ضاري المطيري
اختتم الداعية فهد الجنفاوي أنشطة ملتقى الصحابة الثلاثاء الماضي باستضافة الداعية والإمام والخطيب في وزارة الأوقاف داود العسعوسي، الداعية الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف محمد العصيمي في محاضرة بعنوان «صور المحبة بين آل البيت والصحابة رضي الله عنهم».
وابتدأ العسعوسي حديثه بطرح سؤال، وهو لماذا نحب الصحابة؟ وأجاب قائلا نحب الصحابة لأمور منها إيمانهم ولنيلهم شرف الصحبة ونحبهم لخدمتهم للدين وبذلهم الجهد في سبيل الله، وأتبعه بسؤال آخر، هو لماذا نحب آل البيت؟ وأجاب نحبهم لقرابتهم من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) علاوة على إيمانهم وبذل للدين ونصرتهم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ).
وأكد العسعوسي أن حب الآل والصحابة من الإيمان حيث أنه قربة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى وهو أيضا من الولاية المنصوص عليها في قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا)، بل إن حبهم وتوقيرهم من توقير النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه لحديث (الله الله في أهل بيتي) وقوله تعالى (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه..)، وبيّن أن المحبة في الله عبادة ومحبة أوليائه من محبته جل وعلا، وصار بذلك سبهم والطعن فيهم طعنا في رسولهم وربهم والدين الذي نقلوه لنا،ولذلك يدور حكم سبهم بين الكفر والفسق على تفصيل معروف ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية (الصارم المسلول).
وأوضح أن الصحابة يحفظون وصية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لهم بآله حين قال يوم الغدير (أذكركم الله في أهل بيتي، قالها ثلاثا) رواه مسلم وهم أولى الناس بتطبيقها والعمل بها، وأيضا آل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يعرفون فضل الصحابة وهجرتهم وجهادهم مع رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ويحفظون وصيته بأصحابه (الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فبغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) رواه الترمذي.
وذكر أمثلة على الثناء المتبادل بين الصحابة ومنها قول علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (إن الذي سبقت لهم منا الحسنى.. الأية ) (منهم عثمان ( رضي الله عنه )) رواه أحمد، ولما توفي زيد بن ثابت قال فيه ابن عباس رضي الله عنهما (والله لقد أفن به علم كثير) رواه أحمد، وقال أبو حازم المدني (ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين، سمعته وقد سئل: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال: بمنزلتهما منه الساعة)، وكان عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي إذا ذكر له مقتل عثمان يبكي حتى يبل لحيته وثوبه، وكان أبو بكر يقول (ارقبوا محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) في أهل بيته)، وقال عمر للعباس حين أسلم العباس (والله لإسلامك يوم أسلمت أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم ولأن إسلامك أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من إسلام الخطاب).
واختتم العسعوسي حديثه بالتأكيد أن للصحابة والآل وما كان بينهم من محبة ومودة نصيب من حديثه ( صلى الله عليه وسلم ) (المرء مع من أحب)، والحديث القدسي (أين المتحابون في جلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، ومن قوله تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
وبدوره أكد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الداعية محمد العصيمي أن مثل هذه الملتقيات تعد نوعا من النصرة لتلك الأعلام الشامخة والرموز الراسخة من الآل والأصحاب وأيضا هي جزء من الوفاء، وبين أن الصحابة لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من الثناء والبشارة بالجنة والإصطفاء إلا لما حصل بينهم من صور عظيمة تدل على محبة بعضهم لبعض، ولذلك قال تعالى (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا).
وضرب العصيمي أمثلة على المؤاخاة والإيثار وسلامة القلوب بين الآل والأصحاب كثيرة منها أن الصديق أعتق بلال بن رباح رضي الله عنهم أجمعين وذلك بخمس أواق ، وكان الصحابة يتفضل بعضهم على بعض مع قلة ذات اليد، وكان غنيهم يساعد الفقير فيهم والمحتاج، ونفقات عثمان ( رضي الله عنه ) وشراؤه لبئر رومة أكبر دليل على ذلك.
الصفحة في ملف ( pdf )