تعد محمية صباح الأحمد الطبيعية مأوى آمنا للطيور والنباتات النادرة والحيوانات البرية وتهدف الى تحقيق التوازن والتنوع البيئي الحيوي وتمثل دليلا حيا على أن البيئة الصحراوية معطاءة اذا ما توافرت لها الظروف الملائمة. وقال مدير عام المحمية فوزي بورحمة لـ «كونا» أمس ان المحمية التي أنشئت عام 2003 تتميز بتنوع نباتي فريد وتم تسجيل 338 نوعا من أنواع النباتات عند المناطق الساحلية حيث بيئة السبخات المالحة التي تغطي 5% من مساحة المحمية الكلية الى جانب النباتات الصحراوية الأخرى الموزعة في المناطق البرية.
وأضاف بورحمة ان المحمية تضم العديد من أنواع الحيوانات البرية من «الوشق» وهو قط بري كان يعيش في صحراء البلاد الى الأرانب البرية والثعالب والصقور ونوع من الغزلان «العفري» والغرير أو الضرمبول الشره.
وذكر ان المحمية تحتضن أيضا بعض الطيور المهاجرة وطيور الحبارى والكروان وحمام النخيل والمينا والبلابل التي اتخذت موطنا في المنطقة، مستعرضا بعض أنواع الطيور المقيمة في المحمية كالبومة الصغيرة والقبرة المتوجة وزقزاق الشرطان.
وقال ان هناك أنواعا من الزواحف في المحمية كالضب والورل وأنواعا أخرى من الثدييات بعضها مهدد بالانقراض كثعلب الفنك والقنفذ طويل الأذن وغرير آكل العسل.
وبين ان محمية صباح الأحمد تتمتع بأهمية خاصة في حماية بعض الأنواع النباتية المهددة بالانقراض كنبات عنصيل وشجرة طلحة والقرضي والأرضة والتي تنمو فقط عند وادي أم الرمم. وأشار الى ان نبات العرفج يغطي كميات كبيرة من المناطق البرية الى جانب نبات الرمث حيث تعتبر نباتات الهرم والثليث والغردق من أهم نباتات السبخات المالحة التي تنمو عادة قرب الشاطئ ويشتمل الموقع على ثلاثة أنواع من النباتات هي العرفج والرمث والملحية. وذكر أن المحمية تضم أنواعا أخرى من النباتات المقاومة للملوحة كالشنان والعضرس والقرضي والأرطة.
وردا على سؤال بشأن مساحة وموقع المحمية ككل قال بورحمة انها تقع شمال شرقي الكويت على طريق الصبية بمساحة 320 كيلومترا مربعا ولها بوابة رئيسية على هذا الطريق وتتميز بتضاريسها المتنوعة من تلال وسهول ومنخفضات ومسطحات طينية وشواطئ بطول 16 كيلومترا ويحيط بها سياج طوله نحو 116 كيلومترا. وبيّن بورحمة انه رغم زيادة أعداد النباتات في المحمية الا أن هناك بعضا منها قد انقرض كالرمث والعلندا والعوسج والطلح اضافة الى الكثير من النباتات الحولية.
وذكر ان تلال جال الزور تعد من أفضل البيئات الطبيعية التي تتميز بها المحمية كونها الملاذ الآمن لكثير من الثدييات الكبيرة كالحصني والذيب وتنمو فيها شجيرات تميزها عن المناطق الأخرى كشجيرات القرضي والأرطي والثند وكثير من النباتات الحولية.
وقال ان وادي او الرمم يقع غرب المحمية وهو أهم المنخفضات والأودية في الكويت بعد وادي الباطن وقريب من منطقة طلحة وعلى أطرافه العديد من الأودية الصغيرة ذات الانحدار الشديد شبيهة بمنحدرات جال الزور وتتجمع فيه الأمطار على شكل بحيرات وهو منخفض غني بشجيرات القرضي والعوسج والنباتات الحولية. وأضاف انه يمكن هناك مشاهدة كثير من الحيوانات كالظربان «الضربون» او القط الرملي والثعلب الأحمر الحصني والطيور الربيعية والخريفية مثل الهدهد والصرد الرمادي الكبير الحمامي العربي والبومة.
وأشار الى أن المحمية تحتضن أيضا أشجار الطلح والسدر الصحراوي وفضلا عن ذلك تعتبر الملجأ الآمن لبعض الطيور الصغيرة لبناء أعشاشها وحماية الطيور من الافتراس من الجوارح. وقال انه تقع شمال غرب المحمية مجموعة من المنحدرات وهي أكبر المناطق في المحمية وتتميز بسهولها المنبسطة وبعض التلال الرملية المتفرقة والمنخفضات السهلة التي تتجمع فيها مياه الأمطار على شكل بحيرات وتنمو فيها شجيرات الرمث اضافة الى شجيرات القتات والنباتات الحولية كالنوير والربلة والكحيل التي تنمو في فصل الربيع وتوفر المأوى لكثير من الكائنات الصغيرة كالفراش والعناكب والخنافس. وأشار الى انه توجد في هذه المحمية شجرة قديمة جدا يقارب عمرها 70 عاما تقريبا تسمى شجرة الطلح «السدر الصحراوي» قريبة من منخفض وادي أم الرمم ولها أهمية كبيرة جدا حيث تؤوي كثيرا من الطيور خصوصا في فترة الربيع والخريف مثل الجوارح الصغيرة والأشول والرماني والقفصي وحمام البر.