Note: English translation is not 100% accurate
سفارتنا في بيروت والفرسان الثلاثة
الأربعاء
2006/8/23
المصدر : الانباء
عندما حددت تعليمات وزارة الخارجية بتقليص عدد العاملين في سفارتنا في بيروت الى الحد الأدنى أسوة بباقي السفارات في العاصمة اللبنانية، قلق البعض في لبنان خشية ان ينعكس هذا تقليصاً للاهتمام الكويتي في هذا البلد، موضوعيا على الأقل.
لكن الذي حدث، وبالاختبار العملي ان الجهد الذي بذله السفير علي السعيد وأركان السفارة، الذين اصبحوا بعد تقليص عدد الأعضاء اثنين فقط هما: القنصل عصام النهام الذي ضم الى مهامه الشؤون الادارية والاعلامية، والملحق العسكري الرائد فهد السالم، المسؤول عن الارتباط بين الجيشين الكويتي واللبناني، استطاعت هذه «الترويكا» الديبلوماسية ان تلبي كافة الاحتياجات الطارئة والروتينية وعلى نحو كرس استمرار الحضور الكويتي ديبلوماسياً وانسانياً وعلى كل صعيد.
الأكثر مشقة كانت عملية ترحيل المواطنين الكويتيين من لبنان، عبر البر المحفوف بالمخاطر إلى سورية، حيث انه تم تأمين سفر ما لا يقل عن 12 الف مواطن كويتي، بواسطة قوافل سيارات عن طريق المصنع، قبل تدمير، أو عن طريق العريضة في اقصى الشمال، وفي فترة زمنية قصيرة، حيث كان طاقم السفارة في سباق مع منهجية التدمير الاسرائيلي للطرق والجسور اللبنانية.
وتلتها عملية تأمين ادخال المساعدات الانسانية التي تولاها الهلال الأحمر الكويتي من سورية الى لبنان، في فترة القصف الاسرائيلي للشاحنات الداخلة من سورية الى لبنان، أو حتى داخل الأراضي اللبنانية، حيث كان الاسرائيليون المكتوون بنيران صواريخ المقاومة، يتصورون كل شاحنة مغطاة بمثابة ناقلة صواريخ! سؤال طرحته «الأنباء» على السفير السعيد في حينه، لماذا لا تأتي المساعدات الكويتية بطريق الجو أسوة بغيرها، وكان جوابه «لانه لا اتصال بين الكويت واسرائيل».
هذه اللمسة القومية والمبدئية في مواقف الكويت، لطالما ميزت هذا البلد المعطاء بنظر اللبنانيين خصوصا الذين ما اصيبوا في منازلة مع العدو الا ووجدوا اليد الكويتية تدعم وتبلسم.
وفي الحديث عن الجهود المشكورة لأركان سفارتنا في بيروت، لابد من التنويه بدور الطاقم المحلي، ولا ننسى ابدا مكتب كونا في بيروت ومديره سلطان المطيري الذي نجح مع مكاتب الصحف الكويتية وتلفزيون الكويت في نقل صور المواجهة اللبنانية مع العدو الى الشعب الكويتي والى اللبنانيين في الكويت مع تغطية الجهود الديبلوماسية والانسانية للسفارة التي مازالت على زخمها رغم توقف المواجهات على ايقاع القرار 1701، وهو ما يوجب الاعتراف بالفضل وعدم النسيان.
وطبعا كل ذلك برعاية السفير السعيد الذي لن يسعد اللبنانيون عندما يعلمون أنه سيغادرهم قريبا الي عاصمة السين كسفير للكويت في فرنسا.
اقرأ أيضاً