- الشيعة في الكويت لا يتجاوزون 20% في أحسن الأحوال ونظرتنا أنهم يحترمون ويعطون حقوقهم
- "حدس" مطالبها واضحة: حكومة جديدة ورئيس وزراء جديد.. ولابد من إيجاد عقلية جديدة في اختيار الوزراء وإدارة البلد بشكل عام
- لماذا يتخوف الناس من مشهد القرضاوي في ميدان التحرير؟.. فليس لدى السُّنة الولي الفقيه ولا الإمام المطلوب من الناس اتباعه.. فخليفة المسلمين وسيلة لتطبيق حكم الله وإذا اعوج قوموه
- لن نمول أي حملات انتخابية في مصر أو غيرها «إحنا بروحنا دايخين في انتخاباتنا في الكويت ونبي اللي يدعمنا»
- اتصلت برئيس الوزراء وطلبت منه أن تتعامل «الداخلية» برقي مع تجمع 8 مارس وتمنيت ألا يكون هناك اعتصام أو مبيت أو مسيرات أو مواجهات
- الشعبان المصري والتونسي يحتاجان في هذه المرحلة إلى قيادات لديها الخبرة والدراية والمعرفة والاطلاع بأمور الدنيا لتقود هذه الجموع الهائجة
- بمجرد زوال حكم حسني مبارك أعاد «الإخوان» ثانية حديث الثلاثاء وهو رمز كبير للإخوان من أيام البنا وحرموا منه على مدى عهود طويلة
- وارد جداً سعي إيران لأن تكون البحرين قاعدة إيرانية لتصدير الثورة في الخليج فإيران لها حضور رئيسي وتأثير كبير على شيعة البحرين وهم لا ينكرون علاقتهم بإيران وهي علاقة واضحة وهناك أدلة كثيرة تثبت أن الشيعة في العالم مرجعيتهم إيران
- الخليج بدأ يدش بـ «المعمعة» وأعتقد أننا قفزنا أكثر من 90% في حل مشكلة البدون
حوار: أسامة أبو السعود
حذر جنرال «حدس» ومنظّر اخوان الكويت السابق والنائب وعضو الامانة العامة للحركة الدستورية مبارك الدويلة من مغبة ـ ما وصفها بـ «التصريحات الطائفية» والتي يصدرها نواب من الاخوة الشيعة والتي تزيد من شق الصف وتفكيك المجتمع وتوجد صورة قاتمة للطائفية في الكويت. واكد الدويلة في لقاء مع «الأنباء» ان الشيعة في الكويت لا يتجاوزون 20% في احسن الاحوال ونظرتنا انهم يحترمون ويعطون حقوقهم فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم وتمنى من حكماء الشيعة وعقلائهم ان يبادروا الى كبح جماح جهالهم، فمصلحة الوطن لا تحتمل هذا الطرح الطائفي المتطرف. وقال انه من الوارد جدا سعي ايران لان تكون البحرين قاعدة ايرانية لتصدير الثورة في الخليج فإيران لها حضور رئيسي وتأثير كبير على شيعة البحرين، وهم لا ينكرون علاقتهم بإيران، وهي علاقة واضحة وهناك ادلة كثيرة تثبت ان الشيعة في العالم مرجعيتهم ايران، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
نبدأ معكم من الزلزال الذي هز أركان العالم العربي وأحدث تحولات كبيرة في مصر وتونس وسقوط أنظمة عاتية ومازال صداه يضرب بقوة في ليبيا واليمن والبحرين وغيرها.. كيف تنظرون لهذا الزلزال؟
٭ اعتقد ان ما يحدث هو نتيجة تراكمات كثيرة سابقة، تميزت بها المجتمعات العربية من الديكتاتورية والظلم وعدم المساواة والقهر الذي اغتال الشعوب، والثراء الفاحش في مجتمع طبقي، فهناك طبقة شديدة الثراء بشكل لا يمكن وصفه في مقابل طبقة مسحوقة لا تجد قوت يومها، فما حصل هو نتيجة تراكمات من الغضب بالمجتمعات ما تلبث ان يأتيها أي سبب ليفجر هذه الطاقات المكبوتة.
فهذه المجتمعات تتحول الى ما يشبه البالون المحتقن والمعبأ هواء عن آخره، فما ان يأتي أي متنفس حتى ينفجر البالون، وما حدث هو تراكمات من الظلم والقهر عانت منها بعض الشعوب العربية لسنوات طويلة بسبب اداء هؤلاء الحكام وأسلوب ادارتهم لبلدانهم، والتفرقة والطبقية في مجتمعاتهم، فخريجو الجامعات كانوا لا يجدون لقمة العيش فيضطر الى ان يدفع عربة خضار وتأتيه شرطة البلدية لتضربه وتهين كرامته، اعتقد ان هذه جميعا من الأسباب الرئيسية لقيام الثورات في البلدان العربية، وعلى الحكام العرب ان ينتبهوا الى ما جرى ويجري ويتداركوا الأمور، ويحاولوا رفع الظلم عن شعوبهم والحكم بالعدل والمساواة، هذه الأحداث بينت ان العدل أساس الحكم.
ولكن اللافت في تلك الثورات انها ليست كما توقعها البعض انها ثورة جياع او بسبب أزمات اقتصادية طاحنة، ولكنها ثورة شباب «الفيس بوك»، ووسائل الاتصال الحديثة، كيف توصف تلك الثورات؟
٭ ثورة الشباب قامت ضد الطبقية التي كانت تعيشها مصر، وعلى الفساد الذي استشرى وهذا الفساد «عشعش» في أجواء الطبقية، فثورة الشباب هي تراكمات من هذا المجتمع الفاعل، وضد تلك الطبقة الفاسدة.
الشباب ثار على الفساد، ومصر كانت تعانى شيئا اكثر من أي دولة اخرى وهو «الظلم من امن الدولة»، فكل من يفتح فمه تلصق له التهمة ويورط ويعتقل، ومصر صارت في ركب المخطط الأميركي في المنطقة، ناهيك ان مصر أرادت ان تتخلى عن دورها الريادي في الأمة العربية.
فكل هذه الأمور جعلت الشباب يشعرون بأن مصر فقدت دورها الريادي القيادي الإسلامي العربي، فلم يعد لمصر أي دور يميزها او يبرزها، واعتقد ان ما حدث هو نتيجة ذلك.
ما المخطط الأميركي الذي تحدثت عنه لمصر؟
هذا المخطط الأميركي تمثل في ان تقود مصر عملية السلام، وتبدأ في خنق الفلسطينيين في معبر رفح وتساهم في إنهاء أي وجود جهادي او كفاح مسلح لحسم القضية الفلسطينية وتقتل النفس الجهادية في نفوس المسلمين والعرب، وتساهم في مخطط اميركي لاستقرار المنطقة ـ وفقا للرؤية الاميركية ومصالح اسرائيل ـ على حساب المصالح العربية والإسلامية.
وهذا المخطط رفعه وأعلنه بكل صراحة السادات، ومشى فيه مبارك فترة طويلة وبدأت مصر تنسحب تدريجيا من الدور القيادي في الأمة العربية.
هل تعتقدون ان السلام مع اسرائيل أصبح خيارا غير ممكن وان حل القضية الفلسطينية لن يكون الا بالجهاد المسلح؟
لا، انا أرى ان القيادة الجديدة في مصر يجب ان تحترم اتفاقيات السلام، ولكن على الأقل يجب ان نبدأ من جديد في لعب دور اكثر تجاوبا مع المشاعر والمصالح العربية والإسلامية، فانا لا أجد أي مبرر او تفسير لإغلاق معبر رفح بالطريقة التي تؤدي الى خنق القطاع، بينما اسرائيل نفسها لا تلزم مصر بذلك، فليس في اتفاقية السلام ان تغلق مصر معبر رفح.
ومن حق مصر منع دخول السلاح والممنوعات واناس مطلوبين للانتربول، فهذا كله من حق مصر، ولكن ان تمنع حركة الناس رايحين جايين ولا نقل اموال او مواد غذائية فيضر الناس الى حفر 40 مترا تحت الارض لعمل نفق فهذا ليس له أي مبرر الا خنق الفلسطينيين ومساهمة في تحقيق المخطط الصهيوني في المنطقة، وانا اعتقد ان هذه جريمة بحق عرب ومسلمين.
انا اعلم ان هذا الموضوع لن يكون من اولويات الثورة، ولكن أتمنى ان تساهم الثورة في ان تلعب مصر دورا اكثر ايجابية في المنطقة والعالم.
نعود للثورة ثانية.. هل كنتم تتوقعون قيام هذه الثورة، واين دور الإخوان والبعض قال انهم جاءوا متأخرين وجاءوا راكبين للموجة، كيف تنظرون لذلك؟
طبعا لا انا ولا غيري ولا المخابرات الاميركية كان احد يتوقع ان تحدث تلك الثورة مطلقا، ومن يقول ان المخابرات الاميركية وراء ذلك «ما عنده سالفة»، فما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين كله ضد المصالح الاميركية.
اما بالنسبة للإخوان فانهم ليسوا من قام بالثورة ـ وهذا كلامهم ـ ولكنهم فرحوا بهذه الثورة وكانت لديهم قناعة بأن دعمهم لها كان ضروريا لإنجاحها، وكان لابد من دعمهم لأنهم كانوا في امس الحاجة للدعم الجماهيري، وكان عندهم يقين بأنهم لو تصدروا هذه الثورة لقتلت في مهدها، ولذلك تراجع الإخوان لمصلحة الثورة ونجاحها، لأنهم لو تصدروها فان كل خصوم الإخوان واميركا واسرائيل سيعملون كل ما بوسعهم لإجهاض الثورة المصرية.
وثانيا فإن الإخوان طمأنوا الآخرين، بأننا لسنا طلاب حكم ولن نترشح لرئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء وكانوا واضحين في ذلك، وانا اعرف وأفهم اكثر الإخوان وانهم ارادوا ذلك لأن أبجدياتهم ومفاهيمهم والأسس التي قاموا عليها تقوم ـ كما قال الامام حسن البنا يرحمه الله ـ «نريد الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم»، واذا جاء المسلم مع المسلم جاءت الحكومة المسلمة.
تقصد من القاعدة الى قمة السلطة؟
٭ نعم من القاعدة الى القمة لكنهم ايضا يأملون ان تكون هناك انتخابات حرة نزيهة، والإخوان لديهم قناعة بأنه اذا جاءت انتخابات حرة نزيهة فسيكون لهم حضور مؤثر في البرلمان.
ولكن البعض فسر موقف الإخوان في بداية الثورة بأنهم «امسكوا العصا من المنتصف ـ كعادتهم ـ بم ترد على ذلك؟
٭ امسكوا العصا مع من ـ حسني مبارك؟! هو ذابحهم وقاتلهم وخانقهم خنقا، بالعكس هم كانوا يتمنون زوال هذا الحكم من زمان، وتصرفهم كان صحيحا 100% ولم يمسكوا العصا من المنتصف، فمنذ بدأت الثورة كان الإخوان وقودها، وكانوا يؤيدونها لكنهم لم يتصدروها ولم يدبروا فيها ولم يفعلوها هم ـ حتى لا نظلم الآخرين.
كيف تنظر لمستقبل المنطقة، وهل ستدخل في موجة عنف وانقلابات ام ستكون دولا ديموقراطية حديثة؟
٭ المنطقة ستستمر في الاشتعال فترة من الزمن ثم تستقر لفترة طويلة، وسيكون هذا الاشتعال واللا استقرار هو الثمن للنجاح والمكسب القادم، فانا اعتقد ان ما يحدث في ليبيا الآن من تضحيات ومواجهة، وما يحدث في اليمن من مواجهات ـ هي بغض النظر عن تأييدنا له من عدمه ـ هو تضحيات ولكل ثورة تضحيات، فالعالم العربي مقبل على مرحلة لا استقرار قد تطول وقد تقصر، لا اعلم، ولكن اتمنى ألا تطول.
وبعدها ستأتي مرحلة وصفها رب العزة بقوله تعالى (تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) ونقصد من تلك الآية الكريمة ان ما نمر به حاليا هو سبع شداد، ونتمنى ان تكون فترة اقل بكثير من 7 سنوات وقد تكون شديدة على الناس.
حينما عاد الشيخ راشد الغنوشي الى تونس، أعربت عن فرحتك العارمة بتلك العودة، وايضا الحال حينما عاد الشيخ القرضاوي الى مصر، وتصدرهما المشهد في تونس ومصر، كيف نظرت لهذين المشهدين ولماذا أعربت عن فرحتك بالرجلين تحديدا؟
٭ حينما يرفع الظلم فإن الأمور تعود لنصابها وتعود الأمور لقواعدها، الشيخ راشد الغنوشي طرد لفترة طويلة من بلده، فهذا بلده ولا يجوز ان يطرد منه فمثلا دستور الكويت ينص على انه «لا يجوز إخراج الكويتي من بلده ولا يجوز منعه من الرجوع اليه».
فالشيخ راشد منع من دخول تونس، وحينما رفع الله الظلم والغمة فإن الرجل عاد الى دياره ليعوض ما فاته، فالناس في هذه المرحلة بحاجه الى قيادات لديها الخبرة والدراية والمعرفة والاطلاع بأمور الدنيا لتقود هذه الجموع الهائجة، فهؤلاء دهماء تتجه الى من يقودها.
بمجرد زوال حكم حسني مبارك، أعاد الإخوان ثانية حديث الثلاثاء فهو بالنسبة لهم شيء كبير من ايام البنا، يرحمه الله، فنظام حسني مبارك ومن قبله السادات ومن قبله عبدالناصر يمنعون الإخوان من أشياء كثيرة ومنها حق الدعوة، ومن الطبيعي حينما يذهب الظلم ان تعود الأمور الى نصابها ويعود كل شيء الى وضعه الطبيعي، فالإمام يخطب والداعية يدعو والموجه يوجه، والمنابر تمتلئ بالدعوة والتوجيه، وهذه هي الحرية التي بغيابها كان الظلم، فلما ذهب الظلم عادت الأمور لطبيعتها.
وكنت استغرب من منع تشكيل حزب على أساس ديني، ومنع شعار «الإسلام هو الحل»، ولذلك فإن ما يحدث في مصر وتونس هو عودة الأمور الى وضعها الطبيعي.
ولكن شعار الإخوان المسلمين «الإسلام هو الحل» يعتبره الكثيرون انه إقصاء للآخر، خاصة ان مصر يعيش فيها مسلمون واقباط؟
٭ أخي الكريم، ايام الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقيم العهود والمواثيق مع اليهود الى ان نقضوا تلك المواثيق وتحملوا النتيجة، ولولا ان الله سبحانه وتعالى امر الرسول صلى الله عليه وسلم بتطهير الجزيرة من بقية الأديان لما خرج اليهود، والمنطقة الوحيدة التي لا يجوز فيها التقارب بين الأديان هي منطقة جزيرة العرب.
لكن سمح لهم في القدس، وحينما حولت الكنيسة الى مسجد، أعاد الخليفة المسلم الحق لأصحابه وأعادها كنيسة مرة اخرى، وتعايش المسلمون مع النصارى في مكان واحد جيرانا مع بعضهم البعض، (لكم دينكم ولي الدين) ونحن ليست لدينا اشكالية في ذلك.
وانا أقول للنصارى: بالإسلام تعالج كل مشاكلكم، وهذا لا يعني ان ألزمكم باتباع الإسلام، والقضية هي (لكم دينكم ولي دين)، فهذا ما عودنا عليه إسلامنا ولا يجب ان يفهم ما يروجه البعض من ان «الإسلام هو الحل» يعني إقصاء للآخر.
البعض وصف صعود القرضاوي اثناء خطبته الشهيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة بان خامنئي جديدا ظهر في مصر لتحويلها الى دولة دينية على غرار ايران، كيف تنظرون لذلك؟
٭ الإخوان أعلنوا أنهم لا يريدون السلطة، لا رئيس ولا رئيس وزراء.
هم لا يريدون ذلك في المرحلة الحالية ولكن لن يبتعدوا عنها كثيرا؟
٭ الإخوان تركوا المجال ليضع الشعب الدستور الذي يناسبه، وهم لا يريدون الحكم نهائيا، ولكن اذا أراد الشعب ان يحكم الإخوان مصر فهذا قرار الشعب وهذه هي الديموقراطية التي يريدها الشعب، ولو ترك لناس حرية إبداء آرائهم ومعتقداتهم وحرية التبشير بالدعوة فإن أغلبية الناس تريد الإسلام.
لكن المشكلة ان الاجهزة الأمنية والإعلامية تحول بين قناعات الناس وهذه المفاهيم والمعتقدات.
نعود لمشهد الشيخ القرضاوي في ميدان التحرير وربطه بخامنئي، كيف تنظر لهذا المشهد؟
٭ ليس لدينا في السنة الولي الفقيه ولا الإمام المطلوب من الناس كلها اتباعه، ولذلك لا توجد تلك الصورة التي تخاف الناس منها، وفي وجود دولة اسلامية فإن الخليفة ما هو الا وسيلة لتطبيق حكم الله، ولذلك فحينما جاء الرجل وقال للخليفة «والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا، قال له: والله لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها» فهذه هي نظرة العامة للخليفة وليس كما ينظرون الآن لـ «آية الله» و«قدس سره».
لنتحدث بشكل اكثر صراحة هل هناك دعم من اخوان الكويت لإخوان مصر خاصة في تلك المرحلة منذ قيام الثورة وانهيار نظام مبارك؟
٭ منذ صارت الثورة في مصر الى الآن لم ندعم الإخوان في مصر.
ولكن قبل ذلك كان هناك دعم مالي منكم لإخوان مصر؟
٭ الدعم كان حينما كنا في الكويت «اخوان مسلمين» وملتزمون معهم قبل الاحتلال.
وهل توقف الدعم بسبب موقف اخوان مصر من الكويت إبان الاحتلال العراقي؟
٭لا، موقف اخوان مصر كان طيبا، لكن التنظيم العالمي كان له رأي، وبعض الإخوان في الأردن وتونس كان لهم رأي ولذلك قرر الاخوان في الكويت فصل التنظيم او ما يمكن وصفه بـ «الطلاق بين الاخوان في الكويت والتنظيم العالمي» وشكلنا جبهة سياسية جديدة اسمها «الحركة الدستورية الاسلامية»، ومن يومها فنحن لسنا ملتزمين بأي ارتباط مع الإخوان في مصر.
يبقى ان يقوم اخ من الإخوة ببناء مسجد او مشروع خيري في مصر، فهذا امر مشروع وعادي في مصر او غير مصر.
ولكن ماذا لو طلب منكم اخوان مصر دعما ماليا حاليا؟
٭ اذا طلبت منا أي جهة سواء اخوان مصر او غير مصر او حتى جماعة ليس لها علاقة بالإخوان دعما ماليا، وتتوافر لدينا اموال ويستحق المشروع المقدم منهم دراسة جيدة وبه خير للمسلمين فلن نتردد في ذلك.
ما اقصده ليس دعم مشاريع خيرية وانما دعم اشخاص او تمويل حملات انتخابية للإخوان في مصر؟
٭ لا، احنا برحنا دايخين في انتخاباتنا في الكويت ونبي اللي يدعمنا.
هل تعتقدون ان دول الخليج ومنها الكويت تحديدا بعيدة عما حدث في مصر وتونس وما يحدث في ليبيا واليمن؟
٭ لا، هو الآن بدأ يدش بـ «المعمعة»، فالمنطقة الشرقية تشتعل وعندنا في الكويت قضايا البدون ورئيس الوزراء لها ايضا انعكاسات وارتدادات هنا وهناك، والبحرين «على كف عفريت»، وسلطنة عمان نفس الشيء وليست بعيدة عما يجري في البحرين.
الجميع حتى الإمارات وقطر بهما مشاكل، وأتمنى الا يكون الخليج في وسط المعمعة.
كيف تنظر لمشهد 8 مارس وتصدر احمد الخطيب الذي وصفته بـ «المفلس سياسيا» ذلك المشهد؟
٭ بالنسبة ليوم 8/3 فأنا كتبت مقالة وأيدت هذا اليوم، وقلت انه اذا كان تجمعا للمطالبة ببعض المطالب والحقوق، وما يرونه من تطور سياسي وإصلاح الفساد والخلل، فانا اؤيدها وأطالب الشباب بالانضمام لهذه التجمعات.
لكن تمنيت ألا يكون هناك اعتصام او مبيت او مسيرات او مواجهات، وتمنيت من وزير الداخلية الا يتعامل معهم بأكثر من الرقابة والاحترام وحفظ الأمن، وطلبت من رئيس الوزراء وكلمته شخصيا ان يطلب من وزير الداخلية ان يتعاملوا معهم برقي.
هل اتصلت بسمو رئيس الوزراء لحفظ الأمن يوم 8 مارس وعدم التعرض للمجتمعين؟
٭ نعم كلمته شخصيا وطلبت منه ان تتعامل وزارة الداخلية معهم برقي، لانهم جاءوا لإلقاء بعض الخطب والبيانات
ويمشون، وهذا ما حدث بالفعل، ورد على رئيس الوزراء وقال لي: اخوك احمد الحمود تمون عليه.. كلمه انت وهو لن يتأخر.. واتصلت على وزير الداخلية ولم يرد وانا كنت على سفر في نفس اليوم.
هل انت مؤيد لمطالب المجتمعين في يوم 8 مارس بتغيير رئيس الوزراء ام بقاء سمو الشيخ ناصر المحمد وتغيير التشيكلة الحكومية فقط؟
٭ الحركة الدستورية كان بيانها واضحا وهو المطالبة بحكومة جديدة ورئيس وزراء جديد، والحركة الدستورية تعتقد ان هذا الجمود في البلد سببه الحكومة وطريقة تشكيلها، وترى الحركة ان تغيير رئيس الوزراء قد يؤدي الى حراك سياسي ويوجد نوع من الانتعاش في الوسط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي.
ولذلك فان المطالبة بتغيير الحكومة وسمو رئيس الوزراء جزء من مطالب الحركة الدستورية، ونحن مع تغيير الحكومة ورئيسها ونهجها في اختيار الوزراء.
والحركة تعتقد انه لابد من ايجاد عقلية جديدة في اختيار الوزراء وادارة مجلس الوزراء وادارة الوزراء وادارة البلد بشكل عام وليس بالطريقة التي تمارس الان من قبل سمو الشيخ ناصر المحمد.
هل انتم مع تغيير رئيس الوزراء برئيس وزراء آخر من الاسرة ام رئيس وزراء شعبي ـ كما يطالب البعض؟
٭ لم نحدد ذلك في البيان الذي اصدرناه، واعتقد انه لا تفرق ان يكون رئيس الوزراء من الاسرة او من الشعب فلكل له ايجابياته وسلبياته.
واعتقد اننا اذا اردنا رئيس وزراء شعبيا يجب ان يكون ذلك بعد تطبيق النظام الحزبي، فاذا طبقنا نظام الاحزاب وتشكيل الحكومة من قبل الحزب الاكثر فوزا في الانتخابات، فهنا يمكن القول ان رئيس الوزراء الشعبي قد يصلح.
لكن ان تأتي برئيس وزراء شعبي في الظروف التي نعيشها وبنفس الوضع الانتخابي الحالي، فلن يصلح أي شيء جديد.
كيف تنظرون للحلول الحكومية حاليا في معالجة قضية البدون في الكويت خاصة بعد تشكيل لجنة برئاسة صالح الفضالة لمعالجة اوضاعهم والقرارات الـ 11 التي صدرت في هذا الشأن عن مجلس الوزراء؟
٭ انا كنت اظن في صالح الفضالة واخواننا انهم سيعقدون الامور، ولكن بعد صدور الـ 11 قرار فأنا اعتقد انني كنت مخطئا حينما ظننت في اللجنة هذا الظن، لكن اذا طبقت القرارات التي اعلن عنها صالح الفضالة باعطاء البدون الحقوق المدنية والاجتماعية، فاعتقد اننا حقيقة سنكون قد قفزنا قفزة نوعية في معالجة اكثر من 90% من المشكلة، وتبقى عملية التجنيس فقط.
ولكن اذا ارحنا البدون اقتصاديا اجتماعيا وبدأوا يستقرون نفسيا فاعتقد انك قد عالجتهم، وتبقى قضية الجنسية فهذه تنظر على مهل.
مقالك الأخير بعنوان «شيعة الكويت.. جزء من هذا التراب» هل هو نهج تصالحي ومنهج جديد للتفكير في المواطنة خاصة بعدما تمر به المنطقة من مخاطر عديدة اساس بعضها طائفي وايضا النهج التصالحي مثلا في مصر بان المسلمين والاقباط يد واحدة وغير ذلك من دعوات التعايش الحق ونبذ الفرقة والانقسام وهو ايضا ما دعا اليه صاحب السمو الامير في خطابات متعددة ؟
٭ هذا الكلام موجود في الكويت من التعايش بين السنة والشيعة، لكن مشكلتنا ان الاجواء المشحونة والمتوترة هي مدخل لان نسمع جيدا، فنحن لدينا قناعة كأهل السنة في الكويت ـ وليس بالضرورة كل السنة ولكن لدينا قناعة نحن اغلبية السنة وتحديدا كحركة دستورية ـ ان الفتنة الطائفية تفتت المجتمع وتقضي عليه، وتقضي على روح الابداع وعلى مشاريع التنمية، وهي السبب الرئيسي في التخلف وضياع الطاقات، وتهدد امن المجتمع واستقراره.
ولذلك فنحن نبذل كل ما في وسعنا من اجل الا توجد فتنة طائفية، لكن ايضا لدينا شعور بانه لا يجوز ـ ومن اجل منع فتنة طائفية ـ ان اجعل طائفة تأخذ اكثر من حقها.
فمثلا فان الشيعة في الكويت وبنظرة عامة للاوضاع لا يتجاوزون الـ 20% في احسن الاحوال وهذا الرقم قد يزعجهم. وهم يقولون انهم اكثر من 30% ـ والرقم زاد او نقص لا يهم ـ ونظرتنا نحن ان هذه المجموعة الـ 205 تحترم وتعطى حقوقها، فلهم مالهم وعليهم ما عليهم ويجب على الحكومة اعطاءها حقوقها بمقدار تواجدها وتشكيلها.
لكن ما يحدث خلال هذه الايام وتحديدا من بعض نواب مجلس الامة واخص بالذكر صالح عاشور والسيد حسين القلاف انهم دائما ينطلقون في تصريحاتهم من منطلقات طائفية بحته تزيد من شق الصف ومن تفكيك المجتمع وتوجد صورة قاتمة للطائفية في الكويت، وكأن أي تصرف نحن نتصرفه ـ في الجهة المقابلة ـ من منطلقات طائفية ضد الشيعة، هذا الكلام ليس صحيحا، واعطيك مثالا، فحينما صارت ديوانية الحربش ومواجهة القوات الخاصة مع اهل الديوانية، كل الكتل الشيعية البرلمانية كانت تصريحاتها «زين سويتوا فيهم، هؤلاء خالفوا امر ولي الامر» وايدوا القوات الخاصة، حتى سحل د.الوسمي امام الله وخلقه لم يحرك فيهم ساكنا، فانا هنا اغتاظ، لانني ادري لو ان هذا الدكتور من طائفة الشيعة لقامت الدنيا ولم تقعد، ولذلك فانا يحز في نفسي ان ميزان هؤلاء النواب وقياسهم للامور من منطلقات طائفية «ان لم تكن شيعي فان شاء الله تحترق».
وتأكيدا لهذا الشعور حينما قامت مجموعة في البحرين ـ وليس الكويت ـ بمواجهة ملك البحرين والخروج عليه والمطالبة بإسقاط النظام، وشلت الحياة كاملة في المنامة كان ردهم هو مطالبة ملك البحرين بالاستجابة لمطالب هذه المجموعة.
وهذا يحز في نفسي لان الفتنة الطائفية بدأت تضرب اطنابها في هذا المعسكر، ولذلك ناديتهم في مقالي: انتم يا اخوان ياشيعة، انتم جزء من هذا التراب، انتم منا وفينا... لكم ما لنا وعليكم ما علينا، فلا تجعلوا من المنطلقات الطائفية اصلا او تمييزا في المواقف.
واعطيك مثالا آخر، فقبل يوم 8 مارس بيومين خرج تصريح باسم «تجمع ثوابت الشيعة» يقول للحكومة: سنراقب كيف تتعاملون مع تجمع 8/ 3 فان سكتم عنهم ولم تفرقوهم ولم تضربوهم، فنحن سننظم اجتماعا اخر للشيعة للمطالبة بحقوقنا المغتصبة.
اولا: 8/3 لم يكن للسنة بل يمكن للشيعة فيه اكثر من السنة، وثانيا لم يكن مطالبات يوم 8 مارس لحقوق اهل السنة والجماعة، بل لحقوق عامة للشعب الكويتي، فحينما تأتي انت وتطرح هذا الطرح البغيض، فاشعر انه لابد ان يؤخذ على ايديهم وان يقفوا عند حدهم، تلك المجموعة التي تريد ان تفرق بين السنة والشيعة في هذا المجتمع.
وكأنهم يقولون ان الشيعة طائفة خاصة لها حقوق خاصة لا يجوز التعامل معها كما تتعاملون مع السنة، ولها معاملة خاصة، ولذلك من يرى قناة العدالة قبل يوم واحد من يوم 8 مارس يتمنون ان تضرب الداخلية تجمع 8 مارس وان يفرقوهم.
هؤلاء مع الاسف، لا يفكرون في مصلحة البلد، فانا قلت: عندكم مجانيين وعندنا مجانيين، ولديكم متطرفون ولدينا متطرفون، ولكن حينما يخرج منا واحد مجنون ويتحدث بطرح طائفي فنحن نقول له: وقف عند حدك، ولا تجد له اتباعا.
واتمنى من حكماء الشيعة وعقلائهم ان يبادروا الى كبح جماح جهالهم، فمصلحة الوطن لا تحتمل هذا الطرح الطائفي المتطرف.
اخيرا، البعض ينظر الى ان ما يحدث ويجري في البحرين الى وجود دور ايراني قوي، كيف تنظرون لذلك؟
٭ الشيعة لا يخفون ولاءهم لايران ولا يخفون ولاءهم للولي الفقيه، ولا يخفون مرجعيتهم للسيستاني او لخامنئي، وهذه من ابجديات العمل السياسي والدعوي عندهم، ولذلك حينما يأتي احد ويقول: والله ياجماعه انا خايف اذا الشيعة سيطروا في البحرين وان تكون البحرين قاعدة ايرانية لتصدير الثورة في الخليج، فهذا كلام وارد جدا.
وارد جدا ان ايران يكون لها حضور رئيسي وتأثير كبير على شيعة البحرين، وهم لا ينكرون علاقتهم بايران، وهي علاقة واضحة وهناك ادلة كثيرة تثبت ان الشيعة في العالم مرجعيتهم ايران وبعضا منهم العراق.
مبارك طلع ومبارك نزل
سألت الدويلة خلال اللقاء: انت شخصيا كنت في القاهرة منذ اشتعال الثورة، كيف عايشت تلك الايام هناك وهل كانت بينك اتصالات وبين جماعة الاخوان، وآخرين من المعارضة المصرية؟ فرد قائلا: «لا لم تكن لي اتصالات هناك، ووقتها كنت بالقاهرة في جمعة الغضب، وانتخبت رئيسا لاتحاد المكاتب الهندسية العربية، فعلق احد الاخوان مبارك يطلع ومبارك ينزل في اليوم نفسه».
اليد الطولى الأميركية في المنطقة
خلال اللقاء شدد الدويلة على ضرورة ان تكون هناك يد طولى قوية وواضحة وحاسمة للولايات المتحدة الاميركية في المنطقة حتى توقف المد الايراني والا فستكون اليد الطولى لإيران في المنطقة.
علاقة إخوان مصر وحماس بإيران.. غريق تعلق بـ «قشة»
سألت ابا معاذ عن خصوصية علاقة اخوان مصر وحماس تحديدا مع ايران وهل هي الممول الرئيسي لهم فأجابني قائلا: «دعنا نفرق بين ايران وهي تمدك او تدعمك بالسلاح او المال او الدعم السياسي، وبين ولائك لإيران وعاطفتك مع ايران والتوجيه يأتيك من ايران، حماس ذاقت الامرين واسرائيل ومصر كانتا تخنقانها من كل الجهات، ووجدت يدا ايرانية تريد ان تطعمها وتنقذها مما هي فيه وتخفض من معاناتها، فالغريق لا يلام اذا تعلق بـ «قشة».
اعتقد حينما يكون لحماس او اخوان مصر علاقات مع ايران فهذا لا يتناقض مع الكلام الذي اقوله وهو ان هناك فرقا بين العلاقات السياسية والمصالح والولاء لإيران.