صرح د.ضاري العجمي مدير إدارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية بأن الغابات كنظام بيئي فريد، تغطي ثلث مساحة يابسة العالم، ويعتمد عليها بشكل مباشر ما لا يقل عن 1.6 مليار إنسان، وتضم حوالي ثلثي كائنات الكرة الأرضية، وفي وطننا العربي تشغل الغابات قرابة 10% من المساحة الكلية للوطن العربي التي تبلغ حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، وتنتشر بجنوب السودان وفي المناطق الساحلية من المغرب العربي والمرتفعات الساحلية في بلاد الشام وأجزاء من العراق، والغابات كنظام بيئي لها فوائد متعددة لعل من أهمها أنها تلعب دورا رئيسيا في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تمتص ما بين 15 و20% من الانبعاثات الغازية في العالم، حيث إنها تمثل خط الدفاع المنيع ضد المتغيرات المناخية التي تهدد كوكب الأرض.
وحول شعار اليوم العالمي للبيئة للعام الحالي «الطبيعة في خدمتكم» أفاد د.ضاري العجمي بأن الغابات تقدم خدمات متنوعة، منها الاقتصادية والاجتماعية، حيث تمثل مصدرا للعيش وكسب الرزق لملايين من البشر، كما انها تلبي احتياجات الطاقة في العديد من بلدان العالم، أما الخدمات البيئية والايكولوجية للغابات فيصعب حصرها، ولعل أهمها حماية التنوع البيولوجي من الانقراض والحد من مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية من خلال امتصاص الغازات الدفيئة.
وأضاف: تتمحور فلسفة العالم المتقدم في الشأن البيئي في ان الإنسان بمقدوره ان يحدث فرقا كبيرا من خلال تبنيه نهجا مبتكرا تجاه بيئته، يرتكز على بعض السلوكيات والممارسات الإيجابية، مثل زراعة الأشجار والحفاظ على المسطحات الخضراء واستثمار كل قطرة من مياه الأمطار وتدوير بعض المخلفات وتقنين استخدام المواد الضارة بالبيئة والتوسع في الاعتماد على المواد الخضراء والعودة الى أحضان الطبيعة.
وقال بعد ذلك: «إذا أردنا ان نحافظ على بيئاتنا ونطور مواردنا، علينا ان نجعل كل يوم من أيام حياتنا يوما عالميا للبيئة، ما يعني استشعار جميع قطاعات وشرائح المجتمع لكل صغيرة وكبيرة تمس بيئتنا، ما يعمق نهج التنمية المستدامة ما يعني بيئة نظيفة وهواء نقي وموارد دائمة الرفد والعطاء». وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة أشاد د.العجمي بقرار مجلس الوزراء رقم 25 بتاريخ 16 يناير 2011، بشأن حماية عدة مناطق بالكويت لتصبح محميات طبيعية، منها ام نقا (شمال شرق) والأبرق (جنوب غرب) والهويميلية (شمال غرب) والخويسات (شمال شرق) وأم جدير (غرب) فضلا عن المنطقة الحدودية المحظورة بين الكويت والعراق، ومما لا شك فيه ان البيئة في الكويت ستجني ثمار هذا العمل الرائع، حيث تزدهر الحياة الفطرية النباتية والحيوانية وتتقلص مصادر الغبار والرمال وتضخ الدماء في عروق البيئات المنهكة. وفي ختام تصريحه، قال د.العجمي «لكي تشرق الشمس وتغرد الطيور وتتفتح الزهور وتمتلئ سنابل الخير، علينا ان نستثمر ما يتاح أمامنا من فرص وما أكثرها، يأتي في مقدمتها إعادة النظر في أنماط استخداماتنا من الطاقة واستهلاكنا من المياه والغذاء وتبني نهج جديد وفكر مستنير لممارساتنا وسلوكياتنا تجاه البيئة ومواردها، في إطار الاستفادة القصوى من مستحدثات البحث العلمي والتطوير التقني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات».