سعد العجمي
أشاد وزير التجارة والصناعة م.فلاح الهاجري بدور مبرة الهدى والتي انشئت نتيجة تضافر جهود مضنية واعمال حثيثة قام بها رجال لا يبتغون الا رضا الله - سبحانه وتعالى - وفضله.
جاء ذلك خلال حضور الوزير الهاجري ورعايته لاشهار وافتتاح مبرة الهدى الخيرية في منطقة الفحيحيل، بحضور الشيخ سالم المالك واستاذ الشريعة بكلية الشريعة د.اسماعيل مندكار ومدير ادارة الخدمات في شركة البترول الوطنية بداح الهاجري وجمع غفير.
وقال الوزير الهاجري: نشهد افتتاح مبرة الهدى الخيرية في منطقة الفحيحيل ضمن مسيرة الخير التي جبل عليها اهل الكويت منذ القدم في مساعدة المحتاج ونشر العلم الشرعي وفق الكتاب والسنة، ودعم طلبة العلم في مشارق الارض ومغاربها، ومد يد العون للسائل والمحتاج، وتنفيذ الاعمال الخيرية التي يزخر بها تاريخ الكويت في جميع اصقاع الارض بفضل الله - عز وجل - ومنّته.
وأضاف: انطلاقة مبرة الهدى الخيرية جاءت نتيجة تضافر جهود مضنية واعمال حثيثة قام بها رجال لا يبتغون الا رضا الله - سبحانه وتعالى - وفضله وتطبيق سنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم )، اجتهدوا في نشر الوعي الشرعي بامور ديننا الحنيف ومجابهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ديننا الخاتم في وسائل الاعلام الغربية، وجاهدوا في ترسيخ الوازع الديني في المجتمع، لاسيما عند جيل الشباب المستهدف من قبل العابثين في عقولهم وتشتيتهم عن امور دينهم ودنياهم.
واكد الوزير الهاجري ان اثر الزكاة والصدقة واعمال البر والخير عظيم عند رب العالمين الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، فعن ابي هريرة ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبدالله هذا خير، فمن كان من اهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من اهل الصيام، دعي من باب الريان» وفي هذا الحديث النبوي ترغيب حثيث في الصدقة التي تطفئ غضب الرب جل وعلا.
وختم كلمته بقوله: في ختام هذه الكلمة لا يسعني الا ان اشكر جميع القائمين على هذا العمل الخيّر، وأخص بالذكر رئيس واعضاء مجلس ادارة مبرة الهدى الخيرية، ومسيرة العطاء في الكويت لن تقف عند حد وهي مدعومة من قبل صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد ومن سمو ولي عهده الامين ومن سمو رئيس مجلس الوزراء.
من جانبه قال د. حمد الهاجري: من فضل الله على اخوانكم وابنائكم والذين عرفتموهم باسم «شباب مسجد الشيخ سالم العلي او شباب الفحيحيل» ان يسر لهم نشر العلم الشرعي والقيام بالدعوة الى الله وفق الكتاب والسنة بفهم سلف الامة، بعيدا كل البعد عن البدع المنكرة والافكار الدخيلة الباطلة والارهاب بشتى صوره واشكاله، كما لم يغب عن اذهانهم القيام بالاعمال الخيرية والاغاثية والمساهمة بأعمال البر والنفع العام، اذ كان لهم نشاط واضح وملموس في هذا المجال، الا ان هذا العمل لم يخل من بعض الصعاب اذ لم يكن تحت مظلة مؤسسة رسمية.
واضاف: ومن هنا كانت فكرة تأسيس مبرة الهدى الخيرية، هذه الفكرة التي ما سمع بها احد الا وحثنا على تفعيلها والتعجيل بها، فحظيت بحمد الله هذه الفكرة بترحيب واسع وتأييد كبير في اوساط منطقتنا ومجتمعنا.
واستطرد: وهذا ليس بغريب على اهل الكويت الذين عرفوا بتدينهم وحبهم لإخوانهم المسلمين ومساندة قضاياهم وتقديم العون لهم ومساعدتهم في الكوارث والنكبات ودعم وإنشاء المشاريع الخيرية، وذلك نابع عن ايمانهم وتمسكهم بشريعة ربهم، هذه الشريعة السمحة الغراء التي تحث على مساعدة المسلمين ومواساتهم وتفريج كربهم، وهكذا بدأنا بإجراءات التقديم للمبرة، حتى تم بفضل الله عز وجل ثم بجهود المحسنين إشهارها في 25 رمضان الماضي، ورغم قصر عمر هذه المبرة الا انها قامت بأعمال جليلة ومناشط عديدة، من بينها هذا الملتقى الثقافي الربيعي، والذي تشارك فيه كوكبة من اهل العلم والفضل، وستبدأ اولى محاضراته بعد مغرب اليوم في مسجد الشيخ سالم العلي، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.
واشار د.حمد الهاجري الى اهداف المبرة وانها تتلخص في:
- الرجوع الى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم.
- تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره وألوانه، وتحذيرهم من البدع المنكرة، والافكار الدخيلة الباطلة.
- نشر العلم الشرعي الصحيح.
- تربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم الى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه وأخلاقه.
- دعم وإنشاء المشاريع الخيرية.
- إنشاء دور أيتام ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
- دعم ومساندة الاسر المحتاجة خاصة في المجتمع الكويتي.
- العناية بتحقيق ونشر كتب التراث والدراسات الاسلامية.
- تقديم المنح التشجيعية والدراسات للباحثين والمتفوقين في مختلف المجالات الدينية والعلمية والادبية.
- مساعدة مراكز البحوث المتخصصة.
- تقديم العون للمسلمين ومساعدتهم في الكوارث والنكبات.
- اقامة الملتقيات الثقافية والندوات العلمية والمحاضرات الهادفة والدروس الشرعية.
- رفع الوازع الديني في المجتمع.
- القيام بأعمال البر والنفع العام.
من ناحيته، قال د.محمد طاهري: ان الطيب يدعو الى الطيب، وان الانفاق في طرق الخير من شيم أهل الخير، والعطاء من شيم النفوس الأبية، التي تأبى الذل للبخل والشح واللتي واللتية، وأنتم يا اهل الكويت معروفون بكثرة الانفاق، واصطناع الصنائع، وابتناء المآثر، مع حسن القول، وحسن الفعل، ولا خير في القول الا مع الفعل، ولا في المال الا مع الجود، ولا في الصدق الا مع الوفاء، ولا في الفقه الا مع الورع، ولا في الصدقة الا مع حسن النية، واكد ان للانفاق في سبيل الله تعالى فضائل عظيمة، وشمائل جمة جسيمة، قال الله تعالى (ان الله يجزي المتصدقين)، وقال تعالى (والمتصدقين والمتصدقات) الآية، والآيات الكريمة في ذلك كثيرة، والاحاديث الصحيحة فيه مشهورة، وفي صحيح مسلم، وموطأ مالك، وجامع الترمذي. عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «ما نقص مال من صدقة»، وقال النخعي: كانوا يرون ان الرجل المظلوم اذا تصدق بشيء دفع عنه البلاء. وكان من سلف من سلفنا يقومون الى الفقير ويتمثل قائما بين يديه ويسأله قبولها حتى يكون هو في صورة السائل.
وقال ( صلى الله عليه وسلم ): «اتقوا النار ولو بشق تمرة».
وعن الربيع بن خيثم انه خرج في ليلة شاتية وعليه برنس خز، فرأى سائلا فأعطاه اياه، وتلا قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - آل عمران 92).
وقال يحيى بن معاذ «ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا الا من الصدقة».
واستطرد: هذه المبرة «مبرة الهدى» اسما ورسما لا تقوم الا بأياديكم البيضاء، وسخاواتكم المعطاء، و(تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، وهل تقوم اعمال الخير ونشره الا بأهل الخير (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، هذه المبرة ستقوم بإذن الله على سواعدكم القوية بالعطاء، وتعاونكم معها على النماء.
الصفحة في ملف ( pdf )