- جهود «الجمعية» لاتزال مستمرة في ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين وتنشر تقارير حول «القضية الإنسانية» في إيطاليا وأوروبا
- 30 ألف مسلم في فلورنسا وبعض الأحزاب الإيطالية لديها مواقف معارضة لهذه الجالية ونعمل على التقريب والتعريف بين الجانبين عبر جمعيتنا
- بعض وسائل الإعلام الأوروبية تعمم نظرتها للحياة السياسية والاجتماعية في العالم العربي وديموقراطية الكويت فريدة في منطقة الخليج
- الثورات الطارئة في عدد من الدول العربية اجتماعية نابعة من رغبة الشعوب في عيش كريم ورفض لاحتكار السلطة
بشرى الزين
بعد يومين من الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في العام 1990 بادرت مجموعة من الايطاليين بتأسيس جمعية حملت اسم «جمعية الصداقة الإيطالية ـ الكويتية» بهدف دعم الشعب الكويتي في محنته وتعبيرا عن التضامن معه انطلاقا من شعور شعبي وإنساني بعيد عن الموقف الرسمي، وان كانت خطوات الجمعية في البداية قد توجت بالتنسيق مع عدد من البرلمانيين الايطاليين والأوروبيين برفض هذا الاحتلال والدعوة الى تحرير الكويت. سكرتير هذه الجمعية اليساندرو فاني الذي مثلها في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية قال ان الجمعية لاتزال تتابع جهودها في قضية الأسرى والمفقودين وتنشر تقارير وأخبارا حول هذه الفئة، مشيرا الى جانب تركيزها راهنا على الطابع الثقافي أكثر في تطوير العلاقات وصلات الترابط الاجتماعي بين الشعبين الايطالي والكويتي، متطلعا الى حضور كويتي ثقافي مكثف في معرض فلورنسا الصيف المقبل. واذ أوضح ان هناك اختلافا بين وضع المرأة في ايطاليا ونظيرتها في الكويت انطلاقا من الثقافة التي تسود الحياة الاجتماعية في كل بلد عربي عبر عن اعتقاده بأن جيل الشباب يحاول ان يغير في هذه الأمور، منوها بوصول 4 نائبات الى مجلس الأمة ومؤكدا في الوقت ذاته ان الحياة السياسية في الكويت منفتحة وتختلف ديموقراطيتها عن باقي الدول في منطقة الخليج. كما تطرق فاني الى وضع الجالية المسلمة في ايطاليا، مشيرا الى ان جمعية الصداقة الايطالية ـ الكويتية تقوم بجهودها في إيجاد ما من شأنه التقريب بين هذه الجالية وفئات المجتمع الايطالي الرافضة للمهاجرين المسلمين، موضحا ان هناك أربعة فصول دراسية لتعليم اللغة العربية كاتجاه لمعرفة الثقافة العربية بالإضافة الى نشر كتب تعريفية. ولفت الى وجود 30 ألف مسلم في فلورنسا يجدون صعوبة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة، حيث لا توجد مساجد ويقيمونها في مرآبين آملا ان توفق الجمعية في ايجاد أماكن العبادة للمسلمين في فلورنسا منوها بالوجود المبكر لكنائس في الكويت. وعلى صعيد التحولات الطارئة في العالم العربي رأى قاني انه حتى الآن لا أحد يتكهن الى أين تتجه الأمور رغم نجاح الثورات في تونس ومصر واصفا ما يحدث بانه ثورات اجتماعية ضاق اصحابها ذرعا باحتكار السلطة في شخص واحد لعقود طويلة ونابعة من حاجة الشعب الى عيش كريم، مستثنيا الكويت من هذه التحولات التي لا يمكن اسقاطها عليها. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية ما سبب زيارتكم للكويت؟
أزور الكويت للمشاركة في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية وذلك تلبية لدعوة من وزارة الإعلام الكويتية، وعبر اسبوع شاركنا الشعب الكويتي احتفاءه بهذه المناسبات التاريخية وكانت لنا فرصة للقاءات كثيرة تساهم في التحضير لمعرض كويتي في مدينة فلورنسا الايطالية سواء بالتنسيق مع وزارة الإعلام أو السفارة الايطالية بالكويت وذلك بلقاء عدد من الكويتيين.
وكيف وجدتم التجاوب الكويتي حول هذه المبادرة؟
اعتقد ان علينا العمل أكثر وأذكر بأن نظمنا معرضا في فلورنسا بالتعاون مع وزارة الاعلام ومن المتوقع اقامة معرض آخر في يونيو المقبل، ونتمنى ان تكون الكويت ممثلة في أروقة وزوايا متعددة في فلورنسا لتمكين الشعب الايطالي من ان يعرف أكثر عن الكويت في فلورنسا أو ايطاليا بشكل عام.
كيف يمكن أن يكون لمثل هذه الانشطة دور في تعزيز العلاقات الثقافية بين الكويت وايطاليا؟
العلاقات تجد عمقها في الموقف والدور الذي لعبته «الجمعية الايطالية ـ الكويتية» والتي تأسست بعد يومين من الاحتلال العراقي للكويت في العام 1990 في دعم التضامن مع الشعب الكويتي في محنته انطلاقا من شعور شعبي مدني وليس رسميا، حيث شملت الجمعية في أعضائها سياسيين وصحافيين من مختلف فئات المجتمع الايطالي لبحث الوضع في الكويت في تلك الفترة، وكذلك لأخذ خطوات عملية لرفض هذا الاحتلال، وأستطيع القول ان هذه الجمعية كانت الاولى التي بادرت بالنداء بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وذلك بالتنسيق مع عدد من البرلمانيين الايطاليين والاوروبيين وحاضرة الفاتيكان وجميع المؤسسات للدفع باتجاه تحرير الكويت وبعد التحرير بدأنا نعمل في قضية الاسرى والمفقودين الكويتيين، حيث نشرنا عدة تقارير وأخبار حول هذه الفئة. أما الآن، فالجمعية ذات طابع ثقافي أكثر ولدينا أربعة أقسام لتعليم اللغة العربية في فلورنسا وأقمنا في العام الماضي معرضا لتاريخ الكويت في الفترة 1901 وحضره عدد من المسؤولين الكويتيين الذين قدروا عاليا هذه المبادرة التي عرضت التحولات الاقتصادية والثقافية في الكويت في تلك الحقبة.
هل تعتقدون أن هذه المبادرات الشعبية من شأنها مساعدة المسؤولين السياسيين في كلا البلدين في دعم جهودهم لتعزيز العلاقات الثنائية؟
اعتقد ذلك، فالعلاقات بين البلدين جيدة جدا، فخلال العام الماضي قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بزيارة الى روما وكذلك سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووزير المالية مصطفى الشمالي زار ميلانو لتقديم شرح حول المشاريع الجديدة المستقبلية للخمس سنوات المقبلة، وبالتالي فالبلدان يتمتعان بعلاقات ممتازة، وهناك عدد من المستثمرين الكويتيين يقدمون مشاريع استثمارية في ايطاليا مع وجود حضور كبير للتكنولوجيا الايطالية في الكويت ايضا، ونحاول عبر جمعيتنا أن نقدم أي مساعدات للكويتيين الراغبين في الدراسة في فلورنسا أو في ايطاليا بشكل عام فنحن على استعداد لتقديم خدمات المساعدة اليهم ولهذا فإن عملنا مرتبط ليس فقط بالجانب الحكومي ولكن ايضا بالحياة الاجتماعية.
ما الدافع الاساسي لتأسيس هذه الجمعية من طرفكم؟
في أوروبا وأثناء الاحتلال العراقي للكويت الكثيرون ساندوا العراق في احتلاله هذا، وبالمقابل كانت هناك اصوات معارضة ومن بينها الرئيس الايطالي الذي أفصح عن موقف ايطاليا الذي يؤيد سيادة واستقلال الكويت وفقا للمواثيق الدولية بأنها دولة مستقلة منذ العام 1961، وكان موقفنا ايضا في جمعية الصداقة نابعا من القلب لدعم الكويت.
كيف تنظرون الى الحياة السياسية في الكويت؟
بالتأكيد انه يصعب مقارنة الكويت في حياتها الديموقراطية، مع أي دول اخرى، وبعض وسائل الاعلام الاوروبية تعمم الحياة السياسية والاجتماعية لكل دول العالم العربي، فكل دولة لها خصوصيتها في هذه المجالات، والكويت تختلف في ديموقراطيتها عن باقي الدول خاصة في منطقة الخليج، حيث تم منح المرأة الكويتية حق الترشح وتوجد 4 نائبات في مجلس الأمة، ما يعكس ان نسبة 8% من أعضاء البرلمان ممثلة بنساء. كما تقلدت المرأة في الكويت مناصب وزارية ما يبرز نوعا من توازن القوى بين الحكومة والبرلمان، اضافة الى ان الكويت منفتحة في علاقاتها مع دول الشرق الاوسط والخليج وآسيا وأوروبا.
إذا حدثتنا عن مقارنة المرأة في إيطاليا بنظيرتها في الكويت ماذا يمكنك ان تقول؟
هناك اختلاف وهذا أمر بديهي وخاصة فيما يرتبط بالحياة الاجتماعية، أما الحياة السياسية فالتقدير والشكر موصول لسمو الأمير الذي منح حق التصويت للمرأة، والرئيس الايطالي بعث برسالة للتهنئة بخصوص هذا النجاح، أما وجه الاختلاف بين المرأة في ايطاليا والكويت فالأمر مرتبط بفهم الثقافة الاجتماعية في كل بلد، واعتقد ان جيل الشباب يحاول ان يغير في الأمور.
ما جهود «جمعية الصداقة» في قضية الأسرى والمفقودين الكويتيين؟
لانزال مستمرين في جهودنا وعلمنا ان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد زار بغداد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قام بزيارة مماثلة الى الكويت في فبراير الماضي ونعلم ان مباحثات دارت بهذا الشأن، كما هو معلوم أيضا ان العراق لاتزال تدفع تعويضات قيمتها 22 مليار دولار ولاتزال هناك فرصة للاتصال للبحث عن أسرى ومفقودين، وبالتالي لانزال نركز على هذا الملف ونقوم بنشر نتائج المباحثات الخاصة بالقضية وفي ايطاليا وأوروبا بصفة عامة عندما نتحدث عن ان 604 كويتيين لايزال مصيرهم مجهولا يقابلنا استغراب كبير مفاده ان العدد لا يستدعي هذا التحرك والجهود لكننا نؤمن بحجم القضية بالنظر الى عدد السكان الكويتيين وأكثر من ذلك مراعاة للجانب الإنساني أيضا.
كيف تقيمون وضع الجالية المسلمة المقيمة في ايطاليا؟
على سبيل المثال لدينا في فلورنسا جالية مسلمة كبيرة والامام من اصل فلسطيني ويبلغ عددهم 30 ألف مسلم ولا يوجد لديهم مساجد حتى الآن ويقيمون الصلاة في مرآبين وخلال صلاة الجمعة ينقسم العدد الى قسمين 1500 شخص في كل فريق، ليتمكنوا من أداء واجبهم الديني، اعتقد أنه حان الوقت لتوفير مكان عبادة خاص بالمسلمين لأن كل جالية لها الحق في ممارسة شعائرها في المكان وبالطريقة التي تريدها سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ونلاحظ انه في الكويت توجد كنائس للمسيحيين وهي الاولى في المنطقة ونأمل ان ننجح في توفير مساجد في فلورنسا علما انه يوجد مسجد كبير في روما.
لكن كانت هناك مضايقات تعرضت لها الجالية المسلمة والعربية في ايطاليا، هل لديكم أي جهود لتصحيح الصورة؟
أولا ما نقوم به هو تقاسم الثقافة، ولهذا السبب لدينا فصول لتعليم اللغة العربية لتمكين الناس من اكتشاف اللغة والثقافة العربية أيضا، وبعض الأحزاب السياسية لها مواقف معارضة من المهاجرين وخاصة المسلمين وهذا موجود خاصة في شمال ايطاليا، ونحاول ان نقوم بجهود أكبر من جانبنا داخل جمعية الصداقة كمواطنين لإحداث تغيير في هذا الموضوع لتقريب الرؤى أفضل من وجود أمور تفرق بين الجانبين عبر اقامة معارض ونشر كتب للتعريف.
بالنظر الى التحولات التي كانت وراءها الشعوب في العالم العربي، كيف ترونها؟
أعتقد انه لا أحد حتى الآن يعرف الى أين تتجه الأمور رغم نجاح الثورات في تونس ومصر، ولا يمكن اسقاط ذلك على الكويت مثلا والأمر ذاته يختلف في البحرين وعُمان وإذا ما قارناه كذلك بالوضع في ليبيا الذي خلق أزمة عالمية مثلا في تصدير النفط، والتحولات التي طرأت في تونس ومصر ثورة اجتماعية وليس لها أي ارتباط بالدين أو الوضع في العراق لكنها نابعة من حاجة الشعب الى عيش كريم، وانه ضاق ذرعا باحتكار السلطة في شخص واحد لعقود طويلة نهب فيها ثروات البلاد، والكويت مستثناة من هذه التحولات.
كيف تفسر تأخر الموقف الإيطالي تجاه ما حدث ويحدث في ليبيا؟
لا نمثل الجانب الرسمي لكني شخصيا أعتقد ان الحكومة الايطالية تربطها علاقات جيدة مع ليبيا، حيث كانت مستعمرة ايطالية وبالتالي كان من الصعب أخذ رد فعل بشكل سريع ومباشر، والآن الأمر مختلف وقرر رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني ألا يظل في وضع المتفرج بعد تفجر الانتفاضات في ليبيا وأدان العنف ضد المتظاهرين.
معرض كويتي في فلورنسا
قال سكرتير جمعية الصداقة الايطالية ـ الكويتية اليساندرو فاني ان الجمعية احتفلت بذكرى تأسيسها الـ 20 في نوفمبر الماضي ولاتزال تركز جهودها في تعزيز الروابط الثقافية في البلدين مذكرا بالمعرض المزمع اقامته الصيف المقبل في فلورنسا متطلعا الى مشاركة كويتبة كبرى في هذا المعرض سواء ثقافية او سياسية او فنية.
واضاف الى جانب الجانب الثقافي تحاول الجمعية تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال مشاركة ايطاليا في مشاريع الخطة الخمسية خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية.
مساعدات وخدمات للكويتيين
اكد اليساندرو فاني استعداد جمعية الصداقة الايطالية ـ الكويتية التام، والتي يوجد مقرها في فلورنسا، لتقديم جميع المساعدات والتسهيلات للكويتيين الراغبين في متابعة دراستهم في جامعات ومعاهد فلورنسا اضافة الى الذين يرغبون في قضاء ايام عطلهم واجازاتهم في المدينة او غير ذلك، موضحا ان الكويتيين الزائرين لفلورنسا او ايطاليا بشكل عام سيحظون بالاولوية في تقديم هذه الخدمات بالاتصال عبر الموقع الالكتروني للجمعية: [email protected]