- مريم بشارة: أجد متعتي في المشاركة مع المسيحيين من مختلف الجنسيات في قداس العيد
- لينا خوري: أحرص على إعداد الحلوى الخاصة بهذه المناسبـة وتزيينها بالألوان الزاهية
- ناديا شديد: حرية ممارسة الشعائر في الكويت مع تواجد عدد كبير من المسيحيين فيها تزيد متعتنا بالمناسبة
ندى أبونصر ـ رندى مرعي
أشجار تتوهج بمختلف الألوان الزاهية وتراتيل وترنيمات واغنيات الميلاد تصدح في الكنائس احتفالا بميلاد السيد المسيح والعالم كله يحتفل ويتزين من اجل هذه الذكرى العظيمة وعلى الرغم من أن العالم كله لا يتفق في كثير من المناسبات إلا أن هذه المناسبة توحدهم ليجتمعوا ويحتفلوا ويهللوا بذكر ميلاد المسيح عليه السلام.
وعلى الرغم من أن الكويت دولة اسلامية الا ان المسيحيين فيها يستطيعون ان يمارسوا جميع شعائرهم بحرية وهذا دليل على أن الكويت جبلت على الحب والتسامح وستظل بفضل قادتها المستنيرين.
فعندما تقرع الأجراس إيذانا بذكرى ولادة السيد المسيح تجتمع الأسر المسيحية حول العالم على مائدة العشاء والتي غالبا ما تكون مكوناتها متشابهة ويذهبون الى الكنائس لتأدية الشعائر الدينية والمشاركة في قداس هذه المناسبة، كذلك الأمر بالنسبة للمسيحيين المقيمين في الكويت الذين لا يشعرون بغربتهم في ظل ما توفره لهم الحكومة من تسهيلات لممارسة تلك الشعائر على الرغم من غياب الرمز الأكبر بابا نويل الذي لا يطرق ابوابهم منتصف الليل، الا بدعوة خاصة منهم.
وقد استطلعت «الأنباء» استعدادات البعض للاحتفال بهذه المناسبة وكانت كما يلي:
استعدت لينا خوري لسهرة عيد الميلاد بشراء الديك الرومي الذي يعتبر من اهم رموز مأدبة العشاء التي يجتمع حولها الأهل ليلة الميلاد، كما تحرص على ان تعد الحلويات المنزلية التي تبدع بتزيينها من خلال استخدام الملونات الغذائية بألوان الأحمر والأخضر وتركز على اللون الأبيض لإيحائه بالثلج الذي يرتبط العيد به ارتباطا وثيقا.
كما يأتي ذوو لينا كل سنة لتمضية عيد الميلاد مع عائلتها كي لا تشعر بالغربة والوحدة بعيدا عنهم، وتقول لينا إن لذويها الفضل الأكبر بإدخال العيد والبهجة الى منزلها لما يحملون معهم من طقوس ومظاهر تدل على العيد.
في حين ان مريم بشارة اعتادت على تمضية عيد الميلاد في الكويت معتبرة ان احياء المناسبة وممارسة الشعائر الدينية فيها اهم من المظاهر التي ترافقها، وتابعت ان احتفالها بالعيد يقتصر على وضع شجرة ميلاد متواضعة في منزلها وتحرص على الذهاب الى الكنيسة حيث تجد متعة العيد هناك حيث يشارك المسيحيون من مختلف الجنسيات في قداس العيد.
أما ربيع صعب فيحرص على توفير كل عناصر الزينة لشجرة الميلاد التي يحب ابناؤه ان تكون كبيرة لتتسع لكل الأكسسوارات التي تعبر عن العيد ومنها الطابات الملونة ومجسمات بابا نويل والاجراس والاضواء والنجوم وأهم ما فيها المغارة الكبيرة كي تتسع لهدايا جميع افراد الاسرة.
ولأن العيد لا يكتمل الا بالأهل والاصدقاء، يقيم ربيع عشية الميلاد حفل عشاء يضم كل اصدقائه وبعض افراد اسرته المقيمة في الكويت.
اما شيريل كومار فتنتظر عيد الميلاد لتأخذ اجازتها السنوية، خاصة ان ابناءها يحظون بإجازة مدرسية طويلة في هذه الفترة وذلك لتمضية عيد الميلاد الى جانب اسرتها وذويها، اذ تشعر شيريل بأن العيد لا طعم له بعيدا عن الاجواء الخاصة به وطقوسه مع الاسرة والاصدقاء وعلى الرغم من وجود الكثيرين منهم هنا في الكويت الا انها تفضل السفر الى الهند معتبرة ان لكل دولة ايضا طقوسها في مظاهر العيد.
في حين إن ناديا شديد ترى ان فرصة الاحتفال بعيد الميلاد في الكويت ليست صعبة وذلك لتواجد عدد كبير من المسيحيين على ارضها ولتوفر مساحة لا بأس بها من حرية ممارسة شعائر هذا العيد وهو ما تراه في المجمعات التجارية من ادوات زينة ومستلزمات العيد، لافتة الى ان ذلك يزيد من متعتهم بالمناسبة.
وتقوم ناديا بشراء الملابس الجديدة لأبنائها في العيد ويوم العيد بعد زيارة الكنيسة تأخذهم الى الأماكن الترفيهية كي يستمتعوا بوقتهم وليشعروا ببهجة العيد.
وبالنسبة لرنا فاضل العيد هو كل الأيام والمناسبات التي تحتفل بها الكويت وليس فقط الكريسماس مشيرة الى ان مظاهر العيد بالنسبة لها ترتبط بالأعياد الوطنية وعيدي الفطر والأضحى لما تحمل معها من اجازات ومظاهر احتفالية واجواء فرح التي تعكسها حالة الازدحام في الاسواق على غرار المطاعم والمجمعات التجارية والأماكن العامة والحدائق خلافا لما يحصل في عيد الميلاد.
من جهتها، قالت نادية جاكمان ان الكويت بلد منفتحة على الغرب وان كثيرا من المواطنين والمقيمين يحتفلون ويشاركون اخوانهم المسيحيين هذه المناسبة وان الكثير من العائلات يضيئون شجرة الميلاد، كما ان هناك انفتاحا كبيرا في المولات والاسواق وبالاخص خلال السنوات الاخيرة، حيث اصبحت المولات تكتظ بالزينة والاشجار والاضواء التي تعبر عن الفرح بقدوم المخلص.
وزادت جاكمان انها تعتبر ان الميلاد بداية جديدة، وولادة داخلية لكل انسان لكي يتصالح مع نفسه ومع الآخرين، لأن عيد الميلاد هو عيد المحبة والتسامح وصفاء القلوب.
من جهتها، تقول ايدمة الاسمر ان ما يميز هذا العيد هو اجواؤه الدافئة التي تجمع افراد العائلة بكل محبة لكي يجتمعوا ويفرحوا ويهللوا بمجيء السيد المسيح.
وتضيف ان الاحتفال داخل الكويت نقوم به بحرية داخل المجمعات الكنسية فنصلي ونمارس جميع الطقوس الدينية الخاصة بهذه المناسبة.
وتضيف الاسمر ان اعداد المسيحيين في دول الخليج ازدادت في الفترة الاخيرة واصبحت الجاليات المسيحية تعد بمئات الآلاف ومن ضمنها الآسيوية والاوروبية والاميركية ومن ثم المسيحيون العرب، وان المسيحيين ينعمون بحرية نسبية اذا ما قورنت ببلاد اخرى لكن هذا ليس مهم، المهم اننا نستطيع ان نحتفل ونعيش حياتنا الروحية بسلام.
من جانبه، يقول ميشيل ميخائيل ان عيد الميلاد المجيد هو عيد التسامح والسلام ونحن في الكويت نستطيع ان نعيش اجواء العيد بحرية، فهناك العديد من الكنائس لمختلف الطوائف والتي يتوافد عليها جميع المؤمنين كي يصلوا ويعيشوا اجواء العيد، الذي يتجمع فيه الاحبة والاقارب وهذا العيد تحديدا هو فرصة ومناسبة جميلة لالتقاء افراد العائلة تحت سقف واحد، وهو فرصة ايضا لكي نتأمل ونفكر بيننا وبين انفسنا ونخرج اي حقد من قلوبنا ونعيش حياة جديدة مع جميع الاشخاص الذين نحبهم.
واوضحت كريستين جاكمان ان هذا العيد معناه الحقيقي هو ان نحب بعضنا بعضا وان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا مثلما اوصانا السيد المسيح، لكي نعيش بسلام والمظاهر الخارجية والزينة تكمل العيد، لكن ليست هي الاساس، المهم اننا نستطيع ان نذهب الى الكنيسة ونمارس طقوسنا بحرية ونقيم الصلوات ونشعر الاطفال بالسعادة الحقيقية بأن نقيم حفلات لتوزيع الهدايا من سانتا كلوز الذي هو احد رموز العيد والذي يرسم الفرح والسعادة على وجوههم.
بينما كارولين نصير تقول: انني حزينة جدا في اقتراب عيد الميلاد المجيد وانا بعيدة عن عائلتي لأن هذه السنة هي الاولى لي بعيدة عنهم وفي العيد يشعر الانسان بمعنى الغربة اكثر لأنه يفتقد العائلة على الرغم من وجود الاصدقاء، وتضيف ان الناس في الكويت يحاولون قدر الامكان ان يعيشوا اجواء العيد، فيزينوا بيوتهم بأشجار الميلاد والزينة الخاصة بهذه المناسبة ويذهبوا الى الكنائس ويجتمعوا مع بعضهم البعض ليتشاركوا فرحة العيد.
من جانبها، قالت ليندا متري ان الاحتفالات بميلاد السيد المسيح من المناسبات التي تحرص عائلتها على الاحتفال بها، لاسيما بتزوار الاهل والاصدقاء لتقديم التهاني والتبريكات.
واضافت انها تحرص على وضع شجرة الكريسماس والمغارة الشهيرة التي ولد بها السيد المسيح في منزلها منذ بداية شهر ديسمبر استعدادا للاحتفال وتمتد هذه الاحتفالات حتى رأس السنة الميلادية، بالاضافة الى ان امها تقوم باعداد البسكويت والكعك ويحرصون على اقامة سفرة كاملة تتضمن العديد من الاطباق ويجتمعون مع الاصدقاء والمقربين، لأن العيد لا تكتمل فرحته من دون تجمع الاحبة.
وعبر غسان المهنا عن رأيه في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الكويت قائلا: ان الكويت بلد التآخي والمحبة وان عيد الميلاد هو عيد المحبة، لهذا يجب ان يتشارك الجميع افراحهم واعيادهم ويكونوا يدا واحدة.
وزاد انه في العيد يحرص ان يذهب الى الكنيسة للصلاة والدعاء لكي يعم السلام العالم بأكمله كما انه يقوم بزيارة الاقارب والاصدقاء الذين فقدوا احبابهم في وقت قريب، وذلك لعدم استطاعتهم الاحتفال بهذه المناسبة لتعزيز روح التواصل معهم.
من جانبها، تقول جانيت قسيس ان الميلاد هو فرحة الاطفال، وكما قال السيد المسيح «دعوا الاطفال يأتون الي فإن لهم ملكوت السماوات».
ولهذا فان رسم الابتسامة على وجوه الاطفال يعني الكثير والا ننسى الفقراء ونتذكرهم بهدية صغيرة لكي نجعلهم سعداء في مثل هذا اليوم.
وشكرت جميع مراكز التعليم في الكنائس في الكويت على اهتمامهم وبذل مجهود كبير وتطوعي لكي يشعروا الاطفال ببهجة العيد من خلال اقامة الحفلات والمسابقات والترانيم المخصصة التي يعلمونهم اياها احتفالا بهذه المناسبة، اضافة الى حضور بابانويل الذي يضفي على الاجواء البهجة والفرح ويوزع الهدايا على الجميع.
ألعاب العيد
تكثر في فترة عيد الميلاد الأشجار الخضراء وزينتها لدى محلات الألعاب وفي المجمعات التجارية ويقول فادي صاحب محل ألعاب: في هذه الفترة من السنة يحرص أصحاب محلات الألعاب على توفير زينة الميلاد كاملة وذلك للاقبال الشديد عليها والذي لا يقتصر على المسيحيين بل هناك كثيرون يحبون وضع شجرة ميلاد في منزلهم في هذه الفترة لما تضفيه من اجواء في المنازل خاصة تلك التي فيها اطفال. كما يقبل الناس على شراء الألعاب وان كان هذا الاقبال خجولا بعض الشيء ولكن من المعروف ان هدايا الاطفال في الميلاد غالبا ما تكون من الألعاب لذلك يتحضرون للامر ويربطون بعضا منها بالمناسبة.
حلويات الميلاد
يعتبر الـ «buche de noel» او ما يسمى بقالب حطب الميلاد من اشهر حلويات العيد التي تتوافر في محلات الحلويات في الكريسماس بأشكال ونكهات مختلفة لتتناسب مع كل الاذواق ولتعكس الاجواء الميلادية.
ويشير احد العاملين في محل حلويات الى ان الاقبال يكون كبيرا على هذه الحلوى ايام العيد ويحرصون على اعداد كمية كبيرة منها كي تلبي الطلب عليها.