- الضاعن: «البلدية» تجهّز الأسواق القديمة لكي تصبح مزاراً سياحياً
- البيشي: كشك مبارك سيكون بمنزلة معرض للأدوات التراثية الأصيلة
دارين العلي
أكدت رئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد ان الكويت منبع الديموقراطية والحرية التي تجلت منذ القدم في كشك الشيخ مبارك، حيث كان يجتمع مع أهل الكويت ويستمع لمشاكلهم وآرائهم، ويحرص على مناقشتها وايجاد الحلول لها.
وأعربت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس مقابل كشك مبارك في المباركية للاعلان عن انتهاء ترميمه والتحضير لافتتاحه نهاية الشهر الجاري تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، عن فخرها واعتزازها بالديموقراطية التي تتمتع بها الكويت منذ القدم لأنها ذات أسس وجذور تطورت مع الزمن مرورا بالدستور والقوانين التي تكفلها وصولا الى الافضل الذي نتمنى أن يستمر ويدوم نحو مزيد من التقدم والتطور».
وأعلنت الشيخة أمثال عن افتتاح الكشك نهاية الشهر الجاري برعاية صاحب السمو الأمير، لافتة الى الدور المهم الذي لعبته بلدية الكويت، وكذلك المجلس الوطني للفنون والآداب في نقل صورة الكويت القديمة عبر إعادة تأهيل وترميم هذا الكشك بسواعد كويتية خالصة من الأبناء والبنات في المجلس الوطني.
ولفتت الى التعاون مع البلدية والمجلس لإعادة المسميات القديمة للاسواق المحلية بخبرة باحثين بالتراث الوطني ممن يستطيعون تحديد المسميات القديمة للاسواق والساحات وإعادة اطلاق هذه الاسماء عليها بهدف احياء التراث الكويتي.
وردا على سؤال حول الانتقادات التي وجهت للجنة الوطنية لإحياء الاحتفالات بهذا العام بسبب التفاوت بين حجم المبالغ التي صرفت وطريقة العمل والتنظيم قالت الشيخة أمثال «ردي على هذه الانتقادات هو رد أهل الكويت بفرحتهم ووناستهم التي تساوي ملايين الدنيا، ففرحة أهل الكويت هي النجاح ولا تقاس بثمن فما عانوه وما قاموا به منذ أيام الاحتلال حتى الآن لا يمكن أن يقاس بثمن».
«البلدية» ومشاريع إعادة التأهيل
من جهته، تحدث عن دور البلدية في اعادة تأهيل الكشك مدير مشروع تجميل وتطوير العاصمة م.حمود الضاعن، مشيرا الى قيام البلدية بإعادة تأسيس الساحة المقابلة للكشك وتبديل البنية التحتية لها ورصف أرض الاسواق القديمة بالغرانيت، ووضع مظلات جديدة بمواصفات متطورة، بالاضافة الى انارة جديدة بفوانيس مشابهة للتي كانت تستخدم في الماضي ومقاعد جديدة بمواصفات مميزة، لافتا الى انشاء اشتراك كهرباء تحت الارض وأجهزة اطفاء لمكافحة أي احتراق.
ولفت الى ان البلدية تقوم بتجهيز الاسواق القديمة لكي تصبح مزارا سياحيا، مشيرا الى عدة مشاريع في هذا الشأن بداية من سوق المناخ حتى حديقة البلدية، معلنا عن افتتاح ساحة مسجد بن بحر التي تضم نافورة راقصة ومظلات وألعابا للاطفال خلال شهرين.
وأشار الى توقيع عقد لإنشاء وترميم سوق الحريم وساحة الصفاة وإنشاء ممر مشاة بين ساحة بن بحر وساحة الصفاة وتنفيذ مطاعم على الطراز القديم والحديث أيضا لتلبية جميع الاذواق بهدف جعل المنطقة مزارا سياحيا مهما.
مبنى تاريخي
أما الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة، فقال ان كشك مبارك من المباني التاريخية ذات القيمة العالية التي حاول المجلس نزع ملكيتها وباعها له منذ عام 1998 وذلك لقيمته العالية وتم ذلك بضغط من الشيخة أمثال وتم تنفيذ العمل والترميم بفترة قياسية لا تتجاوز الـ 6 أشهر.
ولفت الى ان مكان الكشك سيشكل مركز المدينة، مشيرا الى عملية تطوير مواقع وإعادة تأهيلها وترميمها لتكون جاذبة لأهل الكويت وشبابها ممن لا يعرفون قيمة هذه الأماكن التاريخية، مؤكدا وجود عدة تصورات لكيفية تطوير المنطقة في حال أنجزت حجم الاهتمام الكبير بكونها مركزا للمدينة.
وتحدث عن وضع برامج عديدة للاستفادة من الكشك لاجتذاب جميع الأطياف للتعرف على التراث الكويتي ابتداء من الافتتاح مرورا بالأنشطة الدائمة كالمعرض الدائم الذي سيضم الصيدلية والبريد وصولا الى الأنشطة المتفرقة الأخرى التي تخدم إحياء التراث.
معرض للتراث
وعن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في عملية إعادة التأهيل تحدث رئيس قسم التوثيق والمتابعة للمباني التاريخية عبدالله البيشي ان العمل على إعادة الترميم لكشك مبارك بدأ في أوائل العام الماضي بجمع المعلومات التاريخية، حيث تم تسلم الموقع دون مخططات بعد ان تم تغييره بالكامل من الداخل وتقسيمه لمحلات صغيرة متنوعة الأنشطة.
وأشار الى ان المجلس قد أزال جميع المحلات الموجودة فيه والقواطع التي استخدمت لفصل المحلات وإزالة جميع الإضافات على المبنى وتنظيفه بالكامل، حيث أتت بعدها عملية إعادة المعالجة وتثبيت الطين مع المحاولة وبقدر الإمكان إعادة إحياء الروح التي كانت موجودة في المبنى والمحافظة على الأشياء الأساسية التي كانت موجودة فيه منذ إنشائه.
وأوضح ان الكشك سيكون بمثابة معرض للأدوات التراثية الأصيلة القديمة، لافتا الى انه ستكون هناك شاشة عرض للأفلام الوثائقية عن تاريخ الكويت القديم، بالاضافة الى عرض أدوات من صيدلية الكويت القديمة وهي الصيدلية الإسلامية، بالاضافة الى مكتبة ستضم كتبا تتحدث عن الشيخ مبارك ومآثره.
الموروث الكويتي
أما دور مركز العمل التطوعي فتناوله رئيس فريق الموروث الكويتي أنور الرفاعي، لافتا الى ان عمل الفريق يختص بالمحافظة على ما هو موروث والعمل على توصيل المعلومة الصحيحة حوله للجهات التي تطلبها، لافتا الى التعاون مع البلدية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تجميع قطع أثرية ومستندات عن تاريخ الكويت بكميات كبيرة سيتم إظهارها للجمهور في مناسبات قريبة.
وعن كشك مبارك قال انه تم تأسيسه عام 1897 وسيعود الى مكانته وسابق عهده من خلال المجلس الوطني وسيتم فيه عرض ما لدى الفريق من مقتنيات أصيلة ووثائق وقطع أثرية.
وتمنى الرفاعي على كل شخص يمتلك اي قطع اثرية او يعرف بأي موقع اثري ابلاغ الفريق للقيام باللازم للمحافظة عليها، لافتا الى ان الاتجاه اليوم هو إعادة إحياء الموروث المحلي لأن حضارات الدول تقاس بتراثها، لافتا الى ان فريق الموروث في مركز العمل التطوعي سيقوم بإظهار عدد كبير من هذه المقتنيات الموجودة لديه بتوجيهات من الشيخة أمثال الأحمد في مناسبات عديدة مقبلة.
مجلس أمة مصغر
وبدوره تحدث الباحث والمؤرخ خالد الخلف، عن ان كشك مبارك قد بني بعد مرور سنة على تولي الشيخ مبارك الصباح مقاليد الإمارة ليكون بمثابة مجلس أمة مصغر يقصده الشيخ مبارك يوميا من بعد صلاة الفجر وحتى ما قبل صلاة الظهر ليستقبل فيه جميع أهالي الكويت ليستمع الى آرائهم ومشاكلهم وخلافاتهم ويحاول حلها لافتا الى ان الكشك «جزء غال جدا من تراث الكويت الغالية».