كانت الليلة الاولى من ليالي العشر الأواخر من رمضان، توافدت جموع المصلين الذين تجاوزوا الـ 25 ألف مصل من كل حدب وصوب قاصدين المسجد الكبير حيث صلاة القيام، التي أقيمت في تمام الساعة الثانية عشرة والربع من بعد منتصف ليل امس.
وقد أم المصلين في الركعات الأربع الاولى القارئ خالد الجهيم الذي شنف الآذان بتلاوة عطرة من أول سورة هود حتى الآية 109 من السورة ذاتها، وفي الركعات الأربع الثانية أم المصلين القارئ ماجد العنزي الذي تلا على مسامع المصلين من الآية 110 من سورة هود حتى الآية 21 من سورة يوسف.
وقد تخللت صلاة القيام خاطرة ايمانية بعد الركعات الاربع الاولى ألقاها الداعية نبيل العوضي تحدث فيها عن فضل العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك وكيف كان يستغلها النبي ژ وصحابته الكرام رضوان الله عليهم وسلفنا الصالح، ثم تناول العظات والعبر المستخلصة من قصة سيدنا هود ( عليه السلام ) مع قومه وكيف عانى من عنادهم وتكبد الكثير، وكيف عالج ذلك بالحكمة رغم عنادهم وأذاهم، وذكر كذلك معاناة نوح ( عليه السلام ) بعد طول صبر في الدعوة لفترة زادت على 950 عاما، وكذلك العظات المأخوذة من قصة سيدنا صالح گ والتي تعرضت لها الآيات، ثم تناول في حديثه كذلك قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط عليهما السلام، وكذلك عرض قصة شعيب وموسى عليهما السلام.
واختتم خاطرته بتوجيه المصلين وجموع المسلمين الى ضرورة استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والاستفادة من النفحات الايمانية في هذه الايام المباركة.
اما بخصوص النشاط النسائي في المسجد الكبير اثناء العشر الأواخر فقد أعدت ادارة التنمية الاسرية برنامج «بشارات ايمانية» تحت شعار «اي الصائمين خير» والذي استضافت فيه الواعظة الكويتية منى المرزوق والتي ألقت محاضرة بعنوان «الغيث».
وبهذه المناسبة اكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ورئيس اللجنة العليا للعشر الأواخر د.عادل الفلاح أهمــية الدور الذي يقوم المسجد الكبــير على مدار العام دينيا واجتماعيا وثــقافيا وتربويا فهو مع كونه دارا للعـــبادة الا انه صرح اســلامي ثقافي تنويري يقدم رسالة مجتمعية هادفة تسعى الى ضمان أمن واستقرار المجتمع في اطار الشــريعة الغراء والمنهج الوسطي الذي تنتـــهجه وزارة الاوقاف ضمن استراتيجيتها في تحقيق الشراكة المجتمعية وتفعيل دور جميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية للعمل جميعا من أجل مصلحة الوطن.
وقد وضح ذلك جليا في التعاون الواضح من أجهزة الداخلية الممثلة في الدفـــاع المدني وادارة المــرور والدوريات لتأمين حضور المصلين الى المسجد الكبير وخروجهم بعد الصلاة وتنظيم حركة السير والمرور، وكذلك دور وزارة الصحة في توفير سيارات الاسعاف المجهزة وتجهيز العيادات الطبية المتنقلة لمواجهة حالات الطوارئ بجانب مشاركة ثلاث عشرة لجنة تعمل كلها في خدمة المصلين وتضم أكثر من 800 متطوع ومتطوعة كلهم يحتسبون الأجر من الله ويساهمون بشكل كبير في تقــديم رعايــة متميزة وابراز دور المسجد الكبــير، وتأكيد سلامة الفــطرة الكويتــية التي جــبلت على فعــل الخــير وحب العمل التــطوعي وهــذا مــيراث تركه الاجداد وطوره الآبــاء وتعهــد ابناء اليوم برعايــته لتحقــيق الريادة والتميز.
وأوضح د.الفلاح ان استعدادات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية للعشر الأواخر تتطور عاما بعد آخر، وقد وفرت الوزارة هذا العام جميع الامكانات اللازمة لتحقيق جملة الأهداف التي رصدت لرسالة المسجد.
واختتم د.الفلاح بتوجيه الشكر الى كل اللجان العاملة والمتطوعة لخدمة المصلين.
الصفحة في ملف ( pdf )