الكتب والرسائل التي جاءته في خلافة معاوية بن أبي سفيان، ولم يخرج على خلافته، وإنما خرج من مكة حين تولى يزيد الخلافة، فهناك فرق بين حكم معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية كما ذكرنا آنفا، وليس الحسين فقط من عارض تولية يزيد لولاية العهد، بل عدد من الصحابة كابن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير وعبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، وهؤلاء كانوا من صغار الصحابة لكنهم في تلك الحقبة كانوا من كبارهم، إذن كانت هناك معارضة ولم يكن هناك إجماع، وثاني هذه الاعتراضات هو كيف يولي معاوية أبنه في حياته، وهم يقولون نحن نريد حاكما واحدا، فإذا بايعنا يزيدا فيجب عليك أن تخلع فلا يصلح واليان في نفس الوقت.
السلطان: البعض يرى أن أهل السنة متواطئون في مقتل الحسين عبر إغفالهم ذكر حادثة كربلاء؟
الحسيني: ليس هناك سني ولا شيعي، بل ليس هناك مسلم عدا الخوارج، من يدعي أنه لا يحب آل البيت أو الحسن والحسين!
أسئلة ومشاركة المتصلين في الحلقتين
أم عبدالله ـ السعودية: أيهما الأحسن صيام يوم قبل عاشوراء أم بعده؟
الخميس: كما قال الحافظ ابن حجر وابن تيمية وغيرهما من أهل العلم، الأفضل صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، فإن لم يفعل يصوم يومين، التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، وإن لم يتيسر له هذا ولا هذا يصوم يوما واحدا وهو عاشوراء. أبو إسماعيل ـ سورية: حياك الله يا شيخ، ونحبك في الله يا شيخ عثمان، والله ما عندي سؤال إلا أني اتصلت لأسلم عليك، ونسألك الدعاء لنا.
الخميس: أحبك الله، وجزاك الله خيرا وبارك فيكم.
أبوعبدالله الكندري ـ الكويت: السلام عليكم ورحمة الله، ويعطيكم العافية، عندي سؤالان، أولا بالنسبة لتقسيم ابن القيم في صيام عاشوراء، وجعله أفضل الأقسام صيام عاشوراء ويوم قبله ويوم بعده هل فيه دليل شرعي؟ ثانيا نريد ردا على إحدى الصحف التي طرحت قضية التشكيك في صيام يوم عاشوراء؟
الخميس: على كل حال شهر محرم مستحب صيام أيامه كلها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام هذا الشهر وليس فقط التاسع والعاشر والحادي عشر.
فاطمة – السودان: السلام عليكم، عندي سؤال، أنا علي دين، أيام ما صمتها في رمضان، فهل يجوز لي أن أصوم عاشوراء؟
الخميس: وعليكم السلام ورحمة الله، الصحيح أنه يجوز لك صيام عاشوراء، ولكن يقال الأولى أن تقضي ما عليك أولا.
محمد ـ الإمارات: السلام عليكم، حقيقة ليس لدي سؤال وإنما فقط أردت السلام عليكم، ونحبكم في الله.
الخميس: وعليكم السلام ورحمة الله، وشاكرون لك اتصالك.
حسن ـ السعودية: نحييك شيخ خالد والشيخ عثمان، وهناك إشكال وهو كيف يتفق اليهود مع تاريخ المسلمين في يوم عاشوراء؟ فالتاريخ الهجري أرخ بعد الهجرة النبوية.
الخميس: حياك الله، نعم التأريخ الهجري حصل مؤخرا، لكن الأشهر الهجرية موجودة قبل الهجرة، كما قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) اي ان الشهور هذه معروفة عند العرب، كشعبان ورمضان ومحرم وذي القعدة.
ناصر السبيعي ـ السعودية: السلام عليكم، وشاكر لكم هذا البرنامج الحلو، وأريد السلام على الشيخ عثمان، وأقول: بيض الله وجهك وقواك، وأسأل: لو صمت يوم عاشوراء وحده فقط فهل هناك إشكال؟
الخميس: وعليكم السلام، وبيض الله وجهك، وإجابة على السؤال أقول: صم وتوكل على الله.
أبوعيد ـ الكويت: يعطيك العافية يا شيخ وشكرا على البرنامج الطيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم» رواه مسلم، ويوم عاشوراء يوم نجى الله فيه موسى من فرعون نفرح فيه ونصومه وجزاكم الله خير.
الخميس: إنما في هذا اليوم إذا أخبرت أنه يوم نجى الله فيه موسى فتقول «ربنا لك الحمد»، وإذا أخبرت أنه اليوم الذي استشهد فيه الحسين رضي الله عنه فتقول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ونقول هذا في نفس الوقت ونجمع الأمرين في الوقت نفسه، فنحن نفرح بنجاة موسى ونحزن لمقتل الحسين، وكذلك نفرح بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم لمولده ونقول «لله الحمد والمنة» ونحزن فيه لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيه أيضا.
أبوخلف ـ الأهواز: أسلم على أخي الشيخ حسن الحسيني، وأقول نحبك ونحبك ونحبك، لا «تباوعوا» كلام الناس الذين يتكلمون ويلعنون ويسبون، وأخيرا سلموا لي على العرب كلهم.
الحسيني: وعليكم السلام، ونحن نحبك ونحبك ونحب جميع أهل الأهواز وبلغهم السلام.
علي ـ العراق: شلون الشيخ حسن، وسؤالي: سيدنا الحسين خرج ضد من؟ وهل يجوز لعن من خرج ضد الحسين رضي الله عنه؟
الحسيني: يبقى أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والاعتداء عليهما وظلمها من الظلم والإثم العظيم، ولذلك ابن تيمية قال «وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، فانظر كيف شمل بقوله حتى من في قلبه رضا بما جرى على الحسين رضي الله عنه، ونحن نقول «من شارك بقتل الحسين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
واقرأ ايضاً:
راضي حبيب: عطلة عاشوراء تتعلق باستشهاد الإمام الحسين وليس بمذهب معين
العبدالهادي: «الموانئ» تسهم في تنشيط الحركة التجارية والصناعية في البلاد
مشروع تبليط ميناء الشويخ في مراحله الأخيرة
الفودري: 41% من المعاقين لا تنطبق عليهم الشروط
فريق الغوص يبدأ مشروع رفع حطام 40 سفينة من ساحل عشيرج الشمالي
الخالدي لـ «الأنباء»: «التجارة» تضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية في الأحمدي والعاصمة والفروانية
الهملان: تعطّل كثير من المشاريع يشلّ القطاع النفطي
الخميس: الصراعات العالمية وضعتنا في موقع المسؤولية تجاه أوطاننا وعروبتنا
انطلاق ملتقى الكويت الإعلامي للشباب اليوم
الوقيان لـ «الأنباء»: مجلس الأمة سيسارع في إقرارالخطة السنوية الثانية بناء على جدية الحكومة في التنفيذ
«نموذجية النجاة» تواصل ريادتها في تطبيق التعليم بالأنشطة
صروح ومشاريع عملاقة باسم جابر الأحمد تخليداً لذكراه
أول وزيرة مسلمة في المملكة المتحدة سعيدة وارسي: مستعدون لتقديم خبرتنا الطويلة في قضايا التخطيط لمدينة الحرير وإنجاز مشروع المترو