- أبوالقاسم: غياب التوافق على معايير الحلال بين المجتمعات المسلمة يزيد الأمور تعقيداً
ليلى الشافعي
اكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية المستشار راشد الحماد ان صناعة الحلال قطاع فريد من نوعه وهي اكبر صناعة من ناحية التمسك بالقيم الدينية سواء خلال الانتاج او الاستهلاك وقال الحماد خلال رعايته لحفل افتتاح مؤتمر الخليج الاول لصناعة الحلال وخدماته والذي نظمته وزارة الأوقاف بالتعاون مع معهد الكويت للابحاث العلمية وهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وبالتعاون مع كل من: الامانة العامة للاوقاف، الهيئة العامة للصناعة بالكويت، مؤسسة تنمية صناعة الحلال التابعة لوزارة الاوقاف الماليزية، مؤسسة التحالف الدولي لتكامل الحلال الماليزية، وجمعية التوعية والمعلومات للدفاع عن المستهلك المسلم في فرنسا والذي شارك فيه اكثر من ممثل لـ 30 دولة عربية وعالمية والذي يقام في الفترة من 24 الى 26 الشهر الجاري في فندق هوليدي ان السالمية على فترتين صباحية ومسائية.
وألقى الحماد كلمة قال فيها: انه لشرف لنا جميعا ان ترعى الكويت على ارضها المؤتمر الخليجي الاول لصناعة الحلال وخدماته، وهي مبادرة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تؤكد اهتمام سموه المستمر بهذا الجانب الحساس من حياة المسلم في كل ما يتناوله او يستعمله في حياته، فلك يا صاحب السمو الاجر والثواب من الله ومن قلوبنا الحب الوافر والطاعة والولاء.
وزاد: يسعدنا في هذه المناسبة ان نبارك لصاحب السمو الأمير والشعب الكويتي الكريم بذكرى مرور 50 عاما على الاستقلال ومرور 20 عاما على التحرير و5 سنوات على تقلد سموه مسند الامارة، راجين من المولى عز وجل ان ينعم على سموه بموفور الصحة والـــــعافية وعلى وطننا بنعمة الامن والامان.
وأكد ان الدين الاسلامي منذ بزوغ الرسالة المحمدية، حرص على الحلال الطيب من الطعام، وتحريم الخبائث منها، وذلك لان للاكل الحلال والطيب من المطاعم اثرا عظيما في صفاء القلب واستجابة الدعاء وقبول العـــــبادة، كما ان الاكل من الــــحرام يمنع قبولها، قال الله تعالى (يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) «البقرة: 173».
ومن كان مطعمه حراما كيف يطهر الله قلبه، وانى يستجاب له. ولفت الى ان العقيدة الاسلامية امرت بأن تكون تلك المنتجات متوافقة في مكوناتها وطريقة تصنيعها مع متطلبات الشريعة الاسلامية اضافة الى احترام طريقة الانتاج ونظم الجودة والسلامة العالمية المعتمدة وعدم الغش واحترام صحة المستهلك وان تكون هذه المنتجات غير مخالفة للانظمة وقوانينها ليكون الادعاء «حلال» في النهاية ادعاء صحيحا.
واشار الى ان وزارة الاوقاف منذ تأسيسها تتعاون وبشكل ايجابي في دعم جميع الجهود التي توفر للمسلمين الطيب والحلال من الطعام والدواء وكل ما يستعمل على الجسد، فقد شاركت وفود الوزارة عبر السنين في زيارة للمسالخ والمصانع التي توفر للمسلمين اللحوم والاغذية، وقد تبين من تلك الزيارات رغبة الدول المصدرة في مد يد التعاون في كل ما يرضي الدول المستوردة، ونحن كلنا امل في ان يخلص مؤتمرنا هذا بتوصيات عملية يمكن للدول المصدرة تطبيقها والعمل بها.
وختم الحماد قائلا: نقدر لضيوفنا الكرام مشاركتهم الكريمة لنا في هذا المؤتمر، كما نشكر كل من ساهم في نجاح هذا المؤتمر من جهات حكومية واهلية واخص منهم العاملين في الجهات الرئيسية المنظمة للمؤتمر وهم وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ومعهد الكويت للابحاث العلمية وهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والهيئة العامة للصناعة في الكويت ومؤسسة تنمية صناعة الحلال التابعة لوزارة الاوقاف الماليزية ومؤسسة التحالف الدولي لتكامل الحلال الماليزية وجمعية التوعية والمعلومات للدفاع عن المستهلك المسلم في فرنسا.
معايير صارمة
وتحدث وزير الدولة للشؤون الاسلامية والتجارة المحلية وشؤون المستهلكين ورئيس لجنة الحلال في ولاية بينانغ في ماليزيا الحاج عبدالمالك بن ابوالقاسم في كلمة تناول فيها تقدم صناعة الحلال مستشهدا بالآية الكريمة (يأيها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا)، حيث تبين الآية معيارين اساسيين لتناول الطعام وهما طيب وحلال، مؤكدا ان ظاهرة الحلال لا تقتصر على الدين انما ترمز الى الجودة والتوعية وهذه الصناعة تعد اسلوب حياة لغير المسلمين، واوضح ان وجود البدائل فرض كفاية وانه لابد ان يكون خاضعا لمعايير دولية ليكون منتجا عالميا ويعزز ذلك من صورة الاسلام كدين طريقه حلال.
واشار الى ان ماليزيا دولة عصرية وتحظى بتقدير وقبول العالم وان منتجات الحلال التي تنتج فيها والبيئة الاساسية دورها رائد في اصدار شهادات الحلال نظرا لمعاييرها الصارمة في هذا الاتجاه ونطمح الى ان نصبح المركز العالمي للحلال ومحورا عالميا له.
ولفت الى اهمية تعزيز مصداقية معايير الحلال الماليزية ومؤسساتها والعمل على تطوير قانون الحلال من خلال مراقبي الحلال للتدقيق فيه، وقال: نظرا لاهمية الحلال، توجد مراجعة دورية من بعض الشركات لبعض معايير الحلال وعدم استغلال الفجوة الموجودة في اصدار شهادات الحلال.
من جهته، قال الامين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د.انور العبدالله ان الوضع الحالي لصناعة الحلال ومعاييره في الدول الاسلامية يحتاج الى مثل هذه اللقاءات لكي تدفع في مسيرة هذه الصناعة، واضاف ان موضوع المؤتمر يحظى بالاهتمام والمتابعة من قبل هيئة التقييس الخليجية التي تحرص على احداث تقدم كبير فيه على مستوى العالم.
وزاد: ان الغذاء يمس صحة المستهلك، فقد حظي باهتمام الهيئة اذ يشكل 25% من اصداراتها، فالمواصفات القياسية واللوائح الفنية والخليجية تضع في اولوياتها ان تكون الاغذية حلالا، خصوصا من ناحية الذبح على الطريقة الاسلامية بحيث تلتزم الهيئة بهذا النص الاساسي.
والمح الى ان موضوع هذا المؤتمر يحظى باهتمام هيئة التقييس الخليجية، لأن الغذاء يهم صحة وسلامة المستهلك ولهذا تحرص الهيئة على تحليل كل ما يحتاجه الانسان وفق المواصفات القياسية، وان تكون هذه الاغذية حلالا وخالية من اي مواد حافظة.
الفلاح: ليس هناك أفضل من تحول المبادئ إلى أعمال جليلة
وفي تصريح للصحافيين قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح انه ليس هناك أفضل من أن تتحول المبادئ الجميلة الى أعمال جليلة، وتنقلب الافكار المستقيمة الى سلوك سوي، وهكذا تبرز ميزة مهمة من خصال الاسلام الحميدة، ألا وهي التعبد لله تعالى بالحياة الطاهرة المنضبطة.
وأضاف: لقد علمنا ديننا العبودية لله، ودعانا الى مبادئ الرحمة، وأرشدنا الى منهج العدالة، ولقننا دروس الصدق، وغرس فينا أسلوب المحبة، وهذه المبادئ والقيم تعلو وتسمو عندما ترتبط بالبيع والشراء، والسكن والانتاج، والعمل والاجازة، وغيرها من سلوكيات الحياة.
وزاد: ان مؤتمر صناعة وخدمات الحلال يعد مؤتمرا هادفا وأصيلا، يهدف الى معرفة موطئ أقدامنا في حياتنا، وما يحل منها وما يحرم، ما يطيب منها، وما يخبث، من أجل أن نحاكم أعمالنا الى عقائدنا وأفكارنا، فننظر الى ما نأكل ونشرب أو نلبس أو نسكن أو نستخدم أو نعمل وفق منظار شرعي أصيل، واع ومتفتح، مشيرا الى ان هذا المؤتمر يسعى الى تصويب الفكرة وتصحيح الاستخدام، وتطوير المقاصد، مستندا الى هدي ربنا وسنة نبينا محمد، فمظلة الحلال فسيحــــة الارجاء، لذلك يجب ان تكــون رؤيتنا في هذا المضمار واسعـــة واعية، تقدم البراءة على الاتهام، وتفضل اليسر على العسر، تعلي شأن الوسطية والمرونة علــــى نظرة التطرف والتشدد.
المطيري: قضية مهمة باعتبارها أكثر التصاقاً بحياة المستهلكين
قال مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية د.ناجي المطيري ان قضية صناعة الحلال تحتل مكانة مهمة في مجال المنتجات الغذائية، كونها أكثر التصاقا بحياة المستهلكين من المسلمين، وتمس قيمهم الدينية، لذلك اهتمت الشركات المعنية بالدول الاجنبية بهذا الجانب، حتى بلغت مبيعات منتجات الاغذية الحلال لديها نحو 17% من مجمل مبيعات الصناعات الغذائية.
كما أوضح ان الخبراء في مجال الصناعات الغذائية يؤكدون ان هناك نموا متسارعا في هذا القطاع، إذ بلغ معدل المبيعات من الاغذية الحلال على مستوى العالم في عام 2004 حوالي 587 مليار دولار، وهذا النمو مرشح للتزايد مع اتساع حجم السوق الاسلامية في العالم، نتيجة لتجاوز عدد السكان المسلمين 1.6 مليار نسمة.
كامل: جزء من الاقتصاد العالمي
بدوره، قال ممثل رئيس الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية الشيخ صالح كامل ان تجارة الحلال وخدماته أصبحت جزءا مهما من الاقتصاد العالمي كله، وليست حكرا على الدول العربية والاسلامية، حيث بلغ حجم التجارة الدولية للحلال 640 مليار دولار في العام 2010.
وبين أن عدد المسلمين البالغ 1.6 مليار يفرض حصة مقدرة من السوق العالمي، لذا اهتمت الشركات الكبرى بتجارة الحلال كونها تمثل موردا مدرا للدخل قليل التكلفة قليل المخاطر.