مجد فاخورجي
تتعاقب الايام وتطوي صفحاتها مخلفة وراءها سنين من عمر الزمان واجيالا ابصرت الحياة شاخصة بابصارها الى السماء تتلمس معاني وجودها وتبحث في اسباب جمالها، فمنذ ان خلق الله نعمة البصر في الانسان يشهد بكلتا عينيه عجائب الله في خلقه واذا جال بناظريه في السماء وجد فيها اشياء لا يجد لها تفسيرا الا بالبحث والتقصي فراح يسمي الأشياء بمسميات ابتدعها ويصف المتقارب منها باوصاف تجمعها ويتابع ما بدأ بحثا عن تعريف المجهول وكشف المستور فهو بطبعه عدو ما يجهل وانيس ما يعلم.
وفي كل زمان يمضي رجال نذروا انفسهم للمجهول فجالوا في غياهبه ومروا في مصائده فاصابوا واخطأوا ليكشفوا للناس ما خفي عنهم ويحفروا اسماءهم على صفحات التاريخ اناسا افادوا البشرية بعلومهم واسهموا في رقيها بفكرهم. ويشاء الله ان يلتقي المرء بهؤلاء فيأنس بحديثهم ويغترف من معين علومهم وينهل من بحار فكرهم، فبعد 28 عاما قضاها يرقب عجائب الخالق وغرائب الموجودات ويسافر بين الدول تاركا الأهل والولد باحثا عن اعماق الكون واسرارالسماء والنجوم زاهدا في راحة البال والعيش الوفير ما زال يشخص بناظريه الى عل قائلا: (لخلق السماوات والأرض اكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
ولانه كان رساما وخطاطا يحمل احساسا مرهفا تجاه الاشياء جال بين كواكب المجموعة الشمسية محدقا في نجومها واقمارها وشموسها وكان المجهول دافعه للسير نحو الاعمق، فكم من ساعات قضاها واقفا امام باب استاذه ومعلمه الفلكي الاكبر د.صالح العجيري رجاء فك لغز مسألة أو بيان حالة معقدة، فاذا غاب المعلم بقي المجهول اكبر فكان لابد من الترحال والاستزادة من منابع العلم واصوله فاتجه نحو تونس ثم تابع نحو روسيا فمصر فالمملكة المتحدة ففرنسا فالولايات المتحدة الاميركية من ولاية مني سوتا الى تكساس فكاليفورنيا وكان بينها يؤسس لمدرسة فلكية ينقل تجاربه لابناء بلده فكان عضوا في النادي العلمي عام 1984 ثم عضوا مؤسسا في مرصد العجيري وادارة علوم الفلك عام 1985 كرمه سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد على جهوده في علم الفلك عام 86 وقد حصل على درجة الهندسة في الالكترونيات من ولاية مني سوتا - الولايات المتحدة الاميركية عام 94 وقد كرمه الامير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله على مسيرته وابحاثه الفلكية عام 98 ليترأس بعدها فريق اصلاح مرصد العجيري بعد توقف دام 13 عاما في 2003 ثم أسس أول فريق فلكي على أسس علمية حديثة عام 2003 ونجح في حساب تقويم فلكي اطلق عليه تقويم الحماد 2006 وقد قام استاذه ومعلمه د.صالح العجيري بتكريمه لجهوده في مجال التوثيق الفلكي وقام بطباعة تقويم الحماد عام 2006.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )