- الفهد: بدأنا توزيع قسائم تربية الخيل العربي في «الوفرة» ونسعى لإقامة مدينة للخيل العربي
محمد هلال الخالدي
أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة للتنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد بنجاح بطولة الكويت الوطنية الثانية لجمال الخيل العربية التي انطلقت أمس الأول تحت رعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، وقال في تصريح للصحافيين يشرفني ويسعدني أن أحظى بشرف الإنابة عن صاحب السمو الأمير برعايته الكريمة لهذه البطولة التي تهتم بالجواد العربي، ولا شك بأن هذه البطولة تمثل التراث المحبب إلى قلوبنا جميعا وأصبحت تحظى باهتمام كبير من أصحاب هواية تربية الخيول العربية ومحبيها الباحثين دائما عن أجود الأصناف ذات الأصول العريقة والجميلة لكي نأخذ مساحتنا بين الدول التي تهتم بهذا الجانب. وأكمل الشيخ أحمد الفهد قائلا بأن دعم صاحب السمو الأمير لملاك ومربي الخيول العربية هو تأكيد بأن الكويت حريصة على الحفاظ على سلالة هذه الخيل الطيبة في أرضنا الحبيبة، وبهذه المناسبة أهنئ القائمين على تنظيم هذه البطولة للسنة الثانية على التوالي، نهنئ نادي الجواد العربي ونادي الصيد والفروسية، ونهنئ الأخ محمد جاسم المرزوق والأخت سارة فهد الصباح وجميع العاملين ونشكرهم على جهودهم التي بذلوها من أجل تهيئة الأجواء المناسبة لإقامة مثل هذه البطولة على أرض الكويت، والتي تأتي تزامنا مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية وهي عيد الاستقلال الخمسون وعيد التحرير العشرون والذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم، وكذلك أهنئ جميع المشاركين في هذه البطولة من أصحاب الخيول العربية الأصيلة ومحبي هذا التراث الأصيل، وآمل التوفيق والنجاح لهم جميعا. وأكد الفهد على نجاح البطولة مشيرا إلى تفاعل الجمهور الكبير وفرحتهم قائلا: بأن هذه الأجواء الايجابية محببة لقلوبنا وكذلك تناقل الأجيال لهذه الهواية وحفظ التراث العربي هو أيضا أمر يفرح الجميع. وحول دعم الحكومة الذي يطالب به ملاك ومربو الخيول العربية أكد الفهد أن المسألة مسألة مبدأ نؤمن به جميعا وكما يعرف الجميع بعد أن كان لدينا فقط نادي الجواد العربي الذي يقع تحت مظلة نادي الصيد والفروسية أصبح لدينا ولله الحمد الآن العديد من المراكز وتم اليوم توزيع قسائم لتربية الخيل العربي في منطقة الوفرة لمحبي ومربي الخيول العربية وأتوقع بعد توزيع هذه القسائم سيكون لدينا بإذن الله مدينة للخيول العربية فننتقل من مركز الخيل العربي إلى مدينة الخيل العربي والتي سنضع لها كل اهتمام وحرص للوصول بها إلى مستوى يليق بالكويت خاصة ونحن من أصحاب الهواية أيضا.
مشاركة كبيرة
ومن جهتها قالت نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة الشيخة سارة الصباح اننا سعداء جدا بهذا النجاح الكبير الذي فاق كل التوقعات، خاصة في ظل هذا العدد الكبير من المشاركين والذي يعكس رغبة ملاك الخيل العربي وحرصهم على المشاركة في البطولة للمرة الثانية وبصورة أكبر، وعبرت الشيخة سارة عن سعادتها بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لهذه البطولة للمرة الثانية قائلة ان هذه الرعاية السامية دليل واضح على اهتمام سموه بهذا التراث الأصيل ودعم وتشجيع سموه لمربي الخيول العربية الأصيلة والذي نجد صداه واضحا في مشاركاتهم وكذلك في حجم الجمهور الذي يشاركنا اليوم ونشترك معهم جميعنا في أجواء الفرحة بالأعياد الوطنية وبالذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.
مسيرة نجاح
واستكمالا للنجاح الكبير الذي حققته بطولة الكويت الوطنية لجمال الخيل العربية في دورتها الأولى العام الماضي، يواصل بيت العرب مسيرة النجاح لهذه البطولة في عامها الثاني على التوالي تحت رعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، الداعم الأول لحفظ التراث الكويتي الأصيل في شتى أنواعه. وحول البطولة وفئات الخيول المشاركة فيها أوضح رئيس اللجنة المنظمة محمد جاسم المرزوق أن هناك 4 فئات للخيول تتنافس على المراكز الخمسة الأولى لكل فئة، وهي فئة «المهرات»، والفئة الثانية «المهور» من عمر سنة إلى 3 سنوات، والثالثة «الأفراس» والرابعة «الأفحل» من عمر 4 سنوات وما فوق لكليهما. وأضاف أن هناك معايير محددة للجمال تقوم هيئة التحكيم بالاستناد عليها منها رشاقة الخيل وقوامه وحركته وكذلك الشكل العام والانسياب العلوي والرأس والرقبة والنوع، وأكمل المرزوق بأن البطولة تستمر لمدة 3 أيام متتالية حيث خصص اليوم الأول لفئة المهرات، واليوم الثاني لفئة المهور والأفراس، واليوم الثالث خصص للأفحل وتكريم الفائزين من كل فئة، علما أن الحاصلين على المركز الأول والثاني من كل فئة سيستكملون التنافس على لقب «بطل الأبطال» في اليوم الثالث. وأشار المرزوق إلى أن بطولة الكويت الوطنية لجمال الخيل العربية تتم تحت مظلة منظمة إيكاهو العالمية وقد شهدنا إقبالا متزايدا من مربي الخيول العربية والجمهور بما يدل على نجاح البطولة، فقد وصل عدد المشاركين من أصحاب المرابط إلى 92 شخصا شاركوا بـ 275 خيلا وهو عدد كبير مقارنة بالعام الماضي، وتأتي هذه البطولة في شهر فبراير حيث تعيش الكويت أفراحها بالأعياد الوطنية والذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم، وبهذه المناسبة ننتهز الفرصة لنوجه لسموه خالص التبريكات والشكر على رعايته السامية لهذه البطولة للمرة الثانية وعلى دعم سموه الكبير من خلال الجوائز القيمة المقدمة. وأضاف المرزوق ان هذه الرعاية الكريمة لصاحب السمو الأمير تعبير صادق ودليل على حرص واهتمام سموه بالخيل العربية الأصيلة ودعمه لمربي ومحبي الخيول العربية لما لها من ارتباط كبير بتاريخ العرب والمسلمين.
أصالة وقيم
وعلى هامش البطولة كان لـ «الأنباء» هذا اللقاء المميز مع أحد مربي الخيول العربية الأصيلة والمشاركين في بطولة الكويت الوطنية لجمال الخيل العربية الأولى والثانية، وهو الشيخ د. علي ناصر العلي الصباح الذي ألقى الضوء على العديد من جوانب تاريخ العرب والمسلمين وارتباط الخيل بهذا التاريخ، خاصة أنه حاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ودرجة الماجستير والدكتوراه من جامعة بيرمنجهام العريقة في بريطانيا، حيث عبر بداية عن سعادته بالمشاركة في هذه البطولة وأثنى على جهود القائمين عليها، مؤكدا أنها تساهم بشكل كبير في الحفاظ على التراث الأصيل وزيادة الوعي بأهمية تربية الخيول العربية كونها جزءا أصيلا من تراث العرب والمسلمين، بما تحمله من قيم سلوكية وأخلاقية نبيلة ارتبطت بالمسلمين طوال تاريخهم وفي فتوحاتهم، ما حدا بالفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي الكبير جوستاف لوبون إلى التطرق إليها في كتابه الحضارة العربية والتي تناول فيها نماذج مضيئة من مساهمات المسلمين والعرب وحسن أخلاقهم، فأكد على أن الفاتحين العرب هم أكثر الفاتحين رحمة وهداية للناس، وتحدث عن علاقتهم بالخيل ودورها في الفتوحات الإسلامية. واوضح الشيخ د.علي الناصر أن هذه البطولة ثمرة جهود مخلصة من قبل المنظمين وامتداد للنجاح السابق، ونأمل أن تستمر بل وتخرج من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي، مشيرا إلى أن الخيل العربية تتميز بأمرين عن بقية أنواع الخيول، فهي الوحيدة التي لها سجل خاص يوثق نسبها بدقة حيث تستخدم تحاليل الدم والشفرة الوراثية لتأكيد نسبة الخيول العربية ونقاء نوعها، والأمر الثاني أن الخيل العربية هي الوحيدة كذلك التي تجري لها مسابقة للجمال نظرا لما تتمتع به من صفات تميزها عن بقية الأنواع الأخرى. وأكد أن مربي الخيول حول العالم يعرفون تماما قيمة الخيول العربية ومميزاتها، فهي الأقدر على التحمل ورشاقة الحركة ولذلك هي الوحيدة القادرة على دخول مسابقات المسافات الطويلة التي قد تصل إلى 160 كيلومترا، والخيول العربية الأصيلة كان لها دور كبير في الفتوحات الإسلامية وذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم وأثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث شريف، وأوصى صلى الله عليه وسلم المسلمين بتعليم أولادهم ركوب الخيل، وأكمل الشيخ د.علي الناصر قائلا ان ركوب الخيل وتربيتهما فيه تهذيب للخلق الكريم، فهي تعلم الإنسان الصبر والمثابرة والإخلاص وحسن السياسة أيضا في التعامل مع الآخرين. وحول هموم مربي الخيول العربية وطموحاتهم قال ان مربي الخيول العربية في الكويت يأملون باهتمام الدولة ورعايتها لهذه الهواية الجميلة من خلال توفير مراكز طبية متخصصة وأطباء بعدد أكبر مما هو موجود الآن، لأن عددهم غير كاف. كما أنهم بحاجة إلى دعم الدولة للأعلاف وتوفير إسطبلات كبيرة وواسعة، لأن الخيل العربية تتطلب مساحات شاسعة ولا تحب التقيد بمساحات صغيرة، وأكد أن تربية الخيول تكلف الكثير ولذلك يسميها البعض برياضة الملوك والنبلاء، ونظرا لارتباط الخيل بالتراث العربي والإسلامي ولكون تعلم ركوب الخيل من الأمور التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، نأمل زيادة عدد مراكز التدريب حيث ان ما هو موجود الآن كله بجهود ذاتية من مربي الخيل، فالمستشفيات البيطرية الموجودة كلها مراكز خاصة وصغيرة ولا تتوافر فيها التقنيات الحديثة الموجودة في العالم، ومنها على سبيل المثال الطرق الجديدة في تلقيح وتوليد الخيول والتي تساهم في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال. وأكد أن مربي الخيول العربية في الكويت بصدد تأسيس جمعية نفع عام خاصة بهذه الهواية وهي الآن في طور الإشهار.