واشنطن - أحمد عبدالله
قال نائب قائد المنطقة العسكرية الوسطى في وزارة الدفاع الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي لـ «الأنباء»، ان التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة «يعد نموذجا في علاقاتنا بدول المنطقة».
وأشار الجنرال على هامش مؤتمر شارك فيه بواشنطن، الى ان «القدرة على التنسيق بيننا وبين الاصدقاء الكويتيين تتقدم بصورة مرضية للغاية، ونحن نبحث معا وعلى نحو منتظم سبل تطويرها وتجاوز أي عقبات تطبيقية تظهر خلال ذلك».
وقال «علاقاتنا بالكويت وبدول المنطقة تتمحور حول سؤال واحد أساسي: كيف يمكن لنا أن نسهم في تعزيز استقرار تلك الدول؟ هذه الدول تسعى بطبيعة الحال الى تعزيز استقرارها ومواجهة أي مخاطر تهدد هذا الاستقرار، وهم ونحن نرى أن مساهمتنا في ذلك ضرورية».
واضاف: ان بناء قدرات مشتركة هو المفتاح لذلك بطبيعة الحال. الا ان هذا لا يتحقق الا عندما نتوصل معا الى تعريف مشترك لمصدر التهديد.
فالتعاون الامني لا يحدث في فراغ، ولكنه يحدث على اساس رؤية مشتركة لمصدر التهديد، ومن ثم بناء قدرات مشتركة لمواجهته.
وليس من السهل دائما الاتفاق على مصدر التهديد كما تشهد بذلك تجربتنا في العراق، اذ ان رؤية الحكومة لمصدر الخطر كانت تختلف ليس فقط عن رؤية الآخرين، ولكن ايضا بين فترة واخرى بناء على تطور الاحداث.
وقال ان القوات الاميركية في بعض الدول التي تقع داخل نطاق المنطقة العسكرية الوسطى كانت احيانا تطبق معايير اميركية على القوات الوطنية كما حدث في العراق.
وفسر ذلك بقوله «كنا نتوقع ان تتصرف القوات العراقية كما نتصرف نحن من ناحية سرعة الحركة والقدرة على الانتقال، وحين طلبنا من كتيبة معينة ان تنتقل من مكان الى مكان لم تفعل بالسرعة المطلوبة، وقيل انها تمردت ورفضت، الا ان الامر لم يكن كذلك على الاطلاق».
وزاد ان سرعة الحركة والانتقال لم تكن أبدا جزءا من تقاليد الجيش العراقي وخبرته، ولقد كان أمرا خاطئا ان نحكم على تلك القوات بمعاييرنا نحن.
وأشار الى ان احد الدروس المستفادة من التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والكويت، بالاضافة الى بقية دول المنطقة هو «اننا تعلمنا ان نبحث معا عن عنصر الاستمرارية في أي خطوة على طريق تعاوننا الأمني، لاسيما في برامج التسليح، وليس من المفيد لنا أو للدول التي تتعاون معنا، ان نبدأ برنامجا لن يستمر لأسباب تتعلق بقدرة هذه الدولة أو تلك على الابقاء عليه وتطويره».
واضاف: فضلا عن ذلك فإننا تعلمنا ان نبحث دائما عن نقطة التوازن التي تتيح للدولة التي نتعامل معها ان تدير أي برنامج مشترك بمفردها في فترة لاحقة. وأقصد بنقطة التوازن هذه تلك النقطة التي تصل فيها قدرات البلد المعني فيما يتصل بذلك البرنامج، الى امكانية ادارته بدون مشاركة أساسية من جانبنا.
وقال ديمبسي: تعلمنا ان نفكر في تلك اللحظة الانتقالية، وان نساعد على بناء القدرات الذاتية للبلد الذي نتعاون معه حتى يتمكن من ادارة أي برنامج بدأ مشتركا بصورة مستقلة.
وزاد الجنرال: ان اهم عوامل التعاون المشترك هو بناء الثقة، وحذر من تآكلها كما حدث حين تبرم الجنود الاميركيون مما تصوروا انه بطء في قدرة القوات العراقية على الوصول الى نقطة الكفاءة المطلوبة.
وأضاف: ان من المهم أولا تعريف نقطة الكفاءة هذه بصورة تتفق مع القدرات العراقية وطريقة عمل القوات العراقية، والظروف التي تعمل فيها والكيفية التي بنيت بها. واذا وضع جندي اميركي شاب معيار التشابه مع القوات الاميركية كمعيار للكفاءة، فإنه يرتكب بذلك خطأ كبيرا، اذ ان الكتائب العراقية لا تُبنى بنفس الكيفية التي نبني بها كتائبنا.
واستطرد قائلا: نحن نوكل الصلاحيات داخل الكتيبة الواحدة وهم يمركزونها. لقد فعلوا ذلك دائما، ولا أعتقد انه كان من الانصاف لهذه القوات ان نطبق عليها معاييرنا، ليس بسبب أي تشكيك في قدراتها بالمرة، ولكن لأنها تعمل بمنطق مختلف يتلاءم مع ظروف نشأتها وعملها.
الصفحة في ملف ( pdf )