- الفلاح: من الضروري إبراز معاني الوحدة ودحر أسباب الفرقة والتشرذم
- النشمي: على علماء الشريعة الاجتهاد لتوحيد الخطاب الشرعي الإعلامي
أسامة أبوالسعود
أكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الإسلامية ووزير العدل ووزير الأوقاف المستشار راشد الحماد ضرورة استنهاض الهمم وشحذ العزائم لتعزيز ثقافة حب الوطن واحترام المواطنة لدى أبنائنا انطلاقا من دعوة القرآن لذلك ليكون حب الوطن قرين النفس والخوف عليها من الهلاك مستشهدا بقوله تعالى (ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) والتي تشير إلى حب الوطن.
وأضاف الحماد في كلمته خلال افتتاح مؤتمر «الوطن والمواطنة» الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع رابطة علماء الشريعة لمجلس دول التعاون الخليجي مساء امس أن وزارة الأوقاف خصصت الغاية التاسعة ضمن إستراتيجيتها للتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتعصب والغلو ودعت إلى روح الولاء والانتماء لهذا الوطن والتعرف على مبادئ الإسلام التي تحث على الالتزام بالقوانين والنظام العام والتمسك بالوحدة الوطنية وعدم تشتتها.
وتابع: « في هذا المؤتمر أدعو العلماء الى الخروج بتوصيات حب الوطن والانتماء إليه تأكيدا لما أوصى به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بشأن ضرورة التأكيد على حب الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره» مشيرا إلى أنها مهمة تاريخية قام بها أجدادنا ونحن اليوم نتحمل المسؤولية ونضع مصلحة البلد فوق مصلحتنا ونجسد من خلالها الوحدة الوطنية، وكلمة «الوطن والمواطنة» هي اشمل وأوسع من الحدود الجغرافية كونها تشمل عالمنا العربي وامتنا الإسلامية التي نتحمل امانة الدعوة اليها على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة والمحافظة على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
من جانبه أكد وكيل وزارة الأوقاف د.عادل الفلاح على ضرورة إبراز معاني الوحدة وقيم الألفة وترابط أواصر الإخاء ودحر كل اسباب الفرقة والتشرذم التي تمزق الصف الكويتي، لافتا الى ان هذا المنطلق كان دافعا لوزارة الأوقاف لجعل شعار خطتها الإستراتيجية «الأمة الوسط» ليكون واقعا ملموسا في تعاملاتها وحاكما لقرارات العاملين وامرا مهيمنا على علاقة مجتمعنا الكويتي بالمجتمعات الأخرى.
وأضاف الفلاح أن الوسطية كانت وستظل هي السمة الغالبة على طبيعة المجتمع الكويتي في شعائره التعبدية وأطروحاته الفكرية وممارساته الأخلاقية وعلاقاته المجتمعية بل حتى في تحركاته السياسية لافتا الى انه من بين خصائص الشعب الكويتي التي يفخر بها خصيصة «الوسطية المعاشية» وهي أمور تشربها الشعب الكويتي إرثا بعد إرث ومارسها في حياته صباح مساء دون أن يكون لها قالب نظري، فالمعايش للشعب الكويتي يجد امتزاجا عجيبا بين أطيافه الفكرية والمذهبية.
وأشار الفلاح إلى ان إستراتيجية الوزارة ارتكزت على تبني الشراكة بينها وبين مؤسسات الدولة وجمعيات النفع العام ومع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص وكذلك مد جسور التعاون مع هذه الجهات والدليل الندوات والمؤتمرات التي أقيمت في الكويت مؤخرا وان الانتماء للأوطان لا ينافي الانتماء للإسلام، بل إن الانتماء للإسلام يذكي الانتماء للأوطان، فلا ينكر الإسلام الوطنية التي هي حب الوطن والعمل على نمائه وقوته والدفاع عنه.
وفي كلمته أكد رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون د.عجيل النشمي ان الكويت بلد له مكانة عالية وله قدره في الإسلام وهو بلد شرف بمكرمات منها انه على هذه الأرض كانت هزيمة الفرس ومن ثم فتح العراق وفارس لتنعم بالإسلام ففي عام 12 هجرية امر الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه بحرب الفرس قبل الروم فوقعت في كاظمة معركة ذات السلاسل بقيادة خالد بن الوليد والتي كانت من المعارك التاريخية الفاصلة وانتهت بنصر المسلمين.
وأشار النشمي الى أهمية موضوع المؤتمر كونه من موضوعات الساعة الملحة كوننا في وقت كادت القيم فيه تغيب واختل فيه سلم أولويات المواطنة والمصالح الخاصة وتوزع لدى البعض الانتماء بين الوطن وغيره وتشوش لدى البعض الآخر مكان الانتماء للوطن والمواطنة إذا وضعنا في ميزان الشريعة فهذا المفهوم وغيره من المفاهيم التي تستحق الالتفاف حولها وكتابة البحوث وإدارة الحوار للخروج برؤية تربوية إعلامية اجتماعية امنية والجديد هو وزنها بميزان الشريعة الحاكمة عليها.
وأكد النشمي ان علماء الشريعة بدول مجلس التعاون مطالبون في اللحظة الراهنة بتحقيق عدة مصالح أولاها توحيد الخطاب الشرعي التربوي والاجتماعي فإلى جانب ان هذا الخطاب يعزز الظواهر الايجابية وهي كثيرة فان الحاجة الأشد هي تلك المظاهر السلبية التي تعانيها مجتمعاتنا وفي دائرة الشباب خاصة لذا نحتاج الى توحيد الخطاب والاستفادة من البرامج والدراسات والتجارب بين دول المجلس وفي هذا توفير للطاقات واستفادة متبادلة بين أصحاب الاختصاص في الميادين الاجتماعية والتربوية. وتابع: اما الأمر الثاني فهو توحيد الخطاب الشرعي الدعوي، وتنبع أهميته من ان الدعاة من خريجي الشريعة بتخصصاتها يختلفون وتتباين أساليب عرضهم للدعوة على جمهور المسلمين انفسهم لذا وجب إيجاد مساحة مشتركة بين الدعاة وتعميم التجارب والأساليب الناجحة فيما بينهم وتجنيب الأمور السلبية، في حين تكمن المصلحة الثالثة في توحيد الخطاب الشرعي الإعلامي لما للإعلام من أهمية بالغة وخطورة ماضية على الفرد والأسرة والمجتمع وولوج هذا الميدان سواء لتوصيل الإسلام بصورته المشرقة او لرد الشبهات او للحوار يحتاج الى دراية عالية وخبرات وتحضير جيد.