يكفي العم خالد المرزوق (رحمه الله) فخرا انه كان صاحب الصوت الاعلامي الاول صادعا بكلمة الحق ومصلتا سيفها عبر جريدته «الأنباء» عندما قرر ان تكون الجريدة الكويتية الاولى التي تنقل اخبار الديرة وهموم مواطنيها ومعاناتهم من نير الاحتلال العراقي الغاشم ولتكون صوت الكويتيين الى كل احرار العالم.
فطيلة اشهر الاحتلال التسعة صدرت «الأنباء» من القاهرة وتم توزيعها مجانا رغم التكلفة المادية الباهظة، الا انه كان يردد ان الروح فداء الوطن، فما اعز من الوطن فكان رحمه الله فارسا اصيلا في زمن ظهرت فيه معادن الرجال ومثبتا ان الفارس الاصيل يكون مقاتلا شديد البأس ايام المحن والشدائد.
«الأنباء»
اسس الراحل الكبير جريدة «الأنباء» عام 1976، وبدأت بالصدور في 5 يناير 1976 في منطقة الشرق، وعلى الرغم من تواضع المكان الا ان الانطلاقة كانت قوية بحكم مواقفها الحكيمة المستمدة من سياسات وتطلعات العم الراحل خالد يوسف المرزوق وطموح ادارتها.
وارادها العم (رحمه الله) ان تكون ضمن مفاهيم المجتمع الواحد ذي المصير الواحد في حياته الواحدة، وان تقول الحق وترفع راياته وتحمل فوق كل ذرة رمل له بيارق وفي وجه كل مطمع سيفا.
فـ «الأنباء» عند العم خالد يوسف المرزوق (رحمه الله) ما هي صوت لفرد او لمجموعة، وما هي صوت لأحد الا بقدر ما يكون هذا الاحد او هذه المجموعة ممثلة للحقيقة وللحق، وراعية لمصلحة الشعب بعيدا عن الفئوية والتمزق، ايا كانت اشكاله واصواته والوانه.
واراد صوتها ان ينطلق من الايمان بالكويت الواحدة، وان يكون صوتها عاليا قدر ما يعلو صوت الحق فوق كل الاصوات، والذي به يتم حفظ مسارنا بعيدا عن المصالح الشخصية او الامتيازات الفردية او الصراعات البعيدة عن هذا تاريخيا، ارادها (رحمه الله) جريدة للخبر الصادق، والرأي الحر المؤمن، ارادها ان تكون من الكويت والى الكويت.
«الأنباء» والعدوان العراقي
في الثاني من اغسطس 1990، تعرضت الكويت لأبشع غزو عرفته المنطقة، وكان لهذا الغزو الاثر البالغ في النفوس والخسائر البشرية والمادية والمعنوية.
والصحافة كان لها النصيب الاكبر في سياسة الغزو التي استهدفت ضرب الإعلام والصحافة بالدرجة الاولى للقضاء على حرية الكلمة والتعبير التي هي الشريان الحيوي للشعب الكويتي ولم تسلم «الأنباء» من هذا الدمار، فقد لحق بها الضرر الذي تمثل في تدمير مكاتبها واجهزتها المتطورة وسرقة المطابع واجهزة الكمبيوتر.
لكن كانت «الأنباء» اول صحيفة كويتية تصدر اثناء الغزو العراقي الغاشم بتوجيهات من العم الراحل (رحمه الله)، اذ صدرت في القاهرة بعد مضي 13 يوما على الاحتلال في 15 اغسطس 1990، وكان عدد صفحاتها 4 صفحات فقط مكرسة لخدمة الوطن والمواطنين تنقل الاخبار عن الكارثة التي حلت بالبلد وتعمل على ربط الكويتيين بعضهم ببعض وبيان آخر التطورات والمستجدات في جميع المواضيع المتعلقة بالغزو العراقي، وكانت «الأنباء» كالمعتاد توثق الاخبار وتنقل الصور الحية بكل امانة ومصداقية من داخل الكويت لابناء الوطن الغالي الذين يقطنون بالخارج عن طريق اتصالها بوكالات الانباء العالمية، فضلا عن مراسليها المنتشرين في كل مكان، فكانت فعلا اثناء تلك الفترة تمثل صوت الكويت الحر الناطق باسم ابنائها وتحررت الكويت في 26 فبراير 1991 وعمت الفرحة كل مكان.
وبقيت «الأنباء» تصدر من القاهرة حتى 15 اغسطس 1991.
ثم عادت «الأنباء» الى الصدور في الوطن الام الكويت في 21 ديسمبر 1991، وبعودتها تحقق الالتزام بمسيرة الكويت الديموقراطية في ظل القيادة الحكيمة والشعب الواعي الذين مكنوا الكويت من اجتياز محنة الغزو والاحتلال العراقي واستعادة الحرية والاستقلال لتواصل «الأنباء» مسيرتها الريادية وهي باقية على العهد والوفاء والالتزام بسياسات الراحل الكبير العم خالد يوسف المرزوق الذي ارادها من الكويت والى الكويت.