حنان عبدالمعبود
ثمن وزير الصحة عبدالرحمن الطويل دور وزارة الداخلية متمثلا في وزير الداخلية «المتعاون لأبعد الحدود» في مواجهة ما أسماه ظاهرة الاعتداء على الأطباء.
وقال الوزير: ان هذه الظاهرة الجديدة علينا بمجتمعنا هي مرفوضة، أن يقوم شخص بالاعتدء على آخر يقوم بواجبه وخاصة الأطباء الذين من حقهم اتخاذ القرار بفحص المريض في حالات الحوادث، واستطرد: نحن نعي جيدا أن كل شخص يأتي بمريض يعتقد أن له الأولوية، ومن يقرر هذا هو الطبيب، وللأسف في بعض الأحيان يتمادى البعض ويعتدون على الأطباء وهذا لا نقبله، وقد أبلغت وزارة الداخلية بضرورة التدخل ولهذا فإنه مع الأسف أصبحت لدينا شرطة في المستشفيات خاصة عيادات الحوادث وسيلقى القبض على أي شخص يعتدي على طبيب أو أي شخص يعمل بالمستشفيات وسنتخذ جميع الاجراءات القانونية والادارية لحماية أطبائنا.
وشدد الوزير الطويل على أنه لن يتهاون في هذا الأمر وقال لن نسمح بهذا التوجه فهو توجه خطير ونحن نعي جيدا شعور الأهل حيال مرضاهم ويكونون متأثرين ومنفعلين إلا أن هذا لا يعطيهم الحق في الاعتداء على الأطباء الذين لهم حق تقدير الأولوية بالفحص لأنهم هم الأعلم بالأمراض وأنواعها وما يحتاج اليه من اسعافات وأدوية.
وعن ازدحام المستشفيات بأعداد كبيرة من المرضى مقابل أعداد قليلة من الأطباء مما يؤدي إلى عدم تقديم خدمة بشكل جيد وبالتالي الوصول لدرجة الحدة من قبل البعض تأثرا بمعاناتهم، قال الوزير: هذا لا يبرر أن يتم الاعتداء على أحد سواء كان طبيبا أو ممرضة فهذا سلوك غير أخلاقي. ونحن نعاني بالفعل من ضغط بالمستشفيات ولهذا فقد اتخذنا قرارات بفتح المستوصفات من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية عشرة مساء لتخفيف الضغط على الحوادث والذي يجب أن يذهب للحوادث فقط هو من يحتاج اليها، فنحن نعاني بالفعل من ضغوط موسمية ولكن هذا لا يبرر الاعتداء. وآمل أن تختفي هذه الظاهرة.
حديث الوزير جاء عقب حضوره حفل التكريم السنوي للحملة الوطنية التوعوية لمرض السرطان «كان» تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث اختتمت به انشطة عامها الأول وأقيم بفندق شيراتون الكويت.
وفي بدية الحفل ألقى وزير الصحة كلمة فقال: إنه لمن دواعي سروري أن أتشرف بتمثيل حضرة صاحب السمو الأمير في رعاية الحفل الخاص بحملة «كان» خصوصا أنها باتت مدعاة للفخر بأبعادها الإنسانية ومستواها المرموق. وأضاف «كنت من أكثر المهتمين بهذه الحملة، حتى قبل ان أتولى مهامي في وزارة الصحة وحرصت على متابعة مسيرتها والوقوف على مساهمتها في رفع مستوى الوعي الصحي، مرسخة بذلك المفاهيم الصحية الصحيحة التي تتعلق بالفرد والمجتمع وتساهم في رفع إنتاجيته ما عزز موقعها كجزء من برنامج تعزيز الصحة في الكويت، مشيرا إلى ان «كان» سعت إلى تحقيق أهداف إنسانية سامية تمثلت في رفع مستوى الوعي الصحي لمرض السرطان لدى المجتمع الكويتي وتشجيعه على تبني مفهوم الحياة الصحية وذلك من خلال رؤية عميقة ووسائل مبتكرة في إيصال المعلومة الطبية بطريقة مبسطة وأسلوب عصري.
وأوضح الطويل ان التكامل الذي خلقته «كان» بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال تعاونها مع البرنامج الوطني لمكافحة السرطان وعملها كمظلة إعلامية لجميع الجهات المهتمة، إلى تفعيل دور القطاع الخاص في إطار المسؤولية الاجتماعية والنتائج الملموسة التي حققتها، تفرض علينا أن ندعم مسيرتها وأن نقدم لها كل التسهيلات التي تحتاج اليها. واشاد الوزير بالجهود التي بذلها القائمون على حملة «كان» في خلق جيل واع يستطيع أن يقي نفسه وذويه من مرض السرطان.
خطر الإصابة بالسرطان
من جهتها قالت رئيسة الحملة د.فايزة الخرافي ان الحملة عملت منذ انطلاقها قبل عام على نشر الثقافة الصحية للتقليل من خطر الإصابة بمرض السرطان وزيادة فرص النجاح في العلاج منه، ونظمت العديد من الأنشطة بهدف تحقيق مزيد من التواصل مع الجمهور، وبفضل هذه الخطوات حققت «كان» نجاحا كبيرا عكسته الأرقام والنتائج التي أظهرت ارتفاع نسبة الوعي الصحي من نسبة 17 إلى 61% بعد عام على انطلاقها، وذلك استنادا إلى إحصاءات أعدت من قبل جهة محايدة ومتخصصة في مجال الأبحاث والدراسات. كما لقيت الحملة إشادة وإعجابا من عدة جهات محلية ودولية أبرزها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومنظمة الصحة العالمية، حيث قام وفد يمثل هاتين الجهتين بزيارة إلى مقر الحملة اطلع في خلالها على إنجازات الحملة وما تقدمه من خدمات للمجتمع.
وأضافت د.الخرافي ان ما تم تحقيقه «يفرض بذل مزيد من الجهود للارتقاء بالحملة إلى المستوى المعمول به في الدول المتقدمة»، مشيرة إلى انه سيتم اعتماد آليات جديدة بهدف الارتقاء بمستواها إلى الدرجة التي تليق بسمعة الكويت، وتبني استراتيجيات عامة لتفعيل عدد من القوانين بهدف القضاء على الظواهر السلبية التي تضر بالصحة، كما سيتم تنظيم انشطة مختلفة والتركيز على جوانب مهمة تخص مرض السرطان كالرياضة والكشف المبكر، لما لهذه الجوانب من أثر كبير في تقليل نسب الإصابة بالسرطان وزيادة فرص الشفاء منه.
ولفتت د.الخرافي الى ان نجاح الحملة ما كان ليتحقق لولا دعم مختلف الجهات والأفراد والمساهمة الإيجابية التي قدمتها الشركات الراعية في إطار مسؤوليتها الاجتماعية والمشاركة الفاعلة من قبل المجتمع بجميع شرائحه. وتقدمت بالشكر إلى جميع من ساهم في الحملة داعية جميع الفعاليات للمساهمة في حملة «كان» حتى تستمر المسيرة وتصل بالمجتمع إلى بر الأمان.
أبعاد مختلفة
من جانبه، شدد رئيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان د.عبدالرحمن العوضي في كلمته التي ألقاها على التعاون الذي أوجدته «كان» بين وزارة الصحة ومختلف المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، وأضاف: ان «كان» استمدت اسمها من الحروف الأولى لمرض السرطان cancer والمستمدة من القدرة والاستطاعة، وهذا ما دفعنا إلى العمل على رفع نسبة الوعي على الرغم من أنه طريق شاق، ولذلك أخذت التوعية أبعادا مختلفة إعلامية، نفسية، اجتماعية، دينية واقتصادية، مشيرا إلى ان الدراسات أثبتت ان 30% ممن يصابون بهذا المرض تزداد فرص نجاتهم بالتوازي مع ارتفاع نسبة وعيهم لأخطار المواد المسرطنة، لذلك كل درهم يصرف في مجال التوعية يعادله قنطار من التوفير، وهذه حقيقة عملية يعرفها كل المعنيين في الوسط الصحي ولعل النتائج التي أظهرتها الدراسة الأولية قبل الحملة وبعدها في مجال التوعية، شجعتنا على الاستمرار لأننا في النهاية نعلم الهدف النبيل الذي يمكن تحقيقه بهذه التوعية فإحياء نفس واحدة يعادل إحياء الناس جميعا».
وعقب ذلك تم عرض الفيلم التسجيلي «كان في عام» الذي احتوى أهم الأنشطة التي أقامتها الحملة خلال العام الأول وبعض ملامح الخطة المستقبلية للعام الثاني.
ومن ثم تم تكريم الشركات الراعية الرئيسية التي واكبت الحملة على مدى العام الماضي وهي: بيت التمويل الكويتي، شركة الاتصالات المتنقلة «زين»، شركة مشاريع الكويت (القابضة)، ومجموعة الصناعات الوطنية التي اسهمت بدور فاعل في تحقيق النجاح الذي شهدته الحملة. كما تم تكريم جهات مختلفة حكومية وأهلية وخاصة وكذلك أفراد ساهموا من مواقعهم في تحقيق أهداف الحملة وتسليط مزيد من الضوء على نشاطها.
يذكر ان الحملة الوطنية التوعوية لمرض السرطان «كان»، التي انطلقت في عام 2006، شهدت تطورات نوعية ولاقت استحسانا وتجاوبا لدى مختلف شرائح المجتمع الكويتي، حتى بات نشاطها مرتبطا ارتبطا وثيقا بمفهوم المسؤولية الاجتماعية الراقية والعمل الإنساني بأبعاده العميقة، وباتت تشكل برنامج عمل ضمن البرامج اليومية للعديد من الأفراد الذين وجدوا فيها مصدرا لتعزيز الأمل ونقطة التقاء مهمة للجهود المبذولة من قبل جميع المعنيين.
وكانت «كان» قد بدأت نشاطها على أرض الواقع من خلال المرحلة الأولى التي بدأت تحت عنوان «كان.. الإرادة والوهم» بهدف إبعاد الهاجس المترسخ حول مرض السرطان وتبيان أهمية الوعي في تقليل خطر الإصابة بالمرض، ثم تم في وقت لاحق إطلاق المرحلة الثانية بهدف التعريف بمشاريع الحملة تحت شعار «ساهم بالإمكان» بهدف التعريف بالمشاريع التنموية والدعوة للمساهمة في دعمها، أما المرحلة الثالثة فباشرت نشاطها تحت شعار «كان والغذاء» وهدفت إلى حث المجتمع على تبني أسلوب حياة صحي.
وإيمانا بضرورة استكمال نشاطها، يضع القائمون على الحملة اللمسات الأخيرة لإطلاق حملة كان والرياضة تحت شعار «غير نمط حياتك»، وسيتم ذلك من خلال مؤتمر صحافي يكون على مستوى الحدث.
الصفحة في ملف ( pdf )