بشرى الزين
قال المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الالمانية د.فولكر شتانسل ان رسالة المانيا الى ايران: ألا تدع الفرصة تفوتها عبر حزمة الحوافز الجديدة التي قدمتها بلاده الى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين والتي اقرها وزراء خارجية هذه الدول في اجتماعهم 2 الجاري في لندن.
واضاف شتانسل في حديث لـ «الأنباء» على هامش زيارته أمس الى الكويت والاجتماع الى سفراء دول الخليج المعتمدين لدى الكويت في مقر اقامة السفير الالماني ميشائيل فوربس ان زيارته تأتي لاطلاع الكويت ودول الخليج الست على نتائج زيارة الممثل الأعلى للخارجية الاوروبية خافيير سولانا الى طهران باعتبار الكويت احدى الدول المعنية بهذا الموضوع.
واذ نفى المسؤول الالماني دعم بلاده لأي ضربة عسكرية محتملة ضد ايران قال: إن الطرق الديبلوماسية مازالت مفتوحة وننتظر من ايران تقييم عرض «الحوافز» خلال 6 اشهر لانهاء الأزمة، مشيرا الى ان المفاوضات المتعلقة بهذا الملف بدأت منذ العام 2003 الا انها لم تحدث أي نجاح ولذلك لا يمكن ان نتوقع من زيارة قصيرة لـ «سولانا» ان تغير في الامر سريعا.
مشيرا الى انه اذا استمرت ايران في تحدي المجتمع الدولي فإنها ستؤدي الى عزل نفسها والى سباق تسلح في المنطقة ستكون مخاطره غالية الثمن، وفيما يلي تفاصيل الحديث:
ما تقييمكم لزيارة الممثل الأعلى للسياسة الاوروبية خافيير سولانا الى طهران وانتم العائدون منها، وهل تعتقدون ان حزمة الحوافز الجديدة كافية لوقف ايران برنامجها النووي؟
اعتقد ان مسار المفاوضات الجديد الذي بدأ في طهران امس فتح طريقا جديدا وبداية في جهود المجتمع الدولي ودول «1+5» لايجاد حل للأزمة وتحفيز ايران للمضي قدما في دراسته والاستفادة من هذا العرض الجديد الذي نعتقد انه سيكون في مصلحتها ومصلحة المنطقة والعالم.
ذكرتم ان طريق النجاح بدأ من خلال زيارة خافيير سولانا الى طهران اخيرا، هل يمكن اعتباره وصفا لنتائج زيارته بالكامل؟
ذهبنا الى ايران للبحث عن امكانية مناقشة الحوافز الجديدة مع المسؤولين في طهران، فكان بعض التعثر قبل امس إلا انه امس بدا بعض النجاح وبداية طريق جديد «قالها مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي وليس سولانا».
وهل تترقبون أي ضربة عسكرية أميركية الى ايران؟
الرئيس جورج بوش لم يقل بتوجيه ضربة الى ايران إلا ان هناك بعض السياسيين الاميركيين تقدموا بهذا الطرح والرئيس بوش كان صرح بأن كل الخيارات مطروحة ما يعني ان الطرق الديبلوماسية لاتزال مفتوحة. ومجلس الأمن سيعود الى الانعقاد في حال لم تتجاوب ايران مع العروض المطروحة بفرض عقوبات مستجدة وهو ما نص عليه قرار مجلس الامن الدولي مؤخرا.
لكن يبقى امام ايران اليوم الاستفادة من عرض الحوافز الجديد لدفعها عن توقيف تخصيب اليورانيوم
كيف كان تجاوب المسؤولين الإيرانيين مع الطرح الجديد للحوافز المقدمة من المجموعة الدولية 3+3؟
ننتظر خلال فترة شهرين الى 6 اشهر بأن ايران ستقوم بتعليق انشطتها النووية وما نحاول عمله ان نتفاوض حول انهاء هذه الازمة. وعملية المفاوضات قائمة منذ العام 2003 دون أي تقدم أو نجاح وبالتالي لا يمكن ان نتوقع من زيارة قصيرة لخافيير سولانا ان تغير في الأمر سريعا لكن كبير المفاوضين للملف النووي الايراني سعيد جليلي قال للصحافة «إننا بدأنا طريقا جديدا».
هل اضطلاع القوى الأوروبية بدور مهم في المفاوضات مساند أم منافس للولايات المتحدة؟
الولايات المتحدة لم تقل بالهجوم او توجيه ضربة عسكرية ضد ايران وننتظر تقييم ايران لحزمة الحوافز الجديدة والموقف الدولي تجاه ايران ليس اوروبيا فقط، بل يضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لاقناع طهران باتباع المطالب الدولية ووقف برنامجها النووي.
وماذا عن موقف ألمانيا من البرنامج النووي الإسرائيلي؟
نحن نرى أن البرناج السلمي جيد، عكس البرنامج النووي العسكري ونرفضه اطلاقا، ونرى أن دولا مثل باكستان والهند انتجت اسلحة نووية العام الماضي لكن هذه الخطوة يجب ألا تكون دافعا لدول اخرى لامتلاك اسلحة نووية.
ما رسالة المانيا إلى إيران؟
نقول للإيرانيين لا تدعوا الفرصة تفوتكم، لانه إذا نجحت فستستفيدون ونستفيد منها ودول المنطقة من فرصة السلام.
كيف كانت لقاءاتكم في الكويت خلال هذه الزيارة القصيرة؟
التقيت وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله ونعلم ان الكويت هي احدى الدول المعنية بالبرنامج النووي الايراني ولذلك فإن افاداتها وادائها حول هذا الموضوع وكذلك اخبارها بنتائج العرض أمر مهم بالنسبة لنا وما يهم الدول الست المعنية بالملف الايراني، وهو مهم كذلك بالنسبة الى دول الخليج الست اكثر من الاوروبية.
هل ستدعم المانيا اي ضربة عسكرية اميركية محتملة ضد ايران في حال نفاذ كل الطرق الديبلوماسية معها؟
لا لأن الخيار العسكري ليس خيارا مناسبا بالنسبة لألمانيا كما قالت المستشارة انجيلا ميركل.
حالة الشد والجذب التي تلف الملف النووي الايراني منذ البداية هل تجعل ايران في موقع قوة الآن في نظركم؟
لا اعتقد ذلك حالة الشد والجذب ليست بين إيران والعالم الغربي ولكن معها ومع المجتمع الدولي ككل وليست المانيا وحدها مهتمة بوجود اسلحة نووية في المنطقة بل دول الخليج جميعها ودول العالم اجمع لا تريد تسلحا نوويا جديدا في منطقة الشرق الاوسط، وإذا استمر تحدي ايران للمجتمع الدولي فإنها ستؤدي بنفسها إلى العزل عن المجتمع الدولي والى سباق تسلح في المنطقة ستكون مخاطرة غالية الثمن.
زارت الكويت الاسبوع الماضي خبيرة اميركية في مجال الطاقة النووية وعرضت دعما لدول الخليج في امتلاك الطاقة لاغراض سلمية كيف تنظرون الى هذا العرض؟
في العام 1998 اقرت المانيا قوانين تلغي الاستخدام السلمي لهذه الطاقة لما لهذه الطاقة من اخطار لذلك نؤيد الاجماع الدولي الذي يلغي استخدام الطاقة النووية ونعلم ان هذه الطاقة خطرة، واذا طرحتم هذا السؤال على وزير البيئة الألماني فإنه سيرد كيف؟ انكم في هذه المنطقة تستطيعون استخدام الطاقة المائية والشمسية والهوائية لانتاج الكثير من الطاقة وليس عن طريق استخدام الطاقة النووية.
الصفحة في ملف ( pdf )