مريم بندق
دعا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى احداث نقلة نوعية في النظام التعليمي تشمل عمليتي التعليم والتعلم بتطبيق نموذج تعليمي نشط ومميز مبني على اكساب الطلاب مهارات وقدرات التفكير والابداع والتفاعل الاكاديمي منذ الصغر، لإعداد جيل محب لوطنه متمسك بثوابت وقيم الدين الاسلامي الداعية لقبول الآراء ونبذ التعصب ونشر المحبة والتآلف.
ووضع صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد شرطين اساسيين لتحقيق هذا الهدف، هما ان تكون آلية تطوير النظام التعليمي مستمرة من رياض الاطفال حتى التعليم الجامعي، وان تشمل المناهج لترتبط بما يستجد من العلوم الحديثة ورفع كفاءة المعلمين والمعلمات، وتحسين بيئة التعلم المتاحة لأبنائنا وبناتنا، وذلك من خلال بناء استراتيجية تعليمية واضحة تراعي تجارب العالم المتقدم وتتوافق مع احتياجاتنا الوطنية.
جاءت تلك التعليمات السامية لصاحب السمو الامير في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموه ممثل صاحب السمو سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد في اثناء افتتاح انشطة المؤتمر الوطني لتطوير التعليم الذي اقيم صباح امس بفندق الشيراتون بحضور رئيس مجلس الامة بالإنابة د.محمد البصيري ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك والشيوخ والوزراء وكبار رجالات الدولة.
وقال ممثل صاحب السمو في الكلمة التي ألقاها نيابة عن صاحب السمو:
بتوفيق من الله تعالى ينعقد هذا المؤتمر الوطني للتعليم، ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية المجيدة، مستذكرين بهذه المناسبة بكل اجلال وتقدير اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد، طيب الله ثراه، واسكنه فسيح جناته، وما حققه رحمه الله من منجزات ومآثر عظيمة للوطن، ومثمنين الدور الكبير والاسهامات المشهودة لأخينا سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله حفظه الله في خدمة الوطن وتحقيق نهضته، سائلين المولى تعالى ان يمد بعمره ويمتعه بموفور الصحة والعافية.
واوضح صاحب السمو ان دعوتنا لهذا المؤتمر تهدف الى وضع الآليات الحديثة والمناسبة لتحقيق تحول نوعي في عمليتي التعليم والتعلم في وطننا العزيز، ايمانا منا بأن العلم والمعرفة هما اساس بناء الانسان الكويتي، الذي هو ثروة الوطن الحقيقية التي لا تعادلها ثروة، وعدته لمستقبل واعد بإذن الله تعالى.
وأعرب صاحب السمو عن تطلعه من المؤتمر بالقول: ان ما ننشد تحقيقه هو إحداث نقلة نوعية في نظامنا التعليمي، من النموذج التقليدي القائم على الحفظ والتذكر، الى نموذج تعليمي نشط ومتميز، مبني على التفكير والإبداع، والتفاعل، واكتساب المهارات والخبرات، ما يسهم في جعل وطننا الكويت، مواكبا للتطور العلمي والتقني، ومشاركا فاعلا في نهضة العصر الحديث، عصر الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة.
وحدد صاحب السمو آلية تنفيذ ندوة التطلعات موضحا ان ما نصبو اليه ايضا هو وضع آلية تطوير مستمرة لنظامنا التعليمي، تمتد من مراحل رياض الاطفال الى الجامعة، مرتبطة بما يستجد من علوم حديثة، لتعمل على تطوير المناهج، ورفع كفاءة اداء المعلمين والمعلمات، وتحسين بيئة التعلم المتاحة لأبنائنا.
واستطرد: كما ان علينا ان ننمي في نفوس طلابنا وطالباتنا مهارات البحث العلمي، والتحليل الاكاديمي، واكتساب القدرات منذ الصغر.
واوضح صاحب السمو ان هذه الاهداف لن تتحقق الا بتضافر الجهود المشتركة، فتطوير التعليم لا يقتصر على مسؤولي التعليم او الحكومة، بل هو نتاج عمل وجهد مشترك، لجميع الاطراف في المجتمع.
وقال صاحب السمو: انني أدعوكم من خلال هذا المؤتمر الهام الى مراجعة مسيرة الكويت التعليمية، وتجنب سلبياتها، لبناء استراتيجية تعليمية واضحة، ذات برامج تنفيذية محددة، مستفيدة من تجارب العالم المتقدم، وخبراته، ومتوافقة مع احتياجاتنا الوطنية، لإعداد جيل محب لوطنه، مؤمن بعمله، متمسك بثوابت وقيم دينه الاسلامي الحنيف، الداعية الى نشر روح المحبة، والتآلف، وقبول الآراء، ونبذ التعصب، وتعظيم العلم بشتى صوره، واعتباره أداة لتقدم الامم والشعوب، والحضارة الانسانية.
واكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد: لقد أفاء الله تعالى على وطننا العزيز، بنعم جزيلة، وخيرات وفيرة، يتوجب علينا حسن استغلالها، وتوجيهها الوجهة السليمة لتنمية الوطن والنهوض به، وفي مقدمة ذلك تطوير التعليم كما أسلفنا، حتى يتواكب مع تطلعاتنا الوطنية، ويرتبط بأهدافنا الاستراتيجية، لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا في المنطقة.
واختتم سمو الأمير كلمته قائلا: متمنين لهذا المؤتمر كل التوفيق والسداد في التوصل الى توصيات بناءة، لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة لوطننا العزيز.
حفظ الله الكويت وأهلها، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والازدهار، وتغمد برحمته شهداءنا الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته وأنزلهم منازل الشهداء.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )