دانيا شومان
على مدى سنوات عرف النادي العلمي بتميزه في الدورات الصيفية، تلك الدورات التي تدخل ضمن المساهمة الفاعلة للنادي في المجتمع كجمعية نفع عام، واستطاع النادي العلمي خلال سنوات ان يستقطب اهتمامات آلاف الشبان من الجنسين ومن مختلف الجنسيات، وتعتبر الدورات الصيفية التي اقيمت هذا الصيف هي الأكبر والأكثر تنوعا في برامجها وأنشطتها، بل وحتى في طاقتها الاستيعابية التي قدرت بـ 3000 مشارك ومشاركة في دورات متنوعة شاملة لكل جوانب الحياة والاهتمامات العلمية.
وكما قال أمين عام النادي العلمي م.أحمد المنفوحي في بدء الدورات الصيفية «هدفنا شغل أوقات الفراغ بما ينفع ويفيد خلال احتضان الأبناء والابتعاد بهم عن الأماكن التي قد يستغلون فيها والتأثير عليهم بالأفكار الدخيلة التي باتت تهدد القيم والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمعات الاسلامية والعربية».
واشتملت الدورات لهذا الصيف على أكثر من مجال ما فتح باب الاختيار امام الراغبين في التسجيل من المتدربين والمتدربات، خاصة ان الأنشطة استهدفت جميع أنواع الفئات العمرية بين 8 و18 عاما، وحرصت على تفصيل الأعمار بحسب الفصول الدراسية بواقع اكثر من 42 دورة بمناهج معتمدة من جامعة الكويت وكلها خاصة بالنادي العلمي، بالاضافة الى 18 ورشة ما يعني ان مجموعها يبلغ 48 ورشة عمل مخصصة للجنسين، وأسعار رمزية مدروسة بالاضافة الى وجود دورات مخصصة للفتيات فقط.
دورتان منفصلتان
وهذا العام قامت ادارة النادي العلمي بتقسيم مناهجها الى دورتين منفصلتين، الأولى بدأت 14 يونيو وانتهت 17 الجاري على فترتين صباحية ومسائية حسب اختيار الأبناء، والدورة الثانية من 19 الجاري الى 21 اغسطس وهي على فترتين، صباحية ومسائية من السبت الى الخميس، تتخللها ثلاثة أيام ترفيهية وهي مخصصة للاعمار من 8 الى 16 عاما للأبناء فقط، وتشتمل على 16 ورشة متخصصة في ميكانيكا السيارات والالكترونيات وعلوم الطيران والروبوت والكيمياء وسيارات البنزين والفيزياء وتشكيل اللحام وفن الخراطة والنباتات والزراعة والانترنت والفلك وعلوم الأحياء والطاقة الشمسية والكمبيوتر.
الدورات ميدانياً
يتحول النادي العلمي منذ الساعة التاسعة وحتى الساعة الثانية عشرة يوميا الى خلية نحل مع تدافع دخول المشتركين الذين يصلون الى النادي العلمي صباح كل يوم ليلتحقون بالدورات المسجلين فيها، ويبدأ المشرفون على الدورات بالاستعداد لاستقبال المنتسبين منذ الساعة الثامنة صباحا، ولا يعود الهدوء الى النادي الا بعد الساعة الثانية عشرة، رغم ان الحركة لا تتوقف تماما فأعضاء النادي القدامى يتواجدون بشكل مستمر في النادي في ورشهم الخاصة بإدارات النادي من تصوير فوتوغرافي وميكانيكا وطيران وغيرها من الادارات الفاعلة المهمة.
ولا تمضي سوى ساعات قليلة حتى يعود النادي ليتحول الى خلية نحل مع توافد المشتركين المنتسبين في الدورات المسائية منذ الساعة الخامسة مساء وحتى التاسعة وكأن النادي يأبى الا ان يكون حركة بلا توقف، وان هدأ مبناه بين الساعتين الثانية عشرة ظهرا والخامسة من كل يوم.
أولياء الأمور يتحدثون
وكأن عيونهم معلقة بشيء مبهر يطلع المشتركون الصغار من جميع الأعمار الى مبنى النادي العلمي لحظة دخولهم، يتحدثون عن أحلامهم طموحاتهم وحتى حياتهم الاجتماعية تتغير، وبهذا الصدد تقول ام سلطان: «قررت تسجيل ابني في النادي العلمي لسببين أولا لكونها رغبته، وثانيا لكونه سيستفيد شيئا من مؤسسة عريقة ومعروفة كالنادي العلمي»، اما أم محمد فتقول: «اعتقد ان قضاء وقت الفراغ في النادي العلمي بالنسبة لأولادي أفضل بكثير من قضاء العطلة في المنزل أو التسكع، غير انني لمست تغيرا ملحوظا في أبنائي، وحقيقة في البداية كنت اعتقد انها (هبة) اي انهم سيذهبون يوما ويومين ثم ينطفئ حماسهم، الا انني وجدتهم يتعلقون بالنادي وبأنشطته وأنا افكر ان اسجلهم بشكل دائم في النادي كأعضاء خاصة بعد ان اطلعت على جميع أنشطة النادي»، وحول تغير أولادها قالت: «لقد تعرفوا على أصدقاء جدد وهذا جيد من الناحية الاجتماعية، وطبعا ذلك في جو أسري تعليمي تربوي وبإشراف متخصصين متطوعين من ابناء الديرة وهذا أمر مهم جدا، وهو ان تعرف اين تضع ابناءك».
كما تضيف أم حسين انها سجلت في البداية ابنيها لأنها ارادت ان تجرب شيئا جديدا غير انها فوجئت بحجم التغيير الذي طرأ على سلوكياتهما، خاصة اهتمامهما في الآخرين وتكون صداقات جديدة وحبهما للاطلاع أكثر وأكثر وتضيف: «النادي العلمي لم أتخيل انه بهذه الامكانيات الراقية والرائعة التي ينافس بها كبرى المؤسسات المتخصصة في التدريب، وعلى الرغم من قصر الدورات نسبيا الا انها كانت فترة مهمة لولديّ وأعتقد انهما خرجا بفائدة كبيرة جدا، أهمها انهم أحبوا الاطلاع كثيرا وثانيا انهم انخرطوا اجتماعيا مع اشخاص من مجتمعهم يشاركونهم ذات الاهتمامات وهذا الأمر لا يتوافر في أي مكان آخر في الكويت».
المنفوحي: عقلية تجارية لا ربحية
وحول الهدف من هذه الدورات بشكل عام قال أمين سر النادي م.أحمد المنفوحي «لا يمكن ان تطلب من الآخرين ان يأتوا اليك للمشاركة في دوراتك ما لم تتعامل بمنطق تجاري تسويقي رغم اننا لم ولن نسعى الى الربحية يوما في النادي العلمي، وأقصد ان تضع اعلاناتك بشكل ترويجي وهذا ما حصل مع دوراتنا هذا العام اننا قمنا ببثها كأنها اعلان تجاري وذلك بهدف الوصول الى أكبر شريحة ممكنة من ابنائنا وبناتنا الطلبة ونجحنا والحمد لله، ونحن حددنا مبالغ الدورات بشكل رمزي للغاية لأننا وضعنا نصب اعيننا ولي الأمر الذي يمتلك 3 أو 4 أبناء ودوراتنا تتراوح بين 20 و45 دينارا وهي مبالغ رمزية، ورمزية جدا مقارنة بما نقدمه من دورات وتوصيل مجاني للمنتسبين من والى جميع مناطق الكويت، والحمد لله ان المتطوعين من ابناء النادي العلمي والمشرفين على هذه الدورات يعون جيدا حقيقة خدمة المجتمع ومفهوم العمل التطوعي الذي نطبقه بحذافيره من اجل خدمة مجتمعنا»، علما أن هناك خصومات من معظم الجمعيات التعاونية.
الدورات الصيفية زمان
اذا عدنا بالذاكرة 15 عاما أو حتى 25 عاما الى الوراء مسترجعين أرشيف النادي العلمي الكويتي لوجدنا مبعدين كانت الدورات الصيفية التي التحقوا فيها سببا رئيسيا في تغير حياتهم، بل وتحول هوايتهم الى مهنة وجميعهم منذ السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات التحقوا بالدورات الصيفية ومنهم أطباء بشريون ومهندسون من جميع التخصصات، وطيارون مدنيون وحربيون وكيميائيون وكلهم من ابناء النادي الذين دخلوا أنشطة النادي العلمي الكويتي بدوراته الصيفية فتغيرت حياتهم الى الأفضل.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )