محمد راتب
مع وضوح صورة استغلال المكرمة الأميرية من قبل بعض الشركات وخصوصا الهواتف النقالة ذات التقنيات الحديثة، رصدت «الأنباء» قيام بعض تجار هذه الأجهزة بإخفائها من السوق قبل 15 يوما، لتعود إلى الظهور مجددا مع زيادة نسبة نحو 30% في أسعارها، مستغلين بذلك وجود شغف كبير من قبل الشباب في امتلاك هذه الهواتف الجديدة لاسيما التي تعمل بتقنية اللمس. وفي هذا الإطار، نظمت مجموعة من الشباب حملة من خلال الرسائل النصية القصيرة والاتصالات مع الصحافيين للدعوة إلى مقاطعة الشراء من شركات الهواتف الحديثة والأجهزة الإلكترونية التي قامت برفع أسعار منتجاتها في ظل هذه الظروف لإذكاء مطامعهم وجشعهم بما في جيوب المواطنين من هدية صاحب السمو الأمير لهم، وعلمهم المسبق بأن الشباب سيهرعون بمجرد تسلم المنحة الأميرية إلى شراء هذه النوعية من الأجهزة. وقال أحد منظمي الحملة: إن الكثير من الأجهزة الإلكترونية تم سحبها وإخفاؤها وهو ما لوحظ فبعض الأجهزة كان سعرها نحو 240 دينارا ثم وصلت إلى 300 دينار لتطرح اليوم بمبلغ 320 دينارا، لافتا إلى أن هناك نية مبيتة من قبل التجار لإخفاء الأجهزة وسحبها من أرفف المحلات مجددا، لطرحها بأسعار مرتفعة وبنسبة زيادة تتراوح بين 30 و40%، وقال: إن هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تلاعبا في الأسعار واستغلالا للمكرمة الأميرية. وحذر المستهلكون من مغبة استمرار الأسعار التي تم رفعها تدريجيا إلى أسعارها التي وصلت لها في الوقت الحالي، من تمسك التجار بها بعد صرف المنحة الأميرية، مما سيكون له الأثر البالغ على المواطن والمقيم بشكل خاص. وأضاف أن التاجر يتمتع بذكاء فائق، لأنه يعرف طريقة تفكير المواطنين في مزاجية الشراء، وهو يعلم تمام العلم أن الشباب سيحرصون على شراء أحدث الموديلات من الهواتف النقالة مع نزول المكرمة، محملا وزارة التجارة المسؤولية في تلاعب التجار بالأسعار، وداعيا المفتشين لديها إلى ضرورة رصد أسعار أهم السلع الموجودة في السوق من الآن فصاعدا لعمل مقارنة بين أسعار اليوم وأسعار ما بعد صرف المكرمة، خصوصا أن من الملاحظ أن هناك ارتفاعا في الأسعار بصورة يومية وبنسب ستتراكم مثل كرة الثلج عند صرف المكرمة واستيلاء التجار عليها التي تقدر بمليار و405 ملايين دينار.