هنأ وزير الدفاع السوري العماد علي حبيب الكويت بالاحتفالات الوطنية بمرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير و5 سنوات على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد مقاليد الحكم متمنيا للشعب الكويتي الشقيق في هذه المناسبات العظيمة كل التوفيق والنجاح والازدهار.
جاء ذلك في تصريح مقتضب ادلى به الوزير الحبيب لـ «كونا» عقب لقائه الليلة قبل الماضية وفد جمعية الصحافيين الكويتية برئاسة رئيس الجمعية احمد يوسف بهبهاني في حضور سفيرنا بدمشق عزيز الديحاني والملحق العسكري المقدم عادل العنزي ورئيس اتحاد الصحافيين السوريين إلياس مراد. ورحب وزير الدفاع السوري في كلمة له خلال اللقاء بزيارة وفد جمعية الصحافيين الكويتية الى العاصمة دمشق (أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ)، متمنيا لهم طيب الاقامة في بلدهم الثاني سورية التي يكن شعبها للكويت «قيادة وحكومة وشعبا» كل المحبة والمودة والتقدم الدائم.
وشكر العماد حبيب الوفد الاعلامي الكويتي على تكبده عناء السفر الذي اعتبره «تكريما ووفاء واصالة عربية نعتز بها جميعا» لشكر سورية على مواقفها الداعمة للكويت خلال فترة الاحتلال العراقي وذلك بمناسبة احتفالات الكويت بالاعياد الوطنية.
وقال انه مدعو لحضور احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية وبمرور خمس سنوات على تولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم مشيرا الى انه سيلبي هذه الدعوة بكل رحابة صدر.
وحمل وزير الدفاع السوري الوفد الكويتي كل التحية والتمنيات بالسعادة والتقدم الدائم للكويت معربا عن اعتزازه بتقليده وسام الكويت (ذا الوشاح الاكبر من الدرجة الاولى) من قبل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد في احدى زيارته الى دمشق.
وتطرق وزير الدفاع السوري خلال اللقاء الى احداث الاحتلال العراقي والقرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بالوقوف الى جانب الحق الكويتي والمساهمة بقواتها في تحرير الكويت، كما سرد تفاصيل دقيقة ووقائع للأحداث ودور بلاده تجاه ذلك العدوان.
وقال نقلا عن الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي استمع منه الى شرح حول واقع الحال على الحدود السعودية ـ الكويتية بعد الاحتلال العراقي «يا علي ان مشاركتنا ووقوفنا الى جانب اخواننا الآن سيذكرهما التاريخ».
وقال ان الاحتلال العراقي نزل كالصاعقة ليس على منطقة الخليج وبلاد الشام فقط بل على العالم أجمع، مشيرا الى قول الرئيس الراحل حافظ الاسد في 12 سبتمبر عام 1990 «ان احتلال الكويت كارثة كبرى وخطيئة لا تغتفر».
ولفت الى ما طرحه الرئيس حافظ الاسد في القمة العربية التي عقدت انذاك في القاهرة من موقف واضح وجريء جدا طلب فيه تحريك القوات السورية لتحرير الكويت الى جانب القوات السعودية والكويتية والاماراتية معربا عن اعتزازه لاختياره إياه لهذه المهمة ليكون قائد القوات السورية التي ستتجه الى تحرير الكويت.
وقال ان «الاسد قرر اختياري قائدا لهذه المهمة والتوجه على وجه السرعة ودون تأخير الى السعودية لتقديره ونظرته للامور البعيدة جدا واهمية الحدث وذلك رغم وجود خطورة في ان تقوم اسرائيل بشن عدوان على سورية مستغلة التمزق العربي الذي احدثه الاحتلال العراقي خاصة انني كنت آنذاك قائد فرقة على أهم الاتجاهات وهو اتجاه القنيطرة ـ دمشق».
وأوضح انه تم بعد ذلك التنسيق مع الأشقاء في السعودية وكذلك الكويتيين الموجودين في السعودية للتحضير لاستقبال القوات السورية والانتقال بعد ذلك الى حفر الباطن حيث تم تحريك القوات السورية في 24 أغسطس، واستقبال بعد ذلك الفرقة المدرعة والقوات الخاصة والمستشفيات الميدانية.
وقال ان المهمة كانت في بادئ الامر مهمة دفاعية على الحدود السعودية ـ الكويتية خشية ان تتابع القوات العراقية الهجوم على السعودية وبعدها تحولت المهمة الى مهمة تحرير وتخليص الكويت من هذا الكابوس جنبا الى جنب مع القوات المصرية والسعودية والكويتية وغيرها من القوات.
وأضاف ان القوات السورية دخلت بعد ذلك مع القوات العربية في 24 فبراير الى الكويت حيث تم رفع العلم السوري بتاريخ 28 فبراير فوق مقر السفارة السورية بالكويت بحضور ممثلين عن الجالية السورية الموجودين في الكويت، وبعد ذلك عقد اجتماع للقوات العربية في منطقة ام الهيمان لتوزيع مهام القوات العربية على مدن الكويت والكشف عن المتفجرات.
وأشار الى ان القوات السورية كلفت اولا بتغطية منطقة حولي ومن ثم اسندت اليها مهمة جمع الأسلحة والذخائر والألغام والمتفجرات والآليات التي استشهد نتيجتها ثمانية شهداء من الجنود السوريين وأصيب 16 آخرون بجروح.
وقال انه «في عام 1991 صدر قرار عودة القوات السورية بعد ان قمنا بعمل ينطلق من ايمان وفكر عروبي وقومي كان يستدعي مساندة بعضنا بعضا وتحمل كل الملمات وهو فخر لنا». وشدد على ضرورة وحدة وتقارب الصف العربي باعتباره عامل قوة للعرب جميعا لافتا الى ان «اسرائيل تتخوف من التقارب العربي وتسعى جاهدة الى تعطيله لأن في ذلك مصلحة كبيرة لنا».
واشار في هذا الاطار الى ايام الوحدة بين مصر وسورية والتي جعلت اسرائيل انذاك بين المطرقة والسندان.
من جهته اعرب رئيس جمعية الصحافيين الكويتية في كلمة له عن شكره لما قدمته سورية للكويت من دعم ومساندة لتحريرها من براثن العدوان العراقي الغاشم مستذكرا مواقف الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي كان وقوفه الى جانب الحق الكويتي عامل قوة للكويت. كما اعرب بهبهاني عن ارتياحه لتطور علاقات التعاون المشترك بين الكويت وسورية في مختلف المجالات، مؤكدا ان التعاون الذي نراه اليوم هو تكملة لمسيرة العلاقات المميزة التي تربط بين البلدين عبر التاريخ.
بدوره ثمن امين صندوق الجمعية ونائب رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل عدنان الراشد الدور السوري في تحرير الكويت مؤكدا ان الموقف الشجاع كان محل احترام وتقدير كبيرين من قبل الكويت «قيادة وحكومة وشعبا».
وقال ان سورية ساهمت قواتها في تحرير الكويت رغم ما تحملته قيادتها السياسية طوال سبعة اشهر من اغراءات غير عادية، مشيرا الى ان مشاركة دمشق تعد اول مشاركة عسكرية سورية في تاريخ الجيش خارج اراضيها بقرار سوري بحت قبل ان يكون قرارا عربيا باستثناء مشاركة قواتها في لبنان والتي كانت بقرار عربي ضمن قوات الردع العربية. وأعرب الراشد عن اعتزاز الشعب الكويتي بأن الدم السوري سال على ارض الكويت مثلما سال الدم الكويتي على ارض سورية خلال فترة السبعينيات.
ونقل الراشد خلال اللقاء تحيات النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك متمنيا لوزير الدفاع العماد علي حبيب دوام الصحة ولبلده سورية التقدم والازدهار. ومن المقرر ان يغادر وفد جمعية الصحافيين الكويتية دمشق في وقت لاحق متوجها الى لبنان والذي يضم اضافة الى بهبهاني والراشد كلا من عضو الجمعية دهيران ابا الخيل والكاتب خليل حيدر والصحافية ريم الوقيان وماجد السابج.
عطري: نتمنى أن تزول آثار المحنة في مصر ليعود الشعب عموداً لأمته
أعرب رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري عن تمنياته للأشقاء في مصر ان تزول آثار المحنة التي يمرون بها بما يحقق طموحات الشعب المصري الشقيق وان يعود الشعب المصري ليكون عمودا لأمته العربية كما كان. وقال عطري في حديث مع وفد جمعية الصحافيين الكويتية الذي اختتم زيارة الى دمشق امس «ان مصر كانت في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي هي الحاضنة للعمل العربي المشترك وهي التي تستطيع دفعه». واضاف في تعليقه على ما يثار حول تخوف سورية من ان ينتقل ما حصل في تونس ومصر إليها «ان الأمن والاستقرار في سورية نفتخر به ونفتخر بوحدة الشعب والتفافه حول قيادته بقيادة الرئيس بشار الاسد».
واشار الى ان «الرئيس الاسد ينزل كمواطن عادي الى المطاعم الشعبية الخاصة بشكل مفاجىء ومن دون حراسة وهي ظاهرة تعكس مدى الأمن والاستقرار الذي تنعم به سورية ويستطيع أي احد ان يلمس ذلك بمجرد نزوله الى شوارع سورية».
واكد ان الامن والاستقرار هو مفتاح العمل للتنمية التي رأى انها تخدم صمود ومواقف وثوابت سورية الوطنية والقومية التي لا تحيد عنها وتتمسك بها. وأوضح ان «القلعة الوحيدة التي تقول لا لكل المخططات الموجودة هي سورية»، مشيرا الى ان «كل ما يجري في العالم العربي هو ترجمة لمقولة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس التي أطلقت موضوع الفوضى الخلاقة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ».