أسامة أبوالسعود
اكد وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير المواصلات عبدالله المحيلبي ان ندوة مجلة اوقاف تأتي استكمالا للدور الحضاري الذي اسهمت به المجلة ولاتزال في تطوير مواضيع النشر العلمي في مجال الوقف وعلومه وثقافته التي يدرك الجميع مدى الحاجة اليها، خصوصا في ظل العولمة السارية التي عبرت بأهدافها وغاياتها وفلسفتها الحدود المكانية والزمانية بين الدول والشعوب.
وقال الوزير المحيلبي، في كلمة افتتح بها الندوة الدولية الاولى لمجلة اوقاف «الوقف والعولمة.. استشراف مستقبل الاوقاف في القرن الحادي والعشرين» نيابة عن راعي الحفل سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بقاعة الراية صباح امس: لقد كانت انطلاقة البحث العلمي دائما نشطة على مستوى الدول والشعوب العربية والاسلامية تحت لواء الاسلام الذي جمع الصفوف ووحد الامة والف بين افرادها على صعيد حضاري واحد، فجعلهم - بنعمة الله - اخوانا، حيث كانت ثمرة ذلك تحقيق نهضة كبرى نقلت الانسانية من عصور التخلف والظلام الى عصور التمدن والتحضر والرقي الانساني.
وتابع الوزير المحيلبي: يطيب لي ان اعرب عن خالص التقدير للجنة التحضيرية واللجنة العلمية للجهد المبذول من اجل تنظيم هذه الندوة العلمية الاولى لمجلة اوقاف المقامة تحت شعار «الوقف والعولمة»، وجدد الوزير ترحيبه بالحضور من العلماء والباحثين والمشاركين في الندوة، متمنيا لهم التوفيق والسداد.
من جانبه، قال الامين العام للامانة العامة للاوقاف د.محمد الشريف: لقد حقق الوقف على مدار التاريخ الاسلامي انجازات باهرة على جميع الاصعدة، وخصوصا على صعيد التنمية المجتمعية والعلمية، مما جعل من الوقف المؤسسة الرائدة الاولى في تحقيق الرفاه الاجتماعي، وفي تخفيف الاعباء الملقاة على عاتق الدولة.
وتابع د.الشريف: وقد استرعى نظام الوقف اهتمام العالم الغربي الذي بحث في طبيعته واستفاد منه في انجاز نظام شبيه به هو نظام «الترست» المعمول به في كثير من الدول الغربية، ونظرا لما يمر به العالم المعاصر من تطورات متسارعة واحساس العالم الاسلامي بالفجوة التي تتسع يوما فيوما عن غيره من الدول بدأت تباشير العودة لاحياء فكرة الوقف في الدول الاسلامية باعتباره المنقذ لها من كثير من الآفات التي تعانيها.
واردف د.الشريف: ان بروز الامانة العامة للاوقاف منذ انشائها عام 1993 انما يعبر عن اهمية استعادة الحضور الحضاري للوقف، والعمل على تحقيق خطوات ملموسة على طريق التجديد المؤسسي والوظيفي للاوقاف داخل الكويت، ولعل تجربة الصناديق الوقفية التي يخدم كل واحد منها جانبا معينا من جوانب التنمية المجتمعية لهي خير شاهد على ذلك، هذا الى جانب دأبها على بث نداء النهوض بالوقف في مختلف دول العالم الاسلامي.
واضاف: انه لمن نعم الله عز وجل وكرمه على الكويت ان حظيت بتكليف مؤتمر وزراء اوقاف الدول الاسلامية المنعقد بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا في اكتوبر سنة 1997 لتكون «الدولة المنسقة لجهود الدول الاسلامية في مجال الوقف على مستوى العالم الاسلامي»، وتسعى الامانة العامة للاوقاف منذ ذلك الوقت الى انجاز عدد من المشروعات العلمية على المستوى الدولي.
واوضح د.الشريف ان مجلة «اوقاف» تعتبر احد هذه المشروعات العلمية، اذ تعد احدى المجلات العلمية المحكمة المتخصصة في مجال الوقف والعمل الخيري، وتهدف بشكل اساسي الى ان يتبوأ الوقف مكانته الحقيقية في خدمة المجتمع، وما هذه الندوة الدولية الا احد انجازاتها التي تهدف من خلالها الى تحقيق عدة امور، لعل اهمها: اقامة جسور التواصل بين الباحثين في قضايا الوقف والباحثين في الفكر الاسلامي في جميع انحاء العالم وتطوير موضوعات النشر العلمي المتعلقة بالوقف من خلال التواصل مع المجلات العلمية الصادرة عن الجامعات والمراكز المتخصصة في العالمين الاسلامي والغربي، ورصد التحديات التي تواجه المؤسسات الوقفية واستشراف الامكانيات الحقيقية للوقف في معالجة قضايا التنمية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )