أسامة أبو السعود ـ ضاري المطيري
أثار الداعية البريطاني السوري الأصل محمد سرور بن نايف زين العابدين إلى الكويت الجدل بين أوساط كثير من المواطنين، خاصة أنه ممنوع من دخول البلاد من قبل أمن الدولة لوجود قيد أمني ضده، وما إن دخل سرور البلاد مساء أمس الأول حتى ترددت أخبار أن عددا من السياسيين تدخلوا حتى تم رفع القيد الأمني عنه ودخول الكويت بعد أن ظل في المطار لمدة 3 ساعات. وعلمت «الأنباء» من مصادر مطلعة أن سرور قدم إلى الكويت في زيارة خاصة لرؤية بعض أقاربه وأصدقائه الذين كان على صلة وثيقة بهم خلال عمله في الكويت، مشيرا إلى أنه ليس له أي برنامج دعوي خلال الزيارة.
هذا وقد استنكر عدد من الدعاة في الكويت سماح السلطات الأمنية بدخول سرور إلى الكويت، خاصة في ظل الفتن والأجواء المشحونة التي تعيشها المنطقة، مشيرين إلى أن سرور ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، كما ينسب إليه الفكر السروري المتشدد، وهو صاحب مجلة «السنة» المكفرة لدولة السعودية وحكامها، كما أنه وصف حكام الخليج بأنهم عبيد الأميركان، وله كلام سيئ في حق هيئة كبار العلماء بالسعودية أيضا. وكان سرور يعمل مدرسا في الكويت ثم سافر إلى السعودية قبل أن ينتقل إلى بريطانيا عام 1984، ويقيم حاليا في قطر، وتم منع سرور من دخول السعودية والكويت بسبب فكره الموصوف بالتكفيري، إضافة إلى مواقفه السابقة المؤيدة للطاغية المقبور صدام حسين إبان احتلاله للكويت عام 1990 ثم ما لبثت ان أصدرت «الداخلية» أمرا بدخوله البلاد من دون التعرض لأي قضايا أو عقد لقاءات جماهيرية أو ندوات جماهيرية ـ بحسب مصادر خاصة. وقد حذر من فكره علماء أمثال ابن باز والألباني والفوزان وغيرهم من الدعاة السلفيين، مشيرين إلى أن فكره يخالف معتقد أهل السنة في قضايا التكفير خاصة، ومن أبرز ما تأثر به كتب سيد قطب، ومن تلامذته في السعودية الداعية المعروف د.سلمان العودة، كما أنه معروف في الكتابات بالتحذير من التوسع الإيراني الشيعي ومن الحكومة السورية كذلك.
من جهة أخرى، أوضح الأمين العام للحركة السلفية بدر الشبيب في تصريح لـ «الأنباء» ان سرور كان سيتحدث خلال زياراته لديوان الحركة السلفية بعد صلاة العشاء أمس، إلا أنه تم إلغاء الزيارة نظرا للظروف الصحية للشيخ سرور، مشيرا الى أنه سيغادر البلاد صباح غد الأحد. وقال احد مرافقي سرور في اتصال مع «الأنباء» ان سرور جاء الى الكويت في زيارة ودية أسرية لزيارة عدد من الأصدقاء والاخوة ولا يوجد أي برنامج محدد للزيارة حيث انها زيارة ودية لا غير. ولسرور عدد من الكتب أهمها: دراسات في السيرة النبوية، منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، حقيقة انتصار حزب الله، العلماء وأمانة الكلمة، وجاء دور المجوس، حركة أمل والمخيمات الفلسطينية».
و«السرورية» من التيارات الإسلامية السلفية المختلف حولها، فالبعض يصنفها كتيار سلفي إسلامي يهتم بقضايا الدعوة وبالعمل الفكري الإسلامي، في حين يرى آخرون عكس ذلك ويؤكدون أنها تنظيم حركي له قيادة فكرية محددة، ومؤسسات تتحدث باسمه وأنها تتمدد ليس في المملكة العربية السعودية فقط وإنما في كثير من الدول العربية.